أبو شريف مستشار الرئيس الراحل: شيراك يعرف كيف قتل عرفات
رام الله : كفاح زبون
اختار بسام أبو شريف، مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذكرى الـ88 لميلاد أبو عمار، ليعقد مؤتمرا صحافيا يعلن فيه «أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك يعلم جيدا كيف قتل ياسر عرفات، وأنا أتحدى أن ينفي». واتهم أبو شريف شيراك بإخفاء المعلومات عامدا، تحت مظلة الحفاظ على المصلحة الفلسطينية.
وجدد أبو شريف في المؤتمر الصحافي برام الله أمس اتهامه لإسرائيل بقتل عرفات عن طريق السم «الذي أدخل إلى جسده، ليوقف إنتاج كريات الدم الحمراء، بذات الطريقة التي قتلت بها اسرائيل الدكتور وديع حداد في ألمانيا الشرقية عام 1978». وقال إنه ابلغ عرفات بذلك عندما سأله مرة عن لون وجهه الأصفر.
وأكد أبو شريف أن اطباء الرئيس الثلاثة الذين كانوا يتولون الاشراف على صحته يعرفون ايضاً كيف قتل عرفات، وما هو نوع السم الذي استخدم لتسميمه.
وتأتي تصريحات أبو شريف بعد 4 ايام من دعوة تلقاها على الهواء مباشرة عبر محمود الزهار، احد ابرز قيادي حماس، للحضور إلى غزة بهدف التباحث والكشف عن أشخاص متورطين باغتيال عرفات، كان أبو شريف قد حذره منهم في رسالتين سلمهما لابو عمار شخصيا. وفي الرسالتين قال مستشار عرفات إن لديه معلومات عن نية إسرائيل اغتياله بالسم، وحسب الوثيقة الأولى كتب أبو شريف لعرفات في الخامس من يونيو (حزيران) 2002، «أرجو أن تحذر من الأكل والماء، ولا تشرب إلا من زجاجة تفتحها أنت بيدك، ولا تأكل هذه الأيام، إلا من معلبات مغلقة تفتحها أنت، ويشتريها الخلّص وصالحة زمنيا»، مبديا في الوقت ذاته استعداده «بأن تقوم مها زوجتي يومياً بإعداد الطعام».
وأضاف «لدي معلومات من جهات أنهم سيحاولون تسميمك، كذلك أرجوك مرة أخرى كما سبق أن ذكرت لك أن تضمن الأموال وأن تسحب أي صلاحية لأي شخص خاصة خالد (في اشارة إلى المستشار الاقتصادي السابق خالد سلام) من التصرف بالأموال، لأن القرار (الصهيوني) هو محاصرتك ماليا، وما أكتبه، له مبررات مستندة لمعلومات». وزاد أبو شريف، «الأمر خطير، لأن هناك مؤامرة تحاك ضدك عنوانها (ارفع يدك عن المال) تحت حجة عدم تصرفك لشراء السلاح وتمويل الإرهاب، ورفع يدك عن الأمن ليتحكموا هم فيه». وقال: «أرجو أن تبقي في ذهنك ما قلته لك قبل حصارك، وهذا كلام من مصادر موثوقة جداً في واشنطن». وفي الوثيقة الثانية، وهي عبارة عن رسالة أخرى مؤرخة في اليوم الثاني من الرسالة الأولى، قال أبو شريف «سبق أن علمتني في عام 1968 أن المال والعسكر هما أساس القوة والقدرة، لذلك يحاول ارييل شارون بوسائل متعددة محاصرتك في المال كما هو في العسكر».
وأضاف، «أكرر ما نصحتك به مرتين، إنهم يتآمرون عليك سيدي (صدقني) ولا بد من ضمان عدم تصرفهم بالمال، اضمن سلطتك أنت على المال، ولا تسلم أمورك لأي أحد، خاصة الذي سبق أن ذكرته لك، فعلاقاته حسب مصادر ورطته».
وقد توقف الزهار الذي قرأ الرسالتين في مؤتمر صحافي، عند قول ابو شريف (خاصة الذي ذكرته لك، فعلاقاته ورطته)، وطلب من ابو شريف ان يفصح عن الأسماء، لكن الأخير في مؤتمره أمس رفض إعطاء تفاصيل أخرى، قائلاً: «التفاصيل لها وقتها»، مشيراً الى أن التفاصيل قد تفيد مستقبلاً في القاء القبض على الجاني، وقال: «ليس من الواجب والحكمة أن انبه الجاني».
ورداً على دعوة الزهار له بزيارة قطاع غزة، أبدى أبو شريف رغبته لزيارة القطاع لولا منع إسرائيل له من السفر إلى غزة منذ عام 2000، وقال مخاطباً الزهار: «اقول لا احتاج إلى دعوة في ارض وطني، المهم ان تسمح لي اسرائيل بالذهاب الى غزة»، وأضاف «أنا لا اخشى على حياتي وجسمي فيه 37 جرحاً من إسرائيل، وكل جرح يعني لي مزيدا من الشجاعة في مواجهة الموت». وكان ملف وفاة الزعيم الفلسطيني قد اثار اهتمام الرأي العام الفلسطيني الى حد كبير، بعد تكهنات بفرضية تسميمه، عززها طبيبه الخاص اشرف الكردي، الذي اتهم جهات بالسلطة انها اخفت عنه مرض عرفات، واثارت اتهامات اخرى وجهتها زوجة عرفات سهى الطويل للقيادة الفلسطينية انذاك (ابو مازن واحمد قريع) بالسعي لوراثة عرفات، حالة من الجدل والانقسام داخل فتح، وهددت كتائب الاقصى انذاك بضرورة فتح تحقيق في ظروف وفاته، وقالت الكتائب انها ستحقق بنفسها وستختطف متورطين مقربين له، بينما قالت السلطة انها فتحت تحقيقا في وفاته، لكن من دون ان يتابع احد الملف. وبفوز حماس في الانتخابات التشريعية الاخيرة طالبت الحركة بفتح التحقيق من جديد حول ملف الرجل قبل ان تتورط الفصائل في اقتتال داخلي طوى كل الملفات، وبعد سيطرة حماس على القطاع عادت الحركة لتقول انها كشفت وثائق تثبت تورط مسؤولين بتسميم عرفات، ووعدت بكشف الملفات قبل ان يقرأ الزهار رسالتي ابو شريف، الذي رد بمؤتمر صحافي يؤكد فيه فرضية التسميم ويعد بالمزيد.
(الشرق الأوسط)