اكد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان انه غير نادم على رفْضه تمديد ولايته، مبرراً عدم استجابته لمداخلات من الخارج والداخل لإقناعه بالعدول عن رفْضه بأنه أراد “الابتعاد عن موقع المسؤولية كي أستطيع التصرف بحرية أكثر على المستوى الوطني والسياسي، وإحداث صدمة تنهي نغمة التمديد تلو التمديد وإعطاء الرئاسة قيمتها التي تتجاوز التمسّك بالكرسي، اي الموقف الذي يليق بالموقع”.
وكشف سليمان في حديث الى صحيفة “الراي” الكويتية يُنشر غداً الأحد ان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند “فاتحني بالتمديد قبل عام ونصف من انتهاء ولايتي وهناك دول خليجية تمنّت عليّ قبول الامر، لكنها أيقنت فيما بعد أن موقفي الرافض حاسم”، موضحاً “ان أحد سفراء الدول الكبرى جاءني قبل اسبوع من نهاية الولاية وقال لي من جديد: نريد ان تمدّد. وبعدما أبلغتُ اليه رفضي اجاب “قد ما بدك منمدد اذا كنتْ موافق ولفترة قصيرة اذا بدك”، فكان ردّي الحاسم: لا اريد التمديد لانكم ستأتون اليّ فيما بعد لتقولوا لي عندنا أزمة لا يمكن الخروج منها إلا بالتمديد ايضاً، لذا ومن أول الطريق لا اريد التمديد”.
واذ أشار الى ان “عينيّ ليستا على القصر انما قلبي في الجيش، كون هذه المؤسسة هي صمام الأمان الاساسي”، اكد انه “خلال ولايتي لم أنتمِ الى الحلف المؤيّد للنظام في سوريا ولا الى الحلف المناهض له”، وقال: “ايران وتركيا وسواهما حاولوا دعوتنا للإنخراط في تكتلات ومحاور فلم أقبل. نحن علاقاتنا المميزة، بحسب إتفاق الطائف، هي مع سورية كلها وليس النظام، نحن مع الشعب السوري والمجتمع السوري والجغرافيا السورية والتاريخ السوري. لذا ليس بسهولة يمكن ان نمشي مع نظامٍ ضد الشعب او مع الشعب المنقسم ما بين مؤيد ومعارض للنظام، ولذلك فضلتُ السياسة التي إعتمدتُها، أي “إعلان بعبدا”، وهم كانوا يريدون مني إما إلغاء الموقف وإما تبني موقف آخر على ذوقهم، وهو امر غير وارد بالنسبة إليّ”.
ولفت الى انه “لبنانياً، وإسلامياً تحديداً، وعربياً ثمة إرادة كبيرة جداً وحاسمة ببقاء المسيحي في سدّة الرئاسة رغم ان المسيحيين يشكون بين الحين والآخر من مسألة الصلاحيات”، واضاف: “المسلمون أرادوا واجهة لبنان مسيحيّة قبل المسيحيين، وثمة كبار قالوا: لقد أوقفنا العدّ، وكثر هم الذين قالوا لن نتخلى عن المناصفة، ولكن للأسف ان تصرفات الاطراف المسيحية هي التي تؤدي أحياناً الى التخلي عن الدور الريادي للمسيحيين مقابل محاصصة سياسية”.
على الجميع النزول الى البرلمان لانتخاب الرئيس
وتابع الرئيس سليمان في حديثه الى “الراي”: “اخترعوا لنا قصة التمثيل المسيحي والتمثيل غير المسيحي. ألم يحجّمنا (مشروع قانون الإنتخاب) الأرثوذكسي لدى طرحه؟ ألم يأت البابا يوحنا بولس الثاني الى لبنان ليقول لنا إنكم رسالة؟ لمَن وجّه رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم قاطبة هذا الكلام؟ أليس الى المسيحيين الذين خرج من بينهم مَن يقول ان على المسيحيين تمثيل أنفسهم بمعزل عن شركائهم؟”. وسأل “مَن يقول ان المسيحي الذي ينتخبه المسلم ليس مسيحياً؟ هل إنتخبوه لإعتبارات تتعلق بهويته الشخصية أم لما يجسّده من قيم حضارية؟ عندما قال المسلمون اننا نريد حفظ المناصفة هل إحتكموا الى العدد ام الى ما يمثّله المسيحيون من حضارة وحداثة وتاريخ وريادة؟ وهل اذا مثّل المسيحي 80 ألف مسلم يكون غير ممثِّل واذا مثّل 10 آلاف مسيحي يكون ممثِّلاً؟ هل يريد هؤلاء ان يمثّل “داعش” السنّة في لبنان؟ هل يقبلون بوجود 64 نائباً مسيحياً تختارهم الزواريب المسيحية مقابل 5 من “داعش” في البرلمان؟ هل هذا ما نريده وهل هذه هي رسالة البابا يوحنا بولس الثاني الى المسيحيين؟”.
