الحكمة الضائعة!

0
إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...

الحكمة خرجت منذ عقود من عقول بعض النخب الكويتية للأسف الشديد وإلا كيف قُدم الطاغية عبدالناصر بنظرهم على الحاكم الحكيم الإنسان الشيخ عبدالله السالم، وكيف قُدم بعده سيف العرب المثلوم ومدمر الجبهة الشرقية للوطن العربي صدام حسين على العقلاء المعمرين لبلدانهم من حكام الخليج؟! والحال كذلك مع من قدموا ابن لادن والأحزاب المتأسلمة التي ما دخلت بلداً إلا دمرته وأشعلت الحروب الأهلية فيه وجعلته أثراً بعد عين على الخيرين الذين يحكمون بلداننا؟!

***

مثل هؤلاء جماعة مع الخيل يا شقرا وأرجوك أعطني دواء الديموقراطية حتى لو قتلني ودمر بلدي ممن يطلبون منا بعبقرية شديدة ألا ننظر لتجارب الديموقراطيات الشرق أوسطية التي نتقاسم مع الشعوب التي طبقتها فتدمرت وتخلفت واحترقت وساد عليها الخوف والجوع والفقر والقتل والتهجير بما يزيد على 90% من المشتركات كحال لبنان والصومال والعراق وليبيا والسودان.. إلخ، وننظر بالمقابل حسب طلبهم لديموقراطيات تبعد عنا عشرات آلاف الكيلومترات ولاتزيد قواسمنا المشتركة مع شعوبها عن 10% بالأكثر.

***

آخر محطة:
وما يزيد الهم هماً والغم غماً ألا يتم التعلم في الكويت حتى من تجربة نصف قرن من لعبة سياسية أخذتنا من مقدمة الصفوف التي أوصلنا لها حكام حكماء ورجال وطنيون مخلصون إلى آخر الصفوف حيث التخلف والتطرف والفُرقة والانقسام والفساد بكل مناحي الحياة. وكنا بطريق متجه سريعاً للهاوية بسبب رجال عملية سياسية وضعوا مصالحهم الشخصية قبل مصالح البلاد والعباد وحولونا من دولة دائمة إلى دولة مؤقتة ومن بلد يستحق التضحية لأجله إلى محطة وقود وبقرة حلوب يحل حلبها وقتلها…

هؤلاء يطلبون منا اليوم ألا نتعلم من دروس الآخرين ولا حتى من دروسنا! وأن نرجع لمسار الفساد والفرقة والدمار؟! كيف… لست أدري!

اترك رد

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading