إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
حتى لا يكون “الحقّ على الطليان” وحدهم، فقد وضعنا في آخر المقال التالي “ما تيسّر” مما نشره “الشفاف” في عهد البابا فرنسوا عن الفساد.. في الكنيسة المارونية! وهو ما زال جديراً بالقراءة، وخصوصاً “التقرير الأسود” الذي وضعه الكاردينال مومبرتي.
بيار عقل
*
في مقابلة مع تلفريون « فرنسا 24 »، يتحدث فرانسوا دو لابار، كبير المراسلين في مجلة “باري ماتش » عن الفضائح المالية في الفاتيكان وعن جهود البابا بندكت والبابا فرنسوا لوضع حد لها، ولوضع ِ حدّ للعجز المالي الذي يفوق 70 مليون أورو سنوياً. وهو مؤلف كتاب (بالفرنسية) بعنوان « فاتيكان أوف شور ـ المال الأسود في الكنيسة. »
يقول فرانسوا دو لابار: “الآن، نعرف عن ميزانية الفاتيكان، وعن العجز المالي الذي يعانيه، أكثر بكثير مما كنا نعرف قبل 10 سنوات، بفضل إصلاحات البابا بندكت ثم البابا فرنسوا الذي قدم وعوداً كبيرة حول الشفافية المالية، إلى درجة أن وعوده تلك لعبت دوراً في انتخابه. وقد انجز فرنسوا أشياء كثيرة ولكنه لم يحقق كل ما وعد به. فقد واجه صعوبات داخلية في الفاتيكان نفسه، أحدها « ثقافة الفاتيكان ».
ويضيف:
“يجب النظر إلى تاريخ الفاتيكان على أنه تاريخ الصندوق الأسود للدولة الإيطالية“. ويضيف: « كان الفاتيكان بمثابة ملاذ ضريبي في قلب عاصمة إيطاليا، البلد الذي شهد حالات فساد وبلد « المافيا »، وكان هدفًا سهلاً لكل من أراد التلاعب بالأموال. في الماضي كانت هنالك « سرية مصرفية » مطلقة في بنك الفاتيكان، وهي لم تعد موجودة منذ العام 2015.”
“في سنوات التسعينات من القرن الماضي، كانت هنالك فضائح تمويل أحزاب سياسية عبر بنك الفاتيكان. بعد انتخاب البابا بندكت، واجه صعوبات كبيرة لإصلاح الأمور ولكنه نجح في فرض هيئة جديدة تشرف على بنك الفاتيكان. وكان ذلك بداية الإصلاح الذي تابعهُ البابا فرنسوا.”
ويضيف:
“اليوم، يُعتبر بنك الفاتيكان مؤسسة سليمة،وقد تم إقفال 5000 حساب لم يكن هنلك أسباب مشروعة لوجودها في دفاتر بنك الفاتيكان. مع ذلك، لا تزال هناك هيئات أخرى لم يتم إصلاحها بعد. »
ويكشف فرنسوا دو لا بار أن أسباب استقالة البابا بندكت في 2013 ليست معروفة، ولكن: في 2103 قام البابا بندكت بتعيين أحد « رجاله » لمراقبة بنك الفاتيكان، ثم اكتشف، من الصحف، أن الكاردينال برتولي « عزَل » ممثله دون أن يطلع البابا إستناداً إلى « تقرير عالم نفسي » مزيّف جاء فيه أن مدير بنك الفاتيكان « شخص مجنون »! ولعبت تلك الحادثة دوراً في استقالة البابا بندكت.
ويضيف « نحن لا نعرف أسباب الاستقالة بدقة، ولكن الفاتيكان في لحظة استقالته كان يعني من أزمة مالية رهيبة، وقطعت جميع البنوك علاقاتها مع الفاتيكان، وقامت وزارة الخارجية الأميركية بوضع الفاتيكان على القائمة السوداء، ولم يعد ممكناً سحب الأموال حتى من آلات النقد الموجودة في الفاتيكان، وكان ذلك في يناير 2013. وقد استقال البابا بندكت في فبراير 2013.
بعد وصول البابا فرنسوا جرت محاكمات وإصلاحات خلال سنتين، وبات الوضع مقبولاً الآن، ولكن إصلاحات البابا فرنسوا لم تكتمل,.
ماذا ستكون أولويات البابا المقبل في الميدان المالي؟
يجيب فرنسوا دو لا بار « سيكون على البابا المقبل أن يفهم أن إصلاحات بندكت وفرنسوا لم تصل إلى خواتيمها وأنه ينبغي مواصلتها. وسيكون العمل شاقاً لأن هنالك مقاومة ضد الإصلاح، ولأن هنالك « جيوب سًلطة » في الفاتيكان. وأهم ما ينبغي القيام به هو إعادة الثقة بالفاتيكان لكي تعود التبرعات التي كانت قد تراجعت كثيراً. ولكي يعود كاثوليك العالم (وخاصة الأميركيون منهم) للتبرع للفاتيكان وللكنيسة. (هنالك ارقام متداولة، وقد لا تكون دقيقة جداً، مفادها أن الفاتيكان يعاني من عجز مالي سنوي يصل إلى 70 مليون أورو. وهذا العجز يمكن أن يكون أكبر من 70 مليون أورو لأن حسابات بنك الفاتيكان لا تخضع لتدقيق مالي مستقل).
Assainissement des finances du Vatican : « Le Pape François n’a pas pu aller jusqu’au bout »