Close Menu
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    Middle East Transparent
    • الصفحة الرئيسية
    • أبواب
      1. شفّاف اليوم
      2. الرئيسية
      3. منبر الشفّاف
      4. المجلّة
      Featured
      أبواب د. عبدالله المدني

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

      Recent
      2 مارس 2025

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

    • اتصل بنا
    • أرشيف
    • الاشتراك
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    Middle East Transparent
    أنت الآن تتصفح:الرئيسية»سألَتْ كثيراً عن ياسين والياس مرقص

    سألَتْ كثيراً عن ياسين والياس مرقص

    0
    بواسطة Sarah Akel on 29 سبتمبر 2009 غير مصنف

    لم تحزم حقائبها للسفر، ولم تودع أحباءها، لغياب قصير أو قد يطول. ولم تلق، قبل مغادرة المنزل، نظرة أخيرة على غرفتها وكتبها وثيابها وسريرها، ولم تقل وداعا، بل قالت بصوتها المألوف، الوديع واليومي: إلى اللقاء.
    لم يعتقد أحد من ذويها: أمها وشقيقتها وشقيقها وأسرتيهما، أنها تعيش ساعاتها الأخيرة. كانت مكبة خلال أيام عديدة على عملها، ومتابعة أخبار معتقلي إعلان بيروت/ دمشق، دمشق/ بيروت، وقصقصة ما يكتب عنهم من أنباء في الصحف، وكانت تلقي نظرة إلى صور بعضهم، المعلقة في غرفتها، والتي كتبت تحتها كلمات عن الحرية، ومن ينشغل بالحرية، يكره، كما تعلمون، الموت ويبعده عن طريقه، إلا إذا كان في سبيلها، موتا في ساحة قتال دفاعا عن حرية وطن، أو في سجن صيانة لحرية إنسان. وهي لم تكن في ساحة قتال أو في سجن، مع أنها شاطرت سجناء الحرية قيمهم، وعانت معهم قسوة الظلم وفظاعة الطغيان، وتحسست فداحة سلب حقوقهم.

    كنت، في سجن عدرا، أتابع الكثير الذي تفعله لأجلي وأجل غيري من سجناء الرأي. وكنت فخورا بها، رغم اقتناعي بأن ابنة ياسين الحافظ لا تستطيع أن تكون غير ما هي: نصيرة للحرية ومدافعة عن حقوق الإنسان، أكانت تعرفه أم لا تعرفه. والحقيقة أنني كنت أستمد الكثير من القوة والشجاعة منها، ومن الذين على شاكلتها، فالسجين يعاني الأمرين ويشك في عدالة قضيته، إن أحس أنه بلا سند، وأن قضيته لا تثير اهتمام أحد، خارج السجن وداخله. أنا كنت واثقا من وقوفها معنا، من انشغالها بنا، وكنت أحس بابتسامتها المطمئنة تحوم كفراشة حولنا، فكان هذا يبعث في الاقتناع بأنني لست فردا معزولا في مكان سري وناء، وأن هناك من يتعاطف معي ويخفف عني وطأة العذاب.

    قبل السجن، كنت أحل دوماً، خلال زياراتي الكثيرة والمتكررة إلى بيروت، ضيفا على آل الحافظ في لبنان: سلوى ورغدة وهيثم. ولأن رغدة كانت مهتمة بأمور كثيرة، فقد كنا نتحاور أحيانا حول مسائل متنوعة. كانت اهتماماتها تشبه اهتماماتي، الموروثة في جزء منها، عن اهتمامات أبيها، ياسين الحافظ وصديقه الياس مرقص، رجلي العقل الرؤيوي، الذي شرّح جوانب من واقع العرب قبل نيف وأربعين عاما، وكشف ما فيها من أعطاب وأعطال، واقترح علاجات لأدواتها لم يتجاوزها أي مفكر عربي إلى يومنا هذا. كانت رغدة، العائدة حديثا من الدراسة في أميركا، تريد استعادة ما توصل إليه والدها وتخطيه، وكنت أشجعها وأبين لها صعوبة ما تعتزم فعله. وكانت تسأل في كل حوار على وجه التقريب، وهي تحدق في صورته المعلقة على جدار إحدى الغرف، عن الياس مرقص، رفيق ياسين، الذي جمعته به صداقة لا حدود لها. أرادت رغدة معرفة ما اتفق وما اختلف عليه الرجلان، وطبيعة العلاقات التي ربطتهما بآصرة الفكر الحر والصراحة، وهل كانا حقا أبرز رائدين يساريين وديموقراطيين في زمانهما، وبماذا تختلف أيامنا عن أيامهما، وكيف نفهم نحن هذا الاختلاف ونعبر عنه؟

