خلال رحلتي الطويلة في الجدل الفكري مع طروحات الاخوان المسلمين، لم يحدث مرة أن تناولت شخوصهم و لا مؤهلاتهم و لا حالة أحدهم الاجتماعية و لا ماذا يملكون و لا من أين جاءوا بثرواتهم. و أيضا لم ينطلق هذا الجدل من على أرض النظام الحاكم و الانتصار له على الاخوان. فلم أسعَ يوما لمنصب أو جاه و لم يحدث أن نشرت لي صحف الحكومة القومية سوى مرة واحدة يتيمة و أخيرة في الأهرام ردا على حملة التكفير، و لأن النظام في النهاية لا يعتبرني من رجاله، و من جانبي لا أحتسب نفسي على نظام و لا حزب و لا منظمة و لا هيئة و لا حتى أنا عضو في اتحاد الكتاب. فحرصت على استقلاليتي التامة حتى أقول كلمتي حرة من اي ضغوط أو أي عتب لأتحمل نتائجها وحدي و ما كتبت بهذا الشأن إلا من على أرض مصلحة الوطن و المواطنين، لاعتقادي أن ما يقدمه الاخوان هي مجرد شعارات تستتر برداء الدين و تحمل في طياتها دمارا و خرابا لهذا الوطن الذي شرفني ربي به، و استخداما انتهازيا لإسلامنا العظيم.
ظللت أكتب ثلاث سنوات متواصلة أتعاطى مع خطابات أقطابهم ورؤاهم، و مع مبادراتهم ومشاريعهم أفندها بمنطق محكوم بأدب القول و بلسان عف، أطرح التساؤلات المقلقة و ايضا المحرجة ليبادلونا رأيا برأي و قولا بقول. و لكني ما تلقيت منهم سوى التجريح الشخصي واللجوء الى التسخيف و حرب الإشاعة و التسفيه و التكفير دونما أن يقدموا من كتاباتي نصا واحدا يستندوا اليه في حملاتهم، وكان أخرها حملتهم ضدي عندما كرمني الوطن بمنحي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، و هي الحملة التي تجاوزت كل المسموح به في أدب النقد و الحوار، مع حملة تخوين و تكفير تقوم على شائعات نسبوها إلى كتبي. و تحديتهم أن يحضروا أمامي على شاشات التلفزة ليعرضوا هذه النصوص فلم يحضر غيرى. وطالبتهم بنشرها مصورة من كتبي فلم يفعل أحد، و السبب ببساطة لأنها من اختراعهم و ليست في كتاب من كتبي أو دراسة أو بحث من بحوثي المنشورة.
ربما يرى البعض أن صدور ذلك عن قوم يزعمون التدين و يرفعون رايته هو أمر مهول. لكني كنت دوما أرى ذلك أمرا طبيعيا لأني لا أعلم لهم صدق دين و لا محارم ضمير و لا قولا صادقا و لا ذمة طاهرة. و اعتدت على السباب و التشويه و اللعن اليومي، حتى أني عندما كنت أصحو يوما و لا أجدهم يسبونني أتساءل مع نفسي عما قصرت فيه تجاههم.
و ما كنت سأكتب هذه السطور اليوم لولا ما نشرته مجلة المصور و نبهني اليه أحد تلامذتي النجباء،في موضوع بقلم ثروت الخراباوي بعنوان (سيد القمني بلبوصا). و اهتمامي ليس بهذا الخراباوي، إنما لدهشتي أن يسمح رجل في قامة الأستاذ حمدي رزق و التزامه آداب النشر، بنشر مثل هذا المقال بمجلته.
كان الخراباوي قد التقاني على تليفزيون المحور في برنامج 48 ساعة، و قلت لنفسي هذا أخيرا أحدهم قبل الحضور لمناقشة الأطروحات المختلف عليها بيننا، لعلنا نفتح جدلا نافعا ومنتجا بعد أن أحاطني أحد الأصدقاء علما أنه متحدث و محاور متمكن و متمرس.
فاذا بي أمام ذات الأساليب التي تعمد الى تشويه شخص الخصم. فقام يكرر الرواية الفاسدة عن تزويري لدرجة الدكتوراة، و لأني توقعت ذلك مسبقا فقد ذهبت محملا بأوراقي الرسمية جميعا من لحظة قبولي طالبا بالدراسات العليا الى أخر ورقة رسمية للتخرج بتقدير ممتاز عبر كل المراحل، رغم أني لم يسبق أن التفت الى هذا الاتهام بالمرة لحسباني أني قد تجاوزت مراحل الدرجات العلمية بمسافات ضوئية، ولم يعد لها قيمة وجودا أو عدما. فاذا به يكتب للمصور أنه قدم الأدلة على هذا التزوير و أني لم أحر جوابا، رغم أن الحلقة مذاعة و مشاهدة من الجميع. الأطرف في المسألة أني لاحظت أن خبراء الإنترنت الإخوان قد حذفوا هذه الحلقة التلفزيونية من على كل برامج الانترنت، فمهما بحثت فلن تجدها بالمرة، لأنهم ظلوا يرددون اسطوانتهم المشروخة حتى اضطررت لابراز أوراقي مكرها لاعتباري أن ذلك شئ معيب لكاتب مثلي، و ما أبرزتها إلا لخاطر عيون تلامذتي الشباب الذين أذتهم هذه الشائعة المتكررة بلا توقف.
