مختلف متطرف بادعائه الجهل
أحمد الصراف: لا تموتي قبلي يا فاطمة
أجرت الحــوار: حنان عبيد
ولد عام 1945، مجاز بادارة الاعمال من جامعة بيروت عام 1974، تاجر منذ كان عمره تسع سنوات، خبرته المصرفية تقارب الاربعين عاما، ونقطة التحول في حياته كانت من خلال عمله في بنك الخلج، الذي شكل مع شغفه بالقراءة والسفر شخصيته الجريئة الصريحة والواقعية، قرر الكتابة في الصحافة عندما وجد المعلومات التي يستقيها من القراءة والسفر ستفيد الآخرين بتفاصيلها الجريئة الساخرة، مواقفه جريئة جدا لا رقيب عليها، فلا يجامل ولا ينافق ولا يوافق على امور كثيرة تجري في البلدي فيكتب وينتقدها، حتى انه ينتقد شركاءه في العمل، مما يصعب عليه الموقف، لا يرتدي الدشداشة والغترة والعقال، لا يذهب للحفلات ولا يزور الدواوين، ولا يذهب للعزاء، ومع ذلك فان حياته الاجتماعية ثرية ونشطة جدا، وما لفتنا اثناء زيارتنا لبيته وضعه «أرمة» كتب عليها أحمد وفاطمة الصراف، وهذا نادرا ما تفعله العوائل الكويتية.
في حوار ساخن دام معه أكثر من ساعة ونصف الساعة تناولنا فيه محطات حياته المختلفة والقضايا السياسية المحلية والدولية، مبديا وجهات نظره وآرائه الخاصة وقراءاته بكل شفافية ازاءها، فالحوار معه له طعم خاص لا ينتهي.
انه الليبرالي المختلف المتطرف رجل الاعمال الكويتي المعروف احمد الصراف، الكاتب الجريء الساخر الذي كانت لنا معه هذه الاستراحة:
• أحمد الصراف لماذا لُقبت بالليبرالي المتطرف؟
ــ بداية أنا لست بمتطرف بقدر ما أنا مختلف، فأنا انسان مختلف بكل شيء، ولا يعني الاختلاف بأني أفضل من غيري، لكن مجرد أني مختلف يجعلني بيني وبين نفسي انسانا مميزا. اولا انا مختلف متطرف في ادعائي بالجهل، وهذه احدى الميزات التي افتخر بها، واتميز فيها، فأقول عن نفسي دوما بأني جاهل واحب ان اتعلم، وبالتالي عندي الاستعداد لأقول للطرف الاخر «انت جاهل»، والجهل يكون في اي شيء، وهو من اسوأ الصفات التي تطلق على الشخص ويكرهها الناس، والجميل في الامر ان يشعر الانسان بجهله ليتعلم.
مختلف متطرف.. والدشاديش
• أبو طارق كيف تبدأ يومك، وكيف تنهيه؟
ــ أيضا حياتي اليومية مختلفة كليا عن الانسان الكويتي العادي، فلا اذهب للدواوين ومع الاسف لا اذهب للعزاء ولا لحفلات الزواج، ولا حفلات الاستقبال ونادراً ما اشارك في ندوات، ومع ذلك فحياتي الاجتماعية نشطة ومثمرة جداً وفيها متعة. احب لعب الورق والجلوس مع اصحابي واحب الشغل على الانترنت واحب كتابة خواطري ومقالاتي، واحب كتابة اشيائي التي اعتقد بأنها لن تنشر. انا لست تقليديا في حياتي اليومية، وحتى في حلاقتي احيانا استخدم يدي اليمين واحيانا يدي اليسرى لأحلق وايضاً عندما «افرشي» اسناني افعل هذا الشيء والافطار عندي يجب ان يكون مختلفا يوميا، فأنا احب التغيير الدائم.
• لماذا خلعت الزي الكويتي ولبست البدلات؟
ــ ليس لدي زي كويتي لألبسه.
• ما هذا العذر ألا تستطيع شراءه؟
ــ طبعا استطيع شراءه، ولكن آخر مرة كان لدي الزي منذ سنتين وعملت كما عمل طارق بن زياد عندما حرق سفنه، فقطعت كل دشاديشي.
• أووف.. لماذا؟
ــ (سؤالك مهم جداً)، عندما كنت ألبس الدشداشة كنت اتصرف بعنجهية، وخصوصا عندما اقود السيارة، اما الان فأنا منسجم مع نفسي وانساني اكثر، فأقود السيارة وانا ارتدي البنطلون والقميص واذا واجهت مشاكل في الطريق مع الطرف الاخر حتى لو كان هو الغلطان فأشعر بأنه يتصرف معي بطريقة غير طبيعية فأضحك وامشي، فهو يفترض أني لست كويتيا ويحق له ان يصرخ علي.
• اذن انت تتهم لابسي الزي الكويتي بالغرور والعنجهية والسلطة؟
ــ لا شك في ذلك، فاللباس والجنسية يعطيان الشخص حرية التصرف ببلده بطريقة تختلف عنها، عندما يكون في بلد آخر، «فيا غريب خليك أديب».
أنا اريد ان اكون مع المجموع وان احس مع الطرف الآخر، هل لأني كويتي يجب ان ارفع صوتي على الناس؟! واحياناً اذا ذهبت لانجاز معاملة، اقف بالطابور فأجد الكويتيين يتجاوزونني، ولا اهتم اذا كان لدي الوقت الكافي للانتظار فأنا كنت اعمل مثلهم عندما كنت جاهلاً، فأصبحت ارفع صوتي واقول للشخص لو سمحت قف بالدور وعندما يعرف اني كويتي مثله يخجل، أنا اريد ان اعطي احتراما للبنطلون، فالذي يلبسه ليس اقل منك يا مواطن قد يكون احسن منك.
