قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) أية 34 من سورة التوبة
لقد كنت وما زلت أنادي بتوزيع عادل لأموال الخمس وان يكون لمجتمعنا الحبيب في القطيف نصيب الأسد في الأموال التي تخرج منه. كان لعظماء امتنا العربية والإسلامية كالإمام علي وأبو ذر الغفاري (عليهما السلام) مواقف مهمة ومحورة في هذا المجال حيث كان أبو ذر يقف على أبواب قصور الشام وينادي بحق الناس بثرواتها وان لا تكون بيد فئة معينة دون أخرى.
ومن هذا المنطلق كان لي وقفة في هذا الأمر الجلل في كتابي أموال الخمس.. حق الشعب، حق الوطن ومقالات أخرى عديدة. وبعد صدور عريضة الخمس التي تدعو للكشف عن أموال الخمس في القطيف والى صرفها محليا صدرت تجاهي اتهامات غير صحيحة، منها أنني انا كتبت العريضة. نعم إنني أويد العريضة كاملة ووقعت عليها، ولو كان لي يد فيها لزدت عليها وطالبت بجرد حساب العشرين سنة الماضية ومحاولة استرجاع ما تم تبديده في الداخل والخارج. لكن هذه الاتهامات التي توجه لي بأنني من كتبها اتهامات لا أساس لها من الصحة.
ان العديد من الكتاب والمهتمين بالشأن العام يضعون قضية الخمس من أولوياتهم باعتبارها مصدر التمويل الرئيسي لخدمة المجتمع. وقد وقعت على العريضة بإسمي الحقيقي وها أنا أوقع عليها مرة اخرى هنا لقناعتي أنها تصب في خدمة القطيف حاضرا ومستقبلا. وقد تطرقت لقضايا أكثر حساسية اجتماعيا وبإسمي الحقيقي فلست محتاجا لأسماء مستعارة للحديث عن الخمس، وقد صرحت لقناة العربية بإسمي أيضا حول الموضوع.
يحاول البعض ان يحرف الموضوع ويحوله الى البحث عن هوية من كتب العريضة. بدل ذلك يجب ان نبدأ الحوار العلني والشفاف للبحث عن حل لهذه المشكلة. جزى الله خيرا من كتب العريضة ووزعها فهم يقتفون أثر أبي ذر الغفاري الذي مات شهيدا وغريبا حتى يكشف عن المال العام ومصارفه وكان يردد الآية الكريمة في بداية المقال والتي وضعهتا في البداية إكراما للقران وآياته العظيمة. هذا هو القرآن يحذر من التلاعب بالمال العالم سواء من قبل رجال الدين، او تقتيرها من قبل رجال المال. وحتى أقطع الجدل، ادعو اهلي واخواني في منطقة القطيف فقط أن يوقعوا على العريضة. كما اطلب من أحبائي من طلبة العلوم الدينية والوكلاء أن يثقوا في شعبهم وأن يكشفوا عن مصير الأخماس، كما وثق فيهم هذا الشعب الطيب وسلمهم ثرواته عبر السنين الطويلة. ونقول لهم بالعامي “اللي ما يبوق ما يخاف!!”.
raedqassem@hotmail.com
• كاتب سعودي- القطيف
مواضيع ذات صلة:
نداء إلى المتصرفين بأموال الخمس في القطيف
“سهم الإمام يجب أن يصرف.. على ما فيه خير البلاد والعباد”
د. إبراهيم عباس نــَـتــّو: خُمسُ الشيعة.. ورُبْعـُشْرُ الــُسّنة
أبو ذر الغفاري وعريضة الخمس في القطيفلا يمكنك أنت ايها الكاتب الطيب ولا من وقّع العريضة فعل أي شيء أيجابي. فالأسلام كنظام هو هذا. نظام لا عدالة فيه. وعندما يخرج صحابي من عيار ابو ذر و يقف على أبواب قصور الشام وينادي بحق الناس بثرواتها وان لا تكون بيد فئة معينة دون أخرى، فهذا دليل على فشل النظام الأسلامي في تحقيق العداله الأجتماعية. بحيث أن الصحابي المعروف أبو ذر لم يستطع في عصر قريب من عصر الرساله وبمركزه المعروف كصحابي ان يفعل شيئا، بل يكتفي بالصراخ الذي ما أشبع جياع عصره ولا ردّ لهم العدل و الأنصاف… أبو ذر شاهد… قراءة المزيد ..