وجدي ضاهر الشفاف بيروت خاص
اعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي اللبناني وليد جنبلاط ختام لقاءات المصالحة والمصارحة التي كان اعلن عن انخراطه فيها من ضمن سياسة ما وصفه بـ”إعادة التموضع السياسي منذ الثاني من شهر آب أغسطس الماضي.
ختام اللقاءات كان مصارحة بين جنبلاط ووفد من اللقاء الديمقراطي النيابي غاب منه نواب الطوائف المسيحية مع العماد عون نواب تكتل الاصلاح والتغيير في منزل عون في الرابية.
وقبل الانتقال الى الرغبة الجنبلاطية في وقف مسيرة المصالحات، لا بد من الاشارة الى ان جنبلاط كان حريصا على وصف اللقاء بـ”المصارحة” وليس “المصالحة”، علما ان ما بينه وبين العماد عون “ما صَنَعَ الحداد” من تبادل اتهامات وسباب. واعاد جنبلاط الاعتبار الى مصالحة الجبل التاريخية مشيرا الى ان المصالحة مع المسيحيين تمت مع البطريرك صفير عام ،2000 تلك المصالحة التي إضطلع بالاعداد لها وإنجاحها من الجانب المسيحي النائب فارس سعيد حينها والنائب سمير فرنجية و”لقاء قرنة شهوان”.
ملاحظة ثانية لا بد من التوقف عندها وهي ان “إعادة التموضع” تزامنت مع ورشة تنظيمية على مستوى الحزب الاشتراكي الذي يرأسه جنبلاط من اجل تسويق “التموضع الجديد” في صفوف الاشتراكيين بعد ان اوغل زعيمهم بعيدا في خصومته مع قوى الثامن من آذار.
وفي المعلومات ان جنبلاط اصيب باكثر من إحباط على غير صعيد. خصوصا بعد وليمة الجاهلية الشهيرة، وما سمي “لقاء الشويفات التصالحي”، الذي فشل فيه جنبلاط في تسويق اي نوع من انواع المصالحة بين مواطنيه الدروز الذين قتل منهم حزب الله من قتل في السابع من أيار أثناء استباحته منازلهم واعراضهم وارزاقهم. وثالثة الاثافي كانت في ما اسهبت قيادات مختلفة في استغلاله عن اعادة التموضع الجنبلاطي لجهة تسويق الاجندات “المهينة” المفروضة على جنبلاط من اجل استقباله في سوريا، على غرار “زيارة اعتذار” للرئيس اللبناني السابق اميل لحود، وربما زيارة بنشعي وربما وربما………. بما لا طاقة لجنبلاط على تسويقه خصوصا في صفوف الدروز.
جنبلاط تم ابلاغه بطريقة غير مباشرة من قبل رئيس الحكومة سعد الحريري ان سوريا ليست مستعدة لاستقباله بعد، علما ان الحريري لم يبحث موضوع جنبلاط مع الرئيس السوري بشار الاسد. إلا أنه، وكما نُقِلَ عنه، فَهَمَ من الاسد ان من المبكر الحديث عن استقبال جنبلاط في دمشق، خلافا لكل ما يشيعه وئام وهاب وطلال ارسلان وسواهم.
إزاء ما سبق، يشير مقربون من النائب جنبلاط الى انه بدأ يعيد النظر في سياسة المصالحات والمصارحات بعد ان تم حَرفُها عن مراميها الجنبلاطية وتم استغلالها لضرب حلفاء جنبلاط.
ويقول المقربون ان خطاب التحريض الحزب الالهي ما زال مستمرا على وتيرته السابقة ولم يتغير. بل زاد “الحزب إلهيون” في اتهاماتهم وتخوينهم، مستغلين ابتعاد جنبلاط عن قوى الرابع عشر من آذار لينقضوا على القوى المسيحية في صفوف هذه القوى وتحديدا “القوات اللبنانية”، إلى جانب تسعير الحملة على البطريركية المارونية ورأسها البطريرك صفير.
جنبلاط اراد من المصالحات إزالة اجواء الاحتقان من البلد ولو على حسابه ومن رصيده الذي غامر به الى أقصى حدود. ولكنه، كما نُقِلَ عنه، لم يرد أبداً ان يتحول أداة في يد وئام وهاب، ولا ورقة في الروزنامة السورية، ولا حتى مادة تندّر بين الحلفاء والاخصام السابقين والحاليين على حد سواء.
إضافة الى ما سبق، جاءت ردة الفعل الحزبية والدرزية على اعادة تموضع جنبلاط مخيبة ايضا لآماله، وفي بعض الاحيان مفاجئة له، حيث رفضت القواعد الحزبية والدرزية اعادة التموضع بوسائل وطرق مختلفة وعبرت للمرة الاولى في تاريخ الحزب الاشتراكي والزعامة الجنبلاطية عن امتعاضها ورفضها واعتراضها على اعادة التوضع إنطلاقا من استعداد هذه القواعد لبذل الممكن من اجل صون كرامتها وعزتها خصوصا وانها لم تعتبر انها انهزمت سواء في 7 ايار او في الانتخابات النيابية او حتى في المواقع الاخرى في المجتمع المدني. وتاليا اعتبرت هذه القواعد ان من حقها ان تتصرف من منطق الرابح وليس المهزوم من ضمن صفوف قوى الرابع عشر من آذار، بدلاً من الانهزام والانقلاب على تفاهمات ثورة الارز التي اخرجت الجيش السوري من لبنان.
هذه النظرة الدرزية، والاشتراكية، تجلت في لقاء الشويفات يوم الاحد الماضي، حيث قاطع العديد من اهالي شهداء الشويفات اللقاء ونشروا على موقع “اليو تيوب” صورا للمرة الاولى عن قتلى من عناصر حزب الله قال من شاهدوا الكليب انها مروعة قبل ان يتم الضغط على موزعي “الكليب” لسحبه من الموقع.
وفي لحظة المراجعة الجنبلاطية وجد الزعيم الدرزي نفسه “غُرابا” سعى الى تقليد مشية “الحجل”، ففقد مشية الغراب ولم يستطع ان يقلد الحجل.
وإزاء كل ما سبق اوقف جنبلاط مسيرة المصالحات والمصارحات وهو حاليا يعد العدة الى اطلاق خطاب سياسي جديد قد يمهد لعودته من “اعادة التموضع” الى يمين قوى الرابع عشر من آذار ان لم يكن الى صفوفها. ولا يستبعد المقربون من جنبلاط ان يعلن احباطه من حركته الى العلن كخطوة تمهيدية تؤسس لاعادة تموضع جديدة في صفوف قوى الرابع عشر من آذار مستفيدا من كسر الجليد مع قيادات رئيسية في قوى الثامن من آذار.