“طفح كيل وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، من “التهاون النووي” لباراك أوباما”، حسب ديبلوماسي فرنسي نقلت أقواله جريدة “الكنار أنشينيه” الفرنسية. وستتخذ فرنسا موقفاً معارضاً، كما فعلت في ٢٠١٣، لأي اتفاق متساهل مع إيران إذا ما دعت الحاجة. وقد أوضح فابيوس ذلك لجون كيري حينما التقاه يوم السبت. ولو أنه استخدم عباراتٍ أكثر تهذيباً لإيصال الرسالة”.
وهذا مع أنه أعقب اللقاء بين فابيوس وكيري، في ٧ مارس، بيان يؤكد أن الرجلين توصلا إلى “تحليل متطابق” حول الملف النووي الإيراني. ولكن كانت سبقت اللقاء مبادرة بعيدة عن الديبلوماسية حينما دعا فابيوس عدداً من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إلى مكتبه لينقل إليهم موقفه السلبي من أوباما وكيري ومن المفاوضات مع الأشرار الإيرانيين.
وقال فابيوس لزوّاره البرلمانيين: ” كانت الولايات المتحدة على وشك التوقيع على “أي إتفاق” مع إيران”. وذلك قبل أن يكشف لهم أنه قرع “جرس الإنذار” في منتصف فبراير، قبل أن يقدّم بإسم فرنسا “مقترحات مضادة” للحيلولة دون اتفاق يراعي الطموحات النووية الإيرانية أكثر مما ينبغي.
من جهة أخرى، لا يجد فابيوس والرئيس هولاند حرجاً في إبلاغ حاشيتهما أنهما يعوّلان على “دعم الكونغرس الأميركي” لإرغام أوباما على التراجع. وهذا في حين يعتبر أوباما أن الإتفاق يسمح بفتح آفاق جعرفية-سياسية جديدة. وتبعاً للرئيس الأميركي، فإن إيران تتصرّف كحليف “موضوعي” بمواجهة الدولة الإسلامية في العراق. ولماذا لا تصبح، إذاً، شريكاً للولايات المتحدة إلى جانب “روسيا المقدسة”، من أجل إيجاد حل للنزاع السوري؟
طائرات “الرافال” كانت على وشك الإقلاع لقصف الأسد!
إن قصر الإليزيه يعتبر الرهانين “ساذجين”. خصوصاً حينما يتذكر رهاناً آخر لأوباما في أغسطس ٢٠١٣. فقد تراجع أوباما عن قصف الجيش السوري لأن موسكو أقنعت الأسد بالتخلي عن آسلحته الكيميائية. وتذكّر هيئة الأركان الفرنسية بأن “هولاند شعر بحنق شديد، فطائرات الرافال كانت تستعد للإقلاع لقصف سوريا”. وكانت جريدة “الكنار أنشينيه” قد أشارت في حينه إلى “التحالف المدهش لـ”الصقور” بين باريس والقدس والكونغرس الأميركي والأنظمة الملكية في الخليج”.
ماذا قال فابيوس؟
أوضح فابيوس للبرلمانيين أنه لا مفر من “إقناع طهران بإعادة هيكلة موقع “أراك” النووي، وهو مفاعل أبحاث لإنتاج “الماء الثقيل” قادر على توفير البلوتونيوم الضروري لصنع عدد من القنابل الذرية.
والمطلب الثاني هو الحدّ من العدد “المبالغ” لأجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران، وتخويل “الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بدخول مواقع الأبحاث الإيرانية في أي وقت. مما يعني، ولو أن فابيوس لم يستخدم هذا التعبير، وضع إيران تحت وصاية دولية.
وبين الحجج التي يقدّمها فابيوس: أنه ينبغي الحؤول دون دخول دول أخرى- أي ضمناً السعودية وتركيا ومصر إلى النادي النووي.
ويقول فابيوس: إذا ما أصبح السلاح النووي “لعبة” جديدة في ذلك الجزء من العالم، فإن كل شيء سيفرط.”!