إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
صدر عن مجموعة من المثقفين الدينيين الإيرانيين بيان يدين الضغوطات التي تمارسها السلطات الإيرانية والجماعات المتشددة على “مَجْمَع المحققين والمدرسين في الحوزة العلمية” في مدينة قم.
يُذكر أن هذا المَجْمَع العلمي، الديني، يعكس في بياناته موقف الجناح الإصلاحي في إيران.
وجاء في البيان:
«في ٢١ أكتوبر الماضي، أصدر “مجمع المحققين والمدرسين في الحوزة العلمية” في “قم” بيانا أدان فيه الهجوم الإسرائيلي على إيران، كما عزّى في اغتيال يحيى السنوار. وجاء في جزء من هذا البيان أن “المُجَمع يعتبر عودة النظام الإسرائيلي إلى حدود عام 1967 وتشكيل دولة فلسطينية مستقلة، الحل الوحيد للخروج من الأزمة” الراهنة. وقد استغلت وكالات الأنباء التابعة للحرس الثوري ومجموعات الضغط في قم، ورئيس السلطة القضائية، هذا الجزء من البيان للضغط على المجمع وتهديده بالحل. وعللوا ذلك بأن الاعتراف بحل الدولتين يعني تأييد الاحتلال الإسرائيلي.
جدير بالذكر أن حل الدولتين هو قرار صادر عن الأمم المتحدة، وإيران كعضو في الأمم المتحدة تتقدم بشكاواها ضد إسرائيل من خلال هذه المنظمة. كما أن موقف حماس من حل الدولتين هو أكثر مرونة مقارنة بموقف الجماعات القمعية الداخلية في إيران. فبالرغم من أن حماس لم تقبل رسمياً بحل الدولتين، إلا أن بيان حماس لعام 2017 أشار إلى قبولها بدولة فلسطينية على حدود ما قبل عام 1967. ومؤخرا، رحب خليل الحية، أحد كبار المسؤولين السياسيين في حماس، بحل الدولتين.
نحن الموقعون على هذا البيان ندين الضغط الأمني على هذا الكيان المدني (الثقافي والديني)، ونؤكد أن محاولات فرض الصوت الواحد على الحوزة العلمية في “قم” محكوم بالفشل. وهناك أمثلة أخرى على تقييد الحرية في الحوزة العلمية في “قم”، كالقيود المستمرة منذ عدة سنوات على آية الله السيد كمال الحيدري (رجل الدين العراقي الذي يخضع للإقامة الجبرية في “قم” بسبب آرائه الدينية)، لم يتم رفعها حتى الآن. إن فرض القيود، إلى جانب كونه مخالفاً للشريعة والأخلاق ولبعض مواد الدستور الإيراني، يعد تصرفاً مهلكاً. فلا توجد دولة، لا سيما في ظل الضغوط السياسية والاجتماعية والدولية والاقتصادية المتزايدة، تحرق بإرادتها مواردها الفكرية والمعنوية.
وبغض النظر عن القبول أو الرفض لحل الدولتين، فإننا نرى أن ما يعرّض مصالحنا الوطنية وأمننا القومي، نحن الإيرانيين وبلدنا العزيز إيران، للخطر ليس الدفاع عن حل الدولتين بل أجواء القمع التي تحيط بمناقشة السياسة الخارجية لإيران.