في سياق ما تُثبته الوقائع يوماً بعد يوم، قد يكون من الواجب التوقّف عند تجربة “مميّزة” حصلت في لبنان ولم تلق الصدى المطلوب لاعتبارات عدّة، أهمّها حرص الزعماء على إبقاء شعرة معاوية مع من كان حليفاً وتحوّل خصماً، في انتظار عودته “الميمونة”.
ما لا شك فيه أن أكثر “التحولات” تأثيراً في الماضي القريب، كانت تلك التي قام بها النائب وليد جنبلاط. الغوص في الأسباب لم يعد يجدي نفعاً. لكلٍ الحق في نهجه السياسي الذي يريد. ما ينبغي التوقف عنده، تبعات هذا التموضع. في الوسط الدرزي تحديداً. أي معظم من يدين بالولاء إلى زعيم “المختارة”.
منذ آب 2009 إلى اليوم، لم يتقبّل الشارع الدرزي الانعطافة الجنبلاطية، هذا الكلام أتى على لسان جنبلاط نفسه. الإعتراض كان مفاجئاً لدوائر القصر. التجارب السابقة هي أساس هذا الاعتقاد، أي اعتقاد الرضوخ للقرار. فقبل العام 2005، كانت السياسات تتقلّب وتنقلب بسرعة، وكان المؤيدون يتحولون على وقع هذه “التقلّبات”.
شيء ما تغيّر. فما السبب الذي منع الدروز من الانطلاق والتهليل خلف زعيمهم “المتحوّل” من محور الديموقراطية والحرية، إلى “الممانعة” وعناوينها المنغلقة؟
قبل السؤال، والرد أو الاستنتاج، هناك ما يجب قوله بحق هذه الطائفة، أو الغالبية منها على الأقل. أن يقولوا “لا” لقرار صادر عن “المختارة” ليس بالأمر السهل، بل لا يخضع لحدود المنطق “العشائري” أو منطق الأقليات بطبيعتها التي تحاول دائماً اللجوء إلى قائد، يحميها بـ”تحالفاته” من زوال مزعوم.
الدروز منذ العام 2009، نجحوا في كسر حواجز وضعتها مجمل الطوائف في لبنان فوق “عقولها”. رفض ومعارضة “القائد” أتى ليؤكد نزعة تحرّر قديمة لدى اللبنانيين بشكل عام، والدروز على وجه الخصوص، ساهمت الحرب الأهلية بكبتها وإنهائها على مدى عقود. في الحرب، الكل يبحث عن حماية لا عن تحرّر. اعترف الناس بذلك أم لم يعترفوا.
وقد يقول قائل: لم تظهر هذه المعارضة إلى العلن. في هذا الكلام واقعية معقولة. في المقابل، ما لم يتنبه إليه أحد، هو أن الدروز ممّن يؤيدون جنبلاط، وقفوا محايدين، يشاهدون ما يحصل، يعترضون من دون أن يُسمع لهم صوت. قلّة السمع لا تعني إطلاقاً ان أصواتهم لم ترقَ إلى مسامع أحد. على الجميع أن يعترف أن في لبنان حسابات طائفية وليست وطنية، فما الذي يمنع بأن يقف إلى جانب هؤلاء من هو من خارج “الملّة” سوى الخوف من موقف الطائفة بـ”رأسها”؟. هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة.
في سنتين، قدم الدروز نموذجاً يؤسس عليه في طور الخروج من “تقوقعات” الطوائف مجتمعة. تُرفع القبعة لمن أثبت أن القرار يولد من رحم القناعات لا أكثر ولا أقل. وللجميع من الدروز أم من خارجهم أن يحيي هذه التجربة على محدوديتها. قد يأتي اليوم الذي تخرج فيه الأصوات من طوائف متعددة، كي لا تبقى أسيرة “المحادل” التي تفرض الصمت والخضوع. عندها، قد يُصبح بالإمكان الحديث عن ربيع لبناني حقيقي من خارج المألوف، عنوانه الوطن قبل الطائفة.
إلى هذا الحين، من نافل القول أن ما حصل “درزياً” ليس سوى تجلٍ من “تجليّات” حركة التحرّر التي ساهمت بها هذه الطائفة عام 2005، و”تخلٍ” عن الأعراف التي كانت تؤسس في كل مرّة إلى فعل ابتعاد عن “العقل”.
ayman.sharrouf@gmail.com
كاتب لبناني- بيروت
حراك درزي! NEW Druze uprising
I would like to comment on the article that the reason why the Druze can’t support Walid Jumblatt or Talal Arslan is because the majority are now educated and have university degrees and know what democracy means and that a Silly corrupted Mafia Boss in Mokhtara can’t be seen as a leader for us eductaed people. We are in the Internet age and information age and this way is going forward not backwards. Walid jumblatt is finished politically but the PSP party will be there forever.
حراك درزي! حكي الاستاذ شروف، استشراف مثقفين مستقبليين. ذكرني بمشروع استشراف المستقبل العربي في سنة1990 لمركز دراسات الوحدة…يمكن للواحد لمّا يصير مثقف ،يتوهم ان الكل مثله.بالامس مصادفة وبحكم عملي كسائق سيارة عمومية ببيروت نقلت شابين من الحمرا الى الكولا، وكلاهما من منطقة الباروك . سين جين..وأسمي على اللوحة النحاسية امامهما ، فأجابا:…..هلق صحيح نحنا طلاب جامعة، بس في السياسة نحنا مع وليد بك .!!!لكن…نحن ما منحب الشيعة!!! ودمنا مع السنّة !!! و.. في معركة الخندق!!!قاتلنا مع السنّة ضد الشيعة!!!!.هنا وعلى الطريقة اللبنانيية، أجبت:” و الله أنا بحب الامير شكيب ارسلان ، داعية العروبة و الاسلام و…التنوخيين دافعوا عن بيروت وعن… قراءة المزيد ..