أربعون.. خمسون.. ستون عاماً من الدم والدبابات، ومن الحروب والمقاومة، ومن المباني المنهارة، والمعنويات المتهالكة، ومن البكاء والعويل، ومن القتلى والمشردين.. نصف قرن ونيف من الحروب والمظاهرات وحرق المحلات وقصف الطائرات والانقلابات ويعيش فلان ويسقط فلنتان، والمجد للعرب والخزي لاعدائهم..
نصف قرن وزيادة من التجنيد الالزامي، من رصد الملايين لاسلحة لن تستخدم وان استخدمت فستزيدنا دماراً، من إهمال كل مظاهر الحياة المدنية والاستقرار السياسي والتطور الاقتصادي »دفاعا عن شرف الامة« و»تصديا لكيد الاعداء« و»وقوفاً في وجه المؤامرات«. والف شعار كاذب اخر!!
نصف قرن من تفجر الحروب والصراعات في مصر وفلسطين، ولبنان وشمال افريقيا، والعراق والخليج. حروب تدوم سنوات طويلة ضحاياها بعشرات ومئات الألوف. حروب تنتهي بسرعة خسائرها بالملايين والمليارات، شباب الأمة تحت السلاح، عقول الامة مكبلة بمستلزمات الكفاح، كل البلدان تتقدم وتزدهر والعرب والمسلمون من حرب الى حرب، ومن أزمة الى أزمة ومن عملية ارهابية الى عملية ارهابية ومن جبهة الى جبهة ومن مجموعة جهادية واسلامية الى مجموعة جهادية واكثر اسلامية.
المغربي يلطم على خديه بسبب تفجيرات الدار البيضاء، الجزائرية الثكلى تبكي ابناءها واخوتها الذين قتلتهم »جماعات الدعوة والجهاد« ورمت بجثثهم في بئر بلا قرار، مصر تتعثر بين دعاة الحرب ودعاة السلام، بين من يريد بناء عشرة آلاف مدرسة ومصنع ومن يريد إرسال عشرة آلاف مجاهد الى لبنان، السودان تنتهي من حرب الجنوب لتغوص في حرب دارفور، الاردن على اعصابها بسبب الوضع في فلسطين، وبسبب الارهاب الداخلي، وبسبب فواتير الخبز والنفط والبطالة.
»المقاومة الشريفة« تدمر مستقبل العراق، وقوى الارهاب تتفنن في تفجير الاسواق وقتل البشر، عشرات التنظيمات البالغة الخطورة تهدد مختلف دول الخليج والعراق ومصر وكل العالم العربي. بينما تلاحق قوى مكافحة الارهاب الدولية آلاف العرب والمسلمين.
كانت لبنان وردة جميلة وواحة يانعة، واذا بها اليوم بين ليلة وضحاها ركام من الخرائب والدماء والبكاء المتصل على شاشات التلفاز وفي كل مناطق البلاد. كل العرب والمسلمين لا يكترثون على الاطلاق بكارثة الدمار والحرب والموت في لبنان..إنهم يكذبون! فالمهم »شرف الأمة« و»الصمود« و»المقاومة« و»التصدي لمشروع الشرق الاوسط الجديد« .. وألف شعار كاذب جديد! هكذا كان العرب والمسلمون يصرخون في وجوه عقلاء فلسطين عام 1948، وعقلاء مصر عام 1974، وفي وجوه الكويتيين عام 1990، والعراقيين عام 2003، واليوم في وجوه اللبنانيين! الكل يصرخ في المظاهرات: »لا يهمنا الدمار«، »لا يهمنا الموت«، »لتستمر الحرب عشر سنوات وحتى لألف عام«! فنحن أمة كتبت اسمها بالموت والدم والبارود. لدينا في الواقع من كل هذا كمية هائلة بدأنا منذ فترة بتوزيعها على الآخرين، وتصديرها إلى أوروبا والولايات المتحدة! أين المخفر؟ أين الخليفة؟ أين مجلس الأمن؟ اريد ان اقول انني اريد ان اسلم سلاحي لاقرب جهة تجمع السلاح والذخيرة!
أريد ان اقول ان الناس في كل العالم العربي وفي دول العالم الإسلامي، شبعت من الدم والعنف والقتال ومناظر القصف والدمار ورؤية النساء البواكي اللواطم!
أريد ان اصرخ بالعرب والمسلمين يا ناس بس!! يا أهل القتال والنضال والجهاد والكرامة كفى! لقد تدمرت حياتنا داخل بلداننا.. وفرنسا وبريطانيا التي قاومنا استعمارها تقف اجيالنا الجديدة طوابير طوابير على أبواب سفاراتها طلبا لتأشيرات الهجرة، وامريكا التي نحرق أعلامها في كل مظاهرة هي التي تحمي السلام بين دول العالم العربي، ودول العالم الإسلامي، والكثير من دول العالم الثالث.. الكافرة!
