قضية رأي عام
بغض النظر عن شعارات الوحدة والتضامن والأخوة العربية، وأناشيد وأغانٍ مثل وطني حبيبي وطني الأكبر، وبلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان، التي يشهرها الممثلون السوريون الذين يعملون في الدراما المصرية رداً علي من يسألهم عن مشاركاتهم في الأعمال المصرية، فان السر الحقيقي لهذا التهجين العروبي والاكتشاف المتأخر للقرابة القومية فنياً، يكمن في كلمة سحرية اسمها: الفلوس، ثم تأتي بعد ذلك الشعارات والأناشيد والأغاني باعتبارها مثل ربطة العنق التي تعقد وتُدلّي علي الصدر لاخفاء أزرار القميص.
واكتشاف الفنانين السوريين للسوق المصرية باعتبارها مرجعية فنية ونقطة توزيع ومحطة انتشار ليس جديداً. فمنذ عصر أسمهان وفريد الأطرش وعبد السلام النابلسي وحتي رغدة كانت عين السوريين الفنية علي مصر، ولكن مع نهضة الدراما السورية وحضورها العربي حدث نوع من التوازن الفني في سورية وأصبح السوريون يعتزون بدراماهم ويفتخرون بمسلسلاتهم، الي الدرجة التي ظننت فيها أنهم نسوا مصر نهائياً، خاصةً وأن الفنانين المصريين أنفسهم لم يخفوا اعجابهم بالأعمال التلفزيونية السورية وحسدهم لبعضها. لكن في العام ونصف الماضيين حدثت هجرة سورية مفاجئة للعمل في مسلسلات وأفلام مصرية لدرجة تدعو للدهشة، ومع أني أعتقد أن ما يحدث اليوم هو طفرة عابرة ستنتهي آجلاً أم عاجلاً، ولا علاقة لها بشعارات الأخوة والتضامن القومية التي يكفي تصريح واحد لانهائها، وظهور النبرة القبلية المتعصبة من كلا الفريقين اللذين يعيشان حالياً شهر عسل فني مؤقت، الاّ أنني أود أن أسجل ملاحظات محض فنية، ولا علاقة لها بالمصالح العليا للأمة العربية، ولا ترتبط بالمؤامرات التي تستهدف وجودها، حول هذا التعاون الهجين من وجهة نظري. فأن يقوم ممثل سوري بأداء شخصية مصرية في عمل مصري فيه من الحماقة الفنية ما يشابه السفر الي الدنيمارك في شهر يناير بملابس صيفية. وأنا أستطيع أن أفهم قيام ممثل سوري بأداء شخصية سورية في عمل مصري، أما أن يقوم بأداء شخصية مصرية حتي لو استعان بخبير لهجة أو خبير خيول أو حتي خبير روسي، فهو يتجاوز المغامرة الي المخاطرة، لأن اللهجة ليست أداءً منطوقاً فقط مثل تقليد صوت القطة أو الدجاجة، بل هي موروث كامل يختصر في تعبير لفظي تاريخاً طويلاً من الحياة يحتاج الانسان لعدة أجيال كي يمتزج بدمه ليخرج بعدها بيئياً خالصاً، وليس مجرد صوت مؤدى. وأستطيع أن أضرب أمثلة حتي من اللهجات المختلفة التي تمتلئ بها سورية. فالممثل عمر حجو المتحدر من مدينة حلب لا تزال لكنته الحلبية تظهر حتي الآن في أعماله الدمشقية رغم أنه عاش أكثر من نصف عمره في دمشق. وفي أدواره الشعبية الدمشقية لا تزال لكنة الممثل أسعد فضة الساحلية تظهر في حواره مع أنه عاش نفس ما عاشه زميله حجو من سنوات في دمشق. واذا كان الأمر هكذا داخل اللهجات السورية، فكيف الحال بممثلين تعلموا اللهجة المصرية من السينما فقط؟
واذا كانت خصوصية اللهجة بما تحمله من تفاصيل البيئة مشكلة بالنسبة للممثل، فهي كارثة بالنسبة للمخرج السوري الذي يقوم باخراج عمل مصري، فمهما بلغت حرفيته الاخراجية، ومهما كانت أدواته التقنية متقدمة، ومهما بلغت مقدرته في تقديم صورة مبهرة، وحتي لو كان يملك المصباح السحري وحكه وخرج له المارد ليقول له شبيك لبيك عبدك بين ايديك فطلب منه أن يساعده في انجاز مسلسل مصري متميز. ومهما أحاط نفسه بالمستشارين، حتي لو وظف السبعين مليون مصري كمستشاري بيئة لديه لن يستطيع أن يفهم روح الجو المصري، الذي بعد عقود من السنوات عاشتها عائلات سورية في مصر لا يزال يسميها الشوام.
أستطيع أن أفهم الشعارات القومية عندما نكون في مهرجان خطابي أو احتفال تضامني، أما في المهنة فأفضل استخدام مفرداتها الحرفية.
كلاكيت
أعداء العرب سواء كانوا روماً أو فرساً أو أتراكاً في المسلسلات التاريخية، أم أوروبيين أو اسرائيليين في المسلسلات المعاصرة، يظهرون في الدراما العربية شخصيات كاريكاتورية تستحق الرثاء، مضحكة وماجنة لا همّ لها الا شرب الخمر وملاطفة النساء ، علي الرغم من أنهم علي اختلاف أنواعهم احتلوا المنطقة العربية وحكموا شعوبها لعقود (وبعضهم لقرون)، وهذه النظرة الكاريكاتيرية تسيء لنا أكثر مما تسيء لهم، فاذا كانوا بهذه الصورة وحكمونا فما هي صورتنا نحن المحكومين!؟
من يشاهد المسلسلات الدينية لابد وأن يتساءل ـ وهو يشاهد الشخصيات الملائكية التي تتحدث بمثالية ليس لها مثيل الا في جمهورية أفلاطون ـ أنه اذا كانت شعوب هذه المنطقة علي هذه الشاكلة من المثالية فلماذا خص الله منطقتنا بثلاثة أنبياء وثلاث رسالات وثلاثة كتب سماوية تأمر وتنهي وتزجر وتحرّم؟
حتي ساعة كتابة هذه الكلمات ورغم كل الحديث عن انجازات الدراما العربية مصرية وسورية وخليجية لا يزال مشهد ترتيب حقيبة السفر وحملها مشكلة في كل المسلسلات العربية، فغالباً ما يقوم الممثل بحشر بعض قطع الثياب في الحقيبة بدون عناية ثم يغلقها ويحاول ايهام المشاهد بثقل وزنها وهو يحملها، ويفترض أن المشاهد سيتعاطف مع أدائه، وربما سيخاف عليه من الاصابة بانقراص الفقرات والديسك!
زوم ان
أظن ـ والله أعلم ـ أن الأسلوب الاخراجي الذي اتبعه مجدي أبو عميرة في مسلسله (يتربي في عزو) كلّه يتلخص في أمر واحد أعطاه لمصور العمل هو: تابع الممثلين بكاميرتك، ثم أخذ اجازة الي نهاية تصوير المسلسل!
حاولت مشاهدة حلقات مسلسل (الليلة الثانية بعد الألف) الذي يقدمه (وهذا ليس خطأ مطبعياً) عابد فهد وأمل عرفة من بدايتها وحتي نهايتها، ثم سجلتها وأعدت مشاهدتها من نهايتها حتي بدايتها، وشاهدتها بنظارة وبدون نظارة، ومن الجهة اليمني للتلفزيون ومن الجهة اليسري كذلك، وفي كل الحالات لم أستطع هضمه أو استيعابه، واكتشفت في النهاية أن مشكلة المشاهد مع المسلسل تعود اما الي عيب من المصنع، أو بسبب نسيان الشركة المنتجة ارفاق مسلسلها بكتيب يتضمن ارشادات الاستخدام!
ميزة المسلسل المصري أنه يعتمد علي عنصرين هامين هما النص والممثل، أما مشكلته فهي أنه لا يزال يصر علي بناء مواقع التصوير في الاستديوهات، بحيث لا يصعب حتي علي شخص منغولي اكتشاف السرعة والعجلة وقلة الخبرة في بناء هذه الديكورات، ولأن الكاميرا عدسة زجاجية تفضح وليست ستارة تخفي فهي تظهر فقر الصورة التي يتحرك فيها الممثل ويجري فيها حدث النص، وفي حال عكس هذه العناصر يمكن اكتشاف ميزات ومشكلات المسلسل السوري!
زوم آوت
الدراما اللبنانية موجودة في القنوات اللبنانية فقط، وأشك بمتابعتها حتي من قبل صناعها!