• تقول منذ سنتين قطعت دشاديشك، وأنت في عام 1996 كتبت تنتقد هذا اللباس وتسخر منه وتعلق عليه اذن لماذا هذه الانتفاضة جاءت متأخرة؟
ــ كنت البس البنطلون عندما كنت موظفا في البنك، وفي الخارج فأحسست اني اغلط ليس فقط على الصعيد الانساني، واذا كنت لا تلبس هذا الزي في الخارج وتستحي فيه، ولو كنت فخوراً به فألبسه في كل مكان، وطالما انك خلعته فهذا يعني انك تعيش الحياة بطريقة خاطئة، اذاً لماذا اعيش هذه الحياة في خطئها؟ فقررت ان البس البدلة في الداخل والخارج.
• ألا ينتقدك اصحابك؟
ــ لا يستطيعون، فهم يعرفون ان لساني طويل.
• فكرة ما تكتبه ووقت ومكان كتابته، فكيف يتوفر الجو لك لتستوحي وتكتب؟
ــ لا شك ان الكتابة تحتاج الى جو مناسب وهذا الجو يوجد في بيتي، ومشكلتي لا تكمن في كتابة المقال بل في النشر، فانا مصّر على امر، وهو ان اكتب في «القبس»، فدائما لدي افكار اريد كتابتها، وهي اكثر بكثير من قدرة الجريدة في ان تنشر لي مقالا واحدا، في السابق كان لدي مخرج في الصفحة الاخيرة، فكانت مخصصة لاحد الكتاب ينزل فيها حتى عشرين مقالا، فكنت اجمع طوال الاسبوع مقالاتي وأضع العشرين مقالا في الاستراحة الاخيرة، وهذا كان يريحني، بعدها قررت ادارة التحرير تغيير هذه الصفحة ووضع مقال واحد لكل كاتب، والحقيقة ان ما يوقفني عن الافكار هو ارهاق يدي وظهري، وليس الارهاق الفكري، ولدي دائما افكار وليست بالضرورة ان تكون جيدة، ولكنها افكار لمقالات.
• في مقالاتك التي اطلعت على بعضها فانها تصلح لمشاهد كوميدية!
ــ لا ادري، انا لا ارى هذه الامور قد ترينها انت ككاتبة او ناقدة او قارئة.
• مثلا في احد مقالاتك تكلمت عن الواح الشوكولاتة التي اشترى والدك صناديق كثيرة منها، ووضعها في غرفتك وصورت للقارئ مشهدا كيف بدأت تلتهمها، وكيف وقعت كلها متناثرة؟ وانت غارق في وسطها تأكلها.
ــ نعم هذه القصة لطيفة جدا، مرت في حياتي، والحقيقة اني لا ادري بامتلاكي لهذا الاسلوب، فانا اصلا لا اعتبر نفسي اني كاتب محترف ولدي اسلوب، بل كتاباتي هي انعكاس لحياتي البسيطة التي اعيشها، وحتى عندما اسافر ففي كل مكان لي قصة، فمثلا لا ادخل للفندق للعشاء فقط، بل تحصل معي قصص، ويجوز ان خيال الطفل في داخلي يضيف على هذه القصص تفاصيل ويعمل منها دراما، وفضولي للمعرفة يدفعني للتورط بأمور كثيرة، ودائما يسألني اصحابي يا أخي كيف تحدث معك هذه القصص ونحن لا؟ والامر الآخر اني دائما ارى فلوسا على الارض خمسين فلسا ومائة فلس لا احد يراها غيري، فلدي ملاحظة لا يمتلكها الانسان العادي، وهي من اعطاني هذا الكم الكبير من الافكار التي اصبها في مقالاتي.
• انت رجل اعمال عملت في المصارف والاعمال التجارية، لكن من شجعك على الكتابة؟
ــ طول عمري تاجر، منذ كان عمري تسع سنوات والذي شجعني على الكتابة هو نشأتي في بيت يقرأ، الجد والاب والعم لديهم مطبوعات وكتب تأتيهم من مصر، وايضا اسرتي تجارية من الطبقة المتوسطة، ولديها الرغبة في القراءة، فمن اكثر الاشياء التي ادين بها لجدي ووالدي اني نشأت في بيت يهتم بالتجارة والقراءة، فالمعلومات التي استقيها من القراءة والسفر دفعتني لاكتب، وبعد قراءتي لمقالات الكتاب وجدت اشخاصا احسن مني وآخرين أسوأ مني، اذاً لماذا لا اكون في المنتصف، واكتب واصبح افضل من السيئين؟
رحم متخلف
• سمعنا انك تستورد الكرتون الخاص بالهمبرغر؟
ــ هذه التجارة جيدة وسيئة عندي، فاكثر المصاعب التي اواجهها في الكتابة هي عندما اضطر للكتابة عن جهة اتعامل معها، فانا اتعامل مع كل الجهات الحكومية ومع الفنادق والمستشفيات وكل المطاعم في الكويت، يعني اتعامل مع كل الجهات، وفي الوقت نفسه اكتب عن المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والمؤسسات الخاصة، مع ان لدي مصالح فيها ولي شركاء يتضايقون مما اكتبه، وبصراحة لا اعرف ماذا اعمل؟
• أليس هذا تناقضا تنتقدهم وتفتح ملفاتهم وتتعامل معهم؟
ــ (هذه الملاحظة ممتازة) أتعامل معهم لانه حرام ترك بضاعتي لأني كتبت عنهم فسعرها جيد، ولا احد لديه مثلها، وهي جيدة، فأنا اتعامل بآلاف المواد، يقولون صحيح احمد انتقدنا لان لديه وجهة نظر معينة او ان لديه الحق، او حتى ان رأيه قابل للنقاش، او ان بضاعته جيدة، ولنتغاضَ عما يكتبه.
