تحرير “محمد حبش”: عملية نوعية لاستخبارات الجيش في مربّع أمني لـ”حزب الله

2

البقاع – خاص بـ”الشفاف”

وضعت مصادر امنية لبنانية تحرير رجل الاعمال السوري محمد حبش من بين ايدي خاطفيه في بريتال البقاعية أمس في دائرة العمليات التي تنم عن حرفية عالية ميزت جهاز مخابرات الجيش اللبناني في تصديه لمثل هذا النوع من العمليات الخاصة.

واشارت الى سرعة الجهاز في العمل على خطوط عدة متوازية ارتكزت الى جمع المعلومات وتقصي كل شاردة وواردة تتعلق بنشاط “حبش” وعلاقاته التجارية في ولبنان، وبالتحديد البقاع حيث كان يفاوض رجال اعمال محليين وناشطين في مجال الاستثمارات وتجارة العقارات. وأكدت ان الجهاز لم يوفر جهدا امنيا في تعقب الجناة فور وقوع حادثة الاختطاف مساء الاثنين الماضي من بلدة تعلبايا – قضاء زحلة. خاصة وان كما هائلا من المعلومات تشكل لدى الجهاز حول هوية المنفذين بفضل بعض مرافقي “حبش”، ومنهم شخص من ال “جمعة” من بلدة “علي النهري” اختطف معه وافرج عنه بعيد نصف ساعة من الحادثة، حيث اخضع الى تحقيق مطول اضاء كثيرا على ملابسات العملية التي صنفت تحت عنوان “خطف لقاء فدية”.

وتضيف المصادر انه وبعد اكتمال جمع المعلومات، والتأكد من هوية وعنوان الخاطفين، جرت محاولة استعادة حبش “بالعافية”، لكن هذه السكة لم تعطِ نتائج ايجابية، ما دفع مخابرات الجيش الى وضع خطة محكمة لتحريره من بين ايدي خاطفيه في عقر دار مربعهم الامني الممسوك من حزب الله: بريتال.

وهكذا جرت عملية دهم “هادئة” في البداية لمكان احتجاز حبش، حيث كان يقبع مع خاطفيه وعلى راسهم مطلوب للعدالة من ال “اسماعيل”, ثم تحولت بعد افتضاح عملية الدهم الى مواجهة خاطفة بالاسلحة الرشاشة الخفيفة انتهت بتحرير حبش، واعتقال اسماعيل، وستة مطلوين آخرين تبين ان معظمهم شارك في عمليات مماثلة في الاشهر القلية الماضية.

وتعتقد المصادر نفسها بوجود عوائق كثيرة امام الجيش في اطار مكافحته لمجموعات الخطف مقابل فدية، خاصة في المناطق المسيطر عليها من حزب الله وحركة امل كـ”بريتال” و”حورتعلا” و”طليا” و”دورس” و”بوداي” وغيرها! فالغطاء السياسي لم يُرفع عن هذه المجموعات، باستثناء رفعه عن بعض المطلوبين الذين باتو يشكلون عبئا سياسيا على “مسيرة”حزب الله. وما عملية تحرير حبش، والقاء القبض على خاطفيه – وقبله بايام القي القبض على خاطفي الطفل “حسين وسام سماحة” الذي ينتمي الى عائلة بارزة في شمسطار- سوى استثناء لها حيثيات تستوجب التوقف عندها.

فهوية “حبش” تتجاوز كونه رجل اعمال سوري حاول تشغيل امواله في البقاع بعيد احتدام الاشتباكات في سوريا بين آل الاسد والجيش الحر. فهو، الى ذلك، ابن شقيق عضو مجلس الشعب السوري التابع لنظام الاسد محمد حبش (الصورة) – يحمل الاسم نفسه- وتربطه علاقات طيبة مع رجال اعمال ومتمولين مقربين من حزب الله. أما طفل شمسطار فينتمي الى عائلة ممنوع اللعب معها، وحزب الله يعرف ذلك تماما لما لها من تاثير سياسي وعائلي وعشائري. ما يعني ان دور “حُماة” عصابات الخطف في مثل هذه الحالات مأزوم، ان لم نقل مشلول تماما ومفضوح اذا ما قرر متابعة نهجه التقليدي على هذا الصعيد، الامر الذي ظهر وبالملموس قدرة مخابرات الجيش ومن خلفها المؤسسة العسكرية وامكانياتها في متابعة وتعقب وتوقيف الجناة في حالتي حبش وشمسطار.

فهل يرتدع حزب الله، ويفسح المجال امام بسط سلطة الشرعية على الاراضي اللبنانية، بما فيها مربعاته الامنية المليئة بالموبقات وتجارة الممنوعات وعصابات السطو والخطف المسلح؟ ام ان امرا الهيا لم يصدر حتى الان بهذا الخصوص؟

2 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
رامز
رامز
11 سنوات

تحرير “محمد حبش”: عملية نوعية لاستخبارات الجيش في مربّع أمني لـ”حزب الله لا مبالغة في القول إن “مخابرات الجيش” بعيدة جداً من أن تحظى بثقة اللبنانيين (ما عدا “لبنانيي” العدو الداخلي الأسد-خامنئي). ولا مبالغة في الجزم بأن “مخابرات الجيش” ولغاية اليوم محسوبة على/مؤتمرة بالعدو الداخلي المذكور. وهي لن تكون عادت تحت سيادة القانون، أي تكون عادت إلى هويتها اللبنانية، وشرعيتها الدستورية، إلا بعدما إلقائها القبض أو المشاركة الفعالة في إلقاء القبض على المتهمين رسمياً باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية، الراحل رفيق الحريري وسائر اللبنانيين المغدورين، إلى آخرهم اللواء الحسن. ولا بد ان تترافق هذه العودة مع مساءلة الموظفين العسكريين القيمين على… قراءة المزيد ..

khaled
khaled
11 سنوات

تحرير “محمد حبش”: عملية نوعية لاستخبارات الجيش في مربّع أمني لـ”حزب الله The Achievements Hezbollah had reached, while in Power, would not be Negotiable at the time being. They talk a LOT about the Collapse of the Syrian Regime, and Hezbollah would collapse as well. This is NAIVE. Those Achievements would be Negotiable after the Collapse of the Syrian Regime, and Hezbollah would be in a stronger Position. Sure many Scenarios for that were SET, and one of them to use Force to apply its Agenda. Even if 14 March Forces won the General Elections, the Country would be in… قراءة المزيد ..

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading