في المقهى دار نقاشنا حول الرقص:
– تعلمين، أعتقد أن الرقص الشرقي يحمل رموزاً مهينة للإنسانية..
أجبته:
– أنا أعتقد العكس. فالرقص الشرقي مثله مثل بقية الرقصات العالمية، فيه جمال وروحانية.
– ما أعنيه ترينه بوضوح في رقصات الشرقيات، كلها إيحاءات غرائزية..
– امرأة ترقص وسط رجال يتابعونها بشبق.
– لماذا أنت متحامل على راقصات الشرق؟
– الإساءة للموسيقى هي مأخذي الرئيسي عليهن.. وليس لديهن ما يقدمونه للمجتمع سوى ثقافة تحريك الأرداف.. وقد زاد الأمر بشاعة سمعة أخلاقهن .
– لا أحب أن أحكم على الجميع، لكن هناك بعض ممن أسأن إلى المهنة، فحولنها إلى طريق للقاء الأثرياء، وبدلاً من الاستغراق في توحيد العقل والروح والأطراف، فلا تتحرك سوى قسمات وجوههن ونظراتهن المغرية البعيدة عن النص، حتى أنها لا تتماشى في الغالب مع الإيقاع الموسيقي، هن لم يعدن يستمعن إلى الموسيقى، بل تتمايل أجسادهن وتبقى أرواحهن بعيدة. ولن يكتمل الرقص دون حضور الروح والجسد في آن واحد على الحلبة، لكن بعض الراقصات لا يفعلن سوى البحث عن صيد ثمين قادم. لا بد هنا من الإشارة إلى دور عناصر معينة في تشويه الرقص الشرقي، عدد من أصحاب الملاهي الليلية، القوادين الذين حولوا حلبات الأحاسيس إلى منصات نخاسة تعرض عليها النساء..
– أعتقد أنك تعطين الرقص الشرقي أكثر من حقه، فالعالم ابتدع رقصات تعتمد بالأساس على سمو ورقي العواطف كالتانجو والباليه والفالس، أما الرقص الشرقي فمنبعه مستمد من الشهوات والنزوات.. ولم يهتم المالك على مر التاريخ مطلقاً لتطابُق مشاعر مملوكته وهي ترقص مع الموسيقى التي تسمعها. بل لقد اخترع الشرقيون رقصاتهم للتشبع برؤية أحب الأعضاء لديهم في جسد المرأة تتحرك وحيدة. الأرداف تهتز وحيدة، والصدر يهتز وحيداً. وهي تهتز وحيدة وسط مجموعة من الرجال. نعم، هذا هو الأصل .
كان أساس رقصنا الشرقي تحريك نقاط الإغراء لدى المرأة فقط. وإن افترضنا أنه كان رقص راقٍ، أفلا تعتقدي أن الراقصات ساهمن في ذلك التشويه؟ لماذا قبلن التلاعب بهذه المهنة المليئة بالمشاعر كما تقولين وحولنها إلى مهنة مشبوهة مليئة بالاستغلال والانحراف.
– لكن مهما سيحاولن التغيير، فالنظرة المجتمعية ستبقى واحدة تجاههن ومعممة على الجميع.
– هل تريدين أن تباركهن المجتمعات كما تبارك الفاعلات والمبدعات؟ هذا تطرف.
– ومن قال أن مجتمعاتنا تبارك النساء الفاعلات؟ إن تلك النظرة المجتمعية الفوقية لا تشمل الراقصات فقط، بل جميع النساء اللواتي يكسرن العرف أو التقليد، ثم هل تعتقد أن الانتقاد الذي يوجه اليوم إلى راقصة أكبر من ذلك الذي يطال محامية تطالب بحقوق غير تقليدية؟
– بالتأكيد.
– على العكس، إن الدعاوي المتشددة التي ترفع في المحاكم على الناشطة أكثر من تلك التي ترفع ضد الراقصة. في النهاية كلتاهما بنظر المتشددين قد خرجتا عن النسق وعن الخلق.
–
كما أن الرجال الشرقيين مهما بلغ تعصبهم، سيقبلون بأمر وجود الراقصة، وإن على مضض. هم مقتنعون بأن العري حرام لكن الراقصة المتعرية في النهاية تؤدي دورها في إشباع ناظر السيد الرجل، تؤدي دور جدّتها، تعلم تماماً أن هذا هو موقعها في الحياة، تسلية السيد. والأهم أنها مختلفة اليوم عن جدّتها، فهي جارية لا تفكر، منعت من التفكير وأصبحت جسداً يرقص خال من الروح ومن العقل. رغم أن الثقافة المتشعبة للجارية كانت من أهم شروط قبولها لدى مالكها.
وفي المقابل يرفض الشرقيون المثقفة، في ظنهم أنها تحاول سلبهم حقا يمتلكونه. تحاول مشاركتهم الأدوار، خرجت عن طور جدتها ورفضت أن تكون جارية، وترفض أن تكون زوجة مستسلمة.