و في هذه الحلقة عمد الخراباوى إلى تصغيري باتهامي في أمانتي العلمية فنسبني تلميذا للراحلة ممجدة الأستاذة أبكار السقاف. فرددت من فوري أن ذلك يشرفني و أفخر به و لا يشينني، و لم أنتبه إلى قوله أنه اكتشف أني سرقت من كتبها فصلا كاملا بكتابي الحزب الهاشمي، إلا عندما عدت الى بيتي و طالعت الحلقة على مهل. لذلك أطالبه هنا أن يقدم وثائق هذا الاتهام واضحة بالتصوير للفصل المسروق من كتاب المرحومة الجليلة و من كتابي، و لن يفعل لأنه قول كاذب و مفترى و مختلق ككل أقوالهم لا ظل له من حقيقة، سوى تجريح الخصم و تصغيره و تسخيفه بأي كذب و افتراء ممكن. و أتبع ذلك بأني سرقت في كتابي الحزب الهاشمي من كتاب المرحوم الشيخ خليل عبد الكريم (قريش) رغم صدوره بعد كتابي الحزب الهاشمي بأربع سنوات كاملة.
و ما كتبه الخراباوي بالمصور بالعدد 4468 ليس أكثر من محاولة نقمة لهزيمته المرة أمامي و كشفي لزيف دعاواه و بطلانها بأوراق ثبوتية رسمية معتمدة. و أرجع عنوان مقاله (القمني بلبوصا) الى قول نسبه إلي هو أني قلت : “لو سحبوا الجائزة مني سأقلع بلبوصا و أقف عاريا في ميدان ألتحرير” و هو بدوره قول لا قلته و لا أعرفه، فهو قول سوقي لا يليق بمثلي، و قد سبق و سمعته من قبل في رواية أخرى مختلفة لمراسل مجلة أجنبية ربما كانت النيوزويك ان لم تخني الذاكرة، و نسب لي فيها القول أن الإخوان اذا اضطروني إلى الهجرة من مصر فسأقف لهم بلبوصا، و هو بدوره القول الذي لا أعرفه و لا قلته، لأن المعتمد في المحاسبة هو ما أكتبه بيدي ممهورا باسمي و توقيعي. و هنا أطلب من السيد الخراباوي أن يقدم مستنداته التي جاء فيها هذا القول،و مرة أخرى أكرر أنه لن يفعل لأن القول لم يصدر عنى بالمطلق.
ثم يتحدث بلسان المؤمن الملتاع قائلا :”يا ألله هذا رجل سرق ما كتبه مستشرقين مثل القس زويمر و إدوارد مونتييه أو سابقين عليه مثل الكاتبة أبكار السقاف”. و مرة أخرى أكرر وأطلب منه أن يقدم وثائقه بهذا الشأن فى نصوص مقارنة،و مرى أخرى أكرر أنه لن يفعل لأن ذلك لم يحدث بالمطلق.
و لو فرضنا جدلا أن ذلك كان صحيحا،فان ناقل الكفر حسب شرعنا ليس بكافر. فلماذا لم يتوجه هو و إخوانه بالحساب إلى هؤلاء الذين يعتبرهم أساتذة ينقل عنهم الناس من المستشرقي؟ و لماذا سكتوا عن أبكار و خليل و ترصدوني دونهم؟ السبب الحقيقي أنني الذى أوجعهم وحدى، و سبق لى أن نشرت فى التلفاز مرتين صورة لكتاب بروفيسور مسلم بنفس الجامعة بكاليفورنيا هو من سطا على كتابى و استلبه كاملا لنفسه،و من باب ذر الرماد فى العيون قام البروفيسور A.A.Ahmed (أ.أ.أحمد) بالإحالة إلى كتابى فى الهوامش عدة مرات. لكنه حول كتابى من بحث موضوعى فى الظرف الإجتماعى الذى نشأت وسطه الدعوة الإسلامية،إلى اتهام للإسلام و نبى الإسلام،و عنوانه يفضح عن مضمونه فهو The hidden life of prophet Mohamed أو (الحياة الخفية للنبى محمد)، و أحلتهم إليه ليحلوا عنى إذا كانت المسألة حرصا على الدين و الإسلام. و مع ذلك فإنهم ظلوا على هجمتهم ضدى و لم أسمع منهم قولا ضد البروفيسور أحمد، مما يعنى أن الأمر شخصى تماما و ضدى وحدى و لا علاقة له بالدين لأنى أنا من وقف ضد الإخوان و مصالح الإخوان فى تشغيل الإسلام ضد الوطن و الإسلام، خاصة و أنهم يرون بعيونهم المنكر فى كل ركن والفساد يعم البلاد و يتركون كل هذا ليتفرغوا لشخصى المتواضع.
