لعل منتجع شرم الشيخ المصرى على ساحل البحر الاحمر والحاضن لاهم المؤتمرات والاجتماعات السياسية العالمية والاقليمية هو المعبر الاصدق للحالة المصرية الراهنة سياسيا واجتماعيا وثقافيا. فهذه المدينة السياحية التى قضيت فيها مؤخراً اربعة ايام بعد زيارة سابقة منذ حوالى عشر سنوات تكشف للعين الفاحصة بعض ملامح الحالة المجتمعية لمصر اليوم بما تحتويه وما لاتحتويه هذه المدينة التى يقدمها البعض لنا باعتبارها ايقونة السياحة المصرية بل نموذج الحداثة والحضارة المصرية الراهنة.
غياب المرأة المصرية
الملمح الاول لشرم الشيخ هو انها مدينة بلا سكان، والمقصود بالسكان هو المواطنون المقيمون فى مكان ما يشعرون بالانتماء لذلك المكان والاعتزاز به والراحة فى حضنه. إذ نجد ان المدينة تغص بافواج السياح التى تعبرها بعد قضاء مايتراوح بين ثلاثة ايام الى اسبوع بينما يقوم على خدمة هؤلاء والعناية بهم بضعة الاف من الشباب المصريين الذكور الذين يقيمون فى اماكن خاصة بهم بنفس الفنادق التى يعملون بها او بالقرب منها، ويحصل معظم هؤلاء على عطلة لمدة بضعة ايام كل ثلاثة او اربعة اسابيع من العمل المتواصل، يعودون فيها الى مدنهم وقراهم فى انحاء مصر، فشرم الشيخ لاتمثل لديهم سوى محل عمل فيما هم يسكنون وينتمون لمدينة اخرى تقيم بها عائلاتهم واصدقاؤهم. ونلاحظ غياب المرأة المصرية عن شرم الشيخ، فالمرأة المصرية لاتعمل فى الفنادق وحتى الذين يقومون بنظافة الغرف هم من الرجال. وقال لى بعض الشباب العاملين بشرم الشيخ انه لاتوجد حياة اجتماعية بالمرة فالكل يعمل طوال الوقت حتى موعد العطلة الشهرية التى يفرون فيها عائدين الى مدنهم واهلهم واصحابهم.
شرم الشيخ اذن هى فندق كبير والفندق –مهما كبر- لايصبح مدينة ولايتحول الى مكان سكن دائم. وبهذا الشكل فشرم الشيخ تختلف عن اى مدينة اخرى فى كل شئ. فهى لاتشبه اى مدينة مصرية ولاتجد بها الروح المصرية ولا الشارع المصرى ولا الانسان المصرى ولا الثقافة المصرية. وهى ظاهرة غريبة حقا لم اجدها فى اى مكان آخر بمصر. شرم الشيخ مدينة حديثة نعم ولكن ماكان للحداثة ان تمنع مدينة ما من ان تكون لها هوية وشخصية مصرية لو كان هناك من يخطط لهذه المدينة بوعى وبإحساس مصرى مرهف. ولكن المدينة متروكة لشركات الفنادق كل منها تخطط لفندقها على حدة، و التناقض الصارخ بين ثقافة السائحين وثقافة المصريين القائمين على خدمتهم والعناية بهم يؤدى الى ظواهر غير طبيعية وغير انسانية مثل ظاهرة غياب المرأة المصرية عن شرم الشيخ. ولك ان تتخيل وضع مدينة مصرية لاتقيم بها مصريات! النتيجة هى انفصام مؤلم بين شرم الشيخ والروح المصرية، ففى شرم الشيخ لاتكاد تجد شيئا من مصر، هذه مدينة منقطعة عن التاريخ المصرى ، منقطعة عن التراث، فالتراث الفرعونى والقبطى والاسلامى لاوجود له هنا، والسائح لايجد فى شرم الشيخ مسرحا يقدم له الفنون الشعبية المصرية من مسرح ورقص وغناء وموسيقى ولايجد معرضا او متحفا يقدم له بعضا من فنون مصر القديمة او الحديثة من رسوم وتماثيل وسجاد وخزف وغيرها.