بالأمس كان هناك صنفان من النساء في شرقنا، إما الجارية التي ترقص وتفقه التاريخ والسياسة، وإما الزوجة المستسلمة.
أما اليوم فهناك الزوجة والمثقفة والراقصة.
المثقفة اليوم امتداد لجارية الأمس، صحيح أنها على علم واطلاع وسفور وسفر، لكنها حرمت من مزاولة رقصات الماضي رغم أن رقصها اليوم سيكون لمتعتها هي لا لإمتاع رجل ما، وقد رضخت لذلك المنع لأن الجارية لا تزال تستوطن أعماقها، كما أن الراقصة امتداد لذات الجارية لكنها حرمت من التفكير ومن النقاش تماماً.
انفلقت الجارية إلى قسمين.
انفصلت الثقافة عن الرقص.
ليس للأمر علاقة برغبة المرأة أو مدى تحررها من العبودية.
كان القرار قرار رجل. لقد قرر الرجال أن تبتعد المثقفة عن حلبة الرقص، قرروا أن يشعث هندامها، أن ينكش شعرها، هكذا لن تغوي الرجال بعد اليوم. فقد أغوتهم المثقفة بالأمس، رقصت لهم. تعرت لهم. ضاجعتهم وسلبتهم فكرهم، ووجهت حكمهم، وقضت على حكامهم في بعض الأحيان.
“لا بد وأن تهمل المثقفة ، لا تجعلوها أكثر من صوت يدندن، أما الراقصة فاسلبوها الفكر، ضاجعوها ولا تخافوا فأنتم تأمنون حذرها بالكامل”.
واستمرت عملية التفرقة بين فلقتي الجارية حتى تحولت روحها وجسدها إلى عدوتين لدودتين. المثقفة اليوم تتهم الراقصة بأنها خليعة وسبب دمار النساء وهلاك فكرهن المستقبلي. والراقصة تتهم المثقفة بأنها مسترجلة ولا تعرف كيف تتعامل مع الرجال.
بقيت الزوجة التي لم يتغير دورها من الأمس إلى اليوم. تربية الأطفال وتوجيه سهام الاتهامات. نحو المثقفة كونها تحاول سلبها أسباب راحتها عبر دعوتها للسفور وللعمل، ونحو الراقصة لأنها تحاول سلبها زوجها.
– الأفضل للمرأة أن تختار فلقة الثقافة لا الرقص لأن أحداً لن يستمع إلى راقصة في أيامنا هذه، لن يسمح لها الرجال بتوجيه نسائهم.
– لكن قل لي لماذا تنظر للموضوع من زاوية الرجال؟ ماذا عن النساء؟
الغريب أن الرجال الذين يهاجمون الرقص ويعتبرونه عيباً وحراماً يذهبون إلى الملاهي الليلية ويسهرون متسمرين أمام الراقصات، بل وينفقون عليهن مبالغ طائلة، ألم أقل لك أهون على الرجال مشهد امرأة ترقص عن أخرى تفكر؟
لكن مع مطلع الصباح يطلقون العنان لألسنتهم في مهاجمة الرقص والراقصات، والمطالبة بإيقاف فلانة وعلانة لأن الرقص عيب وحرام.
وحتى المستشرقين قبل مئات السنين، اعتبروا الرقص الشرقي مبتذلاً لأنه كان عيباً على المرأة الأوروبية في ذلك الوقت الوقوف وسط الرجال وتحريك الخصر فقط. ومع ذلك فقد تغنّت لوحاتهم بأجساد تخيّلوها لجميلات من الشرق يتمايلن على وقع الموسيقى، ويمكنك ملاحظة إيشاربات مزركشة قام خيالهم الخصب بربطها على أرداف بطلات لوحاتهم.
وبعيدا عن الابتذال الذي رآه المستشرقين في رقصات المحظيات منذ مئات السنين، فإنك ستشعر اليوم بفارق ذريع لو عقدت مقارنة سريعة بين صورة الراقصات في بدايات القرن العشرين وصورتهن اليوم.
لقد دخلت اليوم عناصر جديدة على الرقص واعتقد أنها تعكس التغييرات والانتكاسات الحضارية التي أصابت مجتمعاتنا..
كانت الراقصة تتناغم مع الموسيقى، تشمها، تتنفسها وتهدي نتاج عبقها للجمهور، كان بإمكانها تحويل المعزوفة الموسيقية الواحدة إلى مسرحية خالدة. ولو استمر نموذج سامية جمال حياً، لكان الرقص الشرقي اليوم في مصاف الرقصات الارستقراطية..
– أي الأدوار ستختارين؟
– ماذا تقصد؟
– هل ستقبلين بدور الزوجة أم الراقصة الغاوية أم المثقفة منكوشة الشعر.
– لما لا أجمع بين ثلاثتهم دون إغواء ودون شعر منكوش؟
– مستحيل.
