في حرب تموز 2006 في لبنان، لم يكن “حزب الله” يتوقّع أن تؤدّي عمليته “المحدودة” إلى حرب إسرائيلية شاملة ضد لبنان. ولكن الحرب وقعت.
السؤال نفسه يُطرَح الآن: هل كانت “حماس”، وإيران من ورائها، تتوقّع ردّ الفعل الإٍسرائيلي العنيف الذي بدأ بأسبوع من القصف ثم انتقل إلى الغزو؟ هل أخطأت “حماس” التقدير كما أخطأ حسن نصرالله الذي أعلن لاحقاً في تصريح شهير أنه ما كان ليقوم بعملية خطف الجنود الإسرائيليين لو كان يعرف أنها ستؤدي إلى الحرب؟
وفي الحالتين، سواءً كانت التقديرات الإيرانية في محلّها أم لا، فكيف ستردّ إيران على التصعيد الإسرائيلي الذي فاق توقّعات كثير من المحلّلين الإسرائيليين أنفسهم. هل ستعتبر إيران أنها تحقّق مكاسب كافية من خلال التعبئة الشعبية الواسعة والتظاهرات الكبيرة التي شهدتها مختلف العواصم العربية حول موضوع غزّة، بما تمثّله هذه التعبئة من ضغوط شديدة على الأنظمة العربية؟
الأمر يتوقّف على ما كانت تريده إيران من عملية التصعيد “المحدود” الذي قامت به “حماس”: هل كانت طهران، أو بعض أجنحة السلطة فيها، تسعى لـ”التمركز” الديبلوماسي، عبر تحريك “أوراقها” في المنطقة، إستعداداً للتفاوض مع الرئيس المنتخب باراك أوباما؟ وهل كان التصعيد “الحماسي” ردّاً إيرانياً على مطالبة بعض الدول العربية بأن تشارك هي، أي هذه الدول العربية، في أية مفاوضات أميركية مع إيران (حتى لا يتم التفاوض الأميركي-الإيراني من وراء ظهرها، وعلى حسابها)؟
وهل شجّع الرئيس الإيراني، وأنصاره في “الباسدران”، “حماس” على التصعيد لأنه يراهن على “تأزّم” عام في المنطقة يقطع الطريق على دعاة التفاوض (الإيرانيين) مع أميركا، ويعزّز حظوظه في تجديد رئاسته؟
في ضوء هذه الأسئلة، ينبغي النظر إلى ردود فعل حزب الله، التي ظلّت متحفّظة حتى الآن، وإلى درجة إتهام “إسرائيل” بنصب صواريخ كاتيوشا في جنوب لبنان، مع أن المعلومات تؤكّد أن “جماعة أحمد جبريل” (أي النظام السوري) هي التي قامت بنصب الصواريخ.
وفي ضوء الأسئلة نفسها، ينبغي النظر إلى زيارة سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، إلى سوريا ولبنان. لماذا تم إرسال سعيد جليلي وليس وزير الخارجية، منوشهر متقي، كالعادة؟ وهل تعبّر زيارة جليلي لدمشق عن “إنزعاج” إيراني ما من المواقف السورية؟ “إنزعاج” من محاولات نظام الأسد لتوريط الحزب الذي يمثّل ورقة إحتياط إيران يتم استخدامها إذا ما تعرّضت إيران نفسها لخطر داهم (وليس لإبعاد خطر المحكمة الدولية عن نظام دمشق!)، أم “إنزعاج” من تقدم المفاوضات السورية-الإسرائيلية؟ وهل ستلجأ إيران إلى التصعيد في وجه التصعيد الإسرائيلي؟ علماً أن إيران ما تزال تضع في حساباتها إحتمال تعرّضها لضربة عسكرية إسرائيلية تدمّر منشآتها النووية، وهذا أمر له أولوية على كل الحسابات الأخرى.
مع أن الصورة لم تتّضح بعد، فالمؤشرات المتوافرة حتى الآن تعزّز فرضية عدم رغبة إيران في التورّط بتوسيع المعركة الدائرة مع إسرائيل، خصوصاً عبر إقحام حزب الله فيها. حتى الآن على الأقل..
فحسب كالة فارس الإيرانية، رأي القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري اليوم الاحد أن شجاعة اهالي غزة تغنيها من مساعدة الدول الاخري . و أشار القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية الي انتاج رجال المقاومة في غزة الصواريخ التي يتم صناعتها بوسائل أولية مؤكدا أن هؤلاء الاشاوس سيلحقون هزيمة اخري بالعسكريين الصهاينة الذين ذاقوا مرارتها في وقت سابق.
واستبعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي، دخول إيران أو “حزب الله” في مواجهة عسكرية مع إسرائيل على خلفية الأحداث الحاصلة في غزة. وقال جليلي في مؤتمر صحافي عقده مساء الاحد في السفارة الايرانية في العاصمة السورية دمشق، رداً على سؤال لـ”يونايتد برس إنترناشونال” بشأن احتمال دخول “حزب الله” في حرب مع إسرائيل، “لا أعتقد ذلك. الشعب الفلسطيني في غزة بإمكانه الدفاع عن نفسه بشكل جيد، وما يحتاجه الشعب هو فك الحصار وإيقاف العدوان فحسب”.
وكانت جريدة “النهار” قد نقلت في عددها الصادر يوم الأحد ان الجانب الايراني اراد في المحادثات التي أجراها في بيروت “امرار رسالة مفادها ان طهران على استعداد للمساهمة جدياً في البحث عن مخارج وحلول للازمة الراهنة في غزة”.
وصرح جليلي من ناحيته: “ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعلن بشكل رسمي وواضح انها على أتم الاستعداد للتكاتف والتعاون مع المجتمع الدولي من اجل مقاربة هذه المأساة والعمل على ايجاد حل لها”.
وحول بدء العملية الاسرائيلية البرية في قطاع غزة قال: “ان الهجوم العسكري البري الاسرائيلي ان دل على شيء فانما يدل على حالة التخبط واليأس (…) وتصرفه يدل على الطريق المسدود الذي وصل اليه”.
وفي تصريح “غريب” لم يذكر فيه إسرائيل بالإسم، صرح جليلي: “نحن نعتبر ان التطورات العامة التي تجري من حولنا حالياً في المنطقة تستوجب ألا تكون الدول المعنية في المنطقة غير مبالية حيالها، وبالتالي ينبغي ان نتشاور ونتبادل وجهات النظر والرؤى لسبل مقاربتها. واننا نسجل ويا للاسف الشديد ان ظاهرة الاحتلال والعدوان العسكري قد وجدت جذورها في هذه المنطقة. وقد دلت التجربة التاريخية للمنطقة ان هذه الظاهرة، في كل مرة تواجه من خلالها ازمة داخلية او حزبية، فانها تعمد الى مقاربتها وحلها من خلال الوسائل العسكرية وقتل الآخرين والاعتداء على حقوقهم. وهي لا تتورع، في هذا الاطار عن ارتكاب اي عمل مشين في حق الانسانية او اي عمل اجرامي وارهابي توسلاً لتحقيق غايتها”.
وسأل: “كيف يمكن الدول العربية والاسلامية، وكل الدول الحرة ان تقف مكتوفة حيال المجازر الارهابية التي تستهدف الابرياء في غزة بهذا الشكل السافر؟ كيف لها الا تتبادل وجهات النظر فتتعاون وتتكاتف لتحقيق وقف العدوان وكسر الحصار؟ ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعلن بشكل رسمي وواضح انها على اتم الاستعداد للتكاتف والتعاون مع المجتمع الدولي من اجل مقاربة هذه المأساة والعمل على ايجاد حل لها”.
بيار عقل
هل أخطأت “حماس” التقدير كما أخطأ الحزب في 2006 وكيف سترد إيران على التصعيد الإٍسرائيلي؟
The arab must forget Palastin there is Israel today
They must accept to live with Israel without any problems .
All the arab are clever with Bla Bla Bla
They can not do thing and will not do .
هل أخطأت “حماس” التقدير كما أخطأ الحزب في 2006 وكيف سترد إيران على التصعيد الإٍسرائيلي؟يعمد هذا التحليل إلى الحفر عند جذور الأزمة ، وليس مجرد القراءة لما يدور فوق سطح الأحداث ، ومن ثم يلفت الكاتب ُُ بيار عقل إلى مشاعر الندم التي بدأت تنتاب بعض القيادات الأكثر وعيا ًفي طهران ، باستدعائها تذكارات حرب الجنوب اللبنانية عام 2006ذاك النفر الذي -وإن ساهم في نشر البروباجنديا الغوغائية عن انتصار حزب الله – يدرك تماما المغزى السياسي لشل يد هذا الحزب عن التعامل عسكرياً مع إسرائيل ( كنتيجة سياسية ختامية لتلك الحرب )وعليه فقد بدأ العد التنازلي لتقديم التنازلات من الجانب… قراءة المزيد ..
هل أخطأت “حماس” التقدير كما أخطأ الحزب في 2006 وكيف سترد إيران على التصعيد الإٍسرائيلي؟
Tres belle analyse dans le Shaffaf sur Hizbullah et la position iranienne.
Merci. Chibli