واكد الرئيس سليمان في ملف الانتخابات الرئاسية “ان على الجميع النزول الى البرلمان والإحتكام الى الديموقراطية في إنتخاب رئيس جديد”، مضيفاً: “أما القول ان عليكم إنتخاب ممثل المسيحيين فهذا امر غريب. أقنِعني اولاً انك انتَ ممثل المسيحيين. وأعتقد ثانياً ان إختيار المسلم للمسيحي هو افضل من اختيار المسيحي للمسيحي على مستوى التمثيل، فمَن يختاره المسلمون هو أكثر تمثيلاً لأنهم هم أكثر عدداً في لبنان، وتالياً يجب إخراج عملية التمثيل من المعايير الطائفية والمذهبية والإحتكام فيها الى النسبية مع المحافظة على المناصفة، اي يفترض وضع قانون إنتخاب يُبعِد الطائفية. هذا هو الحل الوحيد لترجمة إلغاء الطائفية السياسية التي نصّ عليها إتفاق الطائف، اي إلغاء قاعدة الإختيار الطائفي مع الحفاظ على المناصفة الطائفية والحؤول دون مجيء مجلس نواب من “طائفيين” مسلمين ومسيحيين”.
واذ يشدد على وجوب حصول دينامية داخلية تفصل الملف الرئاسي عن الاشتباك الاقليمي، يقول: “أعتقد انه سيأتي وقت يقتنعون ان هناك ديموقراطية توجب الحضور الى البرلمان والانتخاب.. والحل الثاني يكون بالاتفاق على واحد من الذين يقولون “نحن او لا احد”.. وحسناً اذا قبِل الآخرون يكون هذا خياراً. اما البقاء بلا رئيس فغير مقبول”.
وحين يُسأل عمَن يتحمل مسؤولية التعطيل؟ يقول بوضوح: “الذي لا يذهب الى الجلسات للانتخاب”، معتبراً في هذا السياق ان العماد ميشال عون “هو مسؤول عن جزء من التعطيل لانه مصرّ على انه هو يمثّل المسيحيين وحده”، واضاف: “لا اوافق كثيراً على ان يتفق المسيحيون مع بعضهم البعض مسبقاً على اسم الرئيس، بل على ان ينزلوا الى مجلس النواب للانتخاب … الديموقراطية هي انتخاب إما مع او ضد … او امتناع … لا أجد اليوم ماذا يؤثر لو اخترنا اي اسم من المطروحين وانتخبناه. ماذا يؤثر ذلك على اميركا او فرنسا او السعودية او مصر او … ربما هناك أسماء يُعتبر انها ستقف في ممانعة معينة، اي هناك أسماء ستبقي “اعلان بعبدا” وأسماء تريد إلغاءه. هذا الفارق السياسي. واعلان بعبدا لمصلحة البلد، ومَن يتضرر من اعلان بعبدا؟ هل اميركا او فرنسا او السعودية؟ لا”.
ورداً على سؤال يشير الرئيس سليمان الى ان الرئيس العتيد “يجب ان يكون لبنانياً بالكامل ويتحلى بمواصفات كل من يتولى المسؤولية، اما قضية ان تكون لديه كتلة نيابية وشعبية، ففي رأيي ان هذا ليس ضرورياً”، ويضيف: “اذا كانت لديه شعبية فهذا لا يعني انه نجح. وهذا لا يمنع ان يأتي رئيس لديه شعبية، وطبعاً يجب ان نعرف اين سيضع شعبيته. واذا وضعها بتصرف دولة خارجية يكون ذلك مؤذياً اكثر. فلو أراد رئيس لا يتمتع بشعبية ان يتآمر او ينصاع لدولة خارجية ربما هو لن يقدر على ذلك، ولكن ماذا لو ان الرئيس صاحب الشعبية أراد ان ينحاز لمحور؟ فانه سيكون قادراً على ذلك وعندها سيتسبب بأخذ البلاد الى حرب أهلية”.
