إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
يبدو أن نسبة قبول حل الدولتين انتفت لدى الجانب الإسرائيلي، على الأقل لدى حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية، فيما بات جليا أن الولايات المتحدة تبحث عن حل، ويبدو أنها تعوّل على قدوم حكومة لا يرأسها نتنياهو ولا تتكون من شخصيات يمينية متطرفة. لكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟
فأي انتخابات جديدة لن تضمن عدم عودة نتنياهو مجددا إلى سدة رئاسة الحكومة، بل ولن تضمن عدم عودة معظم صقور اليمين في حكومته مثل “بتسلئيل سموتريتش” و”إيتمار بن غفير” و”إيلي كوهين” و”ميكي زوهار” و”ميري ريغيف”.
وكان نتنياهو وعدد كبير من وزراء حكومته رفضوا السبت قيام دولة فلسطينية، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة أن نتنياهو “لا يعارض جميع الحلول القائمة على وجود دولتين”.
وكتب نتنياهو عبر حسابه بمنصة “إكس”: “لن أتنازل عن السيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل على غرب نهر الأردن، وهذا يتناقض مع الدولة الفلسطينية”. كما نفى أن يكون قد أبلغ بايدن بإمكانية قيام دولة فلسطينية. وأكد على “موقفه المنسّق منذ سنوات” ومفاده أنه “بعد القضاء على حماس، يجب على إسرائيل الاحتفاظ بسيطرة أمنية كاملة على قطاع غزة، من أجل ضمان أن غزة لم تعد تُشكل أي تهديد على إسرائيل، وهذا يصطدم مع المطالبة بسيادة فلسطينية”.
وفيما تشتد الضغوط الغربية على نتنياهو لوقف الحرب والقبول بمشروع الدولتين، باتت الانتخابات الجديدة خيارا لا تتبناه فقط الولايات المتحدة في المعسكر الغربي، وإنما تتبناه دول أخرى كبريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث جميعها تضغط على نتنياهو في هذا الشأن.
هذا إلى جانب المطالبات المتعددة التي يطلقها سياسيون إسرائيليون لإجراء مثل هذه الإنتخابات. مثل مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك. فقد انتقد باراك في مقال له في صحيفة “هآرتس” سياسات نتنياهو، محذرًا من أن مسار الحرب قد ينذر بـ”غرق إسرائيل في مستنقع غزة”.
وأشار باراك إلى أنه “منذ نحو 3 أشهر يمنع نتنياهو مناقشة اليوم التالي (لانتهاء الحرب) في مجلس الوزراء المصغر، وهو أمر غير معقول”. وكانت الإدارة الأمريكية شدّدت خلال الأيام الأخيرة على ضرورة أن يلتفت نتنياهو لهذا الأمر (مناقشة اليوم التالي لانتهاء الحرب).
كما شدّد باراك على أن سياسات نتنياهو الحالية “تُعرِّض اتفاقات أبراهام واتفاقيات السلام مع مصر والأردن للخطر”، معتبرًا أن “هذا النوع من السلوك يجر أمن إسرائيل إلى الهاوية”.
● مبدأ نتنياهو
إن رفْضُ حل الدولتين مبدأ مُترسّخ في مسيرة نتنياهو، سواء حين كان زعيما للمعارضة أو خلال تولّيه منصب رئيس الوزراء، وظهر ذلك في موقفه من اتفاق “أوسلو” للسلام مع الفلسطينيين عام 1993.
يقول سهيل دياب، نائب رئيس بلدية الناصرة السابق (داخل إسرائيل)، إنه حين أحضر رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين أوراق اتفاق أوسلو إلى الكنيست لإقراره، في سبتمبر 1993، تصدّى له زعيم المعارضة آنذاك، نتنياهو، متحدّثا عن “الجذور التاريخية والتلمودية للشعب اليهودي مع مناطق الضفة الغربية والقدس وبيت لحم والخليل”، مؤكدا أنّ أهميّة هذه المناطق لليهود تفوق تل أبيب وحيفا وبئر السبع.
واتهم نتنياهو حينها كل من “يتنازل” عن القدس والضفة بالخيانة، وأنه “لن نغفر له مدى العمر”، ورغم أن الاتفاق تمّ تمريره بأغلبية، فإن أقوال نتنياهو تمّت ترجمتها لاحقا باغتيال رابين 1995 على يد أحد غلاة اليمين التلمودي، ثمّ تولّى نتنياهو رئاسة الحكومة لأول مرة عام 1996.
