تعيين الأمير بندر بن عبد العزيز رئيساً للمخابرات السعودية بهذه الصورة “الدرامية” غير المألوفة يعادل إعلان “حالة إستنفار” أمني وعسكري في السعودية! وليس صدفة أن يأتي الإعلان “الدرامي” غداة الإنفجار الذي أطاح بنفس القيادة الأمنية السورية، ومترافقاً مع سيطرة الجيش السوري الحر على منافذ الحدود مع العراق وتركيا.
من الواضح أن السعودية تعتبر أن اللحظة الراهنة تمثّل عشيّة سقوط النظام السوري، وهي لحظة دقيقة وحاسمة، ويمكن أن تشهد تطوّرات غير محسوبة (مثل العملية الإرهابية ضد باص سياح إسرائيليين في بلغاريا!).
وأبعد من ذلك، فإن قرب سقوط النظام السوري يعني وصول التوتّر بين السعودية وإيران، التي ستفقد حليفها الرئيسي في المنطقة، حدّه الأقصى. خصوصاً أن السعودية لعبت الدور الحاسم في خفض سعر النفط العالمي بحوالي ٥٠ دولار للبرميل، وذلك بالترافق مع كارثة أخرى أصابت إيران وهي بدء العقوبات النفطية الأميركية والأوروبية عليها منذ مطلع الشهر الحالي. مما يعني خفض صادراتها بحوالي ١،٥ مليون برميل يومياً.
سقوط النظام السوري سيكون إنتصاراً مدوّياً للسياسة السعودية ضد الخصم الإيراني! وتعيين الأمير “بندر” (الذي يبحث الإعلام الإيراني عن أية مناسبة لتوجيه إتهامات له) يعني أن السعودية وضعت نفسها في “حالة إستنفار” تحسَباً لردّ الفعل الإيراني، خصوصاً أن التصريحات الروسية غير المألوفة حول أحداث المنطقة الشرقية بالسعودية تعني أن إيران يمكن أن تستفيد من دعم روسيا في هذه اللحظة الحرجة.
طبعاً، لتعيين “بندر” مقدّمات ونتائج على توازن القوى داخل العائلة الحاكمة. وهذا كان موضوع مقال سابق نشره “الشفاف” بقلم سيمون هندرسون بعنوان “عودة بندر.. وآل الفيصل”.
الشفاف
*
لندن (رويترز) – قالت وكالة الأنباء السعودية يوم الخميس نقلا عن مرسوم ملكي ان السعودية أعفت الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس المخابرات من منصبه وعينت مكانه الأمير بندر بن سلطان السفير السابق لدى الولايات المتحدة.
وقال المرسوم الملكي الذي نشرته الوكالة “يعفى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة من منصبه ويعين مستشارا ومبعوثا خاصا لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير.”
وأضاف المرسوم ان الرئيس الجديد للمخابرات الأمير بندر سيحتفظ بمنصبه أمينا عاما لمجلس الأمن الوطني.
ويتولى الأمير بندر -الذي كان سفير المملكة لدى واشنطن لمدة 22 عاما وهي الفترة التي تخللتها حرب الخليج الأولى وهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة- منصبه في حين تواجه السعودية حالة عدم استقرار متزايدة في محيطها الاقليمي.
وتخوض السعودية كبرى الدول المصدرة للنفط صراعا على النفوذ في الشرق الأوسط مع إيران حيث يدعم البلدان قوى متصارعة في البحرين والعراق وسوريا ولبنان.
وقال جمال خاشقجي المعلق السعودي البارز والمقرب من العائلة المالكة إن هناك شعورا بحاجة المملكة الى جهاز مخابرات اقوى وللأمير بندر تاريخ في هذا المجال.
وأضاف خاشقجي ان السعودية تشهد ميلاد شرق أوسط جديد مع انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأنها تشعر بالقلق تجاه الأردن ولبنان.
وكان الأمير بندر يرأس مجلس الأمن الوطني بالمملكة لسبع سنوات لكنه ابتعد عن الأضواء منذ أن ترك منصب سفير السعودية لدى واشنطن عام 2005.
وقال روبرت جوردان السفير الأمريكي لدى الرياض في الفترة من 2001 الى 2003 “كان قريبا من هذا الموقع من خلال رئاسته لمجلس الأمن الوطني ولديه ادراك جيد للغاية بأجهزة المخابرات. كان مشاركا في القضايا الأمنية السعودية على أعلى مستوى على مدى السنوات العشر الماضية.”
وتابع جوردان الذي قال انه عمل عن قرب مع الأمير بندر في ذلك الوقت ان تعيينه قد يساعد في تعزيز التحالف بين واشنطن وأقرب حلفائها العرب.
والأمير بندر هو ابن الأمير سلطان ولي العهد السعودي الراحل الذي توفي في اكتوبر تشرين الأول الماضي والذي شغل منصب وزير الدفاع لخمسة عقود.
الأمير بندر رئيساً للمخابرات بعد إعفاء مقرن بن عبد العزيز
“…قرب سقوط النظام السعودي” – تقصدون النظام ’السوري‘ لا السعودي، فصحِّحوها
الأمير بندر رئيساً للمخابرات بعد إعفاء مقرن بن عبد العزيز
“قرب سقوط النظام السعودي …”؟؟ “السعودي” أم السوري؟؟؟؟
صحِّحوا هذا الخطأ