– لماذا؟
– تحتاجين لمئات السنين الأخرى حتى تتغير المنظومة الفكرية بأكملها، كما احتاجت الشعوب عشرات العقود لتسلب الراقصة حقها في التفكير والثقافة.
– لا بد أن أرقص لأتمكن من الكتابة. من التفكير.
– ستعيدين توحيد فلقتي الجارية؟
– شرط أن تختفي الجارية.
قبل أن نفترق
– هل تريدين أن نلتقي مرة أخرى لأشاركك التفكير.
– لا، أفضل الوصول وحيدة.
albdairnad@yahoo.com
إعلامية وكاتبة سعودية
أرقص لأفكّرالمعروف والمنكر-د. خالص جلبي سألني الأخ “الرشودي” عن طبيعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي جاء به الإسلام، فقلت إن القرآن تحدث عن أمرين؛ أمر يجب القيام به وهو ما تعارف الناس على أنه جيد ونافع، وأمر ينكره الناس ويجب الامتناع عنه. ووصف القرآن أمته بأنها خير أمة أخرجت للناس لاطلاعها بالأمرين معاً، أي كونها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله. مع هذا قد تنقلب الآية فيصبح الأمر بالمعروف منكراً والنهي عن المنكر معروفاً، حين توضع الأشياء في غير موضعها. فلوط أخرجه قومه بتهمة أنه وأصحابه يتطهرون! وحين يتورط المجتمع كله في الموبقات؛ فقد يتعرض للمحق، كما حدث… قراءة المزيد ..
أرقص لأفكّر
صحيح جسمك جنان ويبغالك
أرقص لأفكّر ما أجمل من أن المرأة ترقص. الآن بعد فال الحزب الشيوعي السوفيتي المنغلق من كل النواحي, أصبح ممارسة النشاط الإبداعي حرا, وفتحت الأبواب على مصرعية لمن يريد إن يرقص ومن يريد إن يستمتع بالمشاهدة , أو على الطريق التقليدية الطلب والعرض , اليوم توجد قاعات صالات يتم فيه ممارسة الرقص الشرقي بشكل مكثف , والمرأة الروسية تحاول إن تحافظ على رشاقتها وأنوثتها وزوجها بدرجة أساسية , هنا يوجد صراع شديد أو أحيانا مميت من اجل الرجل , لا اعني أي كلام ( رجل ) إنما الرجل الناجح أو المشهور أو نادر في مهنته وهم كثيرين, ولكن النساء يتفوق… قراءة المزيد ..
أرقص لأفكّر
يسعدكم ويسعد لياليكم ,هذا رقص,هذه سامية ,اسم على مسمى ,هذا كمان عطية ,هذه خلفية الجبل حيث الأرز,هذا هو الفن وليس عرض المقدم والمؤخر والمطالبة بالنفقة.
أرقص لأفكّر نادين يا نادين _يا بنتي لقد انفصلت عن جذورك تماما ,هذا شأنك ليس من حقي ولا من حق إنسان أن يحجر على غيره في حياته ويتبع ذلك ان من حق الإنسان أن يعبر عن رأيه , أنا يا بنتي أتابعك قبل أن تصفقي الباب خلفك وتخرجي وذاك شأنك, ولكن أن يبلغ بك الأمر أنك لم تعودي قادرة على الإجابة بالأحرف العربية ؟هل تكتبي بالأحرف الغربية وتحول من قبل الغير الى الأحرف العربية ,رحم الله حافظ ابراهيم إذ يقول: وسعت كتاب الله لفضا وغاية ****وما ضقت عن آي به وعضات أنا البحر في أحشائه الدر كامنا *** فهل سألوا… قراءة المزيد ..
نادين البدير ابلغني احد ابنائنا الذي يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية أنهم عند خروجهم من الفصل يتجمعوا وفجأة تناهى الى سمعهم (عشرة بلدي)فطيران يتبعون الصوت وإذا بها منصة نصبت في باحة الجامعة ومايكرفونات تبث الموسيقى الشرقية الراقصة وإذا بفتاة ببدلة الرقص (وهات يارقص ولا سهير زكي)ثم تلتها الثانية والثالثة وهكذا وعندما سألوا تبين أن الرقص الشرقي مادة تدرس وتمنح فيها الشهادات وأن ما شاهدوه لم يكن إلا مشروع تخرج ,قلت له يافتى إن مدارس الرقص الشرقي انتشرت في العالم انتشار النشوة في الروح (لم أقل النار في الهشيم)لعدم توافقها. أنا شخصيا لا أرى مانع من ممارسة الرفص الشرقي للمرأة في… قراءة المزيد ..
نادين البدير
sorry ana mani 2dran ifham bass lachou n3amal alra2ss alcharki hal llfarah wa ma dam n7na 3arab chou hadaf alra2ss amam alrjol ok wa ayna sar alfan