**
صنعاء – علي سالم الحياة – 05/02/08
عُرفت الكاتبة اليمنية أروى عبده عثمان بكتابة القصة الساخرة وتميزت باستخدام اللغة الدارجة في قصصها القصيرة وتوظيف الحكاية. وبدا أن النكهة الخاصة لقصص عثمان تتأتى من توسلها الطريف الملتبس بالغرابة في الفلكلور الشعبي. ما جعل قصصها قريبة من اجواء اعمال التركي عزيز نيسين. بيد أن اهتمام اروى الفارط بالتراث يبدو السبب الموشك على أن يقضي على روح القاصة فيها.
وتعترف أن انشغالها بتأسيس ورئاسة «بيت الموروث الشعبي» يعد السبب الاوحد في توقفها عن الكتابة. لكنها ترى أن «الكتابة لا تموت حتى وإن تكاثرت الجدران وطاولت الروح». وتضيف: «بعيداً عن الكتابة احس بالاختناق لانني لا اتنفس سوى عبر القصة». وتذهب عثمان، في حديثها إلى «الحياة» إلى اعتبار المجتمع العربي فضاء مغلق يخنق المرأة. معطية صورة لمعنى البيت ابعد مما هو حيز ومكان، إلى كونه بيئة ثقافة ومنظمومة قيمية تطبق على انفاس المجتمعات العربية، وتقيد حركة الإنسان. مشيرة إلى خصوصية يمنية في هذا الجانب. إذ إن «لخبطة السياسي بالديني» على حد قولها، تتفاعل مع ضغط الظروف الاقتصادية لتنتج «لخبطة اجتماعية تخنق الكاتبة». ولفتت إلى أن الكاتبة اليمنية تظل تقاوم وتصد الهجمات، لكن الانهاك لا بد وأن يصيبها في نهاية المطاف.
وبحسب أروى عثمان فأن الامر لا يقف عند هذا الحد، بل ان الحياة الزوجية على ما تقول هي قيد أيضاً بالنسبة إلى الكاتبة اليمنية. مشيرة إلى أسماء توقفت عن الكتابة مثال: شفيقة زوقري، شفاء منصر، سلوى الأرياني. اما بسبب الزواج او جراء «الأسلمة الجديدة» أو نتيجة توجه بعضهن الى تأسيس مؤسسات ومنظمات والاشتغال بها. معتبرة «اللخبطة والتوهان حالاً يمنية بامتياز». وقالت: «نحن كاتبات نفسنا قصير، لا نقرأ ولا نطلع على إنتاج الآخرين ولا نملك لغة التواصل». وتطرقت إلى أصوات نسوية لاقت اصداء «لكنها لا تعدو ان تكون مجرد تسجيل حضور». وترفض عثمان القول بوجود كتابة نسوية واخرى ذكورية، معتبرة هذا الزعم «فكرة سمجة مثل ديموقراطية بلداننا العربية». ولئن صادقت على قول ميشيل فوكو بان «الماضي لا يؤدي الى الحاضر بل الحاضر يعطي الماضي معناه» غير انها ما تلبث ان تبدي النقيض متمسكة بالماضي او ببعضه. وانطلاقاً من اعتقادها بأن «الحكي كان امرأة» تؤكد عثمان أنها تجد ذاتها في المحكي بما هو ماضي، وفي عوالمه المتناسلة. وتقول: «اشرف لي ان اعود الى احضان الحكاية، من الارتماء في حضن الجنبية والقات».
وترى عثمان أن هناك «حاجة مجتمعية للوذ احياناً بالأسطورة والخرافة، لما لهما من مفاعيل ايجابية لاستيعاب الوجود على الصورة التي عليها الوجود العربي واليمني بخاصة».
وتؤكد أن بعض الخرافة والاسطورة «ما يزال يشكل حاجة وجودية خصوصاً للنساء». لأننا، على حد قولها، «نعيش في مجتمع استئصالي يعج بالعرق والقبيلة،»يرفل بالمقدس والعيب ويعمل عكسهما».
وتعد عثمان صاحبة السبق التهكمي في إطلاق اسم «العلفة» على القات. وباتت العلفة ثيمة لسخرية ناقدة في كتاباتها.
