ولد الإنسان حراً. ذكراً أو أنثى.
حراً. حرة.
والحرية تعني أن يختار الإنسان الدين الذي يقتنع به.
أن يتحول من دين إلى أخر.
أن يؤمن أو لا يؤمن.
أو أن يلحد.
*
“أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام”. صاحب هذه العبارة هو المدون الشاب المغربي قاسم الغزالي.
قالها لي أثناء ندوة شاركنا فيها نحن الاثنان في جامعة زيوريخ، يوم الخميس 10 مايو 2012، وألقى فيها محاضرة عن واقع حرية الرأي في المدونات بعد انتفاضة الحريات في المنطقة.
وأنا استمعت إلى عبارته، ووجدتها في الواقع صحيحة..
هو لم يختر أن يكون مسلماً. بل فُرض عليه الأمر فرضاً.
عندما يولد الإنسان في إسرة مسلمة في مجتمع عربي أو مسلم، فإنه يصبح مسلماً تلقائياً.
رسمياً.
بصفة أبدية.
بكلمات أخرى، لو شب الإنسان وقرر أن هذا الدين لا يلائمه، وأنه يفضل ديانة أخرى، أو أنه غير مقتنع بأية ديانة على الإطلاق، فإن هذا الإنسان سيلاقي الويل إما من مجتمعه أو الدولة التي يعيش فيها، او الاثنان معاً.
أين القناعة والاختيار هنا؟
ثم كيف نتحدث عن الإيمان عندما نُكره ونغَصب من لا يؤمن أو لا تؤمن بالإسلام على البقاء مسلمين؟
نحن في الواقع نصر على إنسان لا يريد أن يكون مسلماً، أن يكون مسلماً، غصباً عنه!
غصباً عنه؟
لماذا؟
كل هذه أسئلة تفرضها قضية قاسم الغزالي.
قاسم الغزالي أراد أن يختار طريقاً يلائمه هو، فوجد نفسه في مجتمع لا يقبل بالاختلاف.
هو ملحد.
يؤمن بالإلحاد.
هذا دينه.
نشأته وتعليمه المكثف في “مدارس” دينية مهدت في الواقع لإلحاده.
لم يتعرف هناك على دين يدعوه إلى المحبة، إلى الخير، والنور.
بل على تحريم وتغليظ وتقديس لشعائر وشيوخ، تحولت إلى اصنام، نعبدها بدلاً من الرحمن.
ثم لعنات، لعنات تسقط على رؤوس كل من يجرؤ على التفكير.
“لا تفكر، لا تفكر، عليك اللعنة إن أنت فعلت”.
ثم كراهية وإقصاء للآخر، للمختلف.
فنفر قاسم الغزالي.
هل نلومه هو؟
الكثيرون ينفرون سراً، ينسلخوا من الدين صامتين. وأعرف كثيرين تحولوا إلى المسيحية والبوذية أو الإلحاد، وظلوا مسلمين على الورق. ورق رسمي.
بيد أن المدون المغربي قاسم الغزالي أختار طريقاً مختلفاً. كان في الواقع شجاعاً.
قرر أن يكون صادقاً وأميناً مع نفسه.
أعلن إلحاده.
هو لا يؤمن بهذا الدين، ولا يريد أن يكون مسلماً، ويريد أن يقولها صراحة. أنه ملحد.
فقامت القيامة.
ثم قرر ايضاً أن يكف عن التمثيل. فقرر الإفطار خلال شهر رمضان. علناً.
فقامت القيامة من جديد.
واعذراني إذا كانت أسئلتي مزعجة، لكن لماذا نخاف هكذا ممن يقرر ان يتحول من الدين الإسلامي إلى ديانة اخرى أو إلى الإلحاد؟
لماذا نخاف من حق الإنسان في الاختيار؟
ثم لم لا نحترم إرادة هذا الإنسان؟ ونكف عن اعتباره قاصراً؟
لماذا نعتبر أن من حق غير المسلمين أن يتحولوا إلى الإسلام، نحييهم، ونشد على أيديهم، ونبارك لهم حريتهم في التعبير واختيار الدين الذي يريدوه، ثم نبصق على المسلم الذي يمارس نفس هذا الحق، ونصر بكل برود على أن هذا الحق لا ينطبق على المسلمين؟
بل ونبرر إمكانية قتل هذا الإنسان إذا قرر أن يترك الإسلام!!
أليس حق الإنسان في اختيار الدين واحداً لا يتجزأ؟ أم انه نفاق يقوم على” قناعة” أن “ديننا” هو “الأفضل”، ولذلك فإن ما حدث لغير المسلم هو “هداية”، على حين أن المسلم الذي يتحول إلى دين أخر، هو في “ظلال”؟
هذه “القناعة” خاطئة.
تؤذي الإنسان.
كل الأديان طرق، توصلنا إلى الرحمن. والإلحاد طريق أيضاً.
وهي طرق متساوية. لا تزيد أو تنقص عن غيرها.
وإذا أراد الإنسان أن يكون ملحداً، بوذياً، يهودياً، مسيحياً، فهذا حقه.
حقه.
لا ينقص منه شيئاً.
*
قلت لقاسم الغزالي خلال الندوة أني أحييه على شجاعته، لأنه ترك الإسلام، لكني لست ملحدة. هذه قناعتي.
وعلى حين أني قررت البقاء في الإسلام، فأني أصر أني لم أقل ابدأ اني أقبل به بالصورة التي هو عليها اليوم. أنا أؤمن بإمكانية إصلاح هذا الدين. والدين الذي أؤمن به هو دين محبة سلام ونور. دين يحترم الإنسان وإرادة هذا الإنسان.
