مقابلة مع د. شفيق الغبرا قام بالمقابلة: آدم يوسف
يحظى الدكتور شفيق الغبرا بحضور إعلامي وفكري كبيرين، فهو أستاذ العلوم السياسية والباحث المتمرّس في القضايا الاستراتيجية. شغل منصب الرئيس المؤسس للجامعة الأميركية في الكويت بين عامَي 2003و2006. وترأس مركز «الجسور العربية»، مركز متخصص للاستشارات في تنمية القيادة والإصلاح في العالم العربي.
في حديثه إلى «الجريدة» أكد الغبرا أن انعدام توازن القوى وانحياز الغرب إلى جانب إسرائيل يخلقان ردات فعل غاضبة لدى الشعوب الإسلامية، ما يجعلها تُعلي صوت السلاح والحرب، وبالتالي يغيب التحاور وتبادل السلطة. كذلك أوضح أن الفكر الليبرالي منفتح على الآخر، ويرحب بفكرة تبادل السلطة إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في انعزال هذا الفكر وابتعاده عن غالبية الشعوب العربية والإسلامية.
ما سبب انتشار نظم الاستبداد في العالم الإسلامي، على رغم أن الإسلام أمر بالعدل والمساواة؟
لتفسير غياب الديمقراطية وطبيعة الاستبداد في العالمين العربي والإسلامي، لا بد من الوقوف على مستويات عدة: أولاً، ثمة ضعف كبير في نضج النخب العربية السياسي، يجعلها غير قادرة على إنتاج حياة ديمقراطية إلا بعد دفع ثمن غالٍ، وحين ننظر إلى تجارب عربية عدة نجد سيطرة الحزب الواحد، أو الفرد الواحد. كذلك نجد تجارب ديمقراطية تم التراجع عنها كما هي الحال في السودان.
برأيي، العالم العربي سيُقبل على الديمقراطية، وثمة أمل في نموّها. فالجيل العربي الصاعد متعطّش إلى التغيير. الديمقراطية قادمة، لكن النخب السياسية العربية غير مهيأة، وتعيش في عالم خاص شيّدته لذاتها. وهذا العالم يجعلها غير قادرة على رؤية ما يحصل في المجتمع، من حيث تطلعات الشباب، أو إفرازات الأوضاع الاجتماعية والسياسية المحيطة بنا. لهذا فإن انتشار الاستبداد ليس مرتبطاً بالإسلام كديانة، فإمكاننا أن نكون مسلمين ديمقراطيين، أو مسلمين مستبدين. المسألة ليست مرتبطة بالدين بقدر ارتباطها بنضجنا ووعينا، وبطبيعة فهمنا لاحتياجاتنا.
الشرق الأوسط منطقة صراعات سياسية وعسكرية، منذ وقت طويل، هل للأمر علاقة بتخلّفنا من ناحية تطبيق الديمقراطية؟
الصراع العربي الإسرائيلي القائم منذ عقود جعل العالم العربي أكثر سعياً الى المواجهة العسكرية، لرد الاعتبار وتحرير الأرض وصدّ أي عدو خارجي محتمل، وفي أجواء كهذه تنشأ حركات تحررية. في الخمسينات من القرن الماضي، نشطت الحركة القومية وتيار عبد الناصر، وفي الستينيات المقاومة الفلسطينية، والبعث، والتيارات القومية الأخرى. ثم أتت الحركات الإسلامية التي مُزجت هي الأخرى بالصراع العربي الإسرائيلي. إذن، لقد أنشأنا أنظمة عربية دخلت في هذا الصراع، وحركات سياسية جماهيرية انخرطت فيه. في خضم ذلك كله تولد الإسلام السياسي وانخرط في الصراع العربي الإسرائيلي، وعندما تدخل أمة ما في صراع مع عدو خارجي، تميل الأمور عادةً نحو الرأي الواحد والفكرة الواحدة والى «لا صوت يعلو فوق صوت السلاح». وطالما أن العالم العربي مستنزف في صراع من أجل الكرامة والحقوق من الصعب عليه إنشاء آلية ديمقراطية مريحة كتلك التي أنشأتها دول ومجتمعات عدة منذ زمن بعيد. برأيي، حلّ الصراع العربي الإسرائيلي حلاً إنسانياً وسياسياً عادلاً، أحد أهم المسائل التي تؤثر في وعي الجيل الراهن، كما أثرت في وعي الأجيال السابقة، والتي إن تم التعامل معها بروحية عادلة، سيكون بإمكان العالم العربي أن يتحرر أكثر، وينشئ آليات ديمقراطية أكثر نضجاً.