القات والجنبية… والهوية الوطنية
وعلى نقيض كثير من الكاتبات اليمنيات اللائي يعتقدن أن تعاطي القات يحفزهن على الابداع والكتابة، تصر عثمان على عدم تناوله وتسعى الى منع انتشاره في اوساط أسرتها والمقربين لها، «من وجهة نظري القات والجنبية يدمران الهوية – إذا كانت هناك أصلاً هوية «. مشيرة إلى أن «بيت الموروث الشعبي» يمنع دخول القات والجنبية، «لأننا ننشد الحياة». ساخرة من القول بأن القات والجنبية جزء من الهوية الوطنية. وقالت: «هذه هوية تخلف، هوية من يعبثوا بحياتنا باسم الوطنية، وباسم الهوية المغلقة». وحملت على متعاطيي القات. لافتة إلى الانقسام المجتمعي، الذي بات يعكس نفسه على أماكن تعاطي القات: «حيث ثمة حظائر للرجال وأخرى للنساء». فيما اعتبرت فشل زيجات طرفاها كاتب وكاتبه سببه استمرار «ضخ ثقافة سلفية تحتفي بالفحولة». مشيرة إلى أن زواج الكاتب بالكاتبة «قد يحول الحياة الزوجية إلى حرب ضروس يدفع ثمنها الابناء». لا سيما في ظل الماضوية التي قالت أنها: «مستفحلة في نسيج الحياة العامة في اليمن». وأبدت عثمان في حديثها تأملات فلسفية حول السر «في كوننا نخلق ونتكون ونموت» مؤكدة انه ومن دون الفلسفة لا نستطيع التحاور مع التراث، «كما أن التراث من دون الفلسفة يتحول الى مجرد ماضي، لا علاقة له بالحياة أصلاً». وهي بدت حائرة ازاء تساؤلات تشظي الوجود الانساني وانسحاقة امام علائق عدة بينها «الأمية والجنون والعسكر» على حد تعبيرها. وكانت أروى عثمان تخرجت من قسم الفلسفة في جامعة صنعاء، واهتمت بالتراث الشعبي والمحكي «بعيداً عن عبودية الأحادية والاحتفاء بالرموز»، على حد تعبيرها. وأنجزت العام قبل الفائت مقدمة موسوعة «الحكايات الشعبية اليمنية»، التي تضمنت70 حكاية شعبية من مختلف مناطق اليمن. وقالت إن «بيت الموروث» سيواصل إصدار الأجزاء الأخرى، كلما توافرت الأيادي الداعمة، مشيرة إلى أن «عملاً كهذا لا تتبناه المؤسسات الثقافية الرسمية كوزارة الثقافة أو الصندوق الاجتماعي الذي يوجد فيه دائرة للتراث، وهو من دون تراث ولا حتى منظمة «اليونيسكو»، ممثلة في مكتبها في اليمن، الذي ما لبث يبدي حفاوة برموز العسكر والجهاد على ما جاء في كلمة لمسؤول «اليونيسكو» في اليمن، في ندوة التنوع الثقافي التي أقيمت الشهر الماضي في صنعاء». وتابعت: «لهذا السبب تبدو مهمة «بيت المورث الشعبي» شاقة لكونه يعمل بجهد فردي، وبجهد مضاعف». مبدية خشيتها أن يغلق البيت «بسبب عثرات الوجاهة السياسية التي ما زالت تعد مقياساً لصرف الدعم». وتحفل قصص أروى بالواقع المعيش في أقاصي شعبيته وبساطته ومنتوجه الحكائي، المأخوذ بأمداء اللاعقلانية. ونفت أن يكون اشتغال قصصها على مواضيع فلكلورية، «سعى إلى إبهار الآخر الغربي».
وقالت: «اكتب ما أعرفه ولا يهمني من سيقرأه». معتبرة أن هذا الكلام جزء من «الاسطوانة السمجة التي ما فتئ رموز السلطة السياسية والدينية يشهرونها في وجه معارضيهم». مؤكدة أن استلهام التراث الشفهي الشعبي، لما يزل فضاء غائباً عن الإبداعية العربية. وانتقدت عثمان أداء اتحاد الكتاب اليمنيين، مشيرة إلى أن الاتحاد «أصبح مخفر شرطة»، سيء السمعة «غامزة بذلك من وقوع مقره الرئيسي في صنعاء، جوار قسم للشرطة وحارة مغلقة». كما اعتبرت «التجمعات الثقافية مقابر موتى، والمثقفون منتجون للموت، بمقاييس الموت المختلفة»، فهم عبيد القات الذي قالت إنه «أشد الطغاة قسوة وموتاً». لافتة إلى أن ما يكتب لا يعدو أن يكون «مجرد لغو». وقالت: «مع تحفظي على مسمى تجمعات مدنية أحزاب ومؤسسات ثقافية، فإنني لا أرى فيها غير استطالات حظائر وإسطبلات وزرائب تنبث هنا وهناك». وعكس كثير من المثقفات اليمنيات اللائي يعتبرن أن ارتداء المرأة للشرشف من عدمه، شأن شخصي، ترى أن المرأة ليست حرة في ارتداء الشرشف، وأن هناك «صلة واقتران بين الشرشف والاستبداد، الشرشف والعورة، الشرشف واللا حياة». واعتبرت عثمان أن «تبعية الكاتب للسياسي موجودة في كل مكان وزمان». مشيرة إلى أن «حشد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكتاب حوله، لم يمنع انكشاف جرائمه».
