هل صحيح أن رئيس مجلس النوّاب الحالي، “الإستيذ” نبيه برّي، حصل، قبل أشهر، على ملكية “قصر” كان يملكه كامل الأسعد عن طريق رجل أعمال لبناني يعمل في إفريقيا وتربطه بنبيه برّي علاقات تشوبها شبهة الفساد؟ إذا صحّت المعلومة، فهي تشير إلى حجم “العقدة” التي يحملها “زعيم حركة المحرومين” إزاء البيك “الإقطاعي”!
“الأسعدية”، كما يسمونها في جنوب لبنان عادت للإنتعاش في السنوات الأخيرة “بفضل” الفساد الذي عمّمه رئيس مجلس النوّاب الحالي الذي صنعته أجهزة الإستخبارات السورية في زمن سيطرتها التامة على لبنان.
أمام هول الفساد “الأمَلي”، وآخر قصصه عن “مشاعات قرى الجنوب” التي تقوم “حركة أمل” وشركاؤها بـ”تحريرها” من ملكيّتها الجماعية، صار الناس يترحّمون على “زمن الإقطاع”!!
لكن تحالف “الحزب” و”أمل” كان بالمرصاد في الإنتخابات النيابية الأخيرة: فتعرّض المرشحون الأسعديون للضرب ولتحطيم سياراتهم لأن ديمقراطية “الباسيج” لا تسمح لهم بخوض الإنتخابات.
*
بيروت – توفي اليوم رئيس مجلس النواب اللبناني الأسبق كامل الأسعد عن عمر يناهز 78 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض.
،وقال محاميه حسام بزيع، “توفى الرئيس عند الساعة الواحدة والدقيقة الأربعين من فجر اليوم”.
وأضاف، “سبب الوفاة أزمة قلبية ألمت به، علما بأنه كان يعانى من مشاكل فى الكلى”.
ووصف بزيع الأسعد بأنه كان “رجل دولة نزيه رفض المحسوبيات وغلب مصلحة الدولة وهو الوحيد الذى لم يستغل موقعه لجمع ثروة شخصية”.
ونعى نائب رئيس المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رئيس مجلس النواب الراحل قائلا فى بيان إن الأسعد “كان رجل سياسة ودولة اتسم بالانفتاح والتعاون”.
وأضاف، “كان الراحل رجلا وطنيا كبيرا وصاحب مواقف صلبة لم يشتر ولم يبع فى مواقفه، إذ كان حازما فى القضايا الوطنية وكانت إسرائيل عدوه الوحيد”.
وسيوارى الأسعد الثرى الثلاثاء فى دمشق فى محيط مقام السيدة زينب، حيث ترقد والدته، كما أوصى قبل وفاته، وسيشيع قبل ذلك فى بلدة الطيبة بمشاركة شعبية، بحسب ما أفاد أفراد فى العائلة فرانس برس.
والأسعد سليل عائلة سياسة إقطاعية عملت في المجال السياسي في جنوب لبنان خلال القرن الماضي لكن نفوذ هذه العائلات تراجع في أواخر القرن العشرين. ورث الأسعد نفوذه السياسي عن والده أحمد الأسعد وانتخب نائباً للمرة الأولى في العام 1953 وشغل عدة مناصب وزارية قبل ان ينتخب رئيساً لمجلس النواب عام 1964 لكنه خسر الرئاسة الثانية في لبنان في العام 1984 حين فاز عليه حسين الحسيني.
وانكفأ الأسعد وهو محام عن العمل السياسي بعدما خسر في الانتخابات النيابية التي جرت في أواخر القرن الماضي.
لعب الأسعد دورا بارزا عام 1982 أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان في إيصال قائد القوات اللبنانية آنذاك بشير الجميل لمنصب الرئاسة. واغتيل الجميل بعد أيام من انتخابه.
سيرته:
تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة الحكمة في بيروت، ثم نال إجازة في الحقوق والعلوم السياسية من جامعة السوربون في باريس عام 1952.
انتخب نائبًا لأول مرة عن دائرة مرجعيون عام 1953، وأعيد انتخابه في الدورات اللاحقة بأعوام 1957 و1961 (وذلك عندما جرت دورة انتخابات فرعية بسبب شغور مقعد نيابي أثر وفاة والده أحمد الأسعد) و1964 و1968 و1972.
ترأس المجلس النيابي لأكثر من فترة:
من 8 مايو 1964 إلى 20 أكتوبر 1964.