فكان رد قاسم الغزالي علي: “أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام”.
وعبارته كانت في الواقع صحيحه.
فالمدون المغربي أدرك عندما شب أنه لم يختر أن يكون مسلماً. وأراد لذلك أن يمارس حقه في الاختيار، وأن يدون هذا الاختيار في كلمات على مدونته. فأضطر إلى مغادرة بلده خوفاً على حياته.
ألا يدعونا هذا إلى الخجل؟
*
الطريق لازال طويلاً أمامنا. وأنا مصرة على أن أي إصلاح في مجتمعاتنا لا يتناول إصلاح الدين مصيره الفشل.
ولذلك أعود من جديد إلى الحديث عن الإسلام الإنساني. أحدثكما في المقال القادم عن العنصر الرابع الذي يقوم عليه الإسلام الإنساني، عن المرأة، وسأمهد له بالحديث عن واقع المرأة بعد انتفاضة الحريات!
كاتبة يمنية- سويسرا
إقرأ أيضاً:
بنين قطايا “سجينة رأي”: المطران سلّمها لأهلها في مكتب يزبك.. بالتهويل
عتقال قادة الطوائف الأرمنية في طهران وأصفهان بتهمة “التبشير”!
إقرأ أيضاً:
“أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!” كل المسلمين اليوم مسلمين ولادة أي ولدوا لاب وام مسلمين و اهلهم مسلمين ولادة ايضا إنهم لم يختاروا الاسلام بعقلهم وبكامل إرادتهم بعد بلوغهم سن الرشد بل فرض عليهم بالولادة والمجتمع المحيط بهم إريد أن أسئل المسلمين اليوم سؤال واحد فقط إذا ماتوا وجيئ بهم يوم القيامة أمام الله وسئلهم رب العرش كيف علمتم إن الاسلام هوا دين الحق وإتبعتموه ؟ وكيف عرفتم إن الاديان الباقية باطلة ؟ يقول القرأن إنا أنزلناه قران عربياً لعلكم تعقلون فكيف سيعقل غير العربي إذا كان لايعرف غير بعض الكلمات العربية ولاتستطيع أن تفهم منه… قراءة المزيد ..
“أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!” الإسلام أسرع الديانات انتشاراً باعتراف علماء الغرب. كعادتهم دائماً يتابع الملحدون انتقادهم لأي شيء يصادفهم في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، ويسوقون الحجج الواهية على أن القرآن يناقض العلم والحقائق العلمية.وعندما فتشوا في كتاب الله وجدوا أن القرآن يحرِّم الزواج من الإخوة في الرضاعة، أي أن الأم التي ترضع ولداً غير أبنائها، يصبح كبقية أبنائها أخاً لهم. ووجدوا وسيلة للتشكيك في كتاب الله، فقالوا إن محمداً صلى الله عليه وسلم حرَّم أخوة الرضاعة لأنه رضع من غير أمه، وأنه لا فرق بين من يرضع من أمه أو من غيرها،… قراءة المزيد ..
“أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!” الغرب يعود لمبادىء الأسلام: نشرت جريدة Daily Mail مقالة حول ضرورة فصل الأولاد عن بعضهم في التعليم الابتدائي، فبعد سنوات طويلة ونداءات عريضة حول ضرورة المساواة بين الذكر والأنثى والله تعالى يقول (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) [آل عمران: 36]. عادوا إلى منهج القرآن بعد أن أيقنوا أن الذكر لا يشبه الأنثى في شيء. فالطريقة التي يعالج بها المعلومات مختلفة عند الجنسين، وقد وجدوا أيضاً أن تركيز الطفل يكون أكبر عندما يوضع مع أطفال من جنسه، أي الأطفال الذكور في صف والأطفال الإناث في صف آخر، وهكذا يكون أداؤهم أفضل علمياً. قام الدكتور… قراءة المزيد ..
“أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!” نعم لفهم الدين وليس لردود افعال لمظاهر دينية تتشارك المخابرات والسلطات ومن يرتدون عباءات اهل الدين الاسلامي في صناعاتهاهي من تجعلكم مترددين في اختار الاسلام هل كلفا نفسيهما المدون والكاتبة من فهم حقيقة الاسلام وجوهرة بديلا لمظاهره في المغرب واليمن والعراق وسوريا وليبيا والجزائر وايران؟ الم يدعو الاسلام الى الحريه في قول الله سبحانه (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) الم يدعو للعلم والعمل والانسانية والبحث العلمي والعدل والاخلاق؟في ايات كثيرة يبدو انكما متأثران بمظاهر لا اسلامية في بلدان تزعم الاسلام وردود افعالكم واقوالكم على اخطاء ووقائع في… قراءة المزيد ..
“أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!”
انا احي الكاتبة وكذلك المدون المغربي ,,, اكيد لن يكون هناك اصلاح ما لم يتناول الاصلاح الديني
“أنا لم أختر أن أكون مسلماً كي أترك الإسلام!” We Salute the Morocco Intellectual. We also support His Choice, to be whatever he would like to be. Human Being should be FREE to Choose, and there should not be FORCED to CHOOSE. It is like we are given specific names by our Parents and we respected their choice for these names. But if you wished to change your name, what the HELL is WRONG. The Parent put you on a PATH for your life, but they do not OWN your Life. You as a Human Being and has the RIGHT… قراءة المزيد ..