المقهى وطن
ان البضاعة الاساسية التى تقدمها شرم الشيخ للزائرين فى امسياتها ولياليها هى “الشيشة” او “النارجيلة” ففى الشارع الرئيسى الوحيد فى وسط المدينة نجد سلسلة من المقاهى التى لاتقدم سوى الوسائد والمراتب للإضطجاع والشيشة فى اليد فيستلقى السياح فى اوضاع مابين الاسترخاء والنوم رجالا ونساء فى اوضاع احتضان على قارعة الطريق بينما الشباب المصرى المحروم عاطفيا وجنسيا فى اغلب الاحوال يقوم على خدمتهم و كركرة مياه الشيشة هى الصوت الوحيد الذى يدندن فى الليل فلا موسيقى ولا غناء هنا فقط غيبوبة جماعية يدخلها الزوار فى ليل شرم الشيخ فى حالة من الخدر الجسدى والعقلى المدغدغ. ولكن بينما تنتهى حالة الخدر هذه لدى السياح بعودتهم الى بلادهم حيث العمل المتواصل فى وسائل انتاج الحضارة فى مجتمعاتهم الاوروبية المتوثبة فإن حالة الخدر والغيبوبة تظل قائمة فى شرم الشيخ فى استقبال الموجة التالية من السياح الباحثين عن الراحة.
ادمان الشيشة ليس قاصراً على السياح فى شرم الشيخ وانما نجد هذا الادمان قد صار احد مظاهر الحالة المصرية الراهنة فى القاهرة وغيرها من المدن المصرية فهى متوفرة فى المقاهى الشعبية والنخبوية على السواء وقد وجد فيها الكثيرون مهربا مريحا من المعاناة الحياتية اليومية التى يعيشونها جسديا وروحيا فى الشارع المصرى المرهق والمثخن بالجراح والآلام والعاهات. ان مقاهى القاهرة تظل عامرة وحافلة بالرجال المصريين طوال الليل والنهار واستغرب متى يعمل هؤلاء؟ وماذا ينتجون؟ وكيف يمكن لامة ان تنهض او حتى تظل مكانها ورجالها مغيبون هكذا على المقاهى؟ انه مشهد لاتجد له مثيلا فى اى مكان آخر على الارض! ان اضيق الشوارع فى اكثر الاحياء شعبية تعج بهذه المقاهى التى تسهر للصباح بمن عليها من شباب ورجال يلعبون الطاولة او يدخنون الشيشة لساعات كل يوم تاركين زوجاتهم وامهاتهم واخواتهم يحملون عبء البيت والعمل والاولاد وكل شئ آخر. لقد استقال عدد هائل من شباب مصر من الحياة التى لم يجدوا بها مكانا لهم فاتخذوا من المقهى وطنا وسكنا وعنوانا وملاذا.
غيبوبة سياسية
من المؤلم ان ماتقدمه شرم الشيخ من غيبوبة للسائحين فى الليل يقدمها نهارها السياسى فى دورها كحاضنة لمؤتمرات وفاق لايبدو للسياسة المصرية فيها من دور سوى دور الوسيط الذى يجمع الفرقاء ويقدم لهم المكان والوساطة والنية الحسنة ليس الا. لقد تراجع دور مصر السياسى الرائد بالمنطقة وانحسر انحساراً مدهشاً لايتناسب اطلاقاً مع حجم مصر وثقلها الحضارى والتاريخى والبشرى.