من 9 مايو 1969 إلى 22 أكتوبر 1968.
من 20 أكتوبر 1970 إلى 16 أكتوبر 1984، حيث خسر انتخابات الرئاسة حينها أمام حسين الحسيني[1]، وغادر بعد ذلك لبنان إلى نيس في فرنسا وأسس فيها مكتب محاماه وظل بها حتى عام 1987 عاد بعدها إلى لبنان.
عين وزيرًا عدة مرات[2]:
وزيرًا للتربية الوطنية والفنون الجميلة بالفترة من 31 أكتوبر 1961 حتى 20 فبراير 1964 في حكومة الرئيس رشيد كرامي في عهد الرئيس فؤاد شهاب.
وزيرًا للصحة العامة والموارد المائية والكهربائية بالفترة من 9 أبريل 1966 حتى 6 ديسمبر 1966 في حكومة الرئيس عبد الله اليافي بعهد الرئيس شارل حلو.
أسس مع الرئيسين سليمان فرنجيّة وصائب سلام تكتل الوسط النيابي، ولعب دور رئيسي في إيصال سليمان فرنجيّة إلى رئاسة الجمهورية عام 1970، إلا إنه قام بعاد 1976 بقيادة الحملة النيابية المطالبة باستقالته من رئاسة الجمهورية.
في يونيو من عام 1970 قام بتأسيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي.
لعب دور مهم في انتخاب الرئيس بشير الجميّل رئيسًا للجمهورية[1].
ساند اتفاق 17 أيار مع إسرائيل.
شارك في الانتخابات النيابية سنوات 1992 و1996 و2000 لكنه لم يستطع تحقيق النجاح، ولم تسمح ظروفه الصحية من مواصلة حملته عام 2005.
حياته العائليه
تزوج من غادة الخرسا، وأنجبا:
أحمد
إيمان
مها.
وإنفصلا بعد ذلك، وتزوج بعدها من لينا سعد، وأنجبا:
خليل وعبداللطيف (توأمان)
وائل.
ردّ الرئيس كامل الأسعد على أسعد أبو خليل:
قد يكون النصّ التالي الذي نشرته “الأخبار” في نيسان 2009 آخر نص صادر عن رئيس مجلس النوّاب الأسبق، وفيه تصويب لأسطورة شائعة وردود على إلتباسات عديدة. “يؤسفنا أن نقول” أننا نفضل “البيك” على محلّل الأخبار “العبقري”:
تعقيباً على مقالة الدكتور أسعد أبو خليل التي نشرت في «الأخبار» بتاريخ 28/3/2009 تحت عنوان «ابن الزعيم، حشرجة الإقطاع الشيعي»، جاءنا ردّ من المكتب الإعلامي للرئيس كامل الأسعد، هذا أبرز ما جاء فيه:
أوّلاً: يقول الكاتب إن ولادة ابن الزعيم، أي الرئيس كامل الأسعد، كانت الضربة القاضية للزعامة الأسعدية، والصحيح هو العكس تماماً. فقد تألقت هذه الزعامة حينها وازدادت وهجاً وتأثيراً في الحكم وفي الحياة السياسية، حيث كان الرئيس الأسعد من أهم أركان الحكم في لبنان وصانع رؤسائه…
ثانياً: في قوله عن لسان المرحوم أحمد الأسعد إن الجنوب لا يحتاج إلى مدارس لأن كامل يتعلم، فهذا حديث مجتزأ، لأن المرحوم أحمد الأسعد قال إنّه يعلّم ابنه عندما أخبره بعض المناصرين بأن أنصار الرئيس عادل عسيران رحمه الله يعيّرونهم بأنه متعلم أكثر منه ـــــ من أحمد الأسعد ـــــ ولا علاقة لذلك الحديث بالمدارس إطلاقاً.
ثالثاً: لا ندري ممّ استدل أسعد أبو خليل على كره الرئيس كامل الأسعد لطائفته. أمن صونه لدماء الشيعة؟ أم من حفظه لمالهم؟ أم من خلال تمثيله لطائفته التي تشرفت به كما تشرف بها. أما السؤال الذي نطرحه هنا على السيد أبو خليل فهو عن سبب سكوته إزاء كل ما جرى ويجري من استباحة للدماء الشيعية والأموال والاتجار بالقضية والانبطاح أمام ضباط الاستخبارت من مختلف الجنسيات؟
رابعاً: نسأل السيد أبو خليل من أخبره بأن كامل الأسعد طلب أن ينهي طعامه وشرابه بعد تلقيه خبر وفاة والده؟ وهل كان أبو خليل نفسه هو شخصياً جليس كامل الأسعد على تلك المائدة؟
خامساً: نؤكّد للسيّد أبو خليل أنّه لولا إرادة الرئيس كامل الأسعد واقتناعه لما تأسس المجلس الشيعي، علماً بأن رئيس المجلس النيابي آنذاك كان المرحوم صبري حمادة وهو
معارض للفكرة أساساً. وهذا ما تثبته محاضر مجلس النواب وتغطيات الصحف اليومية في تلك الحقبة.
