“أنا وأخويا على إبن عمى وأنا وإبن عمى ع الغريب” يؤسس هذا المثل الشعبى ويلخص جزء لا يستهان به من الثقافة العربية ، وكذلك تبنى عليه أحيانا السياسات والحروب العربية – العربية.
وأنا لا أدرى أصل المثل ولكنى أتصور أن يكون أصله بدوى وقبلى ، وأنا أكاد أجزم أن المثل ناقص شطره الأول ، فلا بد وأن يتدرج المثل قائلا:
“أنا على أخويا… وأنا وأخويا على إبن عمى …وأنا وإبن عمى ع الغريب” ، وقد قررت أن أجرب تطبيق هذا المثل على علاقتى الأسرية والإجتماعية ، فبعد معركة أخوية بينى وبين أخى الأكبر أسفرت عن وقوع بعض الضحايا من القتلى والجرحى ، إجتمعت مع أخى فى وجود أفراد من العيلة وقررنا “حقن الدماء الأخوية” والتفرغ لمسيرتنا النضالية الحقيقية .
…
وبعد فترة من الهدوء النسبى إتصلت بأخى وأخبرته بأننى أريد أن أكلمه فى موضوع مهم ، و ذهبت إليه فى مقره الصيفى ، وقابلنى بالترحاب وعزفت الموسيقى السلام الأخوى البحيرى ، وأخذنا بعض بالأحضان وتناسينا القتلى والجرحى من الجانبين لأننا كما ذكرت قد تفرغنا لمسيرتنا النضالية والتحدى (تحدى لإيه بالضبط ؟ مش عارف ، ولكن أهو تحدى والسلام) .
وبادرته أثناء إجتماعه به:
– عاجبك إللى بيعمله إبن عمك ده ؟
– إيه خير هو عمل إيه؟
– أنا عارف بيعمل إيه ولا بيهبب إيه ؟
– فسر شوية ياخويا قصدك إيه ؟ هوعملك إيه بالضبط ؟
– طالع لى فيها كده… وعامل إن ما فيش حد مالى عينه ، الواد ده ضررورى يتربى .
– وأنا معاك ، صحيح أنا مش عارف هو عمل إيه بس معاك .
– أنا رأيى نستناه وهو راجع من وردية بالليل بتاعته ، ونفجر فيه عربية مفخخة .
– طيب وحنجيب العربية منين والمفرقعات منين ؟
– ما تقلقش أنا عندى عربية قديمة مستغنى عنها ، على أنبوبيتين بوتاجاز ، وطريقة عمل سيارات مفخخة موجودة وربنا يخللى لنا الإنترنت .
…
ووضعنا السيارة بجوار منزله ونفذنا تعليمات :”كيف تصنع سيارة مفخخة من المواد الأولية” . وأمسك أخى بمفتاح تفجير القنبلة عن بعد ، وفى جنح الظلام شاهدنا سيارته وهى تقترب من منزله ، ففجرت السيارة المفخخة وتطايرت السيارة المفخخة وتحطمت سيارة إبن عمى . وإختفينا تحت جنح الظلام ، ولم نعرف الخسائر بعد .
وإكتشفنا فى الصباح أن إبن عمى قد إصيب وأن بعض المارة قد سقطوا بين قتيل وجريح دون أن يكون لهم “لا فى الطو ر ، ولا فى الطحين” وحزن أخى وشعر بالذنب قليلا وهدأت من روعه وقلت له : “دى ضريبة النضال والكفاح ، لا بد أن يسقط ضحايا ، وخللى باللك إن إبن عمك كان بيدبر لنا عملية مماثلة ، فإحنا إتغدينا بيه قبل ما يتعشى بينا ”
وذاع الخبر وسط العائلة عن المعارك بيننا وبين إبن عمنا ، ومرة أخرى تدخل أولاد الحلال من العائلة وقرروا عمل “مصالحة عائلية” ، وتم عمل عزومة عشاء كبيرة فى دار كبير العيلة ، وبعد العزومة أصر كبير العيلة أن أبوس رأس إبن عمى لأن الجميع أجمعوا على أننى كنت البادئ بالعدوان ، وتحت ضغط العائلة قمت بالفعل و “بوست” رأس إبن عمى والذىقام من دوره وأعطانى حضنا كبيرا وسط تصفيق الحاضرين من أفراد العائلة ، وألقى كبير العيلة كلمة قال فيها ما معناه بأنه من العيب أن يقتل بعضنا بعضنا بينما يتربص بنا “الغريب” لكى يغتصب أراضينا وبيتونا ويجعلنا خدما له خاضعين له ، وأمن الحاضرون على كلمة كبير العيلة ، وتعاهدنا جميعا أن نقف صفا واحدا ضد مؤامرات “الغريب” وعدوانه .