فالسياسة المصرية فى حالة غياب مؤلم عن كل تاثير وفاعلية فى المنطقة الى الدرجة التى ادت الى صعود قوى صغيرة اقليمية وطائفية لاتقارن على الاطلاق بقوة مصر وحجمها لتصبح هى القوى الفاعلة المؤثرة فى الاحداث بالمنطقة. وليس ظهور قوى مثل حزب الله فى لبنان سوى رد فعل طبيعى لغياب مصر عن الساحة فلا يمكن لفراغ ان يظل بلا قوة تملأه. وغياب مصر سياسيا وثقافيا واعلاميا على مدى ربع قرن او يزيد هو احد اسباب الخراب السائد فى المنطقة اليوم من ارهاب وصراعات طائفية وحروب واحتلال وعربدة لقوى معادية ومحاولات للتدخل والتأثير من الشرق والغرب على السواء ومن داخل المنطقة وخارجها فى نفس الوقت.
واصبحت شرم الشيخ نموذجا وايقونة لحالة الانحسار والغياب السياسى المصرى لكثرة المؤتمرات التى عقدت بها بلا نتيجة ولا اثر فهى المدينة – الفندق التى تعبر عن الانقطاع عن تاريخ مصر ووجدانها مع غيبوبة عن حاضرها وقصور عن ابتكار مستقبل واعد لها.
غيبوبة دينية
تصاحب الهروب الى غيبوبة الشيشة والمقاهى غيبوية مواكبة تدخل فيها الاغلبية العظمى من المجتمع المصرى فى المدينة والقرية على السواء فى حالة من الدروشة الدينية التى وصلت فى الآونة الاخيرة الى حدود محزنة ومخيفة معا. فقد ادى زواج الوهابية السلفية التى عاد بها ملايين المصريين من السعودية بالفكر الاخوانى المحلى الذى نشرته “الجماعة المحظورة” اى جماعة الاخوان المسليمن فى ربوع مصر.. ادى “زواج المتعة” هذا الى تحويل الشارع المصرى الى مااسميته منذ عشر سنوات ومازلت اسميه “بحفلة الزار” التى يهيج المصاب بها هياجا يتطوح بين الرقص ورفرفة الذبيح فيما يطلق هلوسات يخلط فيها هواجسه النفسية بألوان حرمانه الجسدى بأشكال نداءاته الروحية فى صرخات تطلب التفريج والنجدة والخلاص بكل صوره. وما اقصده بحفلة الزار هو ان الشارع المصرى صار مكانا يسود فيه اللامعقول وتسكنه الخرافة والغريزة والعاطفة الملتهبة والانفعال العشوائى كل هذا تحت غشاء من التدين السطحى بمظاهره الصاخبة المقتحمة المتسلطة على كل شئ. ولم يعد هناك مكان فى الشارع المصرى تستطيع فيه النجاة من سياط مظاهر التشدد الدينى. واصبحت لاتدرى هل انت فى مصر حقا ام فى افغانستان او باكستان وفى عصر سالف بعيد آخر غير القرن الحادى والعشرين.
لقد اصبح احباط الانسان المصرى فى حياته اليومية بدرجة ليس امامه معها سوى اللجوء الى ملاذ التدين المتشدد لعل الالتصاق واللجاجة وهجران الحياة يفك كربه وضيقته ويمنحه الرضا والقبول فيحصل على مايسد به رمقه الجسدى والنفسى. انك حين تمشى فى شوارع الاحياء الشعبية والمتوسطة بالقاهرة وتشاهد مظاهر المعاناة اليومية الهائلة التى يتعرض لها الانسان البسيط فى كل لحظة من يومه تدرك فورا لماذا يلجأ هذا الانسان الى السماء فى حالة من الفزع اليائس والتشنج الأخير. ان التطرف الدينى فى مثل هذه الظروف يصبح مفهوما. ان الذين يقدمون “الاسلام هو الحل” يقدمون للناس مايعتبرونه حلا بينما تركهم المسئولون جميعا دون تقديم اى شئ واى حل على الاطلاق. والمأساة فى هذا ان من يقدمون الحل الدينى يزيدون فى النهاية من معاناة المصريين وليس العكس، لان التشدد الدينى لايصنع نهضة ولايملك ان يقدم انتاجا او حضارة. انه دواء مسكن ليس الا بينما الجسد يعانى من اورام خبيثة تحتاج الى ماهو ابعد واعمق من الادوية المسكنة.
