لا حدود لقدرات العقل البشري…!!
الإعجاز العلمي للعقل البشري قدّم الكثير من الإكتشافات والإختراعات والإبداعات التي خفّفت كثيراً من معاناة البشرية وسهلت حياته اليومية. فقد كان هذا الإعجاز العقلي سبباً في تسارعٍ غير مسبوق في الإنتاج العلمي منذ أواسط القرن العشرين، الذي بدوره أدى الى التحول الشامل في كل مرافق الحياة الاجتماعية، والإقتصادية والسياسىة والتقنية والمؤسسية، وأوجد حلولاً علمية لأسئلة طالما حيّرت الدارسين حول حركة الأجسام، وكيفية بداية نشأة الكون ومنها المجموعة الشمسية والأرض وبدء الخلق والحياة عليها.. وطبيعة الضوء.. كما أدت النظريات والمعارف العلمية وتطبيقها وتنزيلها علي أرض الواقع الي إنتاج سلع خدماتية واستهلاكية متطورة سهّلت الحياة اليومية. وظهرت أجهزة فائقة التقنية تسرّبت إلى الحياة العامة والخاصة، وأصبح الإنسان لا يكاد يستطيع التخلي عنها أو العيش بدونها.
مظاهر الإعجاز العلمي للعقل البشري
في مجال الطب والصيدلة
-
في 1798 أكتشف الطبيب الأنجليزي إدوارد جينر Edward Jenner أولَّ لقاحٍ ناجح في التاريخ ضد مرض الجدري الذي فتك بـ 500 مليون إنسان في القرن العشرين. وفي 1928م، اكتشف العالم الأسكتلندي ألكسندر فلمنج Alexander Fleming المضاد الحيوي الشهير، البنسلين penicillin وتم القضاء علي مرض الطاعون أو الموت الأسود الذي حصد الملايين من البشر. و في 1943م، اكتشف العالم الأمريكي اليهودي سلمان واكسمان Selman Waksman المضاد المشهور ستربتوميسينStreptomycin ، الفعّال ضد مرض الدرن الرئوي.
-
هذه الإكتشافات الثلاثة كانت أحد أهم الأسباب في إنخفاض نسبة الوفيات بشكل ملحوظ وارتفاع التعداد السكاني للعالم من 1.6 مليار في 1899 إلى 7 مليار نسمة في 1999م.
- كما أثمر التطور في علم البيولوجيا وعلم الكيمياء الحيوية والوراثة وعلم التشريح والبكتيريا والأمراض الى تحقيق كل ما نراه في الطب من تحفيز البكتيريا لصناعة الأنسولين لمرضى السكري الى صناعة المضادات الحيوية، وأدوية الضغط وامراض القلب إلى التخصيب الصناعي وجراحة الليزر، وزراعة الأعضاء.
- ويتجلى أكبر انجاز تحقق في ميدان الطب في السنوات الأخيرة في اكتشاف العلماء للخريطة الجينية للإنسان، والمكونات الجينية لكل شخص. ويراهن الأطباء على هذا الاكتشاف لمعالجة كثير من الأمراض المزمنة كالسكري والسرطان.
-
-
في مجال النقل
طوّر الإنسان وسائل النقل المختلفة كالقطارات والسيارات والشاحنات، والطائرات والسفن تطورا مهما طيلة فترة القرن العشرين، في شكلها، وسرعتها، وحمولاتها.
قدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) عدد المسافرين بأكثر من 8 ملايين شخص يومياً في عام 2014، حيث وصل إجمالي أعداد الركاب إلى 3.3 مليارات راكب، (ما يعادل 44% من سكان العالم). كما تم شحن حوالي 50 مليون طن من البضائع جوياً كل عام (ما يقرب من 140,000 طن يومياً). وتعادل القيمة السنوية لهذه البضائع 6.4 تريليونات دولار، أو 35% من قيمة البضائع المتبادلة دولياً.
في مجال الاتصال
بسبب إبداعات بيل غيتس وابتكارات ستيفن جوبز، حوّلت شركتا « أبل » و »ميكروسوفت » المجتمعات العالمية الى ما يشبه قرية صغيرة وجعلت الحصول على مختلف المعلومات والكتب في منتهي السهولة والسرعة عبر جهاز حاسوب يُحمل في الجيب.