ويتابع: “بالنسبة لي، ان تكون لدى الرئيس شعبية ام لا فهذا ليس معياراً … بالعكس شعبيته يمكن ان تضرّ كما يمكن ان تفيد. ولذلك مَن ليست لديه شعبية ويأتي من خامة مؤسساتية او اقتصادية او سياسية او قانونية او ديبلوماسية ويكون شخصاً مطلعاً في الشأن العام ومدركاً وصاحب ضمير وسيرة طيبة وحر التصرف، يمكنه إدارة شؤون البلد بكل سهولة، وهذا هو الاساس. اما ان تكون لديه شعبية فأحياناً هذا الامر، كما قلتُ، يمكن ان يودي بلبنان الى محور معيّن ويجرّ الى حرب اهلية…اما اذا جاء الى الاعتدال فعظيم “يكون زيت وزيتون” ولكن المشكلة انه اذا كان مرتبطاً من قبل فكيف سيأتي الى الاعتدال؟ هناك ارتباطات وأحلاف موجودة مسبقاً”.. ويضيف: “مش الأصل يا أولتي.. الأصل يا أخرتي”.
ملابسات وصوله الى “القصر” وحوار فرنجية – الأسد وظروف 7 ايار
وفي سياق آخر، يؤرق سليمان “مناخ الخوف” فـ “المواطن يخاف من فقدان وظيفة او خسارة سنَد سياسي، اما المسؤول فيخاف ان لا يبقى في السلطة وان لا يؤمن إستمرارية سلطوية لأولاده او ان يقتلوه ويشتموه ويفبْركوا له الفضائح، كما يفعلون معي”. ويضيف: “قلتُ كلمتين في ميفوق وما لبثتْ ان إنطلقت حملة الشتائم ضدي والفبركات، وهذا يعني انهم يقولون لي إبقَ تحت الخوف، إما ان نقتلك وإما ان نفبْرك لك الفضائح. المواطن مقيّد من حيث لا يدري وعليه ان يتحرر. انا مواطن وتحررتُ من الخوف”.
وتستعيد صحيفة “الراي” الكويتية مع الرئيس سليمان محطة 7 ايار 2008 فيقول: “حسناً 7 ايار حصلت. ولكن هل الجيش اللبناني هو الذي يحمل عبء 7 أيار؟ كنتُ أقول اننا عندما تقاتلنا مع غير لبنانيين قمنا بدورنا ونجحنا، ولكن عندما اصطدم اللبنانيون ببعضهم لم نستطع الاضطلاع بما علينا. وليس صحيحاً ان الجيش وقف في 7 ايار على الحياد. الجيش استُبق و”فاتو الناس ببعضهم” وصاروا داخل البيوت”. ويضيف: “طبعاً 7 ايار محطة بشعة جداً وهذا لا يعني ان الجيش كان على الحياد، ولكن حصل انفلات وكانت حفلة مدبّرة في ليل وخرجوا وأصبحوا في البيوت وبات التصدي للأمر من سابع المستحيلات. ومع الوقت ولو طال الأمر لكانت حصلت اشتباكات مع الدولة … هم باتوا في المنازل والأحياء قبل ان يعرف الجيش ما الذي يحصل”.
ويتابع: “ما حصل في 7 ايار هو ضدّ العقد الاجتماعي، وعندما يفعل البعض هذا، فمعنى ذلك انهم لا يريدون الدولة ولا يعترفون بها. ترون الجيش ماذا يفعل اليوم مع الارهابيين، هو يحارب حتى النهاية”. ويكمل: “7 ايار مؤسفة جداً وتحتاج الى الكثير لنتمكن من محوها من تاريخ لبنان، اي ان هناك فريقاً يرتضي لنفسه ان يفعل ما فعله بفريق بآخر ولو مهما كانت عنده قوة، فهذا معناه انه رفض العقد الاجتماعي، ولكن الجيش لم يحيّد نفسه”.
