كانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ـ بلاشك صدمة كبيرة وحدثاً عظيماً في حياة المسلمين، ونحن نعرف مما جاء في السيرة النبوية والتراث وتاريخ الاسلام، كيف كان وقع الخبر على الصحابة أنفسهم، فكيف بعامة المسلمين.
ولم يك اجتماع «السقيفة» لاختيار خليفة للمسلمين، وما تبعه من وقائع، إلا بداية مرحلة جديدة في حياة الدعوة الاسلامية وحياة المسلمين، مرحلة توالت خلالها على امتداد قرن أو قرنين الفتن والحروب والاغتيالات والانقسامات فكان هذا كله من العوامل التي دفعت بالكثير من الصحابة والتابعين واتباع التابعين ومن بعدهم، الى محاولة عزل انفسهم ما وسعهم ذلك بعيدا عن هذه الفتن والاضطرابات وتجنب الانحياز الى الاطراف المتصارعة والسعي الى التمسك بنمط من التدين القائم على السنن والموروثات، البعيد عن القوى والجماعات والآراء المتصارعة. وهنا أيضاً رأينا ما يدعم ظهور التيار السلفي فيما بعد ويعضد تيار «أهل الحديث» أو «أهل السنة» إزاء أهل الرأي واتباع المذاهب والجماعات.
ولو ألقينا نظرة على تلك الحوادث التي توالت خلال عهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية، فسنجد فيها بالفعل مجموعة شديدة التأثيرفي استقرار المجتمع والدولة وتطبيق الاسلام، وفي التصورات والقيم الدينية والمثل الاسلامية، فقد اتسعت الدولة الاسلاية ودخلت في الاسلام شعوب وأهل ديانات وملل متنوعة، وازداد ثراء الناس في مكة والمدينة وغيرها، وازداد الاقبال على الترف ونعومة العيش، وانتقلت العاصمة الى الكوفة ثم دمشق ثم بغداد.
وتعرض ثلاثة من الخلفاء الراشدين للاغتيال وحدثت فتنة كبرى قبل مقتل الخليفة عثمان بن عفان، وفي خلافة علي بن أبي طالب وجرت «موقعة الجمل» عام 36هـ والتي راح ضحيتها عشرة آلاف رجل مسلم بما فيهم الزبير وطلحة، و«موقعة صفين» بين علي ومعاوية، وقد قتل في تلك الموقعة الدموية الكبرى مالا يقل عن سبعين الف مسلم خلال عشرة أيام ورفض الخوارج كلا الطرفين وخاضوا ضد الخليفة معركة النهروان في ثلاثة آلاف رجل فهزمهم وما ان مضى قرابة العشرين عاما على تأسيس الدولة الاموية، التي وافق قيامها الكثير من الجدل والانقسامات بين المسلمين، حتى وقعت موقعة كربلاء عام 61 وبعد «فتنة مقتل الحسين» وقعت «فتنة عبدالله بن الزبير» عندما رفض بدوره مبايعة الخليفة يزيد بن معاوية، وقام بالدعوة لنفسه بالخلافة في الحجاز وتهامة بعد مقتل الحسين بكربلاء «فوافق اهل مكة على تسميته أمير المؤمنين لانه منهم، أما أهل المدينة المنورة فبايعوه لكراهيتهم ليزيد بن معاوية بعد مذبحة كربلاء وبالرغم من ذلك فقد رفض العديد من الوجهاء والصحابة مبايعة عبدالله ولم يكن ذلك حباً في الأمويين أو كراهية لابن الزبير، ولكن كان خوفاً من سفك الدماء، ومن هؤلاء عبدالله بن عمر، وعبدالله بن العباس، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي بن أبي طالب».
[موسوعة ألف حدث إسلامي، عبدالحكيم العفيفي، ص56] وزادت حركة ابن الزبير اتساعاً، فتم ارسال جيش اموي كبير لاخضاع المدينة بقيادة مسلم بن عقبة، وتمكن الامويون من قتل العديدين من ابناء الصحابة واقتحام المدينة، وسمح مسلم بن عقبة لجنده بالقتل والسبي وتمكن من اجبار اهل المدينة على مبايعة يزيد.
وفي مكة نصب الجيش المنجنيق حول الحرم الشريف «وأخذ يقصفه حتى تهدمت وتصدعت جدران الكعبة.. وما ان رأى المسلمون ذلك حتى ارتجت قلوبهم من سوء ما صنعوا». وكان العراق ناقماً على الخلافة الاموية منذ مذبحة كربلاء، فانضم العراقيون إلى عبدالله بن الزبير وظهر بينهم «المختار الثقفي» الذي تتبع كل من شارك في قتل الحسين في كربلاء، فقتل منهم عشرين ألفاً، غير ان جيشاً قادة «المهلب من ابي صفرة»، تمكن من محاصرة الكوفة، ودارت معارك شديدة قتل فيها المختار، ودخل المهلب الكوفة فذبح من اهلها ستة الاف شخص. واستمر عبدالله بن الزبير مسيطراً على مكة والمدينة حتى عام 73هـ عندما زحف عليه جيش اموي بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، دخل المدينة دون قتال، ثم توجه جنوباً لمحاصرة مكة، ونصب عليها منجنيقاً ضخماً واخذ يقذف الكعبة بالحجارة حتى تصدعت جدرانها، ولقد استمر حصار مكة حتى ضج اصحاب عبدالله بن الزبير من شدة الجوع، فانفضوا من حوله وتركوه في مسجد الكعبة حتى يئس من النصر، وهنا، كما تشير المراجع، ودع امه السيدة اسماء بنت ابي بكر، واخذ يقاتل حتى لقي مصرعه بداخل المسجد الحرام،و فقطع الحجاج رأسه وأرسله إلى الخليفة عبدالملك بن مروان في دمشق. ثم امر الخليفة باعادة بناء الكعبة، فقام الحجاج بهدمها واعادة بنائها مرة اخرى، وقام بوضع الحجر الاسود ليكون بارزاً إلى خارج البناء، وهوالوضع الذي عليه الآن.
وللقارئ وهو يتأمل هذه الاهوال والفتن التي توالت قرابة السبعين عاماً، وامتدت من عهد الراشدين إلي الدولة الاموية، وكذلك المؤثرات السياسية والاقتصادية الاخرى التي عايشها المجتمع الاسلامي وكانت جديدة ومبتدعة عليه، ان يتصور تأثيرها في نفوس من عايشوها وفي معنوياتهم وتوجهاتهم الدينية، وبخاصة ان وضعنا في الاعتبار ما كان يتوقعه مسلمو عصر الدعوة وصدر الاسلام من التزام بمبادئ الشريعة وحسن تطبيق لها. وكان وقع هذا كله ثقيلا بلا ريب على اهل التقوى والورع بالذات، ممن لم تجتذبهم المطامع والصراعات السياسية والمصلحية، فالخلاف بين المسلمين لدى هؤلاء كان مكروهاً جداً، والشورى وتبادل الرأي من الخطوات المعروفة، وضرورة الالتزام بنواهي الشريعة خلال الحروب والغزوات كان يؤكد عليها مراراً، وحرمة دماء المسلمين وأموالهم والاحتراز عن قتل المسلمين كانت موضع اجماع، واكرام اهل البيت النبوي مما التزم به المسلمون.
اما ما جرى على ارض الواقع في الحجاز والشام والعراق وغيرها، فكان عكس هذا كله، فنجمت عن ذلك في النفوس والحياة الدينية بلا شك صدمة بعيدة المدى، وامتلأت قلوب الكثيرين بالمرارة والاسى واليأس من احوال الدنيا.
ولو نظرنا في كتاب «حياة الصحابة» مثلاً، للشيخ محمد يوسف الكاند هلوي (1384ـ1335هـ)، وما جاء فيه عن اهتمام الصحابة باجتماع الكلمة لقرأنا ما يلي:
في خطبة للخليفة ابي بكر الصديق يوم السقيفة: «لا يحل ان يكون للمسلمين اميران، فانه مهما يكن ذلك يختلف امرهم واحكامهم، وتتفرق جماعتهم، ويتنازعوا فيما بينهم، هنالك تترك السنة، وتظهر البدعة، وتعظم الفتنة، وليس لاحد على ذلك صلاح».
