أعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن هناك روابط بين «فتح – الإسلام» والتوتير الأمني في لبنان من جهة، وبين الاستخبارات السورية، «ونحن في حاجة الى المزيد من المعلومات من خلال التحقيقات»، مشيراً الى أن «هناك من يدير الأمور لكن هذا الأمر علينا أن نطوره من خلال التحقيقات مع الذين يتم اعتقالهم».
وقال السنيورة رداً على سؤال في حديث مع إذاعة «بي بي سي» اللندنية، عما إذا كان ما زال عند الاستنتاج عن علاقة «فتح – الإسلام» بالاستخبارات السورية قال: «نعم ما زلنا عند هذا الاستنتاج». وأضاف: «لا أشك في أن هناك روابط (بين فتح – الإسلام) مع التقدم الجاري حول موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي» للنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
وجاءت تصريحات السنيورة في وقت ما زالت أزمة تحصن مقاتلي «فتح الإسلام» الذين قتلوا 33 رتيباً وجندياً وضابطاً من الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد في الشمال، تراوح مكانها في انتظار اتضاح نتائج جهود فلسطينية وغير فلسطينية من أجل إقناعهم بتسليم أنفسهم للجيش على أن يخضعوا لمحاكمة عادلة، وفي حين يرفض الجيش وحكومة السنيورة وعدد واسع من القوى السياسية أي مساومة معهم مثل ترحيلهم خارج لبنان أو ما شابه. وفيما واصل الجيش اللبناني تعزيزاته حول المخيم، استمر نزوح المدنيين منه مخافة تجدد القتال على رغم استمرار الهدنة الإنسانية الهشة، خصوصاً أن مقاتلي «فتح – الإسلام» ما زالوا يرفضون خيار تسليم أنفسهم للسلطات اللبنانية، وقالت هيئة غوث اللاجئين في لبنان إن عدد العائلات النازحة منذ الثلثاء الماضي بلغ 4422 عائلة الى مخيم البداوي القريب. وفيما يواصل الجيش تسهيل مغادرة المدنيين، ويتهم مسلحي «فتح – الإسلام» بإعاقة ذلك لاستخدامهم دروعاً بشرية، صدرت أمس في بيروت ردود فعل عدة حيال موقف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ليل أول من أمس عن الوضع الأمني المتفجر مع المنظمة الأصولية المتطرفة الحديثة العهد في لبنان ومخيم نهر البارد، إذ قال إن الجيش خط أحمر والمخيم خط أحمر ودعا الى وقف القتال وعدم توريط الجيش في هذه المعركة وحذّر من أن يخوض لبنان حرباً بالنيابة عن الأميركيين الذين اتهمهم بأنهم وراء إرسال المسلحين الى لبنان.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ «الحياة» ان كلام نصرالله ترك استياء لدى قيادة الجيش منذ ليل أول من أمس وأن اتصالات جرت بينها وبين قياديين من «حزب الله»، برر فيها هؤلاء كلام نصرالله بأنه سعى الى مخرج من الوضع الصعب الذي وقع فيه الجيش. إلا أن هذه المصادر ردت بالقول إن «الحزب بموقفه يقطع الطريق علينا ويكشف الجيش بدلاً من أن يغطيه في المواجهة مع فتح – الإسلام». وزار وفد من كتلة نواب «حزب الله» يتقدمه رئيسها النائب محمد رعد قائد الجيش العماد ميشال سليمان أمس للتعزية بشهداء الجيش وتأكيد الحرص على المؤسسة العسكرية كضمانة للاستقرار والسلم الأهلي ووحدة البلاد.
وعلمت «الحياة أن العماد سليمان قال لوفد «حزب الله» إنه كان ينتظر موقفاً من الحزب «غير هذا الموقف». وأشارت مصادر ثقة الى أن سليمان لاحظ أن خطاب نصرالله لم يتضمن كلمة واحدة حول الإرهاب الذي يواجهه الجيش، وسأل: «من الذي يقاتل الجيش ويقاومه؟ والجيش لن يتراجع في أمر يتعلق بهيبته وقدرته على القيام بواجبه الأمني في البلاد ككل لأن هذا يضرب الجيش وهيبته». وأوضحت المصادر أن قيادة الجيش أكدت لـ «حزب الله» أنها لن تقبل باستمرار حالة «فتح – الإسلام» وأن ما قاله سليمان لوفد قوى 14 آذار حين زاره قبل 3 أيام يقوله للجميع ولوفد «حزب الله» في هذا الصدد، وأن الجيش يقف على الحياد في ما يتعلق بالأزمة السياسية الداخلية «لكن المشكلة الآن هي بينه وبين مجموعة إرهابية». وتردد أن العماد سليمان سأل وفد «حزب الله» إذا كان لديه من حل غير استسلام عناصر «فتح – الإسلام» لمحاكمتهم.
واستدرج كلام نصرالله رداً لا يقل قساوة من السنيورة في حديثه مع «بي بي سي» أمس إذ اعتبر كلامه «في المحصلة أكاد أرى كأنه يؤمن غطاء لحركة «فتح – الإسلام»… وكنا نتمنى أن يقف الأمين العام لـ «حزب الله» الى جانب الجيش وكرامة الدولة، وأن يساعد في عملية تسليم هذه المجموعات للسلطة اللبنانية». وأضاف: «أثار اهتمامي عدم مبادرة السيد نصرالله الى إدانة ما جرى في المخيمات وهو الأمر الذي سمعته صراحة من جميع المنظمات الفلسطينية». وعن الانتقادات من نصرالله وغيره بسبب تلقي الجيش ذخائر أميركية قال السنيورة: «في طيات هذا الكلام كأننا نريد أن نبقي الجيش ضعيفاً كي نبرر وجود جيوش أخرى».