• ماذا تقول عن الحكومة الحالية، هل اصبحت حكومة اصلاح كما
طالبوها ووعدتهم؟
ــ إن قالت الحكومة انها اصلاحية او غير اصلاحية، وانها ستحارب الفساد، فانها حكومة خارجة من رحم مجتمع غير قادر على التصرف بطريقة حكيمة، فأي حكومة تأتي لها الحرية في قول ما تريد، فهي حرّة في ادعاء ما تدعيه، ان ما تدعيه الحكومة شيء وما خلق هذه الحكومة شيء، فهو رحم مجتمع متخلف، لا يؤمن بمركز معلومات. فما هي الطريقة التي يتم بها اختيار الوزراء؟ وهي من اصعب القرارات في اختيار الحكومة. وعلى فكرة انا لا اريد الدخول في السياسة، فأنا غير مرشح لأي منصب، لا اريد اي منصب، وارفض اي منصب – ان اهم موضوع في الوزارة هو اختيار الوزارة، فاذا اردنا مثلا طبخ اكلة معينة لابد من وجود مكونات يتم اختيارها بشكل جيد لتصنع هذه الطبخة، فلو كنت اعظم طباخة في العالم واللحمة خربانة فستخرب الطبخة. اذن لو جئنا للوزارة وكيف تختار الحكومة وزاراتها يجب ان يكون هناك مركز معلومات يعطيها من تختار، ونحن اليوم ليس لدينا قاعدة ?Whose? Who من هو؟
• كيف يختارون اذن؟
ــ من خلال زيارة ديوانيتهم، ومن خلال سماعهم بأسماء الاشخاص ورؤيتهم او لان الشخص الفلاني رشح هذا او ذاك.. فدائما تسمعين هذا الوزير محسوب على رئيس مجلس النواب، وهذا محسوب على وزير الداخلية، وذاك محسوب على الشيخ الفلاني.. اذن عملية الاختيار تمت وفقا للاعراف الطائفية او القبلية او بناء على حسابات وتوازنات سياسية، وبالتالي فلا يمكن للحكومة مهما كانت اهدافها نبيلة او تطلعاتها ممتازة ان تصل اليها لان الخلطة ليست منسجمة. فالرئيس الاميركي عندما يأتي للادارة لا يقول الحكومة الاميركية بل الادارة الاميركية، اي الادارة يكون فيها فريق عمل وعندما يأتي الرئيس يخرج كل موظفي الادارة السابقة ويحضر مدراءه معه لاربع سنوات يديرون البلد بطريقة تمثل افكار هذا الرئيس. اذا فكري اشتراكي ويُفرض علي وزير اقتصاد رأسمالي اذن سياستي الاشتراكية لن تمشي، يجب ان يختار رئيس الوزراء وزراءه وفقا لمخطط تنموي لديه، اما نحن ففي بلد متخلف رئيس الوزراء فيه مربوط بعشرات الحبال التي تقيد ارادته وتصرفاته، فمهما كانت تطلعاته فلن ينجح.
• أبوطارق.. لماذا تخاف الحكومة من الاستجواب وتتوتر؟ وهل بالفعل النواب لديهم ملفات سرية تكشف الفساد فتستفز الحكومة بها؟
ــ اليوم الوزراء يتعرضون للاستجواب ويواجهون احدى ثلاث حالات، اما انه غير قادر على الوقوف على المنصة والرد على المفوهين من اعضاء المجلس، وبالتالي ينسحب او يستقيل او يرضى بطلبات النواب ويخلص الموضوع، او وزير آخر عليه مماسك، فيعرف انه اذا صعد المنصة رح يسلخوه ويتبهدل، والوزير الآخر لا مماسك عليه، ولديه القدرة على صعود المنصة ولكن رئيس الحكومة لا يريد، وهذا مثال ما حصل مع السنعوسي او بدر الحميضي او اكثر من وزير لديهم كل الحجج والآراء التي تفند محاور الاستجواب، لكن كما قيل وحسب معلوماتي، غير المتأكد منها، أن رئيس الوزراء طلب من احد الوزراء عدم الصعود إلى المنصة.
• هذا يجعلنا نتساءل لماذا يرفض رئيس الوزراء صعود وزيره الذي يملك الحجة الى المنصة؟..
ــ لأنه ليس لدينا خطة كوزارة، وهل نتصدى للفساد ونمشي في الطريق
المستقيم، والأهم لايوجد للحكومة حزب يمثلها، فستبقى الحكومة التي يرأسها شيخ داخل مجلس حكومة تلاعب على توازنات لبقائها في السلطة من جهة ولتمرير قوانينها من جهة اخرى. ولتمرر الحكومة قوانينها فإنها تحتاج إلى الاغلبية من الاصوات ولتستمر الحكومة بهدوء وتنجح في محاور الاستجواب، تحتاج الى اغلبية، للتصويت على القوانين، وايضاً لتحافظ على وزرائها كي لا يستقيلوا، تحتاج الى اصوات المجلس، ولنقل خمسين صوتا زائدا واحدا، فالحكومة لا تستطيع الحصول على ذلك لان ليس لديها حزب. فنجد الجماعات الدينية التي تنتمي إلى حزب معين، ولها رأي وتفكير منسجم مع بعضها بخلاف الأحزاب الاخرى «كالشعبي والوطني»، لديهم قوة في البرلمان اكثر من عددهم بكثير.