وحين تسأله “الراي” الكويتية: لكن ثمة انطباعاً بان 7 أيار فتحت الطريق أمامك الى قصر بعبدا، يجيب الرئيس سليمان بلغة حازمة: “هل لديكم شكّ في أنهم كانوا سينتخبونني رئيساً بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود الممدَّدة؟ الحقيقة انه كان ثمة اتفاق على انتخابي رئيساً. وقد زارني (النائب) سليمان فرنجية وجبران باسيل الذي لم أكن أعرفه قبلها. وتحدّث معي فرنجية بشروط مسبقة قبل الرئاسة فقلتُ له: “انا لا ألتزم، وسليمان (فرنجية) انت تحدّثني وانا قائد جيش ولم أصبح بعد رئيساً للجمهورية”. وذهب فرنجية بعدها الى سورية والتقى الرئيس بشار الاسد وقال له (وهذا عن لسان فرنجية) “هذا الزلمي مش ماشي معنا”، فأجاب الاسد: “كيف؟ أعطيْنا كلمة وكل العالم ذاهبة لتنتخب وهناك دول وارتباطات؟”.. فقال له فرنجية: “من الأفصل تأجيل الانتخابات”، فأجاب الأسد: “اصطفلو” اذا كان هذا ما تريدونه”. وعاد فرنجية وقال لي: “انا أجّلتُ الانتخابات”، فأجبتُه: “يعطيك العافية” هل طلبتُ منك ان تؤمّن انتخابي، كنتَ تضع عليّ شروطاً مسبقة عن تشكيل الحكومة وغيرها فقلتُ لك لا ألتزم”. وتأجّلت الانتخابات”. ويضيف: “بعدها حصلت 7 ايار، اي ان أحداث 7 ايار وقعتْ لانه لم تحصل انتخابات رئاسية وليس ان الانتخابات الرئاسية جرتْ لان أحداث 7 ايار وقعتْ. لا احد يخطىء في ذلك ويعطي براءة ذمة لأحد. كنت أقول ان القنبلة بين يديْ وأخشى ان تنفجر، وانفجرت في 7 ايار وقبلها بأشهر في الضاحية الجنوبية في مار مخايل على خلفية موضوع الكهرباء وحصل ذلك الاحتكاك مع الجيش”.
ويتابع الرئيس سليمان: “الفارق بين اليوم والمرة الماضية انه في المرة الماضية كانوا قالوا نريد الرئيس سليمان، وكانت هناك تصريحات معلنة وقبول، وفي اللحظة الاخيرة “فرطت” نتيجة عدم التزامي معهم، حتى انهم دخلوا معي في أسماء مَن سيتمّ توزيره في الحكومة وقالوا لي: فلان ستأتي به؟ لا نقبل، فقلتُ لم أعِد أحداً ولا أعِدكم ولا اقول لكم او لغيركم نعم او لا فأنا لم أصبح رئيساً.. وتحدثوا ايضاً معي في الثلث المعطل وغيره، وقلت: هذا لا يجوز ويجب ان يكون لديّ قدرة على إدارة شؤون البلاد.. ثم أبلغتهم ان هذا الموضوع كله ليس في بالي ولا أرغب في أن أكون رئيساً”.
ويلفت الى انه “حتى لو حصل ما يشبه 7 ايار اليوم (لا سمح الله) فمَن يأتي رئيساً؟ هل هناك اتفاق على احد؟ لا يوجد”، ويقول: “حينها كان هناك اتفاق عليّ وتأخّر، ولكن كنتُ حاضراً في ذهن الناس والدول وحصل كلام في الخارج والداخل وصدرت تصريحات على العالي”، ويضيف: “(الرئيس) سعد الحريري تحدّث معي في الرئاسة قبل سنة من انتهاء ولاية لحود وقلتُ له: سعد، الناس لم يعودوا يريدون قائد جيش، وأشكرك على الثقة. وأتمنى أن لا تدخل في هذا الموضوع كي لا تخرج خاسراً (شعبياً) الموضوع ليس في بالي”.
ورداً على سؤال حول “اعلان بعبدا” يقول الرئيس سليمان: “نحن مع الاستقرار في لبنان ونقول انه لاكتماله يجب تطبيق اعلان بعبدا وان ينسحب حزب الله من سورية”.
وعن العلاقة مع “حزب الله” التي تدرّجت من “حفظ المقاومة برموش العين” الى “المعادلة الخشبية”، يشير الى ان العلاقة “كانت من الاساس جيدة ولكن من طرف واحد اي من طرفي … ولم أقابَل بأي انسجام مع مواقفي”.
وحين يُسأل الرئيس سليمان لماذا؟ يجيب: “في السياسة، اي في التنفيذ كان دائماً عندهم حلف سياسي هم ملتزمون به. وحين كنتُ أحتاج لدعمهم في اي قرار في مجلس الوزراء كانوا يقولون لي: معك حق ولكن نحن ملتزمين بحليفنا او حلفائنا (داخليين)”.
وعن وضعيّة “حزب الله” الاقليمية وسلاحه؟ يقول: “عندما كنا نحرّر الجنوب لم نكن ننظر الى هذا الموضوع. وحين قلنا اننا سنضع استراتيجية دفاعية وصارت الممارسات تتعرقل على الأرض، أصبحنا نتناقش … وحين جرى التدخُّل في سورية حصل ابتعاد كبير جداً في الرؤية والنظرة للمصلحة العامة … هم يرونها من خلال القتال في سورية وانا أراها من خلال العودة الى الوطن”.