سادساً: إن قوله إن الأحزاب الشيوعية واليسار والمقاومة الفلسطينية كانت تنخر عضد الإقطاع الشيعي يجعلنا نذكره بأن تجاوزات هذه الأحزاب، ولا سيما المقاومة الفلسطينية وتوغلها في الحرب الأهلية، إنما كانت بذلك تنحرف عن هدفها وتنخر عضد الوطن برمته لا عضد الزعامات الوطنية وحسب. وهذا ما أدلى به أهم رموز الحركة الوطنية السيد محسن إبراهيم في خطابه بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاد جورج حاوي.
سابعاً: الدليل الإضافي على جهل كاتب المقال وتطفله على تاريخ الجنوب، هو زعمه بأن المرحوم محمد داود الزيات (1929ـــــ1961 ) كان مرشحاً ضد الإقطاع، فيما كان سيترشح على لائحة المرحوم أحمد الأسعد، لولا حلول المرحوم علي العرب مكانه، وذلك في انتخابات 1960 وعلى وهج ثورة 1958 العروبية التي كان المرحوم أحمد الأسعد أهم أركانها. الأمر الذي ينفي الزعم بوجود خصومة بين الرجلين.
أما الخطأ الفادح، فهو ادعاء أبو خليل بأن الرئيس كامل الأسعد كان قد استعان بالنظام السوري لتأسيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي وميليشيا مسلحة. فمن علامات الغباء ألا يعرف أستاذ العلوم السياسية بأن الحزب تأسس في عام 1969 أي قبل تشكل النظام السوري الذي يتحدث عنه على أثر الحركة التصحيحية.
ثامناً: إن القول بأن مستشار الرئيس الأسعد شارل خوري الذي استمر في المجلس حتى عام 2005 كان صلة الوصل مع الإسرائيليين وأن الرئيس الأسعد قد قابل إسرائيليين في عهد بشير الجميل، فهذا محض كذب وافتراء لم يجرؤ أحد على التفوه به.
تاسعاً: الإيحاء بأن ميشال المر ـــــ العرّاب المالي لبشير الجميل ـــــ قد أقنع الرئيس الأسعد بانتخاب بشير الجميل، فهذا من نسج خيال الراوي. فالرئيس الأسعد كان قد حذّر المر حينها من تقديم أي مبلغ لأي من النواب المحسوبين عليه. أما تبني ترشيح بشير فكان بعد 10 جلسات حوار بين الرجلين انتهت إلى ضمانات وتعهدات قدمها الجميل على صعيد السياسة الداخلية والقومية والدولية، إضافة إلى عدم وجود أي مرشح سواه.
عاشراً: بينما يصوّب أبو خليل على الإقطاع الشيعي، يعتب على الميليشيا الشيعية بأنها لم تقضِ على الإقطاع الآخر، وهنا يبدو كالمستجير من الرمضاء بالنار. وفي الوقت عينه يغض الكاتب الوطنجي والقومجي نظره عن الفساد والمفسدين والإثراء غير المشروع واستباحة دم الشيعة والفلسطينيين وإلغاء المؤسسات، ومن خلالها الدولة، ناهيك عن الارتهان للخارج وأبشع أنواع الإثارة الطائفية والمذهبية. نسي بل تناسى أبو خليل بأنه في زمن الإقطاع خسر كامل الأسعد النيابة عام 1960 ورئاسة المجلس مرات عديدة، وذلك في ممارسة ديموقراطية غائبة اليوم، وتتناقض وفكرة الإقطاع كما عرضها.
كامل “بيك” الأسعد توفي عن 78 عاماً ويُدفن الثلاثاء في مقام السيدة زينب في دمشق
ما تم قوله عن اتفاق 17ايار كذب وهو من اساليب نبيه بري الذي تامر مع الاسرائيلي ليصبح رئيسا لمجلس النواب