ومساء أمس صدر بيان عن لجنة المتابعة في تحالف قوى 14 آذار ردت فيه على نصرالله واعتبرت انه «يساوي بين القاتل والضحية وآراؤه لا تتلاءم مع تحديات المرحلة وتحقيق الإجماع الوطني». وإذ سألت: «هل بهذه الطريقة يتم دعم الجيش وهل مقبول كشف المؤسسة العسكرية؟»، أشارت الى «تجاهل السيد نصرالله التام لتنظيم «فتح – الإسلام»… ورمى بمخاطره على كل اللبنانيين من دون استثناء… كي يتموضع في موقع تغطية الخطة التخريبية السورية وملاقاتها من خلال رفع الغطاء عن الجيش لإرباكه في هذه المعركة ولإسقاط مشروع الدولة وهو يعلم معنى أن تهزم الدولة والجيش في معركة مع مجموعة إرهابية كما يخطط النظام السوري». واعتبرت قوى 14 آذار أن نصرالله «أعطى جرعة دعم لـ «فتح الإسلام» ولكل من يرغب في سقوط مدينة طرابلس»، ودعت «حزب الله» وحركة «أمل» الى «موقف تاريخي بعودة الوزراء المستقيلين (من الحزبين) الى كنف الشرعية والمشاركة في مواجهة الموجة الإرهابية التي تتهدد جميع اللبنانيين».
واستمر وصول طائرات أميركية وأردنية وإماراتية ومصرية محملة ذخائر للجيش اللبناني أمس. ووجه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كلمة الى عناصرها نوّه فيها بتضحيات أجهزتها في مواجهة ظاهرة «فتح – الإسلام» في طرابلس والشمال مؤكداً أهمية التنسيق مع الجيش اللبناني. وقال ريفي: «علينا أن نثبت أننا أهل لإدارة الأمن في بلدنا ولا نحتاج ولم نكن في الماضي نحتاج الى وصاية أحد شقيقاً كان أم صديقاً».
وكان السنيورة اتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وبالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس وتابع أعمال الإغاثة لنازحي مخيم نهر البارد. وعلم أنه أبلغ عباس «اننا سنقتسم لقمة العيش مع إخوتنا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ولن يكون تمييز بيننا وبينهم في المواجهة التي نتعرض لها، والحكومة تترك للفصائل الفلسطينية في لبنان وقتها لمعالجة مشكلة «فتح – الإسلام» وإنهاء هذه الحالة، من دون تراخ أو تراجع». ووضع عباس إمكانات السلطة الفلسطينية بتصرف الدولة اللبنانية و «إننا مع سيادة القانون وفي مواجهة واحدة مع المنظمة الإرهابية».
4 قتلى سعوديين
الى ذلك، أكد السفير السعودي في بيروت الدكتور عبدالعزيز خوجة «مقتل أربعة سعوديين من عناصر فتح الإسلام بعد تبادلهم إطلاق النار مع الجيش اللبناني». وقال خوجة في اتصال مع «الحياة» في الرياض: «تبيّن لنا حتى الآن مقتل أربعة سعوديين في الاشتباكات الجارية بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام، لكن لم تُحدد أسماؤهم بعد». وأضاف: «علمنا أيضاً أن هناك سعوديين وسوريين ولبنانيين وجزائريين، وآخرين من جنسيات عدة ينتسبون الى تنظيم فتح الإسلام، وهم يحملون فكر تنظيم القاعدة».
وأشار خوجة إلى أن «هناك تعاوناً أمنياً وتبادلاً للمعلومات الأمنية على مدار الساعة بين المسؤولين في البلدين». وعلم أن شاباً سعودياً في مطلع العشرينات من عمره يُدعى عبدالله القحطاني، غاب عن أسرته منذ شهور عدة. ويُعتقد بأنه قد يكون أحد القتلى الأربعة الذين أشار إليهم السفير خوجة.
(نقلاً عن “الحياة”)
أزمة «البارد» تراوح مكانها وسكانه يواصلون النزوح و4 قتلى سعوديين الكنتونات المغلقة نؤيد توجه الحكومة اللبنانية بقيادة السنيورة ونذهب أكثر منه , لنؤكد على وجوب نزع كل سلاح موجود على الأرض اللبنانية , وعلى الجميع أن يكون تحت سلطة الدولة اللبنانية الشرعية المنتخبة بشكل ديمقراطي ، والمخيمات الفلسطينية في لبنان يجب أن تكون من مكونات لبنان الطبيعية وليست السرطانية ، مع الاحتفاظ بهويتهم الفلسطينية ضمانا لحقهم في العودة , كما هو الحال في سوريا , فالمخيمات الفلسطينية في سوريا مفتوحة ولا يوجد فيها أي سلاح وهي جزء من مكونات المدينة أو المنطقة , حيث أن السوري يعيش فيها ويتعايش مع… قراءة المزيد ..