….
وإجتمعت فى أعقاب ذلك مع أخى وإبن عمى ، ودار بيننا الحوار التالى:
إبن عمى: ضرورى نكون يد واحدة ضد الغريب .
أخى: تقصد مين الغريب بالضبط ؟
إبن عمى : أقصد كل الأغراب عننا .
أنا: عندنا أغراب فى الغرب وأغراب فى الشرق وأغراب فى بحرى وأغراب فى قبلى ، لا بد نحاربهم كلهم.
أخى: عاوزين تحاربوهم كده بدون مناسبة ؟
إبن عمى: السبب الرئيسى هو إن وجودهم خطر على وجودنا .
أنا: ده صحيح :” ياإحنا يا همه فى الناحية دى” .
أخى: مش ممكن ياجماعة المنطق ده ، ممكن نتعايش مع الجميع .
إبن عمى: ما فيش تعايش مع الغريب .
أنا : أنا شايف ياخويا إن منطقك سلبى وإنهزامى .
إبن عمى: أوعى يكون إشتروك عشان تكون فى صفهم .
أخى: يعنى هو إللى يقول الحق عندكم يبقى مرتشى وإنهزامى .
أنا: إنت ماسمعتش إللى أجدادنا كانوا بيحكوه عن الغريب وعن إللى كان بيعملوا فيهم.
إبن عمى: إنت ما سمتعتش عن الخناقات إللى راح فيها ناس ياما من عيلتنا .
أخى: ياجماعة الكلام ده كان زمان ، والدنيا إتغيرت .
أنا : مافيش حاجة إتغيرت ، إنت مش عامللى فيلسوف وبتقرا فلسفة وتاريخ ، ما قريتش صاحبك “جان بول سارتر” الفيلسوف الفرنسى الوجودى عندما قال : “الآخرون هم الجحيم ” ، وماقريتش صاحبك سيجموند فرويد فى كتابه عن الحضارة والحرب لما قال: “لا بد من القضاء على الآخر لكى يحيا الأنا”.
أخى: الأنا إيه ووجودية إيه ، إيه التخريف إللى بتقوله ده ، هو معنى إنى قريت كلام سارتر وفرويد يبقى خلاص ضرورى أؤمن بيهم ، ياجماعة شغلوا عقولكم شوية ، ده كلنا أخوة فى الإنسانية .
إبن عمى: سلم لى على الإنسانية ، أهى دى الأفكار إللى بيسمموا عقلك بيها ، يتكلموا عن الإنسانية ، لكن هما لما يعتدوا علينا مايبقاش ضد الإنسانية .
أنا: نهايته ، إسمع ياأخويا ، إنت أخويا الكبير وعلى عينى وراسى ، لكن ضرورى تحدد موقفك ، إنت معانا ولا معاهم ؟
إبن عمى : ولو ماكنتش معانا تبقى معاهم وضدنا .
أخويا : أنا وأخويا على إبن عمى وأنا وإبن عمى ع الغريب!!
samybehiri@aol.com
المصدر إيلاف
أنا وأخويا على إبن عمى
بسم الله الرحمن الرحيم
عند يصل المستوى الصحفى الراقى الى مستوى مهاترات الأمثال الشعبية و تعميم الجهل الى ثقافة و الدخول الى علم المستقبليات
وادخنته الزرقاء فأن من الطبيعي ان يصل المستوى الفكري الى حالة من الركاكة و يصبح المقال الصحفى مقال لجريدة حائط
فى افلام العبث الفنى ونتحدث بلغة الخيال و نضع الأمور فى غير نصابها و نتعامل مع قضايانا فى قالب هزلى ان الرؤى
القاصرة تقود الى توابع سلبية وبديلا عن الكتابة الصحفية يمكن العمل فى المجال الفنى نظرا لوجود حس الدعابة و المخيلة الذهنية
العريضة والصورة الفنية المشرقة
أنا وأخويا على إبن عمى
غريب لم تتطرق للسوريين بمقالك …………. يتهمني البعض بالنرجسيه وهم على غلط فانا قلتها لاكثر من مره انا فقط سوري ومن يتعرض لبلدي فهو يتعرض لي شخصيا مهما كان وضع بلدي فنحن السوريين اعلم بما في سوريا لانريد تنظيرات من احد لو فقط اتعبنا انفسنا قليلا وبحثنا في الاساطير السوريه لراينا العجب انها تاريخ العالم ككل ……… اخيرا انا لااعتذر لاحد واذا اضطررت للاعتذار وهذا نادرا جدا اصاب باحباط يستمر اسبوعا سلام لنا وعلينا السوريين فالبعل وانانا وعشتار من سوريا ……….. smartevil