وفي بيعة ابي بكر قال رجل من الانصار: منا رجل ومنكم رجل «فقال عمر رضي الله عنه: سيفان في غمد واحد!!! إذا لا يصطلحان». وعن عبدالله بن مسعود انه قال: «يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، خير مما تحبون في الفرقة».
واخرج البخاري عن علي بن ابي طالب قال: «اقضوا كما كنتم تقضون فاني اكره الاختلاف، حتى يكون للناس جماعة او اموت كما مات اصحابي».
وفي حرمة دماء المسلمين جاء:
جاء في الصحيحين ان اسامة بن زيد قتل خلال الغزو في واقعة «الحرقة» رجلاً قال لا إله إلا الله. «فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: «يا اسامة اقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟! قال قلت: يا رسول الله انما كان متعوذاً من القتل، قال: فكررها علي حتى تمنيت اني لم اكن اسلمت الا يومئذ».
وفي رواية اخرى، قلت: يا رسول الله انما قالها خوفاً من السلاح.
قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا؟ من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟».
وعن ابن عمر، «أن عثمان رضي الله عنه اشرف على اصحابه وهو محصور فقال: علام تقتلونني؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يحل دم امرئ الا باحدى ثلاث: رجل زنى بعد احصانه فعليه الرجم، اوقتل عمداً فعليه القَوَد، او ارتد بعد اسلامه فعليه القتل». فو الله ما زنيت في جاهلية ولا اسلام، ولا قتلت احدا فأقيد نفسي منه، ولا ارتددت منذ اسلمت، اني اشهد ان لا إلا الا الله وان محمداً عبده ورسوله».
واخرج البخاري عن نافع عن ابن عمر: «أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير رضي الله عنهما فقال: إن الناس ضُيعوا، بضم الضاد، وانت ابن عمر وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم فما يمنعك ان تخرج؟ فقال: يمنعني ان الله حرم دم اخي، قالا: ألم يقل الله (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة)؟ فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين الله، وانتم تريدون ان تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله».
وقيل لابن عمر زمن ابن الزبير: «أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضا؟ فقال: من قال: حيّ على الصلاة اجبته، ومن قال: حيّ على الفلاح أجبته، ومن قال: حيّ على قتل اخيك المسلم واخذ ماله قلت: لا».
وعن محمد بن مسلمة قال: «اعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا فقال: «يامحمد بن مسلمة جاهد بهذا السيف في سبيل الله، حتى اذا رأيت من المسلمين فئتين تقتتلان فاضرب به الحجر حتى تكسره، ثم كف لسانك ويدك حتى تأتيك منية قاضية او يد خاطئة»، فلما قتل عثمان رضي الله عنه، وكان من امر الناس ما كان، خرج الى صخرة في فنائه فضرب الصخرة بسيفه حتى كسره».
وقال حذيفة لرجل: «أيسرك انك قتلت أفجر الناس؟ قال: نعم، قال: إذا تكون أفجر منه».
ومما جاء في كتاب «حياة الصحابة»، مما هو من صميم اهتمام التيار السلفي في باب، «اتباع السنة واقتداء السلف والانكار على البدعة»، فعن عمران بن حصين قال: «نزل القرآن وسنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم السنن، ثم قال: اتبعونا فو الله ان لم تفعلوا تضلوا». وعن عبدالله بن سعود قال: «اتبعوا ولا تبتدعوا».
وجاء فيه عن الاحتراز عن «اتباع الرأي على غير اصل»، عن ابن شهاب، «ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وهو على المنبر: ايها الناس ان الرأي انما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبا لان الله كان يريد، وانما هو منا الظن والتكلف».
وعن صدقة بن ابي عبدالله، «ان عمر بن الخطاب كان يقول ان اصحاب الرأي اعداء السنن، أعيتهم ان يحفظوها، وتفلتت منهم ان يعوها، واستحيوا حين سئلوا ان يقولوا: لانعلم، فعارضوا السنن برأيهم».