نشر الديمقراطية في ظل الاحتلال والتهديد الذي يعيشه جنوب لبنان وبعض الدول العربية الأخرى وفي ظلّ طرد ما تبقى من الفلسطينيين ونفيهم، يولّد في العالم الإسلامي ردود فعل غاضبة تجاه الغرب، والديمقراطية الغربية، والليبرالية الغربية، وبالتالي تجاه مصدر الديمقراطية الثقافي. وعندما نرفض إسرائيل والدول الداعمة لها، نرفض كذلك الديمقراطية والديمقراطيين الذي يعيشون بيننا. هذه إشكالية ليس مطلوباً أن نعيها نحن فحسب وإنما الغرب أيضاً الذي يساهم في تغذية هذه الحالة، من خلال دعمه الكبير لإسرائيل، أو تجيير سياسات كثيرة لصالح الاستيطان. كذلك، تنبع الإشكالية من أن الغرب مصدر الديمقراطية، ولكنه غير ديمقراطي في التعامل مع إحدى أقدس القضايا العربية والإسلامية، وحين نعيش التناقض يصبح تصوّر البعض لليبرالي بيننا وكأنه تابع للغرب.
هل تعتقد بأن الغرب واع لمسألة ازدواجية التعامل هذه؟ وهل يتقصّد إحداث فُرقة بين المسلمين أنفسهم؟
في الغرب لا يُنظر في المسألة بهذه الطريقة. وعندما نقول الغرب نقول أيضاً إنه ليس كتلة موحدة، لنتحدث عن الولايات المتحدة تحديداً. نظرة أميركا والغرب إجمالاً إلى الصراع العربي الإسرائيلي مرتبطة بالحرب العالمية الثانية وبما حدث لإسرائيل خلالها من مذابح ومجازر. ثمة جانب من هذا الأمر يعكس ما حصل، ولكنْ ثمة جانب آخر يعكس سعي الكثير من أقطاب الحركة الصهيونية الى إبقاء ذاكرة ضحايا تلك الحرب حية حتى هذه اللحظة، فنشأت بسبب ذلك الأمر مجموعات ضغط مؤثرة في القرار السياسي. فحتى لو توافر الوعي، ثمة ضغوط وإمكانات وحدود ومحاور جغرافية سياسية تتعلق بصراعات العالم. في الحرب الباردة كان يُنظر إلى إسرائيل وكأنها تواجه حلفاء الاتحاد السوفياتي. وخلال حكم جورج بوش الإبن نُظر إليها وكأنها تواجه المدّ الإسلامي. واليوم خلال حكم باراك أوباما ثمة محاولات لمحاصرة هذا الأخير ومنعه (وهو الرئيس الجديد المنفتح ذهنياً على الحقائق في منطقتنا) من أن ينجح في إحقاق التغيير. إسرائيل أيضاً لم تنضج بعد، وهي ما زالت تقوم على فكرة مرتبطة بتجميع اليهود في أرض واحدة، وعندما تأتي بأي مهاجر جديد من الطبيعي أن يأخذ مكان المواطن العربي الفلسطيني الذي هو ابن الأرض والبلاد. ثمة معادلة غير موضوعية تتعلق بجلب مهاجرين مقابل إخراج مواطنين، لم تستطع إسرائيل التعامل معها، فالاستيطان لا يزال قائماً وينتشر حول القدس والضفة الغربية. في عالمنا العربي واجهنا هزائم في حروب عدة منها: حربا الـ 48 و67، معركة بيروت عام 1982، وغيرها. إذن ثمة جروح لدينا، ويبقى السؤال: ماذا نريد، وما هي الحدود التي نرضى بها؟ هذا البعد المتمثل في الصراع والتوازنات الدولية، قوة الحركة الصهيونية، ضعف العالم العربي، وإشكالاته الكثيرة، لا يزال يقف حجر عثرة أمام إيجاد حل عادل وإنساني للقضية الفلسطينية.
كيف تنظر إلى التيار الإسلامي في الكويت، وهو تيار حاضر بقوة في الحياة السياسية المحلية؟
انبثق التيار الإسلامي من ظروفنا وأوضاعنا الاجتماعية والثقافية. وسابقاً، كان ثمة التيار القومي، وكانت له قوة وإمكانات، لكنه وصل مع حرب 67 إلى طريق مسدود. فاحتل مكانه التيار الإسلامي، الذي تفاعل بشكل جاد مع الأوضاع العربية، والأوضاع المحلية الداخلية في الكويت منذ أواخر السبعينيات، وأوائل الثمانينيات. في المحصّلة، يعطي كل تيار وعوداً لناخبيه، مهما يكن توجّهه، إسلامياً، أو ليبرالياً، أو قومياً. التيار الإسلامي أعطى وعوداً لناخبيه، حقّق بعضها، وتخلّف عن بعضها الآخر. ومشكلته أنه يحمل شعارات عامة، من دون إيضاحها أو تبيان طريقة تطبيقها. جاء بشعار «الإسلام هو الحل»، لكن ما المقصود بالإسلام؟ كذلك أتى بشعار «الشريعة»، فما المقصود بالشريعة وأي مرحلة من مراحلها؟ هل المقصود منها التدخل في حياة الأشخاص، وتربية الأسرة، وهل هي «الجلد» وقطع اليد»؟ يتساءل الناس: هل هذا تيار إسلامي أم سياسي؟ برأيي، لدى الناس اليوم وعي كاف، ويدركون أن جميع التيارات هي في نهاية المطاف تيارات سياسية، ولا قدّسية لتيار محدد ولا أحد فوق النقد.
لكن ما سبب نجاح هذا التيار تحديداً؟
تغلب العاطفة على الجانب الديني، وجزء من نجاح التيار الإسلامي يعتمد على القدرة على الربط ما بين الجانب السياسي والجانب الديني الوجداني، ولكن كما ذكرت يكتشف الناس خلال فترة من الزمن أن الأمر كله سياسة. ومن الأصلح للشعب أن يبقى الدين جانباً خاصاً في عباداتهم وواجباتهم الشرعية، وأن يُنأى به ويُبعد عن السياسة.
كنت الرئيس المؤسس للجامعة الأميركية في الكويت بين عامي 2006-2003، كيف ترى التعليم في العالم العربي، وما دور الجامعات الأميركية؟
يمر التعليم في العالم العربي بمأزق، ويعاني من هشاشة وضعف كبيرين. والجامعات التي تقدم تعليماً حقيقياً، قوياً، وفاعلاً قليلة جداً. ولا أقول إن سبب هذا المأزق يكمن في الإدارة فحسب، وإن كانت تتحمل جزءاً من المشكلة، لكنْ ثمة طالب لا يريد أن يتعب، ومناهج تعاني تخلفاً شديداً. وحين جاءت الجامعات الأميركية إلى منطقتنا، وجدناها تعالج بعض هذا الخلل. ولكن هذا لا يعني أن جميعها يتمتع بمستوى متقدّم، وثمة الكثير منها ضعيف وركيك. ما من شك في أن الجامعات الأميركية في بيروت والقاهرة والشارقة تميزت بحكم أنها امتلكت اعترافاً عالمياً ما منحها مزيداً من المصداقية، في المقابل ثمة جامعات في الكويت وبعض الدول الأخرى تسعى نحو هذا الارتقاء. الصراع لإثبات النفس ما زال مفتوحاً، وقيمة هذه الجامعات تكمن في أنها تدّرس بلغة عالمية، وأن مناهجها تقوم على النقد والتقييم، وتنمية القراءة والتفكير والتعبير عما يجول في الخاطر. ما زال المأزق كبيراً، والعالم العربي من أضعف مناطق العالم بالنسبة إلى التعليم. المشكلة أن هم إدارات الجامعات العربية الرئيس يتمحور حول الترقيات، وبعض الإشكالات التقليدية المتعلقة بالمناصب. للأسف، لم يعد الطالب الهم الأساس.
نرى أن التيارات الليبرالية في انحسار، سواء في الكويت أو في المنطقة العربية، هل هذا الأمر نتيجة طبيعية لنمو التيارات الدينية، أم ثمة أسباب أخرى؟
الفكر الليبرالي منفتح ويؤمن بالآخر وبالعدالة والمساواة، والديمقراطية، وحقوق الأقليات، في ظل حكم الغالبية، وهو فكر متقدم وضروري ومهم جداً لأي نجاح في أي عملية ديمقراطية. لكن هذا لا يعني أن الليبرالية الكويتية لا تشكو من مشكلات، وإحداها أنها منعزلة عن غالبية السكان في المناطق القبلية. وكأن هذه الليبرالية وضعت نفسها في حالة مواجهة مع القبيلة وأبنائها. على الليبرالية الكويتية أن تعيد النظر في رؤيتها لنفسها وللمجتمع، وفي تحالفاتها ومساوماتها، وأن تفكر في أداء دور يساعد على إنهاض المجتمع كله، وليس فئة واحدة من فئاته.
كيف ترى مراكز الدراسات الاستراتيجية في العالم العربي؟
عموماً، تواجه غالبية هذه المراكز مشكلة المحدودية، بما في ذلك الحرية وإشكالات الدعم المادي وعدم قدرتها على التحكم بما تريد القيام به. الحرية إشكالية كبيرة، فليس كل ما تكتشفه هذه المراكز قادرة على نشره، وبالتالي عندما تنشره تُعاقب أو تُغلق، أو ربما تُخوّن وتُكفّر. وبالتالي لا تستطيع هذه المراكز القيام بدورها من حيث التأثير على صانع القرار، أو على الرأي العام، وهي جزء من حالة الضعف الشامل الذي تحدثت عنه.
هل يمكن للمجتمعات العربية أن تكون ديمقراطية بعيداً عن فكرة فصل الدين عن الدولة؟
عندما نقول فصل الدين عن الدولة، لسنا نقصد فصل الدين عن المجتمع، فالمجتمعات الشيوعية مثلاً فصلت الدين عن الدولة وعن المجتمع، ما أنتج ردات فعل سلبية. برأيي، على الدولة أن تسعى الى حماية الدين في المجتمع، لأنه لكل الفئات. ليس المقصود هنا فصل الدين عن الدولة فصلاً تعسفياً، وإذا كانت غالبية السكان من المسلمين من الصعب أن يحصل هذا الفصل. وحتى في الغرب لا يوجد هذا الفصل. رأينا أن جورج بوش كان مسيحياً ملتزماً إلى أبعد الحدود، ولكنه لم يغير شيئاً من الأسس الديمقراطية في الولايات المتحدة. من جهة أخرى نجد أن تركيا دولة علمانية، ولكن يحكمها رئيس دولة، ورئيس وزراء ينحدران من خلفية إسلامية. هل هذا فصل للدين عن الدولة أم لا؟
المهم عدم القيام بممارسات متعصّبة بحجة أن الدولة دينية. مفهومي لهذا الفصل أن تكون الدولة رحيمة والحكم راشداً، وبهذا يُحترم الرأي الآخر، ويكون ثمة مجال لتداول السلطة.
إيران دولة شيعية في محيط سني، وتسعى إلى امتلاك سلاح نووي، كيف ترى علاقتها بدول الجوار؟
العلاقات الإيرانية الخليجية تجاوزت مآزق ومشكلات كثيرة منذ زمن الشاه ومواقفه الاستعلائية تجاه دول الخليج، إلى زمن الثورة الإسلامية في إيران وتصديرها، والحرب الإيرانية العراقية وتبعاتها. حتى هذه اللحظة قطعنا شوطاً كبيراً، وبرأيي أن على الدول الخليجية رفض أي حرب تشنّها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران لأن وقوع أي حرب في هذه المنطقة سيخلق دماراً مؤسفاً، ويفتح باباً جديداً للإرهاب، لن يكون غلقه ممكناً، وستبرز تيارات تمارس العنف. وأي حرب من هذا النوع ستحبط التيارات الإصلاحية في إيران، وتتسبب بتراجعه. لم لا ندع إيران تتطور؟ وليكن ثمة هذا الحوار الذي يطرح من إدارة أوباما. وهو حوار يدفع باتجاه استيعاب إيران. بإمكاننا أن نحقق من خلال ذلك أكثر بكثير مما تحققه الحرب. فهذه الأخيرة تزيد التطرف، وتنعكس سلباً على الوضع في جنوب لبنان، وسوريا، وغزة، وعلى القضية الفلسطينية برمتها.
