السيارات الملغومة “إختصاص” للنظام السوري ولحلفائه: سواءً حزب الله أو إيران. وقد أحبط “فرع المعلومات” في لبنان، في العام الماضي، مخطّطاً بقيادة الوزير السابق ميشال سماحة لتنفيذ تفجيرات واغتيالات في لبنان. فمن يكون “ميشال سماحة” التركي؟ سواءً كان شخصاً، أو تنظيماً مرتبطاً بالإستخبارات السورية. الفيديو المرفق يوحي بأن القتلى والجرحى ربما كانوا من اللاجئين السوريين في تركيا.
*
(شاهد الفيديو)
http://www.youtube.com/watch?v=WJY2eEsOYeM&feature=player_detailpage#t=28s
ريحانلي (تركيا) (رويترز) – قتل نحو 43 شخصا واصيب عشرات آخرون في انفجار سيارتين ملغومتين في بلدة تركية قرب الحدود السورية يوم السبت وقالت تركيا انها تشتبه في ضلوع سوريا في الهجوم.
وزاد الهجوم من المخاوف من جر دول الجوار الى الحرب في سوريا على الرغم من الخطوات الدبلوماسية الجديدة التي تستهدف انهاء القتال الذي اودى حتى الان بحياة اكثر من 70 الف شخص.
ووقع الانفجاران في شارعين مزدحمين في الصباح الباكر في ريحانلي مما اسفر عن تناثر السيارات والكتل الخرسانية في البلدة التي تقع في اقليم هاتاي جنوب تركيا حيث يوجد الالاف من اللاجئين السوريين.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت آرينج ان حكومة الرئيس السوري بشار الأسد “مشتبه به طبيعي” في التفجيرات.
وقال آرينج أيضا للصحفيين في تعليقات أذيعت على الهواء مباشرة “نعرف ان الناس الذين لجأوا إلى هاتاي اصبحوا اهدافا للنظام السوري.
“نفكر فيهم كمشتبه بهم طبيعيين عندما يتعلق الامر بالتخطيط لمثل هذا الهجوم المروع.”
ونقلت قناة تلفزيون إن.تي.في التركية عن نائب رئيس الوزراء التركي بشير أتالاي قوله ان النتائج الأولية للتحقيق في التفجير المزدوج تظهر ان المهاجمين جاءوا من داخل تركيا لكن لهم علاقة بالمخابرات السورية.
ولم تعلن اي جهة على الفور مسؤوليتها عن التفجير. كما لم يرد اي تعليق من جانب دمشق.
واستنكرت الولايات المتحدة الهجوم بشدة وتعهدت بالمساعدة في التعرف على مرتكبيه بينما اعرب الامين لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن “تضامنهما الكامل” مع تركيا.
وتدعم تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي الانتفاضة السورية ضد الاسد. وهذه ليست المرة الاولى التي ينتقل فيها العنف عبر الحدود إلى تركيا لكن الامر لم يصل من قبل إلى هذا المدى.
وتركيا ليست الدولة الوحيدة التي تخشى تأثير الحرب في سوريا التي ساهمت بالفعل في تصاعد حدة الصراعات الطائفية والدينية والقومية في الشرق الاوسط.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه ليس صدفة ان التفجيرات جاءت في وقت تزايدت فيه الخطوات الدبلوماسية من اجل انهاء الصراع في سوريا.
وقال داود اوغلو للصحفيين خلال رحلة يقوم بها إلى برلين “ربما كان هناك من يريدون تخريب السلام التركي لكننا لن نسمح لهم. يجب الا يحاول احد اختبار قوة تركيا.”
وانتعشت الامال هذا الاسبوع في حل دبلوماسي للحرب السورية التي دخلت عامها الثالث بعد ان اعلنت موسكو وواشنطن عن جهود مشتركة للجمع بين الحكومة السورية والمعارضة في مؤتمر دولي.
