تلاشى وتبدد طغيان حضور الخنجر اليماني من أرجاء عدن بعد أن كان قد شاع وتفشى كأية جائحة من جوائح حرب 1994، وكاد يتكرس كعلامة على اكتساح حراك القبائل المسلحة والهضاب الشمالية العليا لسهول “تبن” وسواحل عدن، ويتعمّم كرمز لهوية “وطنية” بعد أن كان يؤشر إلى هوية قبلية وإلى اقتصاد مكانة ووجاهة، ما رفع الحجاب عن سعي مفضوح لتعويم منطق السلطة الهرمية التراتبية التي أريد لها أن تنطح عدن بقرون الوعول والخراتيت التي يصنع منها مقبض الخنجر إياه.
وليس ثمة خنجر آخر نقصد غير “الجنبية”، فهي خنجر ذو نصل معقوف، وقد جرى تسويقها “مركزياً” بما هي رمز للفحولة والشرف والنزاهة والتحدي، ومعقد للرهان والتحكيم العرفي، وما إلى ذلك من المفردات المتعالقة مع أفق التعبير عن النظام القبلي وشاراته الرمزية المميزة وفي مقدمتها “الجنبية”.
وما كان لـ”الجنبية” أن تخطر على البال لولا غيابها عن مجال نظري خلال فترة تزيد على 10 أيام قضيتها في عدن مؤخراً، ورصدت خلالها حركة السابلة في الشوارع والمتنزهات والسواحل، ولم تكتحل العين بمنظر خنجر، ولم أصادف أي كائن بري طارئ على المدينة وهو يرفل بـ”الجنبية” ويختال بزهوه وتحديه واعتداده وتكشيرته في ما حوله على غرار ما كان يفعل بعضهم عقب غزوة 7/7 وفي الأعوام القليلة التالية لحرب 1994.
تعجبت من عدن وهي توشك أن تكون بلا “جنبية” في فترة وجيزة لا تقاس بزمن مسافة سحابة صيف. واستحضرت الكثير من المشاهد والمناخات التي عشتها عقب تلك الحرب التي أسفرت عن تحويل الجنوب بكامله إلى مدى للغنيمة، وكانت عدن هي المستهدف الأول في عمليات السلب والنهب وطمس المعالم وتجريف العلامات ومسح الذاكرة والذاكرات، وتنويم ومسخ وتشبيح الكائنات تضمن منزع إلغائي إرادوي جامح تقصد جرجرة هذه المدينة بأذيال الحرب، وشدها بتلابيب القبائل المسلحة، وتعليقها على شفرة نصل خنجر معقوف.
وساورني هاجس تأثيرات ومفاعيل الحراك الجنوبي الذي اندلع بقوة منذ أكثر من 3 أعوام، وما يمكن أن يلعبه دوره وتأثيره في المنحى الذي جعل من “الجنبية” أداة لصيقة الارتباط بالقوى التي اجتاحت عدن عقب حرب 1994، وصارت ترمز إلى شمال اليمن برمته وعمومه، بمقتضى أجواء الاحتدام ومناخات الاحتراب والتقاتل والتآكل التي تفترس معظم اليمن، وهي مناخات تستحضر أسوأ التصنيفات والتعميمات العنيفة والمدمرة، ومعها أقبح الرموز والاستعارات والضغائن.
وهجست بشيء آخر وأبعد يرجع إلى عدن التي تمكنت من صهر “الجنبية” وتبخيرها بقدرة سحرية عجيبة، مدهشة، صار معها السؤال عن سر تواري هذا السلاح يدعو إلى الدهشة، فهي اختفت وكفى.. أما كيف ومتى، فليس ثمة من سر غير قوة هذه المدينة، ومن الأفضل التوجه بهذه الأسئلة إلى البحر، وإلى طاقة الاستيعاب والصهر العجائبية التي تتميز بها عدن دون سواها، وتمكنها من إعادة صياغة الكائنات الطارئة والمتطيرة والمتعدية، ومن تقليم مخالب المتوحشين وتهدئة خواطر الطرائد المذعورة. وتلك هي..: عدن.
ولكم أن تقولوا إن ذلك هو بعض عدن!
mansoorhael@yahoo.com
صنعا
أن تكون عدن بلا جنبية
عقيل صالح بن اسحاق -موسكو
http://orientpro.net/Untitled%20-%2…
http://orientpro.net/Untitled%20-%2043.htm
أن تكون عدن بلا جنبية
عقيل صالح بن اسحاق -موسكو
http://www.adenpress.com/modules.ph…
http://www.adenpress.com/modules.php?name=News&file=article&sid=4644
أن تكون عدن بلا جنبية عقيل صالح بن اسحاق -موسكو ملحق للموضوع السابق مدى الخوف في صنعاء من تكرار ما يجري في غيرغيزيا هدا خبر جديد من صدى عدن نشر في ظل حصار علية في اليمن والبلدان العربية الخائفة على نفسها . صدى عدن / خاص / نور العيد / 08 / 04 / 2010 خلت نشرة تلفزيون اليمن أمس من خبر سقوط الرئيس القرغيزي كرمان بك باكاييف لتطابق أسباب رحيله مع حالة صالح وهي رعاية الفساد، عدم تحقيق الوعود، غياب الحكم الرشيد، وتهديد مستقبل البلاد. واختفى الخبر في نشرتي عدن وصنعاء في حين كان خبر الساعة لكل القنوات. وعلمت… قراءة المزيد ..
أن تكون عدن بلا جنبيةعقيل صالح بن اسحاق -موسكو سعيد من شاف الحبية والحبايب ! هكذا اعرف اليوم كيف تعيش مدينة أيام شبابي بعد مضي 28 عام من الفراق معها إجبارا يا زميل الهم اليمن على الشفاف .والأمل لا يموت أبدا في قلبي حتى ادا مات جسدي في المنام قبل العودة إليها , سوف أعود حيا او ميتا في الأحلام في نوم القليلة في المنام الأخير , سوف أعود لكي أرها برهة, لحظة, ثانية ومن ثمة أودعها بعد أن غادرها الأوباش مع حناجرهم وجنوبياتهم المعقوف على رقابهم , لقد فشلت لغة السلاح والغطرسة والعبودية رغم لا زالت عناتر ” ثالح”… قراءة المزيد ..