وطنية – 28/8/2010 أقام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري غروب اليوم في “قريطم” حفل إفطار على شرف عائلات من إقليم الخروب والشوف وعاليه وبعبدا، حضرها الوزير أكرم شهيب وتيمور وليد جنبلاط ونواب المنطقة وسفيرا الأوروغواي والفيليبين ومفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو وفاعليات ورؤساء بلديات وأطفال من صندوق الزكاة.
الحريري
وتحدث الرئيس الحريري بالمناسبة وقال:
…
اضاف: “تعرفون جميعا أن هذا البيت هو بيت الوحدة الوطنية، وفي كل مناسبة ومنذ بداية هذا الشهر الفضيل لا يحيد خطابنا عن ثوابت الوحدة الوطنية والعيش المشترك والتصدي للفتنة. كل كلمة نقولها، وكل خطوة نقوم بها، هدفها الوحيد هو منع الفتنة، وحماية الاستقرار، وحماية بلدنا ومعالجة الأمور بالحوار والهدوء. الوحدة الوطنية مسؤوليتنا جميعا، ووحدة الإقليم جزء لا يتجزأ من هذه المسؤولية، ونحن نعمل وسنبقى نعمل مع الصديق والأخ وليد بك جنبلاط لتأكيد وحدتنا في الإقليم وتحالفنا مع الأخوة في الحزب الاشتراكي في الإقليم. هذه من الركائز الأساسية التي أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وستبقى بإذن الله من ثوابت “تيار المستقبل”. وهذه مناسبة لأرحب باسمكم جميعا في هذا الإفطار الرمضاني العائلي بأخي العزيز الصديق الشاب والحليف الشاب والزعيم الشاب تيمور بك جنبلاط”.
تابع: “أنا أعلم أنكم تابعتم مثل كل اللبنانيين بهول وصدمة وذهول ما شهدته عاصمتنا الحبيبة بيروت، منذ أيام معدودة من أحداث وممارسات لا يقبلها العقل ولا يطيقها القلب، ولا تمت إلى هذا الشهر الفضيل بصلة. هذه أحداث لن تمر مرور الكرام، ولن نسمح لها أن تتكرر، وأنا واثق أن أحدا لا يريد لها أن تتكرر. نحن كحكومة سنتحمل مسؤوليتنا وقد شكلنا لجنة ستقدم اقتراحات عملية ومحددة لمعالجة هذه القضية وأنا واثق أن مجلس الوزراء مجتمعا سيكون موحدا لحماية الاستقرار وأمن المواطن في بيروت وفي كل لبنان، هذا واجبنا.
طبعا ردة فعل الناس والمجتمع المدني وكل ممثلي العاصمة المنتخبين كانت المطالبة بنزع السلاح، الذي لم يصوب على إسرائيل ولا على جيش إسرائيل ولا على طائرات إسرائيل، بل صوب على مواطنين لبنانيين آمنين كانوا يتناولون، مثلنا اليوم، طعام الإفطار في بيوتهم مع أهلهم وأولادهم”.
وقال: “هؤلاء المواطنون هم ضد إسرائيل، وهم مع مقاومة إسرائيل، ومع مقاومة أي اعتداء إسرائيلي على أي لبناني في أي منطقة من لبنان، وهم دفعوا الغالي والرخيص، على امتداد السنين، ليس فقط لحماية لبنان بل لحماية فلسطين وقضيتها المقدسة، ولحماية العرب والعروبة، ونحن جميعا سنبقى مستعدين، وسنواصل مقاومة إسرائيل وسنواصل حماية قضيتنا المركزية فلسطين وسنواصل دفاعنا عن العرب والعروبة.
لكننا لن نسمح، لا نحن ولا هؤلاء المواطنين ولا أي مواطن من أي منطقة من لبنان، لن نسمح أن تحرق بيوتنا ويقتل أولادنا وتدمر أرزاقنا، لأن سيارة لم تجد لها موقفا مناسبا أو ممرا سالكا ساعة الإفطار”.
تابع: “نحن اتفقنا في مجلس الوزراء، وأدرجناها في البيان الوزاري، على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، تحت مرجعية الدولة. هذه المعادلة تحتاج إلى وجود حقيقي وفعلي للدولة. وهي معادلة لا تقوم ولن تقوم لا على حساب الجيش، ولا على حساب الشعب، ولا على حساب مقاومة إسرائيل.
وأنا أعدكم وعد هذا الشهر الصادق، أنني لن أكل ولن أمل ولن أترك سبيلا، إلا ليكون الجيش موجودا وفعالا، لكي يحمي الشعب وأرواحه وأرزاقه وكرامته وسيادته لكي يتمكنا معا، من حماية مقاومة إسرائيل”.
أضاف: “تعلمون أن هذا البيت ما بقي مفتوح الأبواب لولاكم ولولا وقفتكم معه ومع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حياته وفي استشهاده. أردنا طوال هذه المرحلة أمرا واحدا فقط، وهو الحقيقة والعدالة. ومن هذا المنطلق سنطالب دائما بالحقيقة وسنكون في هذا البيت أوفياء لكم، لأهل الوفاء من الجبل والإقليم والشوف ولكل من أراد ووقف وبكى في 14 شباط 2005 ومن أحس أن أمل لبنان اغتيل في هذه اللحظة، ولكنهم لم يعرفوا يومها أن رفيق الحريري زرع في قلب كل واحد وواحدة فيكم رفيق الحريري. ما أطرحه بالنسبة للحقيقة أو بالنسبة للسلاح المنتشر بين الناس هو تساؤل، لمن هذا السلاح؟ هل يمكننا أن نستمر على هذا النحو في هذا البلد؟ ألا يجب أن نفكر فعليا بما يجب أن نقوم به؟ هل مسموح أن يقع ما حصل في بلد مثل لبنان؟ هل مسموح حصول سرقات السيارات وعمليات السلب للمنازل وإحراق البيوت وانتشار المخدرات؟ هل هكذا نريد لمستقبل أولادنا أن يكون؟”
وختم بالقول: “لا بد من حلول جذرية لكي نتمكن من النهوض بهذا البلد. نحن لا نقارب الموضوع من ناحية سلاح المقاومة، هذا الأمر يبت على طاولة الحوار، ونحن واضحون في هذا الأمر.
هناك استراتيجية دفاعية لا دخل لها في هذا الموضوع. هذه الاستراتيجية لا علاقة لها بما حصل قبل يومين في بيروت ولا بما يحصل في بعلبك أو الجنوب أو الشمال، الأمران مختلفان، ولنكن واضحين، ولا يحاولن أحد أن يلف ويدور ويقول أن هذا التفاف على سلاح المقاومة.
هم الذين يلتفون، ومن يقول أن هذا التفاف فهو التفاف بالفعل على مؤسسات الدولة. هناك جيش وقوى أمن داخلي ووزارة عدل ومؤسسات، وعلينا أن نحتكم إلى المؤسسات. نحن مشروعنا الدولة ونريد الدولة، وذاك يقول أنه يريد الدولة، فإذا كنا جميعا نريد الدولة، أليست الدولة هي المسؤولة عن كل هذه الأمور. من هذا المنطلق يجب عدم التفكير في تكرار ما حصل لأن هذه هي الفتنة الحقيقية، أن يفكر كل فرد أنه قادر على أن يحصل حقه بيده، هناك دولة وهي التي تحصل حقوق الناس، وكل الناس عليهم أن يحترموا القانون ويكونوا تحت سلطته”.