ورداً على ما قيل من انه لو لم يكن “حزب الله” في سورية لكان البغدادي يفعل في لبنان ما فعله في العراق، قال الرئيس سليمان لصحيفة “الراي” الكويتية: “قبْلها قالوا لولانا لكان “داعش” نصب حواجز في جونية. وأشكر السيد حسن نصر الله عندما قال ان داعش كان ليفعل في لبنان اي ليس في جونية … لانه لو كان سينصب حواجز في جونية فهذا يعني انه يجب ان ينصبها قبلها في البقاع او الضاحية قبل ان يصل الى جونية … يجب ان لا يشعر احد في لبنان بأن احداً مُفْضِل عليه، واذا كان كذلك اهلاً وسهلاً به فليعمل شغله”.
ويضيف: “مَن واجه الارهاب في طرابلس؟ هل “حزب الله” ام الجيش اللبناني؟ سبق ان قلت في ميفوق انهم (داعش) يريدون ممراً في الشمال الى البحر وانه سيكون ممرّهم الى جهنم، وهذا ما حصل فعلاً، ولكن مَن الذي منعهم؟ هل “حزب الله” ام الجيش؟ وفي عرسال مَن الذي تصدى لهم؟ أليس الجيش ايضاً؟ وفي بريتال تعرّض “حزب الله” لهجوم وقام بالدفاع، واي منطقة لبنانية تتعرض لهجوم سيدافع أبناؤها عن أنفسهم ويجب ان يفعلوا ذلك اذا كان الجيش غير موجود”.
وهل يشاطر مَن يعتبرون ان مشاركة “حزب الله” في الحرب في سورية استدرجت الاخطار الى لبنان؟ يجيب: “لا أريد الدخول في هذا الجدال، وما أودّ قوله ان قتال “حزب الله” في سورية أضعف المناعة الوطنية ضد “داعش” وأخواتها من زوايا عدة”.
وعما اذا كان يعتبر ان بقاء سلاح “حزب الله” على ما هو لم يعد صالحاً؟ يقول: “حتى يكتمل تسليح الجيش اللبناني، ووفق الاستراتيجية الدفاعية التي قدّمتُها، دعوتُ الى ان نتوصل الى ترتيب للاستفادة من قدرات المقاومة، على ان ندرس مسألة الإمرة”. ويضيف: “عندما قلتُ هذا الكلام، لم اكن أعلم ان الدعم السعودي سيأتي وهو أتى من خلال هبة الثلاث مليارات دولار ثم المليار الاضافية. ومع توقيع العقد بين فرنسا والسعودية تَبدّد كل الغبار الذي حاول البعض إثارته على الهبة، فقط لأنها ترتبط بميشال سليمان. والسعوديون صبرهم طويل، وأكيد انهم انزعجوا مما قيل وكُتب لكن القرار الكبير الذي اتخذوه بتسليح الجيش في نهاية العهد الرئاسي هو للمصلحة العامة وغير مشروط وفيه فائدة لكل مَن يتصدون للإرهاب”.
وعن وجود بعض الملاحظات حول أداء الجيش لدى فئة لبنانية تعتبر ان ثمة معايير مزدوجة، يجيب: “مَن الذي وضع الجيش في هذه الإحراجات؟ هذا سببه عدم تطبيق “إعلان بعبدا”. وهذا الإعلان وُجد في الاساس ليس ضدّ “حزب الله” بل ضدّ الذين كانوا يذهبون الى سورية للقتال مع المعارضة وصدر أمر للجيش بتوقيفهم ومواجهتهم، وهو اصطدم معهم أكثر من مرة في عكار. وكان “ماشي الحال”. وبعدها كان انخراط “حزب الله” في الحرب السورية. ورغم اعتراضنا هل كنا لندخل بحرب أهلية لمنْعه؟ أصبحنا نحاول في السياسة”.
ويختم الرئيس سليمان لـ “الراي” الكويتية بانه لم يحسم بعد خياره لجهة الإطار الذي يريد عبره ممارسة العمل الوطني، موضحاً “لم أحسم أمري بعد في هذا الإطار، ولكن يهمني ان يبقى صوتي عالياً، رغم علمي ان المطلوب إلغاء صوتي وإسكاتي نهائياً، لكنني لن أسكت، وما داموا يهاجمونني هكذا حتى اليوم فهذا يعني ان تأثيري أكبر من حزب”.
ملخص حوار مطوّل تنشره صحيفة “الراي” الكويتية غداً الأحد مع الرئيس ميشال سليمان