مع تجدد الحملات الأمنية والسياسية والإعلامية على الحريات والأحرار في سوريا واستهداف حاملي لواء المواجهة مع النظام الاستبدادي في دمشق، أصدرت أمانة بيروت لإعلان دمشق البيان الآتي:
إن أمانة بيروت لإعلان دمشق أكدت وتؤكد استقلاليتها التامة بمواقفها السياسية والعملية عن الأمانة العامة لإعلان دمشق وتتحمل مسؤوليتها كاملة عن تلك المواقف وقد كان لأمانة بيروت مواقف سابقة أكدت فيها أن إعلان دمشق هو أقوى من خبث و حقد ووحشية النظام.
لقد أطلق النظام حملة اعتقالات وحشية لعدد من قادة الرأي الحر في سوريا، بدعوى مشاركتهم في اجتماع المجلس الوطني وانتخاباته، أو بسبب ذهاب وفد معارض سوري إلى واشنطن، وهي ادعاءات باطلة، لأنه ليس للمعارضة في الداخل أي علاقة بهذه الخطوة ولم تكن في موقع الاستشارة أو القرار، ولم تفوض أحداً في هذه الزيارة. وما نريد أن نوضحه للرأي العام هو أن هذا استراتيجية النظام المعتمدة تقوم على حملات اعتقال تعسفية متواصلة ومتصاعدة وإصدار أحكام بربرية تحت حجج متنوعة، متجاهلاً كل صرخات العالم من أجل الإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وفي هذه الظروف الصعبة والتي يواجه فيها المناضلون الشرفاء من إعلان دمشق وباقي أطياف المعارضة في الداخل وحشية ودكتاتورية النظام من قمع واعتقالات طالت السيدات أمثال الدكتورة فداء حوراني والمناضلين أكرم البني وجبر الشوفي ووليد البني وعلي العبد الله وأحمد طعمه ود. ياسر العيتي..
في هذا التوقيت.. وبشديد الحزن والألم يستخدم النظام الأبواق والأدوات التي تخلت عن طريق النضال وارتمت بأحضان استخباراته، لتصبح أداة يشن الحرب من خلالها، وليتحول هؤلاء الأشخاص إلى مصدر إلهام لإعلام الاستبداد حتى صارت مقالاتهم وتصريحاتهم تحتل عناوين المواقع الالكترونية التابعة للاستخبارات السورية ولتصبح شعارات الوطنية حجة وذريعة للتخوين والتجريح والتشهير، متناسين أشرف المناضلين وهم بين سجن كبير وصغير ويعيشون أصعب ظروف الحياة من رعب وتهديد لهم و لأسرهم و عائلاتهم .
أضاف البيان: أمام تلطي إعلام النظام وأدواته بالشعارات الوطنية، فإننا نسألهم: أين كانت أبواقهم وأقلامهم حين اقتحم الطيران الإسرائيلي مجالنا الجوي مسافة 650كم مستخدماً مختلف صنوف الأسلحة واعتدى على الأرض السورية وعلى كرامة الشعب السوري وعلى كرامة الجيش السوري أمام أعين النظام المتخاذل الصامت والمضلل لكل ما جرى و لولا وسائل الإعلام الخارجية لما علم الشعب السوري بما حصل من انتهاك للسيادة السورية.
ولفت بيان أمانة بيروت إلى التزامن بين “زيارة عميد الدبلوماسية الدكتاتورية فاروق الشرع إلى ايطاليا في الوقت الذي كان فيه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يزور روما متسائلاً كيف تم التواصل في الظلام بينهما في تلك الزيارة ؟ وهل تساءل المدافعون عن “وطنية وعروبة” النظام عن تأكيد بيريز بعد الغارة الإسرائيلية أن لا مشكلة مع سوريا في الوقت الذي أكدت فيه دبلوماسية النظام بمختلف مراتبها ورغم ألم العدوان – أكدت – أنها لن ترد عليه عسكرياً؟ ألم يتساءلوا عن امتداح مختلف المسئولين الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس وزراء إسرائيل أولمرت لسياسة بشار الأسد والثناء عليها بشكل علني؟ وهل هذه هي الوطنية التي يقصدونها ويتغنون بها هم والنظام.. وأين كانت هذه الأصوات حين كان المتفاوض (المفوض) إبراهيم سليمان يجلس في الكنيست الإسرائيلي باسم بشار الأسد وباسم نظامه دون كلمة واحدة ضد هذه الرحلة التي فضحت شعارات النظام واعتبر المفاوض أن تسريبها للإعلام هو طعنة في ظهر النظام السوري؟ بل أين كانت تلك الأبواق حين وقف بشار الأسد أمام مجلس الشعب وهو يقول: أحترم حق كل من يذهب إلى إسرائيل ويأتي بآرائه وأفكاره وهو في المقابل يزج في السجون الجنائية رجال الفكر والسياسة في غير أخلاقية وغير إنسانية أمثال المفكر ميشيل كيلو والدكتور كمال اللبواني والمحامي أنور البني والدكتور عارف دليلة الذي وضع منذ سبع سنوات في السجن الانفرادي بجرم الرأي والفكر؟ أين كانت تلك الأبواق أمام هذه الجرائم؟ وهل الوطنية بنظر هؤلاء أن يصبح الوطن مزرعة لآل الأسد ومخلوف وشاليش وأقاربهم؟
ولفت البيان إلى مخاطر سياسة الفساد السائدة في سوريا، متوجهاً إلى مؤيدي النظام بالسؤال عما إذا كانوا قد سخروا أبواقهم وجهودهم وإمكاناتهم لتسليط الضوء على امتصاص دماء الشعب السوري؟ وهل أصدروا بيانات ضد غـول العائلة الاقتصادي رامي مخلوف؟ هل تحدثوا عن سرقة مليارات الدولارات من خلال مشروع الخلوي؟ هل شكلوا حملة لمعرفة أين تذهب قيمة النفط السوري أو المناطق الحرة أو المشاريع الكبرى الخاصة بالعائلة؟ هل خصوا ولو بسطر واحد السرقة الجديدة من خلال إنشاء شركة طيران خاصة برامي مخلوف ستعمل خلال أيام؟ أم أن كل هذه الجرائم والارتكابات لا علاقة لها بالوطن؟ أليس من العار والوقاحة أن ينضم مواطن سوري إلى موقع العداء والتشهير بأهم الرموز الوطنية؟
وحذر بيان أمانة بيروت من الأسلوب الجديد الذي اعتمده النظام بالسماح لأبواقه بالمطالبة بالإفراج عن معتقلي إعلان دمشق عبر منظمات دولية لتأمين غطاء لتلك الأبواق من أجل إنجاح حربها ضد الرموز الوطنية في إعلان دمشق وتنفيذ مخطط النظام في رمي البلبلة والخلافات بين صفوف المعارضة، مؤكداً ضرورة مطالبة المجتمع الدولي القيام بواجبه تجاه من أغتصب السلطة باعتباره واجباً وطنياً، متسائلاً: هل الدفاع عن القاتل المغتصب وحماية بقائه وتحت أي ظرف هو عمل وطني؟ مذكراً أن المعارضة بمختلف أطيافها وتوجهاتها أكدت دوماً أنها لا تريد أي تدخل عسكري أو عقوبات على الشعب السوري؟ ألا يكفي هذا الموقف وما فيه من حس ونبل وطني عالٍ ورغم كل ما عانته المعارضة و تعانيه من وحشية هذا النظام؟ هل المطلوب أن نبقى أبواقاً تشتم العالم لقيامه بواجبه خدمةً للدكتاتورية المتوحشة وبقائها و استمرارها؟
وتوجه بيان أمانة بيروت إلى الأحرار في سوريا مؤكداً أن هذه العدوانية التي شنها النظام بحقكم هي دليل عافية فشمس الحرية كلما أشرقت أو اقتربت هدت مضاجع الظالم والمستبد وأن مثل هذه المعركة ليست بحاجة للذين باعوا أنفسهم للظالم المستبد وأصبحوا يترددون إلى الوطن عبر بوابات التكريم والترحاب في وقت حرم المناضلون السوريون من الخروج من سجنهم الكبير تحت أي سبب صحي إنساني أو للمشاركة في أي نشاطٍ من أجل حقوق الإنسان .
وختم البيان بالقول: إن الإخوة في أمانة بيروت يدركون تمام الإدراك أن وجودهم في لبنان إلى جانب الشعب اللبناني الذي يعيش أصعب ظروف الحياة من رعب وتفجيرٍ وقتلٍ وتحريضٍ وفتنٍ يزرعها النظام السوري لنشر الكراهية بين مختلف أطيافه.. إن وجودنا هذا، أتى أيماناً بمواجهة العدو المشترك للحرية والحياة، وليس لمغانم أو مكاسب كما يدعي النظام وأبواقه هادفاً تشويه هذا العمل المخلص، فنحن عندما نكون في لبنان، فإننا نحمل أرواحنا على أكفنا، مستذكرين الشهيد الصحفي سليم اللوزي الذي قتله النظام السوري بوحشية وبربرية وشنع بجسده وبأصابعه لكسر قلمه الحر.
إننا نتمنى ألا يفهم أحد أن ردنا هذا هو لأصحاب الرأي الذين نختلف معهم أسلوباً إنما هو رد على النظام وأدواته مباركين لهم هذا الفرز الجديد واضعين لهم وسام الخدمة الأكبر في بلاط الدكتاتورية على حساب الوطن.
أمانة بيروت لإعلان دمشق