إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
في الآونة الأخيرة، وصلت الاستقالات أو عمليات الفصل من الحركة “العَونية” إلى نسبة استثنائية!
ظننّا أن الذين غادروا قد أدركوا الكارثة التي أنتجها عون وجبران باسيل : تحالفٌ شيطاني مع حزب الله ضد سيادة لبنان، وإعادة إنتاج وضع “منظمة التحرير الفلسطينية” التي تم التنازل لصالحها عن جزء من جنوب لبنان في أواخر الستينيات من قبل حكومة لبنان الضعيفة لتشنَّ حرباً كما تشاء ضد إسرائيل، وَلتَرِدَّ الأخيرة كما تشاء. وهو ما تم التنازل عنه حالياً لحزب الله والفصائل الإسلامية المتطرفة التي تشن حرباً عبثية وغير متكافئة ضد اسرائيل. وأخيراً، استسلام الحكومة اللبنانية – بما في ذلك “القوات المسلحة” – لقوة وتأثير حزب الله.
كنا مخطئين!
لقد خدعنا هؤلاء الأغبياء، بالأحرى هذه الفئة الجديدة من “الذِميين”! نزاعهم مع عون ليس أساسياً أو وطنياً. ليس أيديولوجياً أو مبنياً على مبادئ السيادة اللبنانية أو قِيَمِها. هم، ببساطة، يعارضون عملية الخلافة في حركة أنشأتهم من الصِفر، رغم أنهم، ربما، ساهموا في توسُّعها ونُموها بين المسيحيين السُذَّج في لبنان. هم مع “حزب الله” وخياراته الانتحارية لتحويل لبنان – وشعبه المدني – إلى رهينة وأداة لاستراتيجيات إيران في الشرق الأوسط. ليسوا ضد الحرب في الجنوب، أو تدمير مؤسسات الدولة، بل هم مع حزب الله ليقرر كل شيء: من انتخاب رئيسٍ جديد، إلى انتهاك السيادة ليس فقط في الجنوب بل في جميع لبنان: من “لاسا” إلى “مارون الراس” ومن “ميس الجبل” إلى “جبيل”!
في الواقع، هم مثل الميليشيا الفرنسية تحت الاحتلال النازي التي كانت أكثر دعماً للألمان من “بيتان” نفسه للحصول على المزيد من النفوذ تحت مظلة حزب الله، وللحصول على السلطة المطلقة في ظل حزب الله، على حساب لبنان وكل اللبنانيين. تماماً كما فعل عون وباسيل، هم يعمقون التنازلات التي قدمها عون لحزب الله دون لحظة من الوعي الوطني! هم ليسوا طاهرين أو أفضل أو أكثر نية حسنة من عون، بل هم أسوأ… بعد طردِهم أو استقالاتهم القسرية من الحركة “العونية”، هم يبيعون أنفسهم وأطفالهم وأطفالنا كعبيد لحزب الله وسياساته التي تمليها إيران!
هم حتى لا يخفون دوافعهم!
يبررونها باتهام باسيل بالديكتاتورية وعون بممارسة السلطة المطلقة على مؤيديه. لكن ما المُختلِف في الحركة العونية عن جميع الأحزاب الأخرى في لبنان، بما في ذلك حزب الله الذي يُلقون بأنفسهم في أحضانه؟
جميع الأحزاب في لبنان تُدارمن قبل عائلة أو زعيم واحد، وكلها ترفض الديمقراطيات الداخلية والخارجية: من حزب الله إلى جنبلاط، ومن “حركة أمل” إلى “القوات اللبنانية” و”الكتائب”. جميعها! لذا، هؤلاء الناس لم يكتشفوا الوطنية أو ينمو لديهم الضمير فجأة، أو يمروا بوعيٍ من نوع ما، بل ببساطة أدركوا أنه لا دور لهم في الحركة الفاشية التي تطوروا ونشأوا فيها على مدى العقود الماضية.
من المثير للسخرية، أن مغادرتهم للحركة العونية لم تكشف عن حالة حركتهم السياسية المتدهورة بل كشفت للجميع عن فساد في عقولهم وعن طموحاتهم المخفية للوصول إلى السلطة والنفوذ حتى بمساعدة من ينتهك سيادة وضعف الديمقراطية في لبنان.
هم أسوأ من عون، ليس أفضل!
ليسوا شهداء، ليسوا مظلومين! ليسوا أبرياء، ليسوا صادقين، ليسوا طيبين.. ليسوا أعضاء في البرلمان اللبناني، في عينيّ.
هم خونة للبنان أولاً، ثم لحركتهم البالية، . ليذهبوا إلى الجحيم والى مزابل الأرض!