ثم يقول عني : “و زعم أن القرآن الكريم مسروق من شعر أمية” فى تشهير و تنفير وتكفير فصيح. و أكرر هنا أيضا أن عليه تقديم ذلك مصورا من كتبى و يعلنه للناس إن كان من الصادقين،و لن يفعل ذلك لأنه من الكاذبين.
ثم قال: “وانفرد بالشيخ الجليل الذى كتب التقرير العلمى (يقصد الأزهرى) عن مؤلفات البلبوص و قال إنه شيخ الغائط،و يالفجاجة الكلمة و ثقلها و تدنى معانيها”.
والحديث هنا كان عن تقرير الأزهر بشأن كتابى رب الزمان الذى برأنى فيه القضاء المصرى و أعاد كتابى إلى الأسواق. و ذكرت ان كاتب هذا التقرير الشيخ الجزار صرح للمصور حينها أنه حقق مع كتابى و كتب التقارير لعدد أربعين ألف كتاب فى أربعة أشهر، وكانت تلك إحدى حججى امام القضاء عندما قلت انه لو وزعنا زمن الأربعة أشهر على الأربعين ألف كتاب دون أن نحتسب لكاتب التقرير وقت نومه و لا صلاته و لا دخوله الغائط و لا طعامه و متفرغا صاحيا طوال الوقت،فإنه يكون قد قرأ كتابى و كتب فيه التقرير فى دقيقتين و عشرين ثانية، فهل يؤخذ بمثل هذا التقرير؟
حولها الرجل الإخوانى المتأسلم إلى قولى “أنه شيخ الغائط”، معتبرا أنها كلمة فجة متدنية، رغم انها لفظة قرآنية فصيحة.
مرة أخرى أكرر أن على هذا الإخوانى المتأسلم أن يقدم أدلته ووثائقه على هذه الإتهامات المنحطة،فإن لم يفعل فإنه لا يستحق شرف الإنتماء إلى ديننا،و يكون كما أكرر دوما خير مثال على خلق الإخوان و أدبهم و تلفيقهم الاتهامات دون رادع من إسلام أو ضمير،و ان مثل هؤلاء هم من يريدون أن يحكموا مصرنا، أقول إن لم يفعل و يثبت افتراءاته فإن سلوكه لا يفترق كثيرا عن سلوك السوقة و شيوخ المنسر و فتوات الحارة الذين يسلكون وفق كيد العواهر و الدواعر،التى كانت تذكرهم لى والدتى الحاجة صفية رحمة الله عليها و تحذرنى منهم حتى أتجبنهم بمثلها الريفى المعبر :”تكلم العاهرة تلهيك، و إللى فيها تجيبه فيك”.
فى النهاية لم يعد المصريون ينخدعون بلحى تحمل تحتها ضمائر الشياطين، و بقنوات فضائية دعاتها أصحاب مغامرات جنسية و فضائح مالية تزكم الأنوف،و للصدفة أن اسم الخراباوى يحمل فى طياته معانى الخراب إلى جوار الرائحة الكريهة، الأخطر من كل هذا أنهم يسيئون إلى إسلامنا الحنيف شر الإساءة فهم قوم لا يشغلهم لا وطن و لا دين، و تشغلهم فقط مصالحهم التى اعترض طريقها سيد القمنى، فقاموا بحملتهم البائسة ضده، لهذا رأيت أن أستأنف الحوار مع الإخوان ليعلم شعبنا الطيب المسلم المزيد عى إخوان الشيطان.
elqemany@yahoo.com
• القاهرة
أنا والاخوان
سلوى الشرفي — saloua.charfi75@gmail.com
و هل يمكن محاورة المطلق ؟ صحيح أن إبليس سمح له بمحاورة المطلق و لكنه لعن في النهاية فقد كان يجابه في آن الخصم و الحكم إذن حتى قصة إبليس لا تصلح كمبرر للحوار بالمفهوم الحديث تحياتي أستاذ سيد قمني أشد بقوة على يديك
أنا والاخوان
نورا — طرابلس لبنان
كل الجمعيات الاسلاميه في الدول العربيه تتستر بالدين لتغطية تعاملها وتمويلها من النظام الفارسي واسرائيل لتفتيت الدول العربيه
أنا والاخوان
M. Alhalabi
Prof. Alqumani. you are allwys greater than all satan brother,. please wright more. because we need more light in the darcnis in the life of arab people