اختلفت والزميل عادل القصار الكريم في نسبه المئوية، على نسبة الشواذ جنسيا بين الاميركيين، فهو ذكر في مقال له ان نسبتهم 51% في بعض الولايات، وعاد وصحح النسبة وقال انها 15% في اميركا وليس في بعض الولايات الاميركية، والنصان موجودان لدينا وفي «القبس»!!
قلنا في ردنا عليه ان نسبة 15% لا يمكن ان تكون حقيقة في اي مجتمع، مهما كان تحرره، وانها حسب المصدرين الاميركيين المعتمدين اللذين قمنا بايرادهما في آخر مقال لنا، ومن واقع مصدر انترنت ثالث يختص بشؤون المثليين انفسهم، فان النسبة هي بحدود 1% في مصدرين و6% في المتوسط في المصدر الثالث، وهو الاقرب للصحة، وبالتالي لا يمكن ان تكون 15% في اميركا او في غيرها، وربما كانت في قوم لوط، ولكنها انتهت معهم!
رد الزميل علينا جاء مليئا بالتهكم والسخرية وجعلني اشعر بالرعب حقا!! فقد قال انه اصيب بخيبة امل لعدم تمكني من العثور على موقع الانترنت الذي سبق ان استقى منه نسبته!! وكأن هذا الموقع هو عنوان خباز او حلاق!
حيث استطرد قائلاً «كنت اعتقد انني سأستفيد من امكانات زميلنا (أي انا) لو تركت له حرية البحث قبل ان احدد له مصدر المعلومات.. اما وان الزميل قد اعياه البحث ولم يتمكن من العثور على مراده فاستطيع القول انه www.islamonline.net !!.
وهكذا نجد ان الزميل عادل اعتقد، صادقا، انني ساحر واعرف الغيب وان بامكاني معرفة موقع الانترنت الذي استقى منه معلوماته من اصل ستة مليارات موقع في فضاء الشبكة العنكبوتية!! وكان الامر سيهون لو كان الموقع «الاسلامي» الذي اخذ معلوماته منه محايدا ومعروفا بنزاهته، ولا ادري كيف سمح لنفسه الاستشهاد بموقع واحد مقابل ثلاثة مواقع اوردتها، وكيف قبل ان تكون طبيعة الموقع الدينية المتعصبة تسمح بالاستشهاد به اصلا عن نسب الشواذ في مجتمع تكن له العداء والكراهية؟!
نعود لعنوان المقال ونقول إنني شعرت بالرعب حقا عند قراءة رده علينا.
فالزميل يعتبر من «مفكري» الجماعات الدينية ومن المدافعين عنهم في الصحافة المحلية، وهو فوق هذا وذلك من شارحي ومفسري وجهات نظرهم.
ولو علمنا ان هذه الجماعات قد اصبحت هي المسيطرة على اكثر من 65% من اقتصاد الدولة، و90% من مراكز التربية والتعليم فيها، سواء حكومية او خاصة، ولو علمنا فوق كل ذلك انهم نجحوا في التغلغل في كل نشاط وادارة وهيئة، وانهم قاب قوسين او ادنى من الامساك بعصب الدولة، واذ كان هذا حال المعتدلين والاذكياء منهم، فكيف حال المتطرفين؟! كل هذا يجعلني اشعر بالرعب على مصيري ومستقبل عائلتي واحبابي، وقبل كل هذا وطني، من ان يقعوا جميعا تحت رحمة او قسوة، الجماعات الدينية التي يبدو واضحا مستوى افكار قادتها، وهذا ما بدا واضحا في لغة بيانهم الشهير المتعلق بمنع الاختلاط!
ملاحظة: عندما يعتقد البعض ان نسبة الشواذ جنسيا في اي مجتمع هي المقياس للحكم على مدى صلاحه، وعندما نسخر من ارتفاع النسبة في مجتمع ما، فهذا يعني بصورة تلقائية انها اقل بكثير لدينا! ولو افترضنا صحة ذلك بالرغم من شكنا في الامر، لكن العبرة بالنتائج!! فماذا اعطى ذلك المجتمع، المليء بالشواذ البشرية، وماذا اعطاه الاسوياء من امثالنا؟! نترك الجواب للقراء.
habibi.enta1@gmail.com