هروب جسدى ونفسى
حالة الدروشة الدينية التى اتحدث عنها ليس المصاب بها هم الاغلبية من المسلمين المصريين وحدهم وانما الاغلبية من الاقباط ايضا. فالأقباط كأقلية مستضعفة بالغة الحساسية لمواقف واحوال الاغلبية لاتملك امام طغيان حالة الهوس الدينى- او الحالة الوهابية- الاخوانية- الافغانية- فى شارعها المصرى سوى ان تبالغ هى الاخرى فى التمسك بكل صغيرة وكبيرة من طقوسها وشعائرها وعاداتها الدينية حتى لاتضيع منها هويتها فى ذلك البحر المتلاطم حولها من مظاهر التأسلم واقحام الدين فى كل مظاهر الحياة العامة. فراح الاقباط يلوذون هم ايضا بالكنائس والاديرة فى حالة التصاق لتأكيد الهوية وراحوا ينظرون للقيادات الروحية الدينية باعتبارها الوحيدة القادرة على تفهم مشاعرهم وتقدير مخاوفهم والتعبير عنهم وتمثيلهم. ولذلك استغرب من الذين يتهمون قداسة البابا شنودة بابا الاقباط بأنه يطمح للقيام بدور سياسى اذ ان الدولة من ناحية والشارع المتأسلم من ناحية اخرى هم الذين قاموا بتحويل مصر الى دولة دينية اختفت منها مظاهر المواطنة العامة ولم يعد هناك سوى الدين فى كل مكان فلمن يلجأ الاقباط فى حال كهذا؟ مادامت الدولة قد صارت دينية وبدرجة من الهوس اليس منطقيا عندئذ ان يكون الممثل الحقيقى للاقباط هو الرئاسة الدينية سواء ارتضت هذا ام لا؟
وهكذا هرب الاقباط من الحياة العامة الى حياة خاصة بهم داخل الكنائس والاديرة وفى عالم منفصل. ومادامت الراديوهات التى كانت تصدح فى شوارع مصر بأغنيات ام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم قد اصبحت لايصدر عنها سوى القران الكريم فمن الطبيعى ان اجد الاقباط يسمعون فى سيارتهم وبيوتهم الى شرائط التراتيل والقداسات.
لم تعد بمصر اغنيات عامة يغنيها الجميع. لم استمع خلال اسبوعين فى مصر لاغنية مسموعة فى الطريق العام سوى مرة واحدة من راديو احد المساكن. لقد اصبحت الاغنيات من المحرمات فى مفهوم الفكر الدينى السلفى المسيطر ومادامت الاغنيات قد اختفت وانحسرت وابتذلت وانحطت فلا غرابة فى الانهيار الواقع فى كل مكان. لقد كان ابن خلدون هو اول من لاحظ العلاقة المدهشة فقال:
“ان اول مظاهر انهيار حضارة ما هو انهيار اغانيها”.