هجوم من جماعة متشددة
وكانت عثمان، التي ما زالت تكشف عن رأسها وترتدي الكوت والبنطلون في المحافل العامة، وأثناء قيادتها السيارة هوجمت من جماعات متشددة وصحف، بعضها يصدر عن الحزب الحاكم في اليمن، لكن هناك من يأخذ عليها تشددها في موالاتها السياسية على رغم دراستها للفلسفة، ما يترك أثراً سلبياً في كتاباتها بحسب مايرى نقادها.
ودافعت عثمان عن المؤسسات الثقافية الأهلية، ونفت أن تكون والمؤسسات الرسمية وجهين لعملة واحدة. وهي وان أقرت بغياب المؤسسية في العمل الثقافي الأهلي، واختصار هذه المؤسسات في شخص صاحبها. الا انها قالت بان المؤسسات الاهلية «لما تزل تحفر في الصخر لتنتج ثقافة وتحفظ التراث».
مؤكدة «أن من الصعوبة بمكان ان تزدهر الحكاية، في ظل الذهان القبائلي وامشاج عصابه وعصبويته، الذي أوجد جمهرة من الأكاديميين والمثقفين والأحرار والمناضلين، الذين يزعقون أن القبيلة هي الدولة والدولة هي القبيلة». متمنية أن ينأى الكاتب بنفسه «عن القطيع وان يغدو صوتاً للإنسانية جمعاء». وتساءلت الكاتبة القاصة اليمنية عن سبب هذا التنائي العام عن الفرح وعن سر التعايش مع العدم «كلما كثر السواد واستفحل». لافتة إلى ما سمَّته «ذُهان الشرشف الذي أعتم الحياة، وأحال النساء – البلاد إلى جثث متفحمة تتحرك، لكن من دون رؤوس».
مؤكدة أن الإنسان «إذا ما فقد الحب والفرح والرقص والغناء، فإن من غير الممكن أن تستقر له الحرية، فالإنسان المكتوم لا ينتج سوى تجليات العدم في أوسع تجلياته».
الحياة
تقول إن «الأسلمة الجديدة» تعوق استمرار الكاتبات اليمنيات المشكلة هنا في اليمن أنه تقريبا كل إمراءة ما أن إلى تصل إلى منصب أو سلطة أو نجاح حتى تحكم على بنات جنسها وجلدتها وترى من دونها أشياء مشوهة تنتقدها من كل جانب فلا أظن على الإطلاق أن الشراشف التي تتحدث عنها الكاتبة – مع احترامي لحريتها في التعبير – كونت حاجزاً على الإطلاق فلا هذه الشراشف حرمت المرأة في اليمن لا من النجاح ولا حتى من الفساد الأخلاقي و أكبر مثل على ما أقوله أن مجتمعنا يعج بالطبيبات والكاتبات والموظفات في كافة المجلات و لا أظن أن شيئاً قد يقف عائقاً… قراءة المزيد ..
تقول إن «الأسلمة الجديدة» تعوق استمرار الكاتبات اليمنيات أزمة الأفكار والوسائل -خالص جلبي طالما لم يدرك العالم الإسلامي أن أزمته هي أزمة أفكار أكثر من الوسائل، وأن الحضارة أفكار قبل أن تكون أشياء، وأن التخلف لا يرتفع ولو أمطرت السماء ذهبا وفضة، وأن البناء يتم ولو أصبحت الأرض أنقاضا كما في اليابان وألمانيا. وهذه الحقيقة إذا لم تدرك إدراكاً واضحاً حادا فسيظل داؤه عضالاً ودواؤه مستحيلا، واليابان وألمانيا انهزمتا بالحرب وفقدتا عالم أشيائهما، ولكن عالم أفكارهما خلصهما من أن يكونا قابلين للاستعمار، وهذا السحر ـ سحر الصواريخ والرؤوس النووية ـ لم يؤثر في اليابان، وهو الذي يستهوينا، ولم ينقذ الاتحاد… قراءة المزيد ..