واخرج الطبراني عن الشعبي قال: «قال ابن مسعود رضي الله عنه: اياكم وأرأيت وأرأيت، فانما هلك من كان قبلكم بأرأيت وأرأيت، ولا تقيسوا شيئا بشيء فتزل قدم بعد ثبوتها، فاذا سئل احدكم عما لا يعلم فليقل: «الله اعلم، فانه ثلث العلم».
ومما جاء في كتاب «سير السلف الصالحين»، للشيخ الحافظ ابي القاسم الاصبهاني المتوفي سنة 535 هـ، عن التابعي ابراهيم بن يزيد النخعي «اصحاب الرأي اعداء السنن»، وقال ايوب السختياني: «ما زاد بدعة اجتهاداً الا زاد من الله بعداً».
وقال الحسن بن أبي الحسن البصري: «مسكين ابن آدم، رضي بدار حلالها حساب، وحرامها عذاب». وقال: «طأ الأرض بقدمك فانها عن قليل قبرك». وقال: «بئس الرفيقان الدينار والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقانك». وتقول كتب التاريخ عنه انه كان من كبار التابعين، ادرك مائة وثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رجلا غلب عليه الحزن. قال يونس بن عبيد عنه: «كان اذا اقبل كأنه اقبل من دفن أمه، وإذا جلس كأنه اسير قُدّم ليُضرب عنقه، وإذا تكلم كأن النار لم تُخلق إلا له».
وكان الحارث بن سويد التيمي تابعيا كوفيا من أصحاب عبدالله بن مسعود. وكان إذا شتمه الرجل يقول: «(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)، كل ذلك محصي!».
وزوّج «سيد التابعين سعيد بن المسيب» ابنته على درهمين أو ثلاثة، لكُثير بن المطلب بعد أن توفيت زوجته، واحضرها بنفسه إلى منزله ولم يكن قد رآها من قبل ومنعته أمه من أن يجتمع بها إلا بعد ثلاثة أيام «ثم دخلت فاذا هي اجمل النساء واحفظ الناس لكتاب الله، واعملهم بسُنة رسول الله واعرفهم بحق الزوج» وبعد شهر زار كُثير سعيدا فسأله عن ابنته: «ما حال ذلك الانسان؟» قلت: خيرا يا أبا محمد، على ما يحب الصديق ويكره العدو، وقال: «ان رابك شيء فالعصا» «ص 373» وقال عامر بن شرحبيل الشعبي: «انما هلكتم حين تركتم الآثار واخذتم بالمقاييس».
وكان للتابعي محمد بن سيرين منازل يقول ابن عون انه «لا يكريها إلا من أهل الذمة، فقيل له في ذلك. فقال: إذا جاء رأس الشهر رًعْته، واكره ان اروع مسلما» «ص 452»
وقال مجاهد بن جبر: «من اعز نفسه اذل دينه ومن اذل نفسه اعز دينه». وقال ابن وهب: «رأيت سفيان الثوري في المسجد الحرام بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع رأسه حتى نودي بصلاة العشاء».
وكان محمد بن النضر الحارثي، من اتباع التابعين، اذا ذكر الموت اضطربت مفاصله حتى تتبين الرعدة فيه. وقال يوسف بن اسباط: شهدت غُسله حين مات، فلو سلخ كل لحم كان عليه ما كان رطلا… الخ… الخ..
تحول المجتمع الاسلامي البسيط اذن، في مكة والمدينة، مع توالي الفتن والخلافات وظهور الدولة الأموية، إلى نظام ملكي وراثي غير خاضع للشورى المعهودة، ولم يعد الصحابة والتابعون ومن جاء بعدهم قادرين على توجيه السلطة والسياسات والتحكم بها إلا في اضيق الحدود، وبالشروط التي لا تعرض الدولة الأموية ثم العباسية والامارات الاخرى المتوالية، لأي مخاطر، ولم تعد المبادئ الدينية ومعطيات الشريعة محور الصراع. وبخاصة بعد أن ظهرت الفرق والمذاهب والزعامات السياسية، وعاد الصراع القبلي، والانقسام الهاشمي ـ الأموي، والحساسيات العربية ـ الفارسية، لتلعب دوراً هاماً في كل الاوضاع السياسية، وفيما بعد، حتي في تنامي هذا المذهب او ذاك في الدولة الاسلامية نفسها، كما في انتشار المذهبين المالكي والحنفي مثلاً.