• هذه الجماعات الدينية داخل المجلس الم تزرعها الحكومة منذ زمن بعيد؟
ــ انه تاريخ طويل في كيفية تقوية الحركة الاسلامية في الكويت، فهو نابع من حاجة الحكومة الى كتل كبيرة من الاصوات تقف معها دون سؤال. فالحكومة خلقت البعبع الذي يقف اليوم في وجهها، لتمرير مجموعة من القوانين فلم تجد غير مجاميع كاملة تمثل اتجاها دينيا تقف معها. لان هؤلاء ليس لديهم آراء حرة، ولا اختلاف في الرأي بل انسجام تام، فهم يتكلمون بلون واحد وبصوت واحد فيمكن ان يكسبوهم من خلال رئيسهم او مرشدهم الديني الذي يقول لهم صوتوا مع الحكومة في هذا الموضوع فتجدينهم يبصمون ويمشون.
• هل يقبضون ماديا مقابل ذلك؟
ــ هذا موضوع آخر، ان كانوا يقبضون من خلال حصولهم على مناصب لأبنائهم او حصولهم على موافقة لتراخيص لشركاتهم، فقضية الدفع قضية معقدة لا علاقة لنا بها، والناس لا يشتغلون ببلاش ولوجه الله، فالكل يشتغل ويستفيد. ان مشكلتنا في الكويت، تكمن في عدم وجود حكم صباحي، فالاسرة او الحكومة تحتاج الى حزب واضح، وما يحصل هو دخول رئيس الوزراء الي البرلمان ليس لديه اغلبية كاملة، فيضطر لشراء الاصوات والولاء بطريقة او بأخرى. فهذا الشراء يضع الحكومة في مآزق مهما ادعت انها حكومة اصلاحية فستفشل في ادعاءاتها لانها لا تملك الاسباب الكافية. فلماذا اقف مع الحكومة واؤيدها؟ اريد ثمن ذلك، بالتالي وجدنا الثمن في العلاج بالخارج، والثمن في القسائم الزراعية والثمن بدعم الاعلاف والثمن بالتنازلات المستمرة.
فالموضوع في الكويت واضح جداً، وما يجعله سهلا على الحكومة الوفرة المالية. ولو لم تكن هذه الوفرة موجودة لسمعنا وشفنا اموراً اخرى..
مثال للتخلف وتنغيص العيش
• من هو النائب الذي يستفزك في البرلمان، وتحب ان تكتب عنه لتوقفه عند حدّه؟
ــ لا يوجد اي نائب ينرفزني سوى نائب يجعلني اشعر بأسى واسف للمستوى الذي وصلنا اليه في التفكير وفي الاختيار هو النائب الطبطبائي..
• اسمع انه الاقرب الى قلبك…
ــ (ضحكنا) وقال بالضبط.. انه مثال جيد، وواضح على مدى تخلفنا ومدى سوء اختيارنا. فكل تجاربك في الحياة وكل علمك وكل فهمك المفروض ان يساعدك في الاختيار. فكل هذه المعلومات اذا لم تساعدك في الاختيار السليم فليس لها فائدة. ومع الاسف عندما نصرّ على اختيار هذه النوعيات المرة تلو الاخرى فهذا دليل على فشلنا كشعب لممارسة حقوقنا. وليد الطبطبائي لا يثيرني كانسان او كنائب بل اتأسف على شعبي وعلى وطني ان يكون بأيدي اشخاص ليس لديهم الا الاهتمام بالتفاهات وصغائر الامور، وهم يسمونها الاخلاق والمحاذير، البلد يغرق في ستين مشكلة والحلول موجودة ونحن مازلنا مشغلوين الشيشان والخيم الرمضانية والشيشة.
• قانون منع الاختلاط الذي يطالبون به اليوم واتهام من يرفض هذا القانون بأنه داعية فساد وافساد فماذا تقول؟
ــ بالضبط هذا احسن مثال، نحن نعاشر بعضنا في كل مكان معاشرة العيش المشترك والحل الوحيد لعدم اجتماع الذكر والانثى ان يكون جزء منهم اعمى.
• هل من المعقول في هذا الوقت من ممارسة للديموقراطية وحصول المرأة على حقها السياسي ان ترجع العملية للوراء ويطالبوا بعدم الاختلاط وبتحديد موعد العمل؟
ــ معقول جداً، اذا عشت في الكويت ستتوقعين هذا الامر. لماذا يذهب الشباب للمخدرات وللشذوذ الجنسي؟ لانهم وصلوا الى حالة من البطر واستغلال كل متع الحياة، بالتالي اصبح يبحث عن متع اكثر غرابة واكثر اشباعاً، وحصل لنا هذا النوع من البطر لكن في جانب آخر، حيث انه لا يوجد اي شيء في الحياة سوى التنغيص على حياة الاخرين. فأصبح بعض النواب يستمتعون لردات الفعل على اقتراحاتهم وارائهم في موضوع العلاقة بين الرجل والمرأة وكأنه لا يوجد في الحياة شيء سوى هذه الامور.
