الاسد: غير صحيح ان السعودية سعت لتغيير الحكم في سورية

3

نفى الرئيس السوري بشار الاسد وجود ادلة على تورط دول عربية في اغتيال القائد العسكري في “حزب الله” عماد مغنية، كما نفى بشدة رداً على سؤال لـ صحيفة “الراي” الكويتية الانباء التي ذكرت ان سورية اتهمت في حديث مع وسطاء عرب المملكة العربية السعودية بانها سعت الى تغيير نظام الحكم في سورية قائلا “غير صحيح ما نشر في الاعلام عن مخطط سعودي لقلب نظام الحكم في سورية. واذا كان لدينا شيء فسنقوله للسعودية مباشرة ولا نقوله في الاعلام”.

وتحدث الاسد، في تصريحات تنشرها صحيفة “الرأي” اليوم الخميس، عن مفاوضات السلام مع اسرائيل وعن العلاقات مع لبنان واحتمال فتح سفارة سورية قريبا في بيروت، وعن التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والوضع الفلسطيني والعلاقات العربية – العربية والعلاقات السورية – الغربية عموما والاميركية خصوصا.

وردا على سؤال لـ “الراي” عن اتهام وسائل اعلام ايرانية واخرى قريبة من سورية دولا عربية بانها متورطة في اغتيال مغنية قال الرئيس الاسد :”ليس لدينا اي دليل على تورط اي دولة عربية في اغتيال عماد مغنية. واذا كان لدينا اي نتائج واضحة في التحقيقات فسنعلنها في اقرب وقت”.

وعن المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل قال الاسد: “المقصود بالمفاوضات غير المباشرة التي تجري في تركيا انه في حال التوصل الى ارضية مشتركة واضحة عندها تبدأ مفاوضات عالمية كما كان الوضع في تسعينيات القرن الماضي”، معتبرا ان ما يجري حاليا هو عملية جس نبض “وفي حال وصلنا الى فكرة الجولان تبقى المحاور الاخرى جزءا من مفاوضات المرحلة الثانية وعندها نستطيع ان نقول نبدأ من حيث
انتهينا. هذا ما نقوم به حرفيا الآن”.

“لا أعرف من أنهى ربيع دمشق.. والشتاء ضروري”!!

وبسؤاله عن ذبول “ربيع دمشق” الاصلاحي سريعا اجاب الاسد: “لا اعرف مَن بدأ ربيع دمشق ومن انهاه؟ هذه مصطلحات اعلامية … سياستنا في سورية اننا مع التطوير ومع الاستقرار وكل ما يعاكس ذلك لا يعنينا بغض النظر عما يقوله العالم كله (…) كانت اولوياتنا الاقتصاد والسياسة والاستقرار وبعد حرب العراق صار الاستقرار اولوية (…) المهم اننا نسير الى الامام والدولاب لم يتوقف والتسمية لا تهم… ربيع، خريف، شتاء، فالشتاء ضروري ولولاه لا يوجد ربيع ولا خريف“.

واذ اكد الاسد ان موقف سورية ثابت من موضوع الجزر الاماراتية الثلاث و”هو مع حق الامارات”، توقف عند الازمة مع مصر والسعودية فسأل: “هل توجد مشكلة بيننا وبين السعودية ومصر؟ نحن كعرب نختلف في وجهات النظر وهذا امر طبيعي لكن ليس مطلوبا ان تكون العلاقات العربية العربية صورة طبق الاصل عن بعضنا البعض . هذا مستحيل (…) بادرنا كسوريين وبادرت معنا دول عدة وفي مقدمها الكويت لنؤكد ان الموضوع ليس قضية شخصية او عاطفية وانما هو قضية مصالح شعوب. فعندما تسوء علاقة بين دولتين عربيتين يتضرر ملايين الناس . علينا ان نضع جانبا الموضوع الشخصي ونحسن العلاقات، وقد طرحت هذا الموضوع مع صاحب السمو امير البلاد وان شاء الله تكون هناك نتائج
جيدة”.

وتابع: “اذا كان موضوع لبنان هو الذي يربط العلاقة مع مصر وسورية كما جاء في تصريحات سعودية ومصرية، فانا لا ارى ان علاقة سورية باي دولة عربية اخرى تمر عبر دولة عربية اخرى. تخيّل ان تكون علاقتي جيدة معك اذا كانت علاقتي جيدة مع بلد آخر. هذا كلام غير منطقي”.

وعن الاوضاع في لبنان اكد الرئيس السوري انه “متفائل بالنسبة الى لبنان فهناك منهجية جديدة للخروج من الطائفية”، وقال: “لبنان كان على حافة الانفجار وانا لا اراه الآن على حافة الانفجار فهذا الشيء واضح ومؤكد وفي المدى المنظور اعتقد ان الامور ستكون جيدة”.
وتمنى الاسد ان يكون اللبنانيون “تعلموا من دروس سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي”، مؤكدا في عرضه لطبيعة المعالجات العربية والدولية قبل اتفاق الدوحة ان “سورية لن تضغط على اي فريق لبناني ولن تتخذ اي قرار نيابة عنه”.

وفي موضوع اقامة سفارة سورية في لبنان، اوضح الاسد انه بعد اتفاق الدوحة “استقرت الامور في لبنان وبدأت تأخذ منحى طبيعيا، وفي حال تشكيل حكومة وحدة وطنية وتكون العلاقات معها جيدة، واذا كانت الحكومة تمثل كل الاطراف اللبنانية فمن البديهي ان تكون علاقتنا جيدة، وعندما تتهيأ هذه الظروف قريبا لا نجد اي مشكلة في افتتاح سفارات وتبادل السفارات بين سورية ولبنان بعد درس وضع المجلس الاعلى اللبناني السوري”.

واضاف الاسد: “ليس صحيحا اننا لا نعترف بلبنان. الرئيس حافظ الاسد اعترف بلبنان في خطاب رسمي عام 1976 وانا زرت لبنان عام 2002 بشكل رسمي وعن طريق المطار. كان اللبنانيون يقولون ان الرئيس السوري لا يأتي عن طريق المطار ولا يحيي العلم. حيينا العلم ووقفنا امام النشيد الوطني اللبناني. لم يكن لدينا تصور في اي مرحلة من المراحل بان لبنان دولة غير مستقلة”.

وسألت “الراي” الرئيس السوري: “اليس من المفيد ان يبدأ القضاء السوري تحقيقات مكثفة للبحث في اي تورط او تقصير او اهمال من قبل الاجهزة الامنية السورية السابقة في لبنان في اغتيال الرئيس رفيق الحريري او في بعض ما يحكى عن استفادة ضباط ماليا بغير وجه حق من بنك المدينة وغيره؟”.

اجاب: “هذا ما قمنا به منذ بداية التحقيق بعد اغتيال الحريري مباشرة. تعاونا مع رجال التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وقامت اجهزة الامن والشرطة لدينا بالتحري عن الجريمة لمعرفة المسؤول عنها وما اذا كان هناك تورط. لكن هناك مفهوم خاطىء بالنسبة الى مهمة اجهزة الامن السورية سابقا في لبنان فهي لم تكن مكلفة حماية الشخصيات اللبنانية وليست مسؤولة عن الامن اللبناني كانت مسؤولة عن امن القوات السورية في لبنان”.

واضاف:” كانت هناك اربعة اجهزة لبنانية هي المسؤولة عن امن لبنان وليس الاجهزة السورية، اما اذا كانت كما طرح في السابق … ضابط سوري متورط او غيره، فهذا يأتي ضمن نطاق الاطار الاول اي التحقيق الشامل”.

وعن الاستفادة المالية لاحد الضباط السوريين من بنك المدينة قال الاسد: ” ما علاقة الاستفادة المالية في عملية الاغتيال؟ هذا موضوع تطرحه لجنة التحقيق الدولية. اما نحن فنستطيع ان نحقق ضمن اطار الدولة السورية ولا نستطيع ان نطلب من بنك المدينة وهو بنك لبناني ان نحقق معه فهذا خارج صلاحياتنا”.

وقال الاسد ان قضية مصطلح “اشباه الرجال” الذي استخدمه في خطابه بعد حرب تموز (يوليو) “تم توضيحها في مقابلات عدة وبيّنت انني لم اقصد اي رئيس او مسؤول. الاعلام استغل هذه القضية بشكل اساسي ضد السعودية ومصر وانا التقيت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك بعدها وانتهينا من هذه القضية وهي اصبحت من الماضي وليس لها علاقة بما يحصل الآن”.

واكد الاسد ان “علاقتنا مع حماس ليست على حساب علاقتنا مع الرئيس محمود عباس او مع السلطة الفلسطينية”، مطالبا بان يكون “بيننا وبين الفلسطينيين تنسيق كي لا تكون المسارات كما تريدها اسرائيل على حساب بعضها البعض”.

واوضح الرئيس الاسد “ان سورية وايران هما الدولتان المتهمتان دائما بادخال المقاتلين العرب الى العراق مع ان العدد الاكبر يدخل من دول اخرى لا اريد ان اسميها لان العلاقات العربية – العربية ليست بحاجة الى مزيد من التأزيم”.

“الرأي” الكويتية

3 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مافيات النظم الشمولية
مافيات النظم الشمولية
16 سنوات

الاسد: غير صحيح ان السعودية سعت لتغيير الحكم في سوريةإسبانيا توافق على تسليم تاجر سلاح سوري لأمريكا صحيفة ألمانية: الأسد أحبط محاولة انقلاب ضده قام بها صهره مدريد تسلم الكسار إلى واشنطن آصف شوكت برلين،مدريد- دب أ ذكرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية -في عددها الذي يصدر السبت 7-6-2008، نقلا عن مصادر مخابراتية ألمانية “وأجنبية”- أنه جرى بهدوء إحباط محاولة انقلاب ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية السورية تآمر للاستيلاء على السلطة، بينما كان الأسد يستضيف قمة جامعة الدول العربية في دمشق في فبراير/شباط الماضي. واعتقل شوكت، وهو زوج شقيقة الرئيس السوري، ومائة… قراءة المزيد ..

 إذا غابت الفكرة ظهر الوثن!
إذا غابت الفكرة ظهر الوثن!
16 سنوات

الاسد: غير صحيح ان السعودية سعت لتغيير الحكم في سورية
التغيير الحقيقي هو في أنفسنا وعوائدنا وقيمنا وأفكارنا، هو خروجنا من وهم “الرموز” والأساطير والبحث عن الأفكار والعمل والإنتاج والإنجاز، هو تفكيرنا بالتنمية والنهضة بدلاً من إهدار الأوقات في أمنيات وأوهام لا تجر علينا إلا خيبات تتلو خيبات! هل لا يزال (قومنا) ينتظرون فوز أوباما لإحداث التغيير المطلوب أم أنّ التغيير يأتي من (الداخل)؟ يجيب عن هذا السؤال مالك بن نبي عندما يقول: إذا غابت الفكرة ظهر الوثن!

ضيف
ضيف
16 سنوات

الاسد: غير صحيح ان السعودية سعت لتغيير الحكم في سوريةالديمقراتورية..! د. محمد لطفي تعقيباً على مقال سابق «عن كوارث الدكتاتوريات العسكرية والعائلية» تساءل بعضهم كيف يمكن أن تتهم أنظمة الحكم العربية بالدكتاتورية مع وجود دستور في كل بلد عربي؟ ألا يعتبر الدستور درعاً للشعب ضد البطش والظلم؟ ألا يوصف الدستور بالحارس الأمين للمواطن؟ المعروف أن مصطلحي الدكتاتورية والديموقراطية من المفردات والمصطلحات الغربية التي أضيفت إلى قاموسنا العربي، ولكليهما الكثير من التعريفات الغربية. فعلى سبيل المثال؛ للديموقراطية تعريفات غير قليلة أبسطها حرية التعبير وحق الآخر في إبداء الرأي. وللدكتاتورية تعريفات متنوعة أوضحها فرض الفعل وإرغام الآخر على قبوله. وبالرغم من كثرة… قراءة المزيد ..

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading