إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
جُمْهورُ المُثَقَّفينَ، في بِلادِنا، فئةٌ مِنْ أَسْهَلِ فئاتِ الناسِ انْسِياقاً وراءَ الطُبولِ، إذا قُرِعَتْ، وانْدِماجاً في القَطيعِ إذا هَرْوَل.
مَناعةُ هذا الجُمْهورِ يَثْبُتُ، في كُلِّ أّزْمةٍ كُبْرى، أنّها ضعيفةٌ على تّضَعْضُعِ العُقولِ الذي يُحْدِثُهُ النَفيرُ العامُّ. يَنْجو مِنْ بَيْنِهِم أَفْرادٌ وهذا شَأْنُ غَيْرِهِمْ مِن الفِئاتِ أيْضاً.
في كُتْلَتِهِمْ العُظْمى، تُنَحّى الأسْئلةُ التي هِيَ مَعْنى صِفَتِهِم: ما الضَرورة؟ ما المَصْلَحة؟ ما المُمْكِنات؟ ما الحَصائلُ المُرَجّحة؟ إلخ. لَيْسَ هَذا فَحَسْبُ بل لا يّنْدُرُ بَيْنَهُم مَنْ يَقْرَعُ الطُبولَ مّعَ القارِعين…
لَعَلَّهُم يَعِدونَ أنْفُسَهُم، إذْ يَقيسونَ على مِحَنٍ مَضَتْ، بِنَوْعٍ مِن النَدَمِ العامِّ يَسودُ بَعْدَ انْقِشاعِ الغُبارِ عن الكارثةِ… وفَواتِ الأَوان! ولا يَعْني هذا الوَعْدُ المَكْتومُ للنَفْسِ أنّهُمْ سَيُجَرِّمونَ أَنْفُسَهُم إذّاك. سَيَنْدَرِجونَ مَرّةً أُخْرى في الشُعورِ العامًِ ويَنْسونَ أنَّهُم أَحْجَموا عن الاعْتِراضِ حينَ كانَ يُفيدُ: أيْ عن أداءِ ما هُوَ مُهِمَّتُهُم وعِلّةُ وجودِهِم.
ما الفائدةُ مِنْ وجودِ المُثَقَّفينَ إذَاً؟
السؤال المحق…. من ينطبق عليهم ما ذكره الكاتب الفاضل…. هل يجوز اساسا تسميتهم ب المثقفين ؟! هذا هو السؤال