الشفاف- البترون، خاص
اخيرا كشف النائب عون عن المستور واعلن ان المعركة الانتخابية في البترون هي “ام المعارك” و”أنهم سيرسلون أساطيل لمواجهتنا” (!!)، اما لماذا هي كذلك؟، خصوصا ان المرحلة الرابعة والاخيرة من الانتخابات البلدية في محافظة الشمال تدور ايضا في قرى وبلدات ومدن شمالية يفوق بعضها اهمية مدينة البترون ديموغرافيا مثل القبيات وشكا على سبيل المثال لا الحصر، فلأن البترون مسقط رأس صهر النائب عون الوزير جبران باسيل .
عون اكد في حديثه امس ما كان اعلن عنه صهره باسيل من ان اتباعه سوف يقفلون البيوتات السياسية في البترون وهي تحديدا بيتا النائب السابق سايد عقل ونجل النائب السابق يوسف ضو المحامي جورج ضو، الذي كان باسيل واهله من انصار آل ضو قبل ان يرتبط بالنسب مع عون.
وقال عون “هناك بيوت سياسية برسم التصفية” مضيفا ان “هذه البيوتات اصبحت من التاريخ ولا شك ان التاريخ سيذكر هذه البيوت ولكن لا يمكن بناء المستقبل معها” وما لم يقله عون هو ان المستقبل يبنى بصهره الوزير العتيد.
في البترون يسود الاعتقاد ان هناك نية للتيار العوني لقسمة المدينة عاموديا وافقيا في محاولة لخلق زعامة جديدة، على حساب الزعامات التاريخية الامر الذي ادى الى استنفار عائلي في وجه العونيين.
ويقول مواطنون بترونيون ان للوزير باسيل الحق في تشكيل زعامة ولكن التشكيل يتم وفق اصول اخلاقية وليس عبر التوظيفات السياسية للموقع البلدي لصالحه ولصالح عمه ولتيار عون من بعدهما خصوصا ان الوزير باسيل يتعاطى بفوقية واستناسبية مع التيار والمواطنين العاديين في البترون مستندا الى موقعه القوي الى جانب عمه والمستفيد الاول وربما الاخير من مقدرات التيار التي يسعى لتوظيفها في مدينة البترون لصالحه.
البترونيون ابدوا أيضا اسفهم لانجرار رئيس المجلس البلدي الحالي مرسلينو الحرك الى لعبة التوظيفات السياسية لانتخابات المجلس البلدي خصوصا ان معظمهم يكن له الاحترام والتقدير ، وان اهالي المدينة محضوه ثقتهم لدورتين انتخابيتين في رئاسة المجلس البلدي وكانوا على استعداد لإعطائه ثقتهم لولاية ثالثلة لو انه لم يختر جانب الانحياز السياسي لتصبح الانتخابات البلدية “ام المعارك العونية” بواجهة مرسلينو الحرك.
ويستذكر البترونيون الانتخابات البلدية السابقة حين تواجه الحرك والوزير باسيل فخسر باسيل وحل سابعا في مرتبة الخاسرين ويتساءلون عن الذي تغير في كل من باسيل والحرك ليجتمعا معا في مجلس بلدي واحد مسيس عونيا.
باسيل حين تواجه مع الحرك وصفه بأبشع النعوت من قاموس المفردات العوني طبعا “فاسد مرتكب حول البترون الى مربع ليلي وكاباريه …… ” في حين ان الحرك كان يحوز ثقة قيادات البترون وزعاماتها تقديرا للدور الانمائي الذي قام به للنهوض بالمدينة.
ويضيف هؤلاء ما الذي تغير يا ريس ؟ هل اصبح الوزير باسيل إنمائيا بامتياز ؟ والذين دعموك طوال العقد السابق من الزمن تحولوا الى معوقي الانماء؟ وهل قصـّر نواب المنطقة في حق المدينة ومجلسها البلدي في السنوات السابقة ؟ الم يقم النائبين بطرس حرب وطوني زهرا بوضع مخصصاتهما النيابية للمدينة بتصرف المجلس البلدي ليتعاطى معها كما ترتأيه البلدية ؟
لماذا يا ريس ، يتساءل البترونيون لا تأت على سيرة علاقة نواب المنطقة بالمدينة في خطابك الانتخابي وهل صحيح ان دعم نائب من المنطقة لمرشح او لائحة في المدينة امر مرفوض وتسلل ليلي الى البترون في حين ان اعتبار عون البترون “ام معاركه” امر مباح ؟
المعلومات البترونية تشير الى ان عون وصهره سيواجهان خسارة في مدينة البترون كما في القضاء بكامله بما يعكس نتيجة الانتخابات النيابية خصوصا ان تحالف الحرك باسيل في المجلس البلدي البتروني لا ينبع من رغبتهما المشتركة في هذا التحالف كون الحرك ” من انصار النائب السابق سايد عقل” وان عقل هو من دعم ترشيحه لرئاسة المجلس البلدي لدورتين متتاليتين وكون باسيل والحرك تواجها انتخابيا في المجلس البلدي السابق ولكن النائب سليمان فرنجية عمل على جمع الحرك وباسيل في لائحة واحدة وهذا ايضا ما سيؤدي الى التقليل من حظوظ التحالف الهجين المركب .
والى ماسبق يتخوف البترونيون من مجلس بلدي ثلثي اعضائه من انصار التيار العوني والثلث الباقي يتضمن الرئيس وتشكيلة غريبة فأي مجلس سيكون هذا واي قدرة ستتبقى للحرك على إدارة مجلس بلدي مجوف من امكان اتخذا قرارات لا ترضي الوزير باسيل ؟
ويأسف اهالي المدينة لانزلاق رئيس المجلس البلدي الحالي الى هذا الدرك من الاستهتار بمكانته وباهالي المدينة وموافقته على تسليم مقدرات المجلس البلدي سلفا لانصار عون في حال فاز الحرك ولائحته بولاية ثالثة.
ولكن يشير هؤلاء الى ان خسارة الحرك لا تقاس بخسارة المدينة ومجلسها البلدي فلائحة المواجهة مع الحرك ليست سياسية وتضم وجوها انمائية وثقافية واجتماعية من جميع ابناء المدينة لا يمكن وصفهم بالمسييسين مستغربين ايضا في الوقت نفسه لجوء الوزير باسيل والحرك الى استغلال مأساة البحار البتروني الذي قتل في حادث تحطم الطائرة الاثيوبية على الشاطئ اللبناني لترشيح ارملته على لائحتهما مشيرين الى ان هذا الامر يمثل قمة الاستغلال التراجيدي لمأساة إنسانية كان القدر وخطأ الطيار مسؤولان عنها لتوظيفها في شأن انتخابي بلدي اراده عون وصهره “ام معاركهما”.
ويقول هؤلاء إن هذا الامر ليس ببعيد عن سياسات عون الذي قال يوما” لعيون صهر الجنرال لعمرا ما تتألف الحكومة” فكيف الامر إذا كان صهر الجنرال يقود ام معاركه في مسقط رأسه فالاكيد ان لسان حال عون يقول “لعيون الصهر تخرب البترون” .