ثم يقول دياب إن نتنياهو منذ 2018 حتى الانتخابات الأخيرة لم ينجح خلال 5 جولات انتخابية في كسب الأغلبية، ولم يبقَ أمامه سوى الهروب للأمام عبر التيار اليميني، لأنّ الأمر الأساسي الذي يمكن أن يجمع به جمهور العلمانيين اليميني والجمهور التلمودي هو العداء لحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
لقد أكد نتنياهو مرارا أنّ المجتمع الإسرائيلي تغيّر تغييرا بنويا عميقا، ولم يعد هو الذي كان وقت إقامة إسرائيل 1948. لذلك، لم يعد هذا المجتمع، حسب دياب، مُنقسما بين صهيونيين ليبراليين وعلمانيين، مقابل متدينين تلموديين غير صهيونيين، بل تغيّر من ناحيتين: الأولى: تديّن متدحرج للعلمانيين والليبراليين. والأخرى: صهينة المتدينين اللاهوتيين.
وبناءً على هذا، أصبحت المواقف اليمينية المتطرّفة مندمجة بعمق مع اليمين اللاهوتي والتلمودي، ما سمح بـ”تجييش شعور الاستكبار، وتوسيع الاستيطان في الضفة من عشرات آلاف المستوطنين بعد أوسلو إلى 750 ألفا اليوم”. وقد تجلّى كل ذلك بعد “صدمة” هجوم 7 أكتوبر حينما أعلن نتنياهو بأنه “لا لدولة فلسطينية، لا للتعامُل مع السلطة الفلسطينية”.
● ما الحل؟
يبدو أن الحل الوحيد المطروح حاليا، وغير المضمون، لمعالجة هذه المعضلة، هو السعي للإطاحة بالحكومة اليمينية والدعوة لإجراء انتخابات جديدة.
وتشير استطلاعات الرأي باستمرار إلى أن تبكير موعد الانتخابات سيؤدي إلى سقوط اليمين الإسرائيلي.
ووقّع عشرات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين عريضة تدعو إلى إجراء انتخابات فورا لاستبدال القيادة السياسية في ظل الحرب على غزة.
ونشرت “يديعوت أحرونوت” عريضة وقعها أكثر من 170 مسؤولا أمنيا من القادة السابقين لجهاز المخابرات “الموساد” وجهاز الأمن العام “الشاباك” والجيش والشرطة، بعد أن أطلقوا على أنفسهم اسم “منتدى الجدار الواقي لإسرائيل”.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، فقد قال المسؤولون السابقون إن إسرائيل “دفعت ثمنا باهظا من الدماء بسبب فشل المستويات السياسية والأمنية” وإن إسرائيل “رغم إظهارها للوحدة، وجدت نفسها في صراع عسكري آخر من أجل وجودها ذاته” وإن “الوقت حان لاختيار القيادة التي تنال ثقة الشعب”.
وجاء في آخر الإستطلاعات أن 64% من الإسرائيليين يعتقدون أن أداء نتنياهو في الحرب على غزة ليس جيدا، وسط توقعات بتراجع حزب الليكود مقابل صعود معسكر الدولة بقيادة الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس.
وقال وزير الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت إن إسرائيل بحاجة إلى انتخابات جديدة، لأن الجمهور لم يعد يثق في قيادة نتنياهو.
كنت دائما اعلق على مواقف حماس ب”يلعن روحك يا احمد ياسين”؛ لم يتغير شيء ولكن حماس انتصرت وإسرائيل هزمت في هذه الجولة،،، معظم صناع الرأي في العالم العربي من نشطاء واعلاميين يطبقون نسخة سطحية/ايديولوجية من الميكافيلية السياسية؛ ولكن قادة الدبلوماسية ككسينجر والجبير درسوا بعمق فلسفة الالماني “عمانويل كانت” والتي تنطلق من ان الطبيعة البشرية عدوانية وتميل للهيمنة والتسلط؛ وبالتالي لا تتوقف الحرب الا عندما تسنفذ كافة امكانياتها؛ ويتفرع عن ذلك : ان سلق الأمور على عجل لغاية يؤدي دائمآ لنتائج عكسية؛ وفي هذه الحالة فاءن إدارة بايدن المسؤول الأول والرئيس عما حدث في ٧ اكتوبر .. نكاية بترمب؛ ناصب بايدن… قراءة المزيد ..
حل الدولتين لا يمكن تحقيقه من وجود قناعة تامة لدى الغالبية الساحقة من الفلسطينيين بحق إسرائيل في الوجود كدولة مستقلة. وهذا يتطلب القضاء التام على حركة حماس، وكذلك أي منظمة فلسطينية تشارك حماس في رؤيتها،التي لا تعترف بوجود إسرائيل كدولة.