وكذلك التطورات العلمية في المجال الفلاحي في اختراع آلات متنوعة تستعمل للرفع من المرودية الزراعية والحيوانية، واستعمال كثيف للمخصبات الزراعية ، إضافة إلى إنتاج الأغذية المعدلة وراثيا، بحيث تصبح إنتاجيتها مرتفعة كما أصبح الفلاح في كثير من الدول يستعمل الحاسوب المرتبط بشبكة الانترنيت ويتصل بالشركات الغذائية التي يتعامل معها وكذا بالمعاهد التي تهتم بالبحث التقني والزراعي ليستفسر عن أموره الفلاحية دون أن يتنقل إلى مقرات هذه المؤسسات.
الإعجاز العلمي للقرآن...
القرآن كتاب عبادة وليس مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا أو كتاب في الفيزياء، وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً…!!
منهج العلم مختلف عن منهج الدين. فالعلوم البشرية تمتلك طبيعة التصحيح الذاتي والأخطاء العلمية إحتمالات واردة ولكن العلم يصحح نفسه بنفسه مع الزمن، فتموت النظريات الخاطئة أو تتطور لتصحح إتجاهها إلي الإتجاه الصحيح. أما الدين فهو يقينٌ ثابت وحَسمٌ يخلو من الشك. والنظرية العلمية قائمة على التجارب العملية والأبحاث والمشاهدة والإستنتاج في حين أن القرآن كتاب وصلنا بالتواتر (أي نقله جماعة كثيرة يمتنع كذبهم وهي حجة عند المسلمين يمكن الإعتماد عليها). فالعلم يصدِّق ما يراه في تجاربه المعملية، والدين يصدق فلاناً عن فلان حتى ولو تعارض مع ما نراه ويراه المعمل.
الإعجاز العلمي للقرآن مفهوم روّج له رجال الدين بشكل ملحوظ فى القرن العشرين وعلى الأخص الثلاثين سنة الماضية بعد إنشاء « الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنّة » بمكة المكرمة (المملكة العربية السعودية).. وإنفاق مئات الملايين البترولية على مؤتمرات وندوات الإعجاز العلمي للقرآن والتي تُعقد في أرقي الفنادق حول العالم، ودعوة سماسرة وتجار الإعجاز العلمي من مختلف التخصصات، والإنفاق عليهم بسخاء منقطع النظير. وأصبح منذ ذاك الوقت (بزنس) يسترزق منها الكثير، من مختلف المهن والتخصصات من رجال الدين وأطباء ومهندسين وكتاّب، بل أصبح تجارة رابحة رأس مالها التدليس وتزوير العلوم البشرية الحديثة، والتي جازف الغرب الكافر وثابر و بحث وأنفق الأموال الطائلة للوصول اليها.
أسباب ترويج فكرة الإعجاز العلمي للقرآن:
- الطفرة العلمية والتكنولوجية العظيمة التى حققتها أوروبا أبهرت المسلمين وكانت بمثابة صفعة حضارية مؤلمة لهم، فوقفوا حائرين بلا حيلة أمام هذا التطور، وخلقت فجوة حضارية بين المسلمين والغرب ما زالت تتسع…. وبدلاً من أن يواكبوا هذة القفزة الحضارية، أخذوا يبحثون عن أمجادٍ من الماضي. وكانت النتيجة أنهم غرزوا فى القرن السابع الميلادي… مع الكتاب والسنّة والخلفاء والأئمه والصحابة واختلقوا وفبركوا القصص والكلمات التي تعطي القرآن والسيرة وزناً وبعداً علمياً، طبياً، فلكياً واقتصادياً. وكأنهم يقولون للناس « نحن الأفضل »!! وأن كل ما ينعم به الغرب من علوم وتكنولوجيا تحدّثَ عنها قرآننا قبلهم بألف وأربعمائة سنة. ويرددون هذا الكلام بجرأة وثبات وثقة، مع أن الرد بسيط والمنطق مفحم ولا يحتاج الى جدل. فبالرغم من وجود القرآن بين أيدينا كل هذة السنين فما زلنا أكثر الشعوب جهلاً وتخلفاً و فقراً ومرضاً، وما زلنا نستورد العلم والتكنولوجيا من الذين كفروا ونستخدم التلفزيون والفضائيات والأنترنت وهي بعض من منجزاتهم ونسخرها للهجوم عليهم وعلي ماديتهم…!!