لكن مسؤولا روسيا قال يوم السبت ان هناك خلافا بالفعل بشأن الاطراف المشاركة وانه يشك في امكانية عقد المؤتمر خلال هذا الشهر.
والى جانب الخلافات بشأن من يمثل المعارضة والحكومة في المحادثات كانت هناك اسئلة عن المشاركة المحتملة لايران حليف الاسد. وتحصل المعارضة على دعم دول خليجية ذات اغلبية سنية.
وقال دبلوماسيون في نيويورك ان الاجتماع الخاص بسوريا ربما يؤجل إلى يونيو حزيران وانه لم يتضح بعد من هي الاطراف التي ستشارك فيه.
وفي ريحانلي تصاعد الدخان من البقايا المتفحمة بعد التفجيرات التي وقعت امام بنايات حكومية.
وقالت احدى اللاجئات وهي ام لثلاثة اطفال تدعى ام كلثوم “فزع اطفالي لأن ذلك ذكرهم بالقصف عندما كنا في حلب. كان الله في العون.”
وقال اتالاي ان حوالي 43 شخصا قتلوا بينما حذر رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان من ان عدد القتلى يمكن ان يرتفع. وقال مسؤولون ان اكثر من 100 شخص اصيبوا وان بعضهم اصاباته خطيرة.
وقال اردوغان ان التفجيرات ربما كانت لها صلة بعملية السلام التركية مع المتمردين الاكراد من حزب العمال الكردستاني الذي بدأ انسحابه من تركيا الاسبوع الماضي لانهاء صراع دام ثلاثة عقود.
لكن منطقة عمليات حزب العمال الكردستاني تمتد إلى مئات الكيلومترات شرقا وقال اردوغان انه ربما كانت تستهدف اثارة التوتر في الاقليم الذي يقيم فيه عدد كبير من اللاجئين السوريين.
وتستضيف تركيا اكثر من 300 الف لاجيء سوري معظمهم يعيش في مخيمات على طول الحدود الممتدة بين البلدين لمسافة 900 كيلومتر وتبذل جهودا كبيرة لاستيعاب موجة اللاجئين.
واندلعت احتجاجات في ريحانلي بعد التفجيرات حيث القى بعض السكان باللائمة على السوريين هناك في نقل العنف عبر الحدود وحطموا زجاج سياراتهم بينما تظاهر اخرون ضد السياسة الخارجية التركية ورددوا هتافات تطالب اردوغان بالرحيل.
وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض ان الهجمات محاولة فاشلة “لتدمير الاخوة” بين السوريين والاتراك وانها تستهدف معاقبة تركيا على دعم الانتفاضة السورية.
وقال اردوغان الاسبوع الماضي ان تركيا ستدعم اقامة الولايات المتحدة منطقة حظر طيران في سوريا وحذر من ان دمشق تجاوزت “الخط الاحمر” الذي تحدث عنه الرئيس الامريكي باراك اوباما بشأن الاسلحة الكيماوية منذ زمن طويل.
وتحدث مشرعون امريكيون عن اقامة منطقة حظر جوي لمنع الطيران السوري من قصف اهداف المعارضة كواحد من الخيارات التي يمكن للولايات المتحدة اللجوء اليها للضغط على الاسد.
ومن المقرر ان يلتقي اردوغان مع اوباما في واشنطن في 16 مايو ايار.
وسبق ان عبر العنف الحدود في فبراير شباط عندما انفجرت حافلة على معبر حدودي بالقرب من ريحانلي مما اسفر عن مقتل 14 شخصا.
وقالت المعارضة السورية ان وفدا تابعا لها فيما يبدو كان المستهدف بهذا الهجوم لكن السلطات التركية لم تؤكد ذلك.
وفي اكتوبر تشرين الاول قتل خمسة مدنيين في اقجة قلعة عندما اصابت قذيفة مورتر اطلقت من الجانب السوري منزلهم مما ادى إلى رد القوات المسلحة التركية باطلاق النار عبر الحدود.