|
إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
الإختراق الإستخباري الإسرائيلي، وضعف دفاعات إيران، والوقت اللازم لتحويل “رأس نووي” إلى “سلاح نووي قابل للحمل بالصواريخ” تتيح وقتاً كافياً جداً لتدمير قدرات إيران النووية والنفطية والإقتصادية
في مقال بعنوان “رد على مقال في “مجلة العلماء الذرّيّين”، كتبه عالم ذري أميركي من أصل صيني هو (Hui Zhang ) بعنوان “بأي سرعة يمكن لإيران أن تبني قنبلتها الذرية الأولى؟ أنظروا إلى الصين”، يستعرض “معهد العلم والأمن الدولي” الأسباب التي تجعل حالة إيران مختلفة جداً عن حالة الصين التي فاجأت العالم في العام 1964 بأول اختبار نووي ناجح.
ولمن لا يعرف فإن “مجلة العلماء الذرّيين” (The Bulletin of Atomic Scientists) تُعتَبَر “مرجعاً” في ميدانها، على الأقل لأن “ألبرت أينشتاين” كان أحد مؤسّسيها. وهي صاحبة فكرة “إعلان ساعة القيامة” (Doomsday Clock Announcement) التي تُحذّر من مدى اقتراب العالم من “الفناء” بسبب حرب نووية ممكنة. وسبق لـ”البشفاف” أن نشرَ، وقام بترجمة، بعض مقالاتها المهمة جداً. وينصح “الشفاف” قراءه الملمّين بالإنكليزية أن يتابعوا مقالاتها الشهرية.
“بالمقابل، فإن “معهد العلم والأمن الدولي” (ISIS (Institute for Science and International Security)) يُعتبر “مرجعاً للمهتمين بتطوير الذرة في إيران وكوريا الشمالية وباكستان وغيرها.
بعد هذا التقديم، لماذا لا تستطيع إيران الخامنئي أن تفاجئ العالم بامتلاكها لـ”سلاح نووي قابل للإستخدام” وهذا، طبعاً، يختلف عن امتلاك “رأس نووي بدائي” يظل بحاجة إلى “صاعق تفجير” وإلى إمكانية الحَمل على متن صاروخ بالستي، وأمور واختبارات أخرى؟
يقول الكاتبان “دافيد أولبرايت” و”ساره بيركهارد” ( David Albright and Sarah Burkhard):
من باب السخرية، يتابع الكاتب (Hui Zhang ) استخدام التحديثات الاستخباراتية الأمريكية الحديثة بشأن الكشف عن أنشطة التسلح السرية ليتوصل إلى استنتاج مفاده أن إيران ستكون قادرة على بناء سلاح نووي سراً. وبطريقة غير مسؤولة، يصرح بأن إيران ستكون قادرة على القيام بذلك حتى “في ظل مواجهة خطر ضربات إسرائيلية أو أمريكية على منشآتها النووية”، وهو ما يخدم بشكل مباشر مصالح النظام الإيراني الذي يرغب في أن يكون هذا هو الحال. هذا الاستنتاج يمنح إيران بشكل فعال الردع النهائي وأقصى درجات القوة التي ترغب فيها بشدة، وبالتالي هو بمثابة استسلام. وفقاً لهذا المنطق، سيكون من العبث أن يستمر الغرب في مقاومة قنبلة إيرانية، لأن الردع قد تم إنشاؤه بالفعل. في الواقع، هذا التفكير هو من قبيل الأماني بالنسبة لإيران، وبرنامجها النووي في الواقع عرضة للهجوم أو التعطيل، كما يتضح من الأعمال التخريبية الإسرائيلية والغربية السابقة وما هو معروف عن المنشآت المحمية والسرية من خطة “أماد”.
وبعد التنبيه إلى خطر تضخيم قدرات إيران، لأن “التضخيم” هو بمثابة “الردع“، يقول الكاتبان:
بينما نتفق على أن إيران يمكنها بناء سلاح نووي بدائي بسرعة كبيرة، في حوالي ستة أشهر، بعد اتخاذ قرار بذلك، فإن النظام يواجه خطر الاكتشاف المبكر بعد اتخاذه لهذا القرار وطوال مساره اللاحق نحو القنبلة. بمجرد أن تقوم بتحويل اليورانيوم المخصب المحمي إلى يورانيوم مٌخصَّب من الدرجة العسكرية، سيتم اكتشاف ذلك في غضون بضعة أسابيع على الأكثر، ربما في يوم التحويل ذاته. كما نناقش في مقالاتنا الأخيرة، في أسوأ الحالات، حيث نفترض أن إيران يمكنها العمل في سرية لمدة أربعة أشهر على إتمام الخطوات اللازمة لتصنيع السلاح النووي دون إنتاج يورانيوم مخصب من الدرجة العسكرية، فإنها لا تزال تحتاج إلى وقت يزيد عن ضعف الوقت الذي ذكره المقال في “مجلة العلماء الذريين” بعد إنتاج يورانيوم مخصب من الدرجة العسكرية لصنع جهاز نووي مكتمل قابل للاختبار تحت الأرض أو للإطلاق البدائي، ولكن ليس للاطلاق بالصواريخ.
هذا الوقت كافٍ تمامًا لرد عسكري مدمر من إسرائيل، آملين أن تدعمه الولايات المتحدة وحلفاء آخرون. وقد يكون الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، والمواد، والمعدات، مجرد تمهيد لضربة أشد على اقتصادها، لا سيما إنتاجها النفطي، إذا لم تتراجع إيران.
لقد أثبتت الأعمال الانتقامية الإسرائيلية الأخيرة أن المجال الجوي الإيراني، وجميع بنيتها التحتية، عرضة للغارات الجوية ويمكن اختراقها بسهولة بالأسلحة المتقدمة، وإسرائيل على دراية غير عادية بالأنشطة التي تقوم بها إيران والمتعلقة بتطوير الأسلحة النووية.
لذا، ينبغي للنظام الإيراني أن يفكر جيدًا قبل اتخاذ قرار ببناء أسلحة نووية، لأنه مع المسارات الحالية نحو القنبلة، من المرجح أن يتم اكتشاف الأمر في وقت كافٍ للقيام بأضرار لا يمكن إصلاحها في بنية إيران النووية واقتصادها في وقت قصير.