• لماذا تهمهم الموضوعات المرتكزة على الجنس واثارتها؟
ــ في احدى المرات انتقد احد الكتاب منافسه وقال له انظر كيف هي كتاباتي دائما عن الفضيلة والخير والشرف، وانت كل كتاباتك عن الجنس، فقال له: كل واحد يكتب عن الذي ينقصه. اذن لديهم مشكلة بذلك.. نقول دائما ان مجتمعنا اكثر فضيلة، واكثر نظافة من الناحية الجنسية من المجتمع الغربي، وانا لا اعتقد بذلك، ان المجتمع الغربي اكثر اخلاقية واكثر شرفا واكثر استقامة من مجتمعاتنا كافة، اما نحن فندفن قضايانا تحت الارض، توجد لجان في الكويت تعالج قضايا الاغتصاب والعنف المنزلي اشتركت فيها اسرتي وعدد الحالات التي تم فيها الاغتصاب بين اخوة واخوات وبين اب وبنات بالآلاف، لكن نحن مجتمع يستر على بلاويه، ولا نقدر ان نقول اننا مجتمع افضل واحسن من الاخر لان ليس لدينا رقص، او لأن لدينا الحجاب فنحن مجتمع الشرف لا، بل الحجاب لديه جواز سفر لاقتراف جميع الموبقات، فالبنت السافرة الكل يعرفها، فلا تستطيع ارتكاب الاخطاء اما المحجبة او المنقبة، فهذا يعطيها أولا الاذن بالخروج من البيت، ثم ماذا تفعل؟؟ لا نعرف.. لو كان بيد رجل الدين ان يجعل المرأة تخرج في حياتها من بيت ابيها مرتين يوم زواجها ويوم موتها لفعل، وفي بعض المجتمعات هذا الامر لا يزال سارياً.
• عجبا هنا تمنع المرأة من ابسط الحقوق والبعض يفتي بارضاع الكبير. فهل هذا معقول؟
ــ للقول ان هذا معقول أو غير معقول فيجب ان تنتهي بالدين فلطالما ليست لديك المعلومة والذي سألته لتفترضي انه لا يعرف وهو (انا) وقبل ان تسأليني عن الرضاعة للكبير، فهل تعرفين من اين اتى الموضوع، ومن اين انطلق هذا الشيخ، وهل تفترضين أنني انا ايضاً اعرف. طبعا لا.. اذن فقبل السؤال يجب ان نفهم الخلفية، وهذا الشيخ لم ينطلق من فراغ بل انطلق لانه يعرف ان لديه مؤيدين وايضا يعرف ان له معارضين، والمعارضون مثلك انت والمؤيدون مثلي.
الحكم غايتها.. ونعم للسلام
• لماذا تهاجم دوما جمعية الاصلاح، وما الذي يزعجك اذا دعمهم الشيوخ والامراء واعطوهم اموالا فماذا سيذهب من دربك؟
ــ انا معترض على كل تصرفات جمعية الاصلاح الاجتماعي لاسباب: السبب الاول هو عدم الشفافية في ما يفعلونه من يوم تأسيس الجمعية في نهاية الاربعينات فهي تعمل كما تعمل الاجهزة التي تعتبرها كافرة، وهي الجمعيات الماسونية التي لها طقوس معينة وسرية في العمل واخاء مع بعضهم، فهي تعمل على نسق الجمعيات الماسونية، فتعمل دون شفافية وبسرية مطلقة وتدعم كل من يواليها وتوصله لاعلى المناصب، ولو كان الامر بيدهم لأوصلوه الى رئاسة الوزراء. والسبب الآخر لمهاجمتي لهم هو انها توظف الدين لخدمة مصالحهم، فتجمع المال باسم الله، وتستغل حب الناس لله وللدين لجمع الاموال، وهذا أعتبره غير مشروع، وايضا هم يستغلون هذه الاموال لتحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية وانجاح مرشحيهم وايصالهم الى مجلس الامة، ومن ثم الى مراكز اتخاذ القرار، والاهم هم جزء من تنظيم عالمي اسمه «تنظيم الاخوان المسلمين»، فكيف تريدينني ان اوافق على سلوك هذه الجمعية وعملها؟!
• الا ترى ان وجود هذه الجمعية موافق عليها والحكومة لا ترى ما تراه انت؟
ــ الحكومة مجبرة على ذلك لعدم امتلاكها للاصوات، فهم استغلوا الجهة الوحيدة في الكويت التي سمح لها خلال السنوات الاربعين الماضية لجمع الاموال، بدون حدود واي تحفظ واعطيني جهة اخرى في الكويت سمح لها بجمع الاموال كهذه الجمعية. فلم يسمح لأي جمعية لجمع الاموال غير هذه الجمعيات الدينية، وسمح لها بالتصرف بالاموال بالطريقة التي تريدها ولم يقدر اي وزير شؤون ولا البنك الدولي ولا وزارة الخزانة الاميركية ولا احد استطاع ان يعرف مداخيلهم.
• ألم يعارض هؤلاء المنتمون للجماعات الاسلامية اعطاء الحق السياسي للمرأة ورغما عنهم وافقت الحكومة على هذا القانون، والذي قيل انه نفذ بضغوط اميركية؟
ــ الاحزاب الدينية الموجودة في الكويت على استعداد للتحالف مع الشيطان اذا كانت لها مصالح.
• ما هي مصالحها؟
ــ ان تصل الى الحكم، وهذا هدفهم المعلن والمستتب، وان يصبح منهم رئيس للوزراء او حتى امير للدولة.
• ماذا تتوقع اذا وصلوا للحكم؟
ــ لن يكون اسوأ من هذا الوضع. ونحن في واقع الحال نعيش في دولة دينية في آلاف الشوارع والاحياء يعيش عالم مختلف كليا عن العالم الآخر. ففي الكويت عالمان، والعالم الطاغي الأكبر هو عالم المجتمع الديني، فالكويت دولة دينية بكل ما فيها من قوانين وانظمتها وعاداتها وبشعارات شوارعها، ان التكتيكات التي تتبعها الجمعيات الدينية لايصال المنتمين لها هي التكتيكات الوصولية نفسها التي تتبعها الاحزاب الاخرى.
• أيّدت في مقالاتك التطبيع مع اسرائيل هل الساحة اليوم في الشرق الاوسط مهيأة لذلك في ظل التوتر الشديد؟
ــ عدو عاقل خير من الف صديق جاهل.
• اذن اسرآئيل العدو العاقل؟
ــ مهما كان، فأنا اعتبر اسرائيل واميركا اكثر عقلا وادراكاً لمصالحهم واثبتا ذلك.
• لمصالحهما وليس لمصلحتنا نحن…
ــ ليس مهما انت لو علمت مصلحتك لعرفت مصلحتي، فلو عرفت انني في يوم من الايام سأكبر وانتقم منك، فلن تقتربي مني، بالتالي لديك العقل لعدم استفزازي. ولليوم نحن لم نعرف مصلحتنا. نحن لا نحتاج للوهم الذي اسمه القومية العربية، فهو كلام فارغ. فقبل الوحدة نحن بحاجة للمواطنة، وانظري إلى مشكلة لبنان والتي اساسها انه لا يوجد مواطن لبناني يحترم لبنان، وكل اللبنانيين يموتون على لبنان ويبكون.. كيف اكون ناجحا في وحدتي مع السودان اذا كانت وحدتي داخل وطني مفقودة فماذا سيجمعني معه؟ وماذا يجمعني بالمغربي اليوم وغيرهما؟
• أليس الإسلام يجمعنا؟
ــ هناك سنغالي مسلم، ماذا يجمعني به.
• هل هذا هو التبرير للتطبيع مع إسرائيل؟
ــ لا، أبدا.
• إذاً ماذا يربطنا باسرائيل؟ من مصلحتها ان تصبح المركز التجاري المسيطر في الشرق الاوسط، واميركا ترتاح من الديون التي تراكمت عليها بسببها وتسدها من جيوبنا نحن، واسرائيل تريد السلام بشروطها وليس بشروطنا؟
ــ لدينا مع اسرائيل احد خيارين والخيار الثالث ثبت فشله، وهو ما نحن عليه فإما الحرب معها او السلم ونحن أعجز من ان نحاربها.
• وماذا عن التسلح غير المسبوق اليوم في المنطقة وشراء الاسلحة؟ لمن وضد من ستستخدم؟
ــ (انا كوزير دفاع بدي آخذ العشرين في المائة) ان الوزراء المسؤولين في غالبية الدول العربية الوكلاء الوحيدون في العالم لشركات منافسة في النوع نفسه من السلاح، وهذا لا يحدث في العالم كله الا في الدول العربية، ودعينا نرجع لموضوع اسرائيل، فالحرب معها كشفت لنا فشلنا مرة تلو الاخرى، فليس لدينا قاعدة ولا قوة ولا استعداد نفسي للمحاربة.
• وماذا عن حرب تموز في الجنوب اللبناني؟ الاسرائيليون اعترفوا بانفسهم بفشلهم الذريع؟
ــ أكبر فشل في حروب اسرائيل مع الدول العربية هو ما حدث في حرب تموز وبالطبع الفشل هو فشل للدول العربية في صيف 2006 في لبنان.
فشل شنيع في اننا استفززنا العدو بخطف الجنود فخربت بيوتنا وحكومتنا وعاصمتنا، واسرائيل بالمقابل عرفت اخطاءها وعالجت نقاط ضعفها واستعدت لنا. ونحن زدنا ترسانتنا من خمسة عشر الف صاروخ، الى ثلاثين الف صاروخ وكان لدينا ثلاثون الف جاهل اصبحوا مائة الف جاهل، والى اين سنصل؟ حربنا مع اسرائيل هي حرب عقل مع عقل وليس رصاصة برصاصة، فعقولنا لا تقل قدرة عن عقولهم وهناك امثلة عن اللبنانيين الذين نجحوا في المهجر وهم حالات خارج المعقول في نجاحهم، اذن نحن بحاجة للسلام لاخراج الجزء الحضاري فينا وابراز العلماء، وقتها سننتصر على اسرائيل بالعقل.
• هل تتوقع وقوع حرب؟
ــ اتوقع حروبا كثيرة في المنطقة فطموحات الزعامات الموجودة في المنطقة كثيرة وقوية، فمثلا ما يمنع الرئيس القذافي من الهجوم على مصر هو عدم قدرته ولو كانت لديه القدرة لفعل، حاول مع تشاد ومع مالطا ليتحد معها وفشل، فالاطماع موجودة لدى كثيرين، والحروب متوقعة.
