أتابع الزعماء اللبنانيين وهم يجوبون العالم يستجدون رئيسا، ولسان حالهم يقول :”رئيس لله يا محسنين”، أو “ريس تايه يا أولاد الحلال”. ومن الألفاظ الجديدة التى أدخلها زعماء لبنان إلى قاموس السياسة العربية تعبير “رئيس توافقى”!! والحقيقة أنا لم أفهم ما المقصود بالرئيس التوافقى، هل المقصود به أن يكون رئيسا يوافق عليه الجميع. فإذا كان هذا هو المقصود فهذا فى تقديرى لا يمت للديموقراطية بصلة، والرئيس الذى يوافق عليه الجميع لا يحدث إلا تزويرا فى المجتمعات الشمولية. الرئيس بوش بجلالة قدره لا يحظى حتى بـ %50 من موافقة من الشعب الأمريكى، أى أنه رئيس “غير توافقى”. وكلنا أمل فى أن تستمر لبنان كواحة للديموقراطية فى العالم العربى بالرغم من كل مشاكلها، والوطن لا يمكن إختزاله فى طائفة أو دين أو جنس أو مجموعة من الناس، ولبنان كان طول عمره بوتقه تضم المسيحى المارونى والكاثوليكى والمسلم السنى والشيعى والدرزى. وأعتقد أن الساسة قد تعلموا من التجربة القاسية للحرب الأهلية والتى إستمرت من 1975 وحتى 1990، وكان للتواجد السورى فى لبنان عامل كبير فى إخماد تلك الحرب. ولكن يبدو للأسف أنه مازال هناك بعض الزعماء والذين يقدمون إنتمائتهم العرقية والدينية على إنتمائاتهم الوطنية، ولبنان يجب أن يأتى أولا قبل أى طائفة أو دين.
…
وكنت أتصور أن يحاول الساسة اللبنانيون إختيار الرئيس الأوفق أو الأحسن أو الأجدع!! ولكن حكاية “رئيس توافقى” دى مش داخلة دماغى، وإذا كان ولا بد من إنتخاب رئيس “توافقى” يوافق عليه الجميع، فلا يوجد يوجد أفضل من فيروز حيث يوافق عليها ويجمع عليها كل اللبنانيين والعرب. والرئيس اللبنانى بطبيعة التركيبة اللبنانية “يملك ولا يحكم” والسلطة الحقيقية موزعة بين البرلمان والحكومة المنتخبة، لذلك فإن وظيفة فيروز سوف تكون وظيفة شرفية وسوف تملأ سماء لبنان أغانى وأناشيد جميلة، وسوف تصبح إغنيتها “بحبك يالبنان” هى النشيد الوطنى اللبنانى:
بحبك يا لبنان
بحبك يا وطنى
بشمالك
بجنوبك
بسهولك بحبك
وسوف تخطب فى البرلمان اللبنانى فى حفل الإفتتاح وتقول:
بمجدك إحتميت
بترابك الجنة
ع إسمك غنيت
وع إسمك راح غنى
ع تلالك ع جبالك
ركعت وصليت
لسهولك إللى بتنبت سنابل
ورجال وهياكل
لغاباتك المرزوعة بلابل
وزهور ومعاول
….
وإذا وجدت صعوبات فى قيادة الشعب اللبنانى بطوائفه المختلفة سوف تغنى لهم:
حبيتك تا نسيت النوم
يا خوفى تنسانى
حابسنى براة النوم
تاركنى سهرانة
أنا حبيتك… حبيتك !!
…
وسوف تستطيع تجميع كل الميليشيات تحت لواء الجيش اللبنانى الموحد و”الوحيد” وتغنى لهم:
خبطة قدمكم ع الأرض هدارة
إنتو الأحبة وإلكن الصدارة
خبطة قدمكم ع الأرض مسموعة
خطوة العز وجبهته المرفوعة
….
وربما تشعر بالوحدة على مقعد الرئاسة فى بعض الأحيان فتغنى:
أديش كان فيه ناس ع المفرق
تنطر ناس
وتشتى الدنيى
يا حلو وشمسية
وأنا بأيام الصحو
ما حدا نطرنى
..
لبنان الجميل هو الأمل لكل العرب، هو الثقافة والتحضر والمعادل الموضوعى لإسرئيل، وهو القادر على الإنتصار (بدون جيش) فى ميدان التجارة والتقدم والحياة.
وفيروز هى خير من يمثل لبنان واللبنانيين فى هذا الزمن الردئ، زمن القنابل البشرية الإنتحارية، زمن الإغتيالات، وزمن جلد الصحفيين، وزمن التجارة بالدين، وزمن كراهية كل ما هو جميل. يجب أن تعود إلينا فيروز التى غنت لزهرة المدائن، وغنت لشط الإسكندرية وغنت لسيد درويش كما غنت للأخوين رحبانى، يجب إن تعود إلينا وسوف نكون فى إنتظارها:
مسيتكم بالخير يا جيران
جاى أنا خللو القمر سهران
..
يجب أن تعود فيروز لكى يعود الحب مرة أخرى لكى يحل محل الكراهية والتى زرعها فى النفوس أناس تصوروا أنهم مبعوثي العناية “الإلهية” وأخذوا فى نشر ثقافة الكراهية فى أنحاء المنطقة والعالم:
بيقولوا الحب بيقتل الوقت
بيقولوا الوقت بيقتل الحب
ياحبيبى تعا و لا تروح
قبل الوقت وقبل الحب
….
وبعد أن تنشر فيروز ثقافة الحب مرة أخرى لكى تحل محل ثقافة الكراهية، سوف تودعنا وهى تغنى:
أنا صار لازم ودعكم وخبركم عنى
أنا كل القصة لو منكم ما كنت أغنى..
….
أين أنت يافيروز ؟!!
amybehiri@aol.com
* كاتب مصري- الولايات المتحدة
المصدر إيلاف
أرشح “فيروز” لرئاسة لبنان بسم الله الرحمن الرحيم يبدو ان التهافت من جانب كاتب المقال قد بلغ ذروة الهزيان و وصل الى مرحلة ( التهريج ) الذي يليق بالمجلات الهزلية الكريكاتورية بل لقد وصل تهافت الكاتب الى السخرية من السيدة فيروز و يبدو الجهل المدقع فى المحاولة البائسة بمقارنة الولايات المتحدة الاميركية بدولة لبنان القائمة على نظام المحاصصة وبديلا عن نبرة الأهتمام و القلق لأحوال لبنان الصغير تظهر نبرة السخرية و الأستهزاء للساحة السياسية اللبنانية واختزال الواقع الدموي المفخخ الى مقاطع غنائية للسيدة فيروز بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي اللبناني و تدل على استهانة كاتب المقال بالسيدة فيروز و… قراءة المزيد ..