سكان سوريون يجادلون مراقبين عرب ويتوسلون اليهم
بيروت (رويترز) – تزاحم سوريون غاضبون حول مراقبين من الجامعة العربية زاروا مدينتهم حمص يوم الثلاثاء وهتفوا “بدنا (نريد) حماية دولية” لدى مرور الفريق عبر شوارع تناثرت فيها بقع الدم والحطام.
ونشر نشطاء عدة مقاطع فيديو بموقع يوتيوب على الانترنت لما يبدو انه تسجيل لنشاط مراقبي جامعة الدول العربية الذين يتحرون مدى تنفيذ سوريا للمبادرة العربية التي تدعو الحكومة الى سحب قواتها من مراكز الاحتجاج وانهاء اراقة الدماء.
وهزت الاضطرابات سوريا على مدى تسعة شهور حيث تحاول قوات الامن سحق احتجاجات تسعى للاطاحة بالرئيس بشار الاسد.
ومنعت سوريا دخول الصحفيين الاجانب ولا يمكن لرويترز التحقق بصورة مستقلة من مصدر او تاريخ مقاطع الفيديو المنشورة.
وفي احد تسجيلات الفيديو يمر المراقبون في حارة ضيقة بين مبان اسمنتية متداعية يبدو انها تضررت من قصف بالمورتر او بنيران الدبابات التي جابت شوارع البلدة في الايام الماضية. واشار سكان غاضبون لرئيس الوفد نحو بقعة دماء كبيرة ومبان مهدمة.
وصاح فيهم رجل قائلا “وينو (أين) العالم؟.”
وبدأت الاحتجاجات بصورة سلمية لكنها تحولت الى العنف على نحو متزايد مع ظهور تمرد مسلح.
وحول العنف اجزاء من حمص وخاصة منطقة بابا عمرو التي زارها اعضاء الوفد الى منطقة حرب تهدد بالانزلاق الى حرب اهلية.
وفي تسجيل فيديو اخر هتفت مجموعة من السكان لدى مرور المراقبين بهم “الله يحيي الجيش الحر”. والجيش السوري الحر هو جماعة فضفاضة تعهد منشقون على الجيش ومتمردون مسلحون بالولاء لها.
وبدا السكان ثائرين وهم يندفعون تجاه المراقبين. ومع تقدم المراقبين وسط احد الحشود اندفعت امرأة الى رئيس الفريق وصاحت “نريد (اطلاق) المعتقلين”.
واعتقلت قوات الامن السورية الاف الناس في الحملة الامنية. واطلقت سراح الف شخص على الاقل لكن نشطاء يقولون ان عشرات الالوف ما زالوا رهن الاحتجاز في انحاء البلاد.
وفي تسجيل فيديو ثالث ناشد سكان غاضبون النشطاء ان يتوغلوا داخل حي بابا عمرو في حين اندلع اطلاق نار في الخلفية.
وجذب رجل احد اعضاء الفريق من سترته وهتف به قائلا “كنت تقول لرئيس البعثه انه لا يمكننا العبور الى الشارع الثاني بسبب اطلاق النار. لماذا لا تقول هذا (لنا).. ادخلوا الى الداخل وانظروا ما يحدث في الداخل. لقد ذبحونا والله.”
وقال المراقب انه لا يمكن الا لرئيس الفريق الادلاء بتصريحات علنية.
واحاط سكان اخرون بالفريق وتوسلوا للمراقبين أن يدخلوا احياءهم.
وتوسل رجل راجيا المراقبين ان يأتوا ليروا واقسم ان السكان يتعرضون للذبح.
وتقول سوريا انها تقاتل ارهابيين مدعومين من الخارج قتلوا اكثر من الفين من قوات الامن.
وتقول الامم المتحدة ان قوات الامن السورية قتلت اكثر من خمسة الاف مدني ومنشق عن الجيش.