- حالة الإنهزام والإحباط المتراكم والعجز لدى المسلمين عن إيجاد الحلول والتخطيط للمستقبل، والخوف من المجهول بسبب تفشي الجهل والتخلف. فالمسلمون متخلفون في كل مناحي الحياة، في التعليم والصناعة والزراعة والإعلام وحتى في الرياضة والفنون… تَخَلُّف وضعف يمتد في المشارق والمغارب لا تنفرد به دولة من دون دولة وإن كان يتفاوت في شدته ودرجاته. كل هذا أدى إلى أتجاه المسلمين إلى السماء والقرآن تيمناً بمقولة « القرآن صالح لكل زمان ومكان »، وأنه الملاذ الوحيد، وان به حلولاً لجميع المشاكل…..!
بيد أن علم الإقتصاد وتحقيق النمو والوفرة في المال، علمٌ حديث ومتطور قائم على علوم الإجتماع والرياضيات والإحصاء والرسم البياني، وُضعت مبادئه قبل نحو 200 عام، والقران لم يذكر شيئاً عن الإقتصاد عدا كلمتي البيع والربا، دون توضيح معنى الربا او البيع...!!
3 . البرمجة المكثفة لدي المسلمين منذ الطفولة بأن العلم كله من عند الله والقوة كلها بيد الله، واللهُ يعلم ما في البر والبحر وما في الأرحام، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبةٍ في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين…. هذا التلقين اليومي في المدرسة والمنزل وعبر وسائل الأعلام، يخلق في عقل المسلم نموذجاً إلهياً يفتخر به يحمل صفات لا يريد أيُ منازع لها, فمثلاً، اعترض رجالُ الدين في دولة خليجية قبل 30 عاماً على بناء المباني المرتفعة الشاهقة، لأنهم كانوا يعتبرونها تحدٍ صارخ للخالق ولأن في نظرهم بأن الله هو العلي، وكذلك أعتراضهم على ركوب الطائرة التي تطير في السماء على أرتفاع 36 ألف قدم، ومحاربتهم للعلوم البشرية الحديثة كعلم فيزياء الفضاء وعلم الأحياء والجينات وزراعة الأعضاء والتلقيح الأصطناعي وجهاز السونار الذي يكشف ما في الأرحام… وفي كثير من الأحيان يُكَذّبون الأنجازات العلمية أو يعتبرونها مؤامرة كهبوط الإنسان على سطح القمر..!!
4 . هذا، إضافةً إلى تقديسهم لشخصيات دينية أسطورية من خلفاء وأئمة وصحابة يمتلكون قدرات خارقة علمية وبدنية (حسب اعتقادهم) لا يمتلكها أيٌ من البشر. لذا، لا نستغرب من محاربة رجال الدين علماءََ الغرب المتفوقين علينا، وظهور داعية أسلامي في أحد الفضائيات الخليجية ليهاجم العالم ألبرت أينيشتاين ويتهمه بسرقة القوانين العلمية.
5 . في الحقيقة، المسلمون لا يدركون أن ربط القرآن بالأنجازات العلمية المذهلة للغرب وهمٌ وأكذوبة صالحة للإستهلاك المحلى الضيق، لا يمكن إطلاقاً أن يكون له رصيد علمي عالمي، إضافةً الى إفتقاره الى أي أنجاز يفيد البشرية كالإنجازات والإختراعات العلمية للغرب.
والأسئلة التي تطرح نفسها في هذا السياق:
- لماذا أنعم الله وأفضاله على البشرية مرتبط ارتباطاً وثيقاً، بل يعتمد اعتماداً كلياً على إبداعات واكتشافات الذين كفروا من الغرب؟
- لماذا عبارة « علّم الإنسان ما لم يعلم » لا تنطبق على المسلمين بل تنطبق حصرياً على الغرب الكافر؟
- لماذا اكتشافات الإعجاز العلمي في القرآن تأتي لاحقة، وليس سابقة، للإكتشافات العلمية البشرية؟ ولماذا لا يستنبط المسلمون، بكافة فئاتهم ومذاهبهم، حقيقةً أو اكتشافاً علمياً جديداً فى القران لم يصل لها العلم البشري بعد، حتى يكون هناك سبقٌ علمي وبالتالي إعجازُ حقيقي وليس فبركة ووهماً؟
- لماذا لم يذكر احدٌ من علماء وفلاسفة المسلمين- كالفارابى وابن رشد وابن سينا والطبيب الرازى- شيئاً قط في مؤلفاتهم الضخمة والعظيمة عن الإعجاز العلمي للقرآن بالرغم من قربهم لفترة الرسالة؟
ختاما…..