قصة حب بنت صور
• من الحروب والوضع الساخن لننتقل الى اجواء اكثر تلطيفا، نعلم انك متزوج بلبنانية، فماذا علمتك من كلمات لبنانية؟
ــ من الامور التي افتخر بها واسعد فيها اني اتأقلم مع كل الظروف والبيئات، مع الاميركان لهجتي اميركية ومع المصريين لهجتي مصرية ومع اللبنانيين لهجتي لبنانية، بالتالي مع زوجتي اتكلم باللهجة اللبنانية واتقنها فاتكلم في البيت 70% كويتي و30% لبناني.
• متى تزوجتها؟ وكيف؟
ــ سنة 1974 تزوجتها واعتقد انني دخلت بمئات المشاريع في حياتي ومشروع زواجي من فاطمة هو احسن مشروع عملته في كل حياتي، لقد التقيتها في الجامعة العربية في بيروت كانت تدرس معي في نفس الصف ادارة اعمال وهي من مدينة صور.
• عفوا على المقاطعة لفتتني الآرمة على باب المنزل مكتوب عليها احمد وفاطمة الصراف؟
ــ سُئلنا كثيرا عنها وقد نكون من البيوت القليلة جدا في الكويت التي عليها هكذا آرمة، ومنذ البداية قلت لك انا انسان مختلف وارى ان زوجتي تمتلك هذا البيت اكثر مما امتلكه انا، وحتى اني لا اقول جوانا ابنتي بل ابنتنا واسم جوانا الاسم الوحيد لبنت كويتية وهو مشتق من جون يوحنا وهو اسم مسيحي.
• كيف تقبل اهلك في ذلك الوقت زواجك بلبنانية وليست كما تجري العادة بالزواج من الاقارب؟
ــ انا انسان مستقل برأيي منذ كان عمري ست عشرة سنة، وكانت
تصرفاتي مستقلة حتى ان والدي كانا يعتقدان بانني شقي جدا وشاقق الارض، ادخن واشرب وانا كنت ابعد عن هذه الامور وربما لجرأتي وحركتي من دون توقف اتهموني بذلك. اختلافي جعلني لا اتزوج بالطريقة التقليدية في الكويت قبل اربعين سنة، بل اخترت شريكة حياة تبقى معي طوال عمري وصدفة دراستي ووجودي في لبنان جعلتني ارتبط بفاطمة. التقينا وذهبت بكل وقاحة وكلمت اهلها وقلت لهم اما ان تشرفوني او تذهبوا الى اهلي للكويت وتتعرفوا علينا، وفعلا حرصهم على ابنتهم جعلهم يأتون للكويت ويسكنون فيها ويرون اهلي وتعرفوا عليهم فوافقوا وتزوجنا، لقد احببتها كثيرا فهي مختلفة جدا.
• ماذا احببت في فاطمة من صفات ومزايا؟
ــ لو سألتني ما الصفات السيئة فيها يكون اسهل، الجواب انها عاطفية زيادة عن اللزوم وانا طفلها تهتم بي اهتماما غير عادي ونحن نكمل بعضنا، واليوم اعتقد بانها اصبحت اجمل بكثير من قبل وجوهرت، عندما بحثت عن صور لاعطيها لك للمقال واثناء رؤيتي لصورة قديمة لها اصبت بصدمة فلم تكن فاطمة حلوة كما هي حلوة الان، وفي هذا الوقت اليوم لو شفتها واردت ان اتزوج بها كما كنت في السابق على مقياس جمالها لما تزوجتها.
• هل تسألها رأيها عندما تكتب مقالاتك؟
ــ نعم اسألها عندما تكون فاضية واطلب منها انطباعها، واحيانا اصاب بحيرة اذا كان المقال مقبولا فأسألها عنه فتقرأه وتعطيني تعليقها.
• هل تدخل المطبخ مع الزوجة وتطبخ؟
ــ من مزايا فاطمة منذ زواجنا اني لا اعرف شيئا عن شؤون البيت وبالنسبة للاكل فانا انسان سهل جدا وغريب من بين الكويتيين آكل اي شيء من دون تذمر.
• تطبخ لك اكلات لبنانية؟
ــ الاكل اللبناني قد يكون الذ لكنه متعب في التحضير، وايضا الاكل الكويتي اكل بيئة بسيطة، فتعدد الالوان والاكلات في لبنان يعقد الاكل، ولذا تجدينني منسجما مع الاكل البسيط في بيئتي اكثر من الاكل اللبناني وايضا الاكل اللبناني يبيت وانا احب الاكل الطازج.
• ثمرة حبكما كم انتجت من الاولاد؟
ــ تمنيت ان يكون لدينا اولاد اكثر، لكنني اعتبر ان تربية الاولاد مسؤولية، وبالتالي انجبنا عددا قليلا من الاولاد وقد تستغربين أنني في اول يوم زواجنا قلت لها اذا لم تنجبي لي اولادا فسأكون مبسوطا، لسبب اني اقلق واتعذب مع شقاء ابني فلا تعتقدي أنك اذا لم تنجبي لي ولدا سأتزوج بأخرى، فاستغربت فاطمة هذا الكلام.. اليوم لدينا جوانا وطارق ومحمد، والذي ميز جوانا وهي اول الاولاد هدوءها الرهيب لا تشكي ولا تبكي ولا تضحك وكان عمرها حينذاك اكثر من سنة وفي احدى المرات احضرنا اكياسا بلاستيكية وورقية من السوق وعندما سمعت اصوات الاكياس اخذت تضحك.
