حفلة الدم السنوية الخاصة بعيد الأضحى رافقتها حفلة دم مفجعة. الحفلة الثانية كانت آدمية. لم يكن هناك داع لذبائح العيد المسكينة، فالقرابين البشرية كانت جاهزة. حتى اللحظة حوالي تسعين أضحية بشرية وهبت للفساد ولثقافة الفساد التي صارت مستشرية حتى النخاع في المدن العربية. الفساد أغرق عشرات الأشخاص ورمى بالجثث على أرصفة مدينة ليس بها أبسط أساسيات المدينة. هي مدينتي جدة.
كانت تسمى زمن عزها عروس البحر الأحمر، وفيما أخذنا نكبر ونتزين كانت تكبر وتشيخ وتمارس ضدها أقبح أنواع الإهمال والقسوة حتى أصبحت عجوز البحر الطاعنة..
أرملة البحر الأحمر..
منهكة متعبة. لا يفرقها شيء عن بقية المدن المتهالكة. شارعين رئيسيين جميلين كواجهة مشرفة توصل الزوار والوفود لبضعة فنادق وثيرة، وأربعة أو خمسة أحياء جميلة وعدة مراكز تجارية ثمينة.
ثم… بقية مدمرة ومطحونة.
في جدة تدخل أسماء جديدة عالم الثراء عقب كل مشروع لحل أزمة المطر وخلق شبكة صرف.. أسماء ترث بمشروعية متقنة مليارات الدولارات وتهتك عافية المدينة وحضارتها.
عدة ساعات من الأمطار أغرقت المدينة صباح الأربعاء الماضي بسبب عدم تصريف المياه، جرت السيول في جزءها الجنوبي والشرقي. داهمت ألف وخمسمائة منزل. قتل من قتل، وجرح من جرح. اختلطت أضاحي العيد بين أغنام وأناس وبعارين.
من المسئول؟ لا أحد.
من المسئول عن حفلة الدم؟ لا أحد.
من المسئول عن عدم تصريف المطر؟ لا أحد.
من المسئول عن انهيار المباني (الضعيفة) على رؤوس أهلها ؟ لا أحد
من المسئول عن انهيار الجسور وتحول الأنفاق إلى قبور؟ لا أحد
من المسئول عن الجوع والفقر والمنازل الضعيفة وانعدام البنى التحتية؟ سيقولون لا أحد.
لن يظهر أي مسئول.
في الواقع ليس هناك مسئولين، وليست هناك مسئولية على عاتق أي رتبة أو سلطة للإجابة على أي سؤال. فالرقيب والمحاسب غير موجود. السائل لا وجود له.
تعودنا ألا نسأل ولا نحاسب، ولا اعتبار لنا كبشر مشاركين سوى ببطاقات الهوية. تعودنا أن نسكت.
ولو أننا عكسنا الاتجاه فسيتبين العكس. سيظهر المسئول.
فهناك واجب يقع (باسم القانون أو الدستور أو النص الإلهي) على كاهل أفراد القاع أمام أفراد القمة. هنا يظهر أفراد القمة بصفتهم (المسئولين)..
مسئولون عن كل أنملة بحياة الأفراد رجالا ونساء، يحاسبون ويراقبون وكيف لا يكون هناك رقيب؟ الحياة لا تسير بدون حساب. أخيراً هناك مسئول..
لكن النتيجة خسائر. أموات ودماء رخيصة جداً أرخص من أغنام العيد..
*
– أنتظر الآن فتاوى وآراء رجال الدين والفقه، كي يبرروا ما حدث. سيقولون جدة تعيش فجورا وتستحق ما حدث لها.. كما كان سابق رأيهم في تسونامي وكاترينا وإعصارات العالم أجمع. ويقولون إن الله لا يصيب قوما بفاجعة إلا عقابا على ما أذنبه أهلها..
من المسئول عن هذا الفساد الديني؟ لا أحد.
– وأنتظر كما ينتظر أهالي جدة رأيا أو تصريحاً أو عقاباً أو استقالة، والأفضل خطة فعلية مترجمة واقعياً لحل مأساة أجمل مدن السعودية وأشهرها. مأساة مدينة سيقترب أجلها إن بقيت على ذات القدر من التراجع في البنى التحتية. وذات القدر من الخيانات والسرقات والرشاوى.
عيد سعيد وحزين لك يا أرملة فقدت تسعين إبناً دفعة واحدة.
هل وصلت الرسالة ولقّن الدرس؟ وهل سيحاسب المعنيون؟
ليس هناك معنيّون.
Albdairnadine@hotmail.com
• كاتبة سعودية
أرملة البحر الأحمر
كم اسفت لما وصل الية حال عروس البحر الاحمر لاننى وببساطة عشت فيها احلى سنوات عمى ايام ما كانت العروس عروس بلا منافس
أرملة البحر الأحمر في زيارة للقاء احد مرافقي (اسامة بن لادن) حتى آخر أثر له في (تورا بورا) بعد الافراج عنه من (غوانتنامو) وتسليمه للسلطات السعودية التي اعتمدت برنامجا خاصا لاعادة تأهيل (ذوي السوابق الارهابية) زار (Jim Sciutto) مراسل (ABC) جدة لمقابلة (خالد الجهاني) الذي تزوج منذ عام ويتوقع المولود الاول ويعمل ككهربائي , كان ذلك العام الماضي (2008).. يبدأ(Jim Sciutto) تقريره بصورة للمدينة (لا يمكن الشك بحياديتها وعفويتها) : مدينة ساحلية ذات تاريخ طويل في مجال التجارة , ذات ايقاع سريع وصاخب (hustling and bustling) كسان فرانسيسكو , بمبان ذات مظهر مؤسساتي (institutional) كالعاصمة الامريكية واشنطن , الساحل (الكورنيش)… قراءة المزيد ..
أرملة البحر الأحمر
البدير
والبدري
لم ينجح أحد !
أرملة البحر الأحمر
انهم مشغولون بجمع اموال الحجيج يا سيدتي. فكم ضحكوا علي الناس في حفل توزيع لصكوك التوبة والاعتسال والتطهر في موسم الحج الاعظم. لكن لماذا نسيت كيف ان هناك حفل دموي آخر يجري مع اليمنيين المسلمين في صعدا؟ ليس مهما اي الدماء يسفك، هل هي دماء كبش ام دماء بشر، المهم ان تكون هناك قرابين لانها مقدمة لرضا الاله عن الحاكم حديثا ورضا لمن اصطفاهم له كاخلاء قديما رغم الادعاء بان ليس له كفوا احد.