- المسلمون وبسبب إفلاسهم العلمي والتكنولوجي والطبي، يستمدون قوتهم من الماضي الغابر. تارةً من القرأن وتارة من الطب (النبوي) وتارةً اخرى من الأعشاب وبول البعير وعسل النحل. وإذا اشتدّ بهم المرض، شدوا الرحال الى لندن وأمريكا يطلبون الشفاء من الذين كفروا.
- في الواقع أنه نُفخ فينا وَهَمُ التفوق… وهمُ أننا أفضل خلق الله! وَهَمُ أننا يجب أن نكون على رأس العالم أو لا نكون… لنا الصدرُ دون العالمين أو القبرُ.. كما يدَعي أبو فراس، جملة كررناها حتى أصبحنا بالقبر..!!
- نحن الأمُة الوحيدة من أُمم الديانات الأبراهيمية الثلاثة الذين يستغلون بكل بجاحة الإنجازات العلمية للذين كفروا من الغرب، ويسخرونها للترويج عن دينهم وكتابهم، لا المسيحيون ولا اليهود يقومون بهذا الزيف. والغريب أننا نُعَلم أبناءنا في المدارس بأن النصارى واليهود يُحَرِفون… ألا أننا نحنُ هم المُحَرِفون ولكن لا يشعرون.
ما هو الهدف من ذكر هذه الامور ؟؟ ما هي الغاية يا صاحب هذا المقال؟؟! بفضل الله كل يوم يأتي بروفيسور من العالم الغربي يؤكد أن القران والتعاليم الاسلامية والعادات اليومية التي يقوم بها المسلم الحقيقي بشكل يومي وبديهي تعود بالفائدة العظيمة على الانسان وتعطيه الراحة النفسية الجمة والسلام الداخلي، ما يقوم به المسلم من صلاة وصلة رحم وصدقة وتقديم العون وصيام واتقان لعمله واكرر المسلم الحقيقي الذي يتبع تعاليم الاسلام بحذافيرها تعطي الانسان قوة وروحانية عظيمة اضافة الى القوة من الناحية الفسيولوجية التي تؤكدها دراسات حديثة كل يوم يأتي اناس حاصلون على اعلى الدرجات العلمية يعلنون اسلامهم بعد البحث… قراءة المزيد ..
[…] ان ذكرنا في مقالة (الإعجاز العلمي للعقل البشري ام الإعجاز العلمي للقرآن؟) ان القرآن كتاب عبادة وليس مرجعاً في القانون أو كتاباً […]
مثقف كبير وصاحب مسؤوليه في تنوير العقول التي تريد التنوير وتستقل بقراراتها..
أن الله قد بينا أصول الاقتصاد وهي البيع والربا . ووضحها
أن الله حرم الربا وأحل البيع ويربي الصدقات .
هذه تعتبر قاعده أصليه في اﻹقتصاد . عبر اﻷزمان . فأرجوا القراءه بتمعن في القران .
الغرب الكافروا . قد أستفادوا كثيرا من حضارة اﻷندلس . ولكن نحن أتفق معك أنطوينا على أنفسنا ولم نوكب الحضاره وأصبحنا في عزله عن العالم . سواء شعب أو حكومات .
لايبدو لي من النقاط التي اثارها صاحب المقال انه متمكن من الموضوع ….ان كان هناك اناس يجعلون من مؤسسة الاعجاز العلمي مصدرا للرزق فهناك ايضا من يجعل من الدين ومن رب العباد مصدرا للرزق فهل هذا ينفى وجود رب العباد ……هناك علماء متخصصون ولديهم ابحاث والاعجاز العلمي في القران مثبت جدا فقط المتطلبات قوم يعقلون …قوم يتفكرون …..اولي الالباب ….فكر سيدي بالعقل قبل ان تنشر افكار خاطئة وتجد من لم يؤت حظا من العلم يتبعك
أصبح ذكر البديهيات ثوره في عالم التخلف الاسلامي. خير خلف لخير سلف، الدكتاتوريات الفاسده ساهمت بتجهيل ممنهج لشعوبها والغرب الراسمالي يغض الطرف بل يساند الفساد للمشاركة بالنهب والآن ينقلب السحر على الساحر فينتشر الاٍرهاب الاسلامي في العالم قاطبة والمجتمعات المسلمه هي الخاسر الأكبر.
أستاذ محمد الهاشمي،
لا أستطيع إلا أن أقول “Bravo”، مقال أكثر من ممتاز.
أهنئك على جرأتك.
مع تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق