ايران ولبنان: من رضا بهلوي الى محمد خاتمي الى احمدي نجاد

2

مع زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان عاد اللبنانيون بالذاكرة الى زيارات ثلاث قام بها زعماء إيرانيون الى لبنان.

الزيارة الاولى كانت لشاه إيران محمد رضا بهلوي الى الرئيس اللبناني كميل شمعون أثناء تشكيل ما سمي بـ”حلف بغداد” في خمسينيات القرن الفائت في مواجهة بروز المدّ العروبي الناصري.

ومع الزيارة وجنوح لبنان الى الحلف المذكور، توطدت العلاقات بين البلدين وحصل تبادل ديبلوماسي كثيف لا سيما من طهران الى بيروت أدى الى قيام تعاون اقتصادي وثقافي الى جانب التعاون السياسي وحتى المخابراتي، إذ كانت الاستخبارات الإيرانية والتي كانت تعرف بـ”السافاك” تنشط في العراق ولبنان في مطاردة المعارضين للشاه.

الزيارة الثانية كانت للرئيس الايراني محمد خاتمي والتي حل فيها ضيفا رسميا وشعبيا على أطياف الشعب اللبناني بكاملها فاستقبله المسيحيون وقاطعه حزب الله.

وللرئيس خاتمي اقوال يتذكرها اللبنانيون خصوصا إشادته بدور ومعنى لبنان بوصفه مكانا لتعايش الاديان والثقافات والحوار والديمقراطية. ومما قاله الرئيس خاتمي في معنى لبنان “لبنان يمثل نموذجا لنجاح الحوار بين مختلف الاتجاهات والأفكار، ومؤشراً على الانتصار النهائي لمنطق الحوار والديمقراطية على نزعة الحرب والاستبداد”.


ومع خروج الرئيس خاتمي من السلطة ودخول المحافظين الى السلطة وواجهتهم الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد، أخذت العلاقات الايرانية اللبنانية منحىً معاكسا لما كانت عليه ايام الرئيس خاتمي وعادت الى حقبة الشاه بمسميات مختلفة وأشكال جديدة، من “دعم للمقاومة” وصولا الى إدخال لبنان في أحلاف جديدة.

وكان احمدي نجاد استبق زيارته الى لبنان بوصفه بأنه “النقطة المحورية في المقاومة”، معتبراً ان هذا البلد “يلعب دورا ممتازا بهذا الصدد”.

واوضح ان الهدف الرئيسي لزيارته هو تعزيز “العلاقات الثنائية في مجالات مختلفة واجراء محادثات ومشاورات مع المسؤولين اللبنانيين حول مواضيع اقليمية ودولية”.

وفي حين ان الشاه افتقد محازبين واتباعاً “شيعة” في استقباله، فإن الشيعة في لبنان اليوم يملكون بفضل نجاد فائض قوة عسكري يتم وضعه في خدمة الحلف الايراني الجديد.

والمفارقة ان الذين عارضوا زيارة الشاه بهلوي رافضين إدخال لبنان في أحلاف هم اليوم يستقبلون احمدي نجاد مندفعين الى الدخول في “حلف دول الممانعة”، في حين ان الذين استقبلوا الشاه في خمسينيات القرن الماضي يقفون اليوم في صف الدفاع عن لبنان وإستقلاله وسيادته.

وفي السياسة اللبنانية تاريخيا لا شيء ثابت فكما أسقط المعارضون دخول لبنان في حلف بغداد بثورة عام 1958، فهل يسقط المعارضون اليوم مشروع إدخال في حلف الممانعة، بعد ان بلغ مشروع أتباع ايران في لبنان مدآه كاملا ؟ّ!!!.ويكون الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي هو الوحيد من الزعماء الايرانيين كافة الذي فهم تركيبة لبنان ودوره ومعناه.

2 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
riskability
riskability
13 سنوات

ايران ولبنان: من رضا بهلوي الى محمد خاتمي الى احمدي نجاد
– روابط للتعليق ادناه .. ارتفع العدد الى (18) صفوي مستبد باعتراف الحرس الجمهوري

riskability
riskability
13 سنوات

ايران ولبنان: من رضا بهلوي الى محمد خاتمي الى احمدي نجاد
– متابعة

حققت الزيارة اهدافها بالتغطية على التوسع الاستيطاني الاجرامي على الارض , تحت غطاء كثيف من الزعبرة على الطريقة الحزبلاوية

وهذا لم يحل دون مواصلة ((المسلمين)) صعودهم الى العزة والمجد , فقد ارسلوا بهذه المناسبة (16) من صفوة الحرس الجمهوري ((الصفوي)) الى الجحيم … استمتع بالتبولة يا نجاد

http://www.sbs.com.au/news/article/1381672/Iran-blast-kills-18-elite-soldiers

والعزة لله ورسوله والمؤمنين.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading