مسؤولية الشيعة في الكويت!

1

المكوّن الشيعي في الكويت ما زال يعاني من سياسات حزب الله، ومن مغامراته، ومن هيمنته على القرار السياسي الشيعي.

بدأت المعاناة منذ ثمانينات القرن الماضي، وارتبطت أسبابها منذ ذلك الوقت بالدفاع عن سياسات ومصالح مشروع الهيمنة الديني الذي فُرض على الشيعة بمبرر أن فيه عزتهم ومن خلاله يتحقق أمانهم.

فالحزب فرضَ مشروعَ الهيمنة على المكوّن الشيعي بوصفه العلاج الأمثل لتعزيز كرامتهم في مواجهة التهديدات الطائفية.

كما ربطه بتطورات النزاع الإقليمي ليزعم بأن مصلحة المكوّن هي في تأييد سياسات دولة الهيمنة وفي الوقوف إلى جانبها في هذا النزاع.

فأصبح المكوّن الشيعي الكويتي بشكل أو بآخر تحت وصاية سياسات ومواقف الحزب وبات خاضعا لمشروع الهيمنة، وهذا أدخله في نفق المعادلة الإقليمية، السياسية/العسكرية، حتى بات طرفا في تلك المعادلة.

فأصبحت بوصلة المصلحة الوطنية والقومية للمكوّن ضائعة في مقابل مصلحة دولة الهيمنة ومواقفها ومشاريعها.

وبما أن القرار السياسي الشيعي سيستمر مختطفا من قبل الحزب، فإن معاناة الشيعة ستستمر.

إن قضية “خلية العبدلي”، التي ينتمي أعضاؤها إلى حزب الله، هي فصل من فصول هذا الاختطاف.

هذه القضية، وقبلها قضايا الثمانينات، مست كل المكوّن الشيعي، وكانت، إلى جانب أسباب أخرى، سببا في زعزعة الأمن السياسي والاجتماعي.

لذا، كيف يقبل شيعة الكويت أن يكون قرارهم السياسي مختطفا من قبل الحزب؟

هل يمكن أن يخرج صوت ديني شيعي ليشكّل جبهة مستقلة ناقدة لتلك السياسات والممارسات ويعارض مشروع الهيمنة؟

لماذا يجب أن يقع الشيعة ضحية لسياسات الإسلام السياسي الشيعي ولمشروع الهيمنة ولمواقف ومغامرات حزب الله؟

لماذا لا تتم ولادة موقف شيعي كويتي معارض لحزب الله؟

بل، لماذا أصبح الموقف غير الخاضع للحزب عصيّا على الخروج؟

نعم، الشيعة بشكل عام قد يكونوا غير مسؤولين عن مغامرات حزب الله، ومن ضمنها المغامرة الأخيرة المتمثلة في “خلية العبدلي”، لكنهم بالتأكيد مسؤولون عن سكوتهم وعن عدم نقد تلك المغامرات.

إن بعض رجال الدين الشيعة الكويتيين ممن لا ينتمون لحزب الله وقد لا يتعاطفون معه، يتحملون مسؤولية السكوت أمام مغامرات الحزب، وعليهم نقد تلك المغامرات، وهذا يفوق في أهميته أي نقد آخر يصدر من مثقفين شيعة او من الفرد الشيعي العادي البسيط أو من أي جهة أو مكون آخر…

 fakher_alsultan@hotmail.com

كاتب كويتي

*

إقرأ أيضاً:

موسوي: زرت “حلبجة” وكنت ضد خطف “الجابرية” وإعدام 30 ألف معارض

Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
بو صالح
بو صالح
6 سنوات

كما تعلم استاذي، هناك جماعات شيعية متعددة رافضة هيمنة الحزب على قرار المكون الشيعي، وتعمل من أجل اصلاح هذا الواقع … استغرب من عدم الاشارة لهم او لجهودهم الوطنية

Share.