وتساءل جمع من الصحابة والتابعين بلا شك، وكما نعرف مما نطالع من كتب التراث، وكتب الحديث والتفسير وغيرها، لماذا وقع ما وقع؟ وما التصرف الشرعي في الفتن، وكيف يمكن في هذه الظروف حماية الاسلام والسنة؟ وهل من الافضل الاصرار على مقاومة الحاكم أو الأمير أو الخليفة الذي لم يتول السلطة بطرق سليمة وبالشورى والاجماع، ام لابد من الخضوع للواقع والاستسلام للحقائق السياسية مهما كانت مرة ومزعجة ومنافية لسنن السلف؟ لقد تكشفت للمسلمين إذن تدريجياً، وبشكل مزعج ومباغت في احيان كثيرة، تعقيدات لم تكن بالبال. فقد انتشر الاسلام على رقعة واسعة، ونشأت ارستقراطية عربية فاتحة تحكم عدداً هائلاً من المسلمين الموالي والشعوب الخاضعة للنظام الاسلامي الجديد، وبُعثت الاديان والمذاهب والخلافات وجوانب لا تحصى من تراث شعوب المنطقة العربية والاسلامية، ولهذا جابه المسلمون الورعون، الراغبون في التمسك بمأثورات السنة وطرائق السلف، تحديات كبرى.
ونجم عن هذا الصراع غير المتكافئ المزيد من العودة الى الماضي ومناهج السلف، والمزيد من التجاهل للواقع السياسي والاجتماعي، بل والمزيد من الصراع مع مسار الفكر والفقه والاجتهاد في الاسلام نفسه، ورفض كل ما كان ينجم عن تجاذب المفروض مع الممكن!
ولربما وجدنا انفسنا اليوم، بهذه الاوضاع العربية والاسلامية، وما نعاني من فجوة هائلة بين ما نتمناه وما نحن عليه، في نفس المواقع القديمة التي أفرزت المواقف السلفية، ولهذا عادت هذه الجماعات الى مسرح الاحداث، وباتت مؤثرة في الصراعات السياسية والدينية والاجتماعية.
انه نفس العجر او التردد في الاختيار.. بين الواقع والمثال!
* كاتب كويتي
الوطن
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=660273&pageId=163
إله صندوق الأقتراع وأله مستبدشعوب متخلفة على طريق الأنقراض. أنا لا أعرف ما ذا سيتغير من موقفي أو كفاحي أذا اعترفت أن ابو بكر أحق بالخلافة أو علي هو الأحق بالخلافة؟ هل سيجعلني ذلك أن اغير موقفي من الديمقراطية وحقوق الأنسان وحرية الفكر؟ ثم حتى أن كان عليّ هو الأحق بالخلافة وثمّ الأئمة من ابنائه من بعده. هل يمكن أنّ يتدخل الله بقضايا البشر فيفرض عليهم إمام ذو عقلية متخلفة لا تنسجم مع تفكيرنا ويدعي انه معيّن من الله ولا بدّ أن يمارس حكم الشريعة وتطبيق الحدود والعقوبات مثل السعودية وايران ويعتبر المسيحي والصابيء والدرزي أهل ذمة كفّار … ويمارس… قراءة المزيد ..
لماذا عادت السلفية إلى الظهور؟
يجب عدم تزعوع ايمان الانسان بنفسة ,انما التزعزع في الديانة امر طبيعي لان الانسان العاقل دائما يبحث عن الانسجام في الحياة . فادا اليوم الاسلام اصبح غير متحضر ويسبب لك متاعب فيجب البحث عن ديانة آخرى تتلائم
معك , لايوجد مشكلة اطلاقا , الخيار لك , الاسلام قد خنق نفسة بيدية , فلا تخنقي ايماتك بنفسك ياعزيزتر هدى .
لماذا عادت السلفية إلى الظهور؟
من بعد النبي عليه السلام اصبحت هذه الامه انحس امه جاهله على الارض ويا للاسف اصبح ايماني متزعزع