الممثل السوري أيمن زيدان في آخر اصدار له باللهجة المصرية في مسلسل (عيون ورماد) مضحك فعلاً وعن جد وبحق وحقيق، واذا أردت مقارنة اتقانه للهجة المصرية بحالة مشابهة، فلن أجد أفضل من حالة مواطن هندي يعيش في الخليج حاول شرح بيت امرؤ القيس الشهير (مكر مفر مقبل مدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من علٍ)، بلهجته الهندو عربية فقال: (يروح ويجي سيم سيم حجر واحد يوقع من فوق)!
أداء الممثل السعودي يوسف الجراح خاص وممتع حتي في الاعلانات التي يقدمها، وأظن أنه يستحق أدواراً أهم من تلك التي تسند اليه كسنيد لممثلين أقل موهبةً وحضوراً منه!
لو كان القائد العربي المسلم خالد بن الوليد تاريخياً بنفس الصورة التي ظهر عليها في مسلسل (خالد بن الوليد) بأداء سامر المصري، لما استحق لقب سيف الله المسلول، فسامر المصري في المسلسل اقرب ما يكون لنكاشة اسنان منه لسيف مسلول!
أوسكار تستحقه .. يستحقه
الممثلة كريمة مختار: عن أدائها لشخصية (ماما نونه) في المسلسل المصري (يتربي في عزو)، لأنها تضيف بصمة خاصة علي شخصية كتبها المؤلف يوسف معاطي بعناية أساساً.
الممثل ناصر القصبي: عن الشخصيات التي يؤديها في السلسلة الكوميدية السعودية (طاش 15)، والذي يستحق عملاً يتجاوز التعليمية في النص والبدائية في الاخراج، من دون أن يعني ذلك مغادرته للموضوع المحلي، فما يقدمه حالياً يشبه من يرتدي ملابسه القديمة التي أصبحت ضيقة عليه!
المؤلفة ريم حنا: عن نص المسلسل السوري (رسائل الحب والحرب) الذي رغم الايقاع البطيء بعض الشيء لمخرجه باسل الخطيب، والتفسير التقليدي لبطله الممثل سلوم حداد لشخصيته في المسلسل، والأداء التنفيذي لبطلته الوجه الجميل سلاف فواخرجي التي لم تفعل أكثر من التزامها بتعليمات المخرج، استطاع أن يظهر باعتباره الحامل الأساسي والأهم للمسلسل.
لو سئلت عن رأيي في:
….. الفارق في مقاربة البيئة الشعبية موضوعاً ولهجةً وتفاصيلا بين مسلسل المخرج السوري بسام الملا (باب الحارة) ومسلسل مواطنه هشام شربتجي (جرن الشاويش) فسأقول: أنه نفس الفارق بين الطربوش الذي يوضع علي الرأس لتغطيته من جهة ولاضفاء هيبة لمرتديه، والقبقاب الذي يلبس في القدم ويثير ضجيجاً مزعجاً لسامعيه!
….. الجهة المختصة بتقييم أداء سمير غانم وفاروق الفيشاوي في مسلسل (المطعم) فسأقول: أنها اما وزارة التموين أو جمعية حماية المستهلك، بسبب انتهاء مدة الصلاحية!
….. اسم أكثر مناسبة للمسلسل السوري (سيرة الحب) فسأقول: (سيرة تطبيق البنات) باللهجة السورية، أو (سيرة الرسم علي البنات) أو (سيرة أكل الحلاوة بعقل البنات) باللهجة المصرية، لأن قصص المسلسل وعلاقاته مالية ومادية، وفيها شذوذ عاطفي واختلاط مفاهيم وسطحية نظرة أكثر مما فيها حب!
كاتب من سورية
hakambaba@hotmail.com
* القدس العربي
دراما شخبط شخابيط .. وبرامج لخبط لخابيط
والله انت ياحكم بابا انت في معلوم انا في معلوم انا وانت في سيم سيم فكر. بابا انت في عكل كلش كبير واجد. انت في معلوم بابا. هادا بابا في كلام هلو عشان هادا سيم سيم انافي فكر. بابا الله كبير بابا يمكن في واهد يوم يمكن بابا يسير هادا في كويس بابا عشان هادا بابا كلو عشان فلوس انت في معلوم. الله كبير بابا. انا في انتزار مرة تاني بابا عشان يكرا مال انت بابا يمكن هادا في شي جديد بابا. ( مع هزة راس يمين شمال بس بدون در)
دراما شخبط شخابيط .. وبرامج لخبط لخابيط
والله العظيم حكم البابا هو اه كاتب عربي وعندما اشاهد شيئ تكتبهاعرف اني اقرا الحقيقه والصدق