لقد تدمرت كذلك حياتنا خارج بلداننا، فقد كانت صورة العرب والمسلمين والاسلام زاهية قبل قرن ونصف قرن، وكانت مساجد لندن وباريس ونيويورك بيوت الله واليوم انقلبت الصورة رأساً على عقب، وتقاسم مسلمو الأحزاب والتنظيمات الغنائم قبل تحقيق النصر!
لا نريد ان نخوض »معركة الشرف«!
لا نريد ان نصمد في »جبهة المقاومة«!
لا نريد ان تتدمر حياتنا وتنهدم بيوتنا
ويموت أطفالنا وتنهار جسورنا وتترمل نساؤنا وتسيل دماؤنا في معارككم المتلاحقة التي تشنونها بلا اكتراث وتخرجون منها بلا اتعاظ!
نريد لخمسين عاما قادمةان تستقر بلداننا، ان نجرب الهدوء والأمان والمسالمة، نريد ان ينمو زرعنا، وان يمتلىء ضرعنا، وان تثمر أشجارنا، وان يباع محصولنا، نريد ان ينخرج شبابنا، وان تتزايد مدارسنا وجامعاتنا وبنوكنا، وان تزدهر مدننا واسواقنا.. وان نستمتع بالحياة!
نريد ان نستيعد كرامتنا المتحضرة، وسمعتنا المسالمة الطيبة.. التي داستها خيولكم وعرباتكم!
لا نريد الحرب، لا نريد القتال، لا نريد الموت والدمار.
لا نريدعالمكم المتفجر الدامي يا أهل الحرب والجهاد والمقاومة.
لا نريد هذا العالم المتفجر الدامي الذي يقطر بؤساً وشقاء ودماراً، العالم الذي تدوي في جنباته صرخات النساء الثكلى واستغاثة الأطفال المرعوبين وأنين الجرحى المشرفين على الهلاك. لا نريد.. لا نريد..
يعني المقاومة والجهاد غصب؟ يعني بالعافية؟
لا نريد!
* كاتب كويتي
أخرجونا.. من الجحيم! لقد اسمعت لو ناديت حياً— ولكن لا حياة لمن تنادي من تنادي يا أخي ؟؟؟؟هذه الانظمة المهترئة هي السبب, انظر الى جميع دول العالم كلها او معظمها بدأ فيها التحول الديموقراطي الا دولنا , كلها آمنت بالعلمانية حفظا للعقل والدين والعلم, وحكامنا وملوكنا وسلاطيننا اختاروا اسوأ انواع الحكم خليط بين احط ما هو موجود في الاديان وأخبث ما كان في العلمانية, حطموا الاسلام وباعوه في اسواق الدعارة الدينية, مذجوا العلمانية بالف نوع من السموم, فاصبح انسان هذه الدول شبحاً لانسان آيل للانقراض, وراسا بلا عقل وصدرا بلا ضمير, تاجر زعماؤها بشرف شعوبها بكرامتها, ولا تهم الدول الاوربية… قراءة المزيد ..
أخرجونا.. من الجحيم! استاذ حيدر ، لعلك صادق فيما تقول ولاكن ستتهم بالإنهزامية و خيانة مقدسات الأمة و لا تستبعد التكفير و هدر الدم!! مشكلتنا مع اصحاب الفكر الشمولي بشقيه الثورجي( القوموي و الاسلاموي) في النظر للانسان في هذه الأوطان على انه خلق ليكون وقودا لمغامراتهم التي لن تنتهي. حتى لو حصلوا على كل ما يبتغون و ماهم بحاصلين و سيظلون يختلقون المشاكل لأجل عدم إمكانية التصالح مع بني البشر و الحياة الا ان يكونوا اوصياء و سادة لهم . منتهى الحمق و التطرف في سلوكهم و افكارهم ولاكن من قال ان الفكر الشمولي المتطرف احادي النظرة سيصمد الى مالا… قراءة المزيد ..
أخرجونا.. من الجحيم! مقال رائع. فهل المسألة كما فهمها ذلك القائد العربي المريض عقليا الذي أطلق لخلع غطاء الرأس، في يوم واحد، عن رأس كل امرأة عفيفة في بلده، فهداه عقله المريض إلى أن المسألة هي في قطعة قماش، كما يفعل الثور مع هياجه عند رؤية خرقة حمراء؟وتدمير مدن في العالم المتخلف ومنها حماة وحبلجة والان جنوب العراق بواسطة المليشيات القذرة المدعومة من النظام الايراني المليشي…. المسألة هي عند الجميع تنطلق من مبدأ “الإكراه”، وهكذا فيجب أن تخلع الفتاة حجابها في مدارس البعض، وأن تغطي نفسها كلياً في مدارس البعض الآخرين. وكلاهما ضد العقل وضد القرآن والتاريخ والإنسانية. الغدر والغدير:ولا… قراءة المزيد ..