1ــ النائب صالح الملا كان بجدارة فلتة شوط الانتخابات الاخيرة. فعلى الرغم من «شبوبيته» وقلة تجربته وقصر فترة الترشيح التي اتيحت للمرشحين، فإنه استطاع ــ وبجدارة واضحة ــ النجاح في تحقيق ما فشل فيه من هم اقدم منه واكثر خبرة.
2ــ له التهنئة الخالصة والتمني بأن تكون ثقتنا به في محلها.
3ــ كان للمال والقبلية والدين الفضل الاكبر في نجاح جميع اعضاء مجلس الامة الجديد، الا في حالتين او ثلاث فقط!!
4ــ كان سقوط ممثلي الحركة الدستورية، الجناح المحلي للتنظيم العالمي للاخوان، مؤشراً واضحاً على أفول نجمهم، بعد ان اثبتت الممارسات والتجارب خواء فكرهم وفشلهم في تحقيق اي نوع من التقدم والتنمية الحقيقية في البلاد على الرغم من انهم كانوا من الممسكين بالكثير من خيوط حكومات السنوات الثلاثين الماضية، لكن يبدو ان حكومة الشيخ ناصر المحمد كانت بالنسبة لهم شيئاً آخر.
5ــ انهارت في السنوات الخمسين الاخيرة الكثير من الانظمة القمعية في العالم وحلت مكانها انظمة اكثر انسانية وتسامحا. كما خرجت دول كثيرة من عباءات التخلف لرحاب التقدم والحرية، واختارت شعوب كثيرة اخرى هجر كهوف الظلام لنور المعرفة الرحب. حدث ذلك في الاتحاد السوفيتي وألبانيا وفي الصين، التي غيرت الكثير من قوانينها للتماشي مع العصر. حتى كوريا الشمالية اصبحت اكثر ميلا للانفتاح على الدول الاخرى عن ذي قبل، كما تحولت الانظمة القمعية في دول مثل افغانستان وباكستان واليمن الى ديموقراطية منفتحة وفي طور النمو. ورأينا الشيء ذاته يحدث في عدد متزايد من الدول الافريقية. وحدها الكويت اختارت، بملء ارادة شعبها، النكوص عن التقدم والتحضر والعودة الى كهوف التخلف والتعصب والظلام من خلال اختياراتها السياسية والتشريعية.
6ــ مجموعة نواب الحركة السلفية، الذين فشلوا بجدارة في اول محاولة لهم لبسط نفوذهم بطلبهم الغريب المتمثل في عدم تكليف سمو الشيخ ناصر المحمد برئاسة الوزارة، امامهم احد خيارين: اما الانسجام مع اجندتهم الانتخابية واشغال الحكومة والناس بتوافه الامور كالشيشة وازالة صور النساء من اعلانات الشوارع والسعي إلى إلغاء الحظر المفروض على العسكريين في ما يتعلق بتربية اللحى، وعدم الوقوف عند سماع السلام الوطني وغيرها من الترهات، كالسعي الى نسف قيم المجتمع المدني بحيث تتواءم والمتخلف من افكارهم التي لا تخرج عن المنع والحظر والضرب والحجر على كل ما له علاقة بحرية الانسان في العمل والتنقل والتفكير والتصرف والعيش، وكل هذا سيؤدي حتما الى اصطدامهم مع توجهات حكومة الرئيس المكلف، ونهاية حياة المجلس بصورة مبكرة. او التأقلم مع الواقع السياسي واللعبة البرلمانية، وبالتالي تحولهم إلى سياسيين عاديين يقبلون بالحلول الوسط وبالتسويات والترضيات وانصاف الحلول!! وهذا بالضبط ما كان يحذر منه ويتخوف من التورط فيه مؤسسو السلف الذين كانوا يعارضون دخول اي من اعضاء الحركة في اللعبة السياسية. قد لا يطول انتظارنا كثيرا لمشاهدة تصدع الكثير من المبادئ والمعتقدات الاساسية لهذه الحركة «الدينسياسية» الغريبة.
habibi enta1@gmail.com
* كاتب كويتي