اما البقية من الشباب المصرى الذين لايريدون الهروب الى الغيبوبة الدينية ولايطيقون حالة البطالة والاحباط والحرمان والمساومة على الكرامة فى كل معاملة يومية فهؤلاء لايبقى امامهم سوى الهروب الجسدى من ارض الكنانة. وفى فترة وجودى بمصر وقعت حادثة غرق مجموعة من هذا الشباب الهارب من مصر على شواطئ ايطاليا واتضح وجود قارب يصل بهؤلاء كل يوم الى ايطاليا وحدها وغيره عشرات يصلون الى قبرص واليونان بينما مئات الآلاف من المصريين يهربون الى كل مكان على الارض من ناميبيا بافريقيا الى الاكوادور بامريكا اللاتينية اما للاقامة او للقفز منها الى بلد اوروبى او امريكى. وسمعت فى نفس الفترة بحوادث قتل لمصريين بجنوب افريقيا ستة عشر قتيل فى عام واحد وسمعنا قبلها عن فرحة وزيرة مصرية بالحصول على عقود لمائة وعشرين الف مصرية للعمل كخادمات فى دول الخليج مما اثار بعض اعضاء مجلس الشعب المصرى فألغيت العقود. كما سمعنا عن فتاة لم تبلغ السادسة عشرة تسافر للإمارات بوعود للعمل فى مطعم فإذا المراد ممارسة البغاء فتلجأ للشرطة وللسفارة المصرية التى تعيدها لمصر. ويكتب جمال عمر “مذكرات مهاجر غير شرعى” يحكى مغامرة هروبه من مصر الى الاكوادور ومنها الى الولايات المتحدة فتنشر فى اخبار الادب كنموذج لادب المهاجرين الجدد. وهكذا يستميت شباب مصر فى الفرار الى اى وكل مكان على الارض بعد ان امتنعت عليه احلام الشباب على ارض وطنه ولم تعد الاغانى ممكنة ولا الامانى محتملة.
السحابة السوداء
فى نفس فترة تواجدى بالقاهرة كانت تحط على العاصمة العريقة مايعرف بالسحابة السوداء وهى كمية هائلة من دخان حرائق قش الرز الذى يحرقه المزارعون فى تلك الفترة من كل عام وفشل المسئولون فى حل المشكلة لسبع سنوات على التوالى. وتمثل هذه السحابة السوداء علامة ارضية سماوية معا على مدى تدنى الكفاءة لدى الماسكين بزمام الامور فى مصر مع مدى تفشى الفشل والاستهتار والفوضى فى النظم الاساسية فى مصر اليوم من نظم البيئة والزراعة الى نظام التعليم الى نظام المرور. والمضحك ان كلمة “نظام” هنا مؤلمة حقا لانك لاتجد نظاما فى اى من هذه الانظمة ففشل نظام التعليم هو واقع يتحدث عنه الجميع واستغرب كيف تستمر فى الوجود اية وزارة للتعليم فى ظل هذا الفشل الشامل! كما ان نظام المرور ليس افضل حظا.
ان السحابة السوداء هى سحابة فعلية ومجازية معا فمصر اليوم تعانى من ظلام حضارى وثقافى وسياسى هائل وقد تابعت فى فترة زيارتى مؤتمر الحزب الوطنى الحاكم الذى استعار الكثير من مظاهر مؤتمرات الحزبين الجمهورى والديمقراطى الامريكيين قبيل انتخابات الرئاسة دون استعارة روح واليات الديمقراطية الحقيقية. اذ راحت وفود كل محافظة تعلن صارخة “محافظة المنوفية تبايع رئيس الجمهورية”. وفى مناخ سياسى لم يضع حدا لعدد فترات الرئاسة تصبح هذه المؤتمرات نوعا من الكوميديا السوداء التى تبكى وتضحك فى نفس الوقت. فما معنى مؤتمرات حزبية فى غياب اليات حقيقية لتداول السلطة؟ لقد استعرنا مظاهر الحراك الديمقراطى بينما الحياة السياسية فى شلل مزمن.
وكما قال نزار قبانى:
“خلاصة القضية/
توجز فى عبارة/
لقد لبسنا قشرة الحضارة/
والروح جاهلية”.
السحابة السوداء تلقى ظلالها على واقع مصرى مريض يستصرخ العلاج الذى لايجئ. واقع اصبحت فيه مصر تعيش فى عصر قديم الفكر سقيم الرؤية تدب فيه بجسد مضروب بالوباء وبروح متعبة تنزف حزنا وترفرف لوعة ورغبة. لكن الدفء والمحبة والعمق والاصالة التى لمستها فى قلوب المصريين الطيبين البسطاء تعصمنى من خطيئة اليأس فمصر التى ابتكرت فى فجر التاريخ فكرة البعث لابد ان يتجدد شبابها كالنسر من جديد.
fbasili@gmail.com