• بماذا يشبهك اولادك؟
ــ ابناؤنا غير عاديين ومميزون.. تعمل جوانا في بنك الخليج ومحمد اشتغل في بنك الخليج بعد اربعين سنة، في الشهر نفسه من تاريخ عملي في البنك، ونقطة التحول في حياتي كانت عملي في بنك الخليج بالاضافة الى القراءة في البيت هما شكلا حياتي وعملا احمد الصراف. عملت في البنك وكنت الوحيد الكويتي الموظف بين الهنود والانكليز واللبنانيين. كلهم بلا استثناء كانوا احسن مني وافهم مني وعلموني، فبدأت اصبح انسانا متسامحا اكثر مع غير الكويتي، فالعنجهية ونحن اهل البلد واحسن من غيرنا اصبحت معتدلة عندي.
• ماذا عن مزاملة السيد يعقوب الجوعان؟
ــ هو اكثر انسان اثر في حياتي، هو مدرسي في البنك، هو من وظفني، كان هو المدير وانا موظف اخر درجة السلم بعدي الفراش، واهتم بي كثيرا في البنك فكنت شغوفا بحب العمل والمعرفة ولا ازال جاهلا اريد التعلم. يعقوب هو صديقي مع فارق السن البسيط بيننا، فهو اكبر مني واصبحنا شركاء ونسافر مع بعضنا فتطورت علاقتنا واصبح صديقي وشريكي ورفيق السفر. ولا ازال لليوم اراه واستمتع بجلساته واعتقد انه من القلة الكويتيين الحكماء التي بقيت عنده القناعة وعزة النفس والكرم. لقد عاشرته اربعا واربعين سنة استطيع الحكم عليه لسببين طول المدة وقدرتي على الملاحظة.
• ماذا تسمع من اغان؟
ــ لا أؤمن بالتقمص ولا بالارواح لكن عندما استمع للموسيقى الغربية ارتاح.
**
فاطمة وقبلة حارة…
• دخلت حبيبة القلب فاطمة وقبلة حارة طبعت على وجه احمد فسألتها ماذا تسمعان من موسيقى مع بعضكما؟
ــ نسمع فيروز، وهو يحب الاوبرا وعلمنا كلنا ان نحبها في البيت فهناك موسيقى تساعد على الاسترخاء واخرى تعيشنا بالثراء الموسيقي.
• بماذا تتشاركان؟
ــ بالقراءة
• اسعد لحظات السعادة مع ابو طارق متى تشعرين بها؟
ــ كل يوم، فهو طفلي وانا ادلله واذا لم ادلله فماذا سأعمل.
• هل ترقصان معا؟
ــ لا يعرف احمد ولا انا الرقص واذا رقصنا تكون حالتنا حالة ويجب ألا ترينا وعندما نكون في حفلة ويرقص الراقصون نهرب واذا كانت الدنيا خبيصة نقوم ونرقص.
• ما الامور والصفات التي تميز شخصيته؟
ــ السيئ فيه انه صريح جدا، لكن الحلو في صراحته انه يقول الاشياء دون تجريح للاخرين، احيانا انا اخاف وارتجف من صراحته مع الناس، وهم يتقبلونها منه، وصراحته معي هي الصراحة المطلوبة، واحلى شيء فيه صلعته، هل اخبرك لماذا حلق صلعة؟
• لا، لماذا؟
ــ لان شعره كله شايب
• الشيب وقار…
ــ القصة وما فيها بانه ناداني من فوق وانا اجلس في غرفة الجلوس وقال اطلعي.. اطلعي فلم ارد لانني مسترخية، بعدها طلعت فوجدته في الحمام وقد حلق شعره كله.
رد ابو طارق: بدي انتقم منها فحلقت كل شعري
أم طارق: في البداية وجدت الامر صعبا ثم تأقلمت بعدها مع اللوك الجديد
• مدام فاطمة انت في الكويت منذ السبعينات ولنمسك الخشب على هذه الرشاقة، كيف على الرغم من الاكل الكويتي الدسم؟
ــ اوووه… شو دفعت فلوس على النوادي (ضحكنا كثيرا) اعمل رياضة كثيرا في النوادي منذ ولادة جوانا وامشي في لبنان كثيرا، وامارس السباحة ودائمة الريجيم، وايضا احمد على الرغم من انه كان في البداية ضد ان يعمل رياضة اليوم يمارسها لتخفيف الوزن.
• ماذا تقولين لأحمد؟
ــ وقفت وقالت: ماذا اقول؟ رح فكر..
رد أحمد: روحي فكري واعملي لي تلفون..
وقال لها: لا تموتي قبلي
فردت فاطمة: لا اريد الموت قبلك لاني اعرف ان المرأة اذا توفيت قبل الرجل راحت على العائلة. اريد ان اقول لاحمد: لو خيروني ثانية لاختار من الاشخاص الذين تقدموا لي فأختارك انت.
فرد أحمد: أكيد العرسان هلأ كثروا
ضحكنا كثيرا وتوقف الشريط عن التسجيل.
نقلاً عن “القبس”
أحمد الصرّاف “المختلف” المتطرّف
أؤيد الأستاذ فما ذهب اليه من أن المجتمعات الغربية أفضل أخلاقا من كل المجتمعات الاسلامية وهذ واضح وألمسه كل يوم من خلال المعيشة اليومية كوني مسلم عربي عشت في الغرب فترة
أعتقد أن احساسنا كعرب أننا ميالون جينيا للكذب والخطيئة دفعنا لأن نبتكر حصريا الديانات الثلاث الرئيسية ودفعنا لابتكار شخصية غير موجودة هي الله, كل ذلك حتى نخفف السيل الجارف للخطيئة والانحراف الموجود داخلنا