    أعتقد أن رغدة افتقدتني، بعد عام 2006، كما افتقدتها أنا، بعد هذا التاريخ. وأعتقد أنني كنت قريبا منها، كما كانت هي قريبة مني في عدرا. كانت آخر صورة لها اختزنها خيالي مأخوذة من دمشق. لقد جاءت مع والدتها لزيارتنا، وجلست تلاعب أحفادي وتتضاحك معهم، وقد غطت وجهها سعادة آسرة. هذه الصورة التي لازمتني دوماً، منذ تلك الزيارة، جعلتني مثلها، ثائراً على حياتنا التي تقتل السعادة في صدورنا، وتحشرنا داخل قوالب جامدة وقاسية، تجافي إنسانيتنا وتضعنا تحت رحمة مجتمع يقوض حرية الإنسان، الفردية والشخصية، ويرفض أن يرى فيه مرجعية ذاته، وينكر حقه في العمل الطليق، وارتكاب الأخطاء، ويحول أخطاءه إلى جرائم نكراء. لم تكن رغدة تقبل مجتمعا هذه قيمه، ولم تحب العيش في عالمه المغلق، فقد كانت حرة النفس، حرة العقل، لكن عسر الحياة في بلد يخوض حربين لا يعرف كيف يخرج منهما: واحدة معجلة وأخرى مؤجلة، وقلق العيش في أوضاع تخنق الأمل في الصدور، فضلا عن هزائم العرب وفشل نظمهم في كل أمر إلا الاستبداد والطغيان، أتعبها، مثلما أتعب بالأمس ويتعب اليوم ملايين الناس، وترك نفوسهم الحساسة ومشاعرهم النبيلة تصارع أسئلة حائرة لا يجدون جوابا عليها.

    لم تكن رغدة الحافظ ضعيفة، ولم تكن خائفة من زمانها، الذي كانت تعرفه بعقلها المستنير وتفهم الكثير من مداخله ومخارجه. ولم تكن وحيدة أو مستوحشة، بل كان لها أصدقاء وصديقات كثر، كما كانت قادرة على التواصل مع الآخرين، وعلى فهمهم وجعلهم يتفهمونها. أذكر الآن السعادة التي كانت تعلو وجهي ابني شقيقها هيثم، ياسين وناصر، عندما كانت تزورهما، أو كانا يأتيان الى بيروت لزيارة جدتهما. أذكر أسلوبها الحنون والشفاف في التعامل معهما، وطريقتها في الرد على أسئلتهما، وحكاية بعض القصص لهما. لقد كانا يعاملانها وكأنها أمهما، وكانت تعاملهما وكأنهما ابناها.

    يبقى شيء أود قوله: رغم كثرة من يموتون حولنا، واعتيادنا موت الأحبة الذين نعرفهم، والغرباء الذين لا نعرفهم، لكننا نحزن عليهم، لان موتهم يفضح هشاشة حياتنا وبؤسها، نحن الذين ما زلنا أحياء من ضحايا هذا الزمان العربي العاطل، فإن نبأ غياب رغدة صعقني حتى كاد أن يطيح تماسكي. عندما عدت الى القاووش في سجن عدرا، بعد الزيارة التي علمت خلالها بوفاتها، سألني كل من رآني أدخل الغرفة بقلق: ما بك، هل وقع خطب ما لأحد من أسرتك؟ صعقني موت رغدة، ربما لأنه أكد لي ما كنت أخشاه دوماً، وهو أن للموت أوجهاً بعدد أوجه الحياة، وأن حياتنا اللئيمة والقاسية تنتهي بموت لئيم وقاس مثلها، يخطف من كان يجب ان يبقوا أحياء، إما لأنهم يملكون صفات تجعلهم جديرين بالحياة، أو لأنه كان في حياتهم متسع لكثير مما يمكن أن يفعل ويقال.

    خطف الموت رغدة، وكانت يداه تبدوان بعيدتين عنها، ربما فعل الموت ما فعل لأنها كانت حبيبة الحياة، المحبة لمن يعانون ويقاسون ويتألمون ولمن تنقصهم مسرات الوجود، وربما لان زماننا وببساطة زمان موت معمم، إن استمر لن يترك كثيرين في عداد الأحياء، وربما… وربما.

    خطف الموت رغدة الحافظ، لكن ذاكرتنا تبقيها في نفوسنا، وهي ستظل حية في خباياها الى يوم يخطفنا نحن ايضا.

    السفير

    شاركها. فيسبوك تويتر لينكدإن البريد الإلكتروني واتساب Copy Link
    السابقالأفكار بين التأمل وموهبة الخلق
    التالي بضاعة كاسدة..!!

    التعليقات مغلقة.

    RSS أحدث المقالات باللغة الإنجليزية
    • The Pope and the Vatican: Divine Right or Male Monopoly? Elderly Men Excluding Women and Youth in the Name of Heaven 13 مايو 2025 Rezgar Akrawi
    • Leo is America’s first pope. His worldview appears at odds with ‘America First.’ 10 مايو 2025 POLITICO
    • Most U.S. Catholics Say They Want the Church To Be ‘More Inclusive’ 5 مايو 2025 Pew
    • As Church awaits a Conclave, President Trump puts up picture of himself as next Pope 4 مايو 2025 Charles Collins
    • ‘Papabile’ of the Day: Cardinal Pierbattista Pizzaballa 29 أبريل 2025 John L. Allen Jr.
    RSS أحدث المقالات بالفرنسية
    • Les premiers secrets de l’élection de Léon XIV 13 مايو 2025 Jean-Marie Guénois
    • Al-Charaa en visite à Paris : « Les Européens se laissent berner parce qu’ils prennent leurs rêves pour des réalités » 8 مايو 2025 Hughes Maillot
    • Au Yémen, la surprenante résilience des rebelles houthistes 6 مايو 2025 Georges Malbrunot
    • Walid Joumblatt, chef politique des Druzes du Liban : « Le pire des scénarios serait que les Druzes syriens soient poussés dans une enclave » 5 مايو 2025 Laure Stephan
    • Robert Ageneau, théologien : « Il est urgent de réformer, voire d’abolir, la papauté » 4 مايو 2025 Le Monde
    23 ديسمبر 2011

    عائلة المهندس طارق الربعة: أين دولة القانون والموسسات؟

    8 مارس 2008

    رسالة مفتوحة لقداسة البابا شنوده الثالث

    19 يوليو 2023

    إشكاليات التقويم الهجري، وهل يجدي هذا التقويم أيُ نفع؟

    14 يناير 2011

    ماذا يحدث في ليبيا اليوم الجمعة؟

    3 فبراير 2011

    بيان الأقباط وحتمية التغيير ودعوة للتوقيع

    آخر التعليقات
    • Edward Ziadeh على “البابا ترامب” مزحة أم محاولة لوضع اليد على الكاثوليكية؟
    • Edward Ziadeh على (فيديو يستحق المشاهدة) نتنياهو: لهذه الأسباب اتخذت قرار تصفية نصرالله
    • Edward Ziadeh على  بِكِلفة 100 مليون دولار: حزب الله يخطط لبناء “قبر فخم” لنصرالله بأموال إيرانية مهربة
    • طارق علي على إشكاليات التقويم الهجري، وهل يجدي هذا التقويم أيُ نفع؟
    • سامي البحيري على نِعَم اللاهوت العقلاني: الإيمان المسيحي بالتقدّم كيف أدّت المسيحيّة إلى الحرية، والرأسمالية، ونجاح الغرب
    تبرع
    Donate
    © 2025 Middle East Transparent

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter

    loader

    Inscrivez-vous à la newsletter

    En vous inscrivant, vous acceptez nos conditions et notre politique de confidentialité.

    loader

    Subscribe to updates

    By signing up, you agree to our terms privacy policy agreement.

    loader

    اشترك في التحديثات

    بالتسجيل، فإنك توافق على شروطنا واتفاقية سياسة الخصوصية الخاصة بنا.