ذكرت جريدة “المستقبل” أن الحكومة اللبنانية أرسلت الى الامم المتحدة تقارير عن الحشود التي نفذتها فتح الانتفاضة والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة الاسبوع الماضي في منطقة البقاع وتحديدا في بلدتي قوسايا وحلوى”. كما ذكرت أن الرئيس فؤاد السنيورة وجّه نداء إلى المدنيين الفلسطينيين المتبقين في مخيم نهر البارد لاخلائه، ما يؤشر الى منعطف تتجه اليه المعركة في ظل تأكيد الحكومة والجيش على قرار إنهاء هذه الظاهرة الشاذة.
وحسب “المستقبل”:
بدا أن المعركة في نهر البارد في يومها الرابع والعشرين أخذت في الساعات الأخيرة، تحقق تقدماً كبيراً سواء على صعيد إسقاط مواقع استراتيجية أو على صعيد تدمير البنى والتحصينات التي يستخدمها الارهابيون ولجهة ملاحقة ما تبقى من فلولهم. وأفيد مساء عن تمركز ثلاث دبّابات باتجاه موقع “الاونروا” ومبنى “الكفاح المسلح” سابقاً، كما تم تطويق مبنى “التعاونيّة” بشكل كامل وفرَّ مسلحّو العصابة إلى داخل المخيّم القديم، وذلك بعد سقوط موقعَي “النورس” و”الوحش” الاستراتيجيين.
أما في “السياسة، فقد برزت ثلاثة معطيات مهمّة:
أولاً ـ إبلاغ الحكومة اللبنانية الأمم المتحدة عن عمليات “الحشد” التي تقوم بها مجموعتا “الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة” و”فتح الانتفاضة” المواليتان للنظام السوري في مناطق في البقاع محاذية للحدود مع سوريا، بحسب ما أبلغ مصدر حكومي وكالة “فرانس برس”.
وقال المصدر ان “الحكومة ارسلت الى الامم المتحدة تقارير عن الحشود التي نفذتها فتح الانتفاضة والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة الاسبوع الماضي في منطقة البقاع وتحديدا في بلدتي قوسايا وحلوى”.
ثانيا ـ نداء رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى المدنيين الفلسطينيين المتبقين في مخيم نهر البارد لاخلائه، ما يؤشر الى منعطف تتجه اليه المعركة في ظل تأكيد الحكومة والجيش على قرار إنهاء هذه الظاهرة الشاذة، وفي ظل الدعم الدولي الذي عبّر عنه، أول من أمس، مجلس الأمن بإدانة “الأعمال الاجرامية والإرهابية التي تحصل في لبنان، ولا سيما منها تلك التي ترتكبها فتح الاسلام”، مؤكدا دعمه “الكامل لحكومة لبنان الشرعية والمنتخبة ديموقراطيا”.
ثالثاً ـ وكان لافتاً أمس بعد الدعوة التي وجّهها رئيس “تكتّل الإصلاح والتغيير” النائب العماد ميشال عون إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، وبعدَ ترحيب رئيس “تيّار المستقبل” النائب سعد الحريري بها عبر الزميلة “النهار”، انّ اتصالات سياسيّة تكثّفت بهدف تأكيد تقديم هذه الشكوى ودرس إمكان تقديم شكوى مماثلة إلى الجامعة العربية.
المواجهات
وكان يوم أمس، شهد أعنف المواجهات في مخيم نهر البارد، حيث شدد الجيش الخناق على ما تبقى من فلول عصابة ما يسمى “فتح الاسلام” الإرهابية الذين لجأوا الى الجهة الجنوبية للمخيم بعدما أحكم الجيش السيطرة تماما على الجهة الشمالية ـ الشرقية منه، مقرّهم الأصلي، ودمّر البنى والتحصينات التي كانوا يستخدمونها في الاعتداء عليه.
وفي الجهة الشمالية للمخيم، سيطرت الوحدات العسكرية على موقع “النورس” بعدما باتت كل الواجهة البحرية للمخيم تحت سيطرة نار الجيش، وأحكم الطوق على موقعي “التعاونية” و”صامد” ومدارس “الاونروا” حيث يتحصن عدد من الارهابيين.
وفي الجهة الجنوبية للمخيم، حيث الحضور هو لفصائل “النظام السوري”، لفت قيام عدد من مسلحي “عصابة العبسي” بمحاولة التفاف على وحدات الجيش الذي صدّ هذه المحاولة موقعا عددا كبيرا من القتلى في صفوفها.
وتردد أن مقاتلي المجموعات الارهابية استخدموا صواريخ كورية الصنع لا ترتكز الى قاعدة اطلاق، وهي أسلحة لم يسبق لمجموعة العبسي استخدامها، ما يزيد من الشكوك حول الجهات التي تقاتل الجيش الى جانب “فتح الاسلام”.
بالتوازي، سجّل نزوح مئات المدنيين ممن كانوا لا يزالون في المخيم الى خارجه.
وأعلنت قيادة الجيش أن وحداتها “واصلت توسيع نطاق سيطرتها في نهر البارد، وعملت على إحكام الطوق وانتزاع مواقع جديدة من المسلحين وإجبارهم على الفرار منها”، معلنة أن “الواجهة البحرية للمخيم أصبحت تحت مرمى نيران الوحدات العسكرية”.
واذ كررت دعوتها “المسلحين المتمادين في ضلالهم إلى إلقاء السلاح، وتسليم أنفسهم كي تأخذ العدالة مجراها”، حذّرت المجموعة الإرهابية “من محاولات التعدّي على المراكز الدينية وتدنيسها، وخاصة مسجد القدس باستخدامه مصدراً للاعتداء على الجيش (..)”.