حلفاء الأمس ، أعداء اليوم !! سبحان مغير الأحوال ، من يقرأ للكاتبة الاشتراكية أروى عثمان ، يعتقد أنها قد أصبحت مجندة في الجبهة الأمامية للرأسمالية المتوحشة في بعدها الثقافي ، وسواء كانت واعية بذلك أم لا فهي تحارب في الجبهة الخطأ .. فبالأمس ، عندما كان الاشتراكيون والعلمانيون والقوميون العرب ، هم حملة مشروع النهضة والأستقلال في المنطقة ، في مواجهة السيطرة الاستعمارية الرأسمالية ، إستخدمت هذه الأخيرة القوى الأصولية والإسلامية في مواجهة المد اليساري والقومي لآجهاض مشروع الاستقلال والتحرر من الهيمنة والتبعية ، ولما دار الزمان دورته ، وبعد سقوط المشروعين اليساري والقومي ، هاهي الرأسمالية في طورها… قراءة المزيد ..
تقول إن «الأسلمة الجديدة» تعوق استمرار الكاتبات اليمنيات أفكار إبداعية خالص جلبي – لعل البعض لا يعرف من هو مالك بن نبي وأفكاره فوجب التعريف، وأهم أفكاره ـ ونحن في حاجة لها ـ وهي خمسة أفكار: (علاقة الحق بالواجب) و(المعرفة التاريخية) (نهاية القوة) و(عالم الأفكار والأشياء) و(القابلية للاستعمار). فهو يرى أن من يقوم بواجبه تنشق له السماء ويأتيه حقه، فالحقوق لا تؤخذ ولا تعطى بل هي ثمرة طبيعية للقيام بالواجب. وهو أول ما علمه النبي ص أتباعه، وكانوا رضوان الله عليهم يكثرون عند الفزع ويقلون عند الطمع، وأن الحركات السياسية ضللت الشعوب بمنطق سقيم بالمطالبة بالحقوق، وأن ثلاث معادلات تحكم… قراءة المزيد ..
تقول إن «الأسلمة الجديدة» تعوق استمرار الكاتبات اليمنيات من متى أصبح التيار…..؟ , آدا لم يكون أبدا التيار الإسلامي “الرجعية العربية وإخوان المسلمين وغيرهم ” هم حاملين مشروع النهضة والتحرر, لا بالأمس , ولا الآن بعد إن فشل في الوطن العربي حسب تعبيركم اليسار والقوميين تحقيقه . اروي عثمان لم تحارب اليسار والقوميين إلا فكريا ,هم لم يكون لديهم تصور واضح ,ماذا يريد إن يقوموا بة في تلك الفترة الزمنية الماضية , هي تحارب فكريا التيار ….؟ ألآن عندما الإسلاميين والرجعية العربية تورط فيما أرادت إن تقوموا بة من نشاط أدى إلى كارثة عالمية باسم الدين الإسلامي , لقد أسرفوا… قراءة المزيد ..
تقول إن «الأسلمة الجديدة» تعوق استمرار الكاتبات اليمنيات التدين -خالص جلبي – التدين يشبه الملح من جانب؛ فبدون الملح يفقد الطعام كل نكهة، وبدون التدين تنقلب الحياة إلى عبثية لا معنى لها، وإلحاد يقود إلى الانتحار. وليس من مجتمع بشري مر على وجه الأرض إلا تدين بشكل ما، واستغلته المؤسسة الدينية بشكل ما، من كاهن ومفت وحاخام وبابا، بملابس مزركشة ونفخ ومدلاة وبخور وماء مقدس وتراتيل وهمهمات. وبقدر حاجة البدن الضرورية إلى الملح، بقدر تسممه إذا زادت الجرعة عن حد معين. وإذا أخطأت الأم في مطبخها؛ فوضعت كمية كبيرة من الملح في الطعام، عافته نفوس أطفالها مع كل حبهم لطعامها،… قراءة المزيد ..
تقول إن «الأسلمة الجديدة» تعوق استمرار الكاتبات اليمنيات الاديان السماوية كلها تدعوا الى السلام واحترام الانسان وعدم اكراهه وتحريك العقل(لا اكراه في الدين-السواء والعدل- اقرأ) حتى ان الامم المتحدة توصلت الى نفس الهدف والقوانين ولكن الانسان قد يتحول الى فرعون او مستبد اذا كان هناك مافيات من حوله تمجده فيستغل العلمانية او الدين او الديمقراطية او الدستور او مجلس الامن(حق الفيتو) ليفسد في الارض كما فعل اتاتورك او هتلر او ستالين وغيرهم….ولا حاجة من الناحية النظرية والعملية لاثبات ان الديمقراطية واحترام الانسان هي من صلب الإسلام ولا يتعارضان فيكفي من النحية التطبيقية قراءة تاريخ الخلفاء الراشدين الخمسة(الخامس عمر بن عبد… قراءة المزيد ..