إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
قبل خمس سنوات، في 2 يناير 2020، وبتوجيه من الرئيس دونالد ترامب، قامت القوات التي كانت تحت إمرتي بتنفيذ ضربة قُتل فيها اللواء الإيراني قاسم سليماني.
نُفِّذت تلك العملية في بغداد، العراق، حيث كان سليماني قد سافر لتنسيق مزيد من الهجمات ضد المصالح والأشخاص الأميركيين في العراق وفي أنحاء الشرق الأوسط كافة. كانت تلك الضربة الحدثَ الأهم في المنطقة خلال العشرين عامًا الماضية إلى أن وقعت هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وأكد وزير الخارجية الإيراني آنذاك، محمد جواد ظريف، أهمية تلك الضربة في شهادة تاريخية مسربة. ففي تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز عام 2021، قال ظريف: “من خلال اغتياله (سليماني) في العراق، وجهت الولايات المتحدة ضربة كبيرة لإيران، أشد ضررًا من لو أنها دمرت مدينة كاملة في هجوم واحد”.
من خلال البناء على السياسة الحازمة التي اتبعها في ولايته الأولى، يستطيع الرئيس ترامب أن يفتح نافذة فرصة لحل المشكلة الإيرانية التي حيّرت صانعي السياسات لعقود. لقد استخدم القوة العسكرية لإخضاع وكيل إيران “الحوثي”. ومن خلال الإشارة إلى استعداده لاستخدام القوة ذاتها لتدمير البرنامج النووي الإيراني إذا لزم الأمر، يمكن للرئيس ترامب أن يُجبِر إيران على تَجَرُّع كأس السام (مثلما فعل الخميني في آخر الحرب العراقية ـ الإيرانية) – أي أن تختار بقاء النظام بدلاً من مواصلة العدوان الإقليمي.
بوصفي مخططًا عسكريًا، أشعر بشدة بحجم الفرصة المتاحة أمامنا. هذه النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد. مع مرور الوقت، سيُعيد الإيرانيون بناء دفاعاتهم الجوية، وسيُعزِّزون منشآتهم النووية ويُعمِّقون أنفاقهم. الفرص من هذا النوع لا تتكرر إلا مرة في الجيل. اليوم، بإمكاننا أن نوجّه ضربة بنجاح محتمل مرتفع، وخيارات إيران للرد على إسرائيل محدودة جدًا.
إذا كنا مستعدين لاستغلال الظروف الراهنة – التي تصب في مصلحتنا إلى حد كبير، وتبدو قاتمة من منظورهم – فإن إيران ستشرب من الكأس مرة أخرى. وهذا في متناول أيدينا – بفضل المصداقية التي تتمتع بها هذه الإدارة.
كأس السم الإيراني
على مدى سنوات طويلة، كان المبدأ الموجِّه لفنّ الحُكم في إيران هو بقاء النظام. وكان هذا المبدأ ثابتاً حتى حينما اتبعت إيران، بعدوانية كبيرة، أهدافاً أخرى مثل تدمير إسرائيل وإخراج الولايات المتحدة من المنطقة. إن واقع الأمر هو ما يلي: إن إيران سوف تستجيب وتغيّر سلوكها إذا بات النظام نفسه مُهدداً.
لقراء الإنكليزية، يمكن الإطلاع على وجهة نظر الجنرال ماكنزي كاملة، بالضغط على الرابط التالي:
The Poisoned Chalice: President Trump’s Opportunity with Iran