لكن ثمة من يرى أن لها أطماعاً توسعية؟
لن يمنح النووي مزيداً من القوة لإيران. على العكس من ذلك، أرى أن هذا السلاح سيضعفها لأنها تستثمر إمكاناتها المالية وهذا يجعلها تعاني من مشكلات كثيرة. ولو أمعنا النظر نجد أن إدارة أحمدي نجاد تركز الآن على السلاح، والقضايا الأمنية، تماماً كما كان يفعل شاه إيران، الذي فتح عينيه في يوم من الأيام ووجد أن الشعب كله ثائر ضده، يبحث عن لقمة العيش، والتعليم والصحة، والحريات العامة. إذا نظرنا إلى ما يحصل في إيران اليوم نجد أن العجلة ذاتها تدور. إذن لندع التجربة الإيرانية تنضج، ليكن ثمة حوار مع إيران.
بالعودة إلى الأوضاع الداخلية في الكويت، نلاحظ أن السجال الطائفي بدأ يزداد، وأصوات المتطرفين بدأت تعلو. إلامَ يجرنا ذلك؟
يعكس هذا السجال الكثير من التوترات في واقعنا السياسي والاجتماعي. علينا أن نعي أن التوازنات تتغير في المجتمعات، والحراك الاجتماعي يفرض هذا التغيير والمسلمات لم تعد كما كانت قبل ثلاثين أو أربعين عاماً. كل فئة في هذا العصر تسعى إلى تأكيد نفسها، وفي ظلّ هذا التأكيد تتلاسن مع الفئات الأخرى. لم يعد الآن مقبولاً أن تصمت فئة ما عن حقوقها، لأن الفئة الأخرى تمثل الغالبية. الفضاء الإعلامي مفتوح، وبإمكان كل فئة أن تكون لها محطات، وصحف تمثّل وجهة نظرها. وهذا العصر ليس فحسب عصر تمكين الفئات، وإنما الفرد أيضاً، وبإمكانك من خلال كاميرا صغيرة أو هاتف محمول أن تنقل أي حدث، أو رأي تريد، بوضعه على موقع الـفايسبوك» أو الـيوتيوب». لا مناص أو خيار لدينا إلا بالانفتاح على بعضنا البعض وبناء الوحدة الوطنية في ظل التنوع والتعدد. علينا ألا نحارب شخصاً أو فئة بسبب اختلاف الهوية، وأن نتجاوز عقدة الشخص المختلف عنا، لأن بالمحصلة ثمة حقوقاً لكل المواطنين والفئات نحصل عليها إذا ما تعاملنا بروحية المساواة. وثمة تجارب في العالم العربي، لننظر ما حصل للبنان سابقاً، وما يحصل للعراق اليوم. والكارثة الكبرى تحصل إذا ما سعت فئة ما الى تكفير الأخرى. وهذا يعود بنا إلى أهمية الدولة المدنية، والتواصل بين الدين والدولة بمعناه الروحي المتسامح. وهو تواصل يرتقي بنا إلى حضارة الإسلام الذي يرفض العنف ومصادرة الرأي الآخر.
جريدة الجريدة الكويتية اليومية. التاريخ: ١٣-٩-٠٩
د. شفيق الغبرا: الديمقراطية قادمة، لكن النخب السياسية العربية غير مهيأةيمكن للملاحظ أن يستشعر التعطتش للديمقراطية بين صفوف الجيل الجديد؛ بالاحرى هو تعطش لقيم الحرية والحرية الشخصية بالذات. إلا أن منظومة القيم التقليدية لا زالت قوية وهي محروسة بقوة من مؤسسات دينية تحظى بمساندة وتأييد من النخب السياسية، فالمؤسسات الدينية التقليدية ما برحت توحي للأخيرة بأن تميزها الاجتماعي سينتهي إذا تفككت مصفوفة القيم التقليدية. القادم ليس الديمقراطية وإنما نوعا من الاضطرابات الاجتماعية التي ستجتاح العالم العربي، وهذا قد يدعو النخب السياسية لتطبيق إصلاحات فيدرالية لتسهيل العمليات التنموية في المركز والتخوم للشروع في عملية بناء الأمة على إقليم الدولة وتجسيدها ونفض… قراءة المزيد ..