استمرار القتال في اليمن مع تداعي الهدنة سريعا

0
صنعاء‭/‬عدن (رويترز) – واصلت جماعة الحوثي القتال في أجزاء مختلفة من اليمن يوم الاثنين على الرغم من إعلان التحالف الذي تقوده السعودية وقف إطلاق النار واعترفت وسائل إعلام تابعة للحركة المتحالفة مع إيران بأن قواتها قصفت أهدافا داخل المملكة.
ويطيل العنف من أمد صراع بدأ قبل أربعة أشهر ويرجع الى توترات سياسية انتشرت في أنحاء اليمن العام الماضي حين سيطر الحوثيون على صنعاء مما دفع الرئيس عبد ربه منصور هادي للانتقال الى عدن.وكان التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين قد أعلن هدنة مدتها خمسة أيام اعتبارا من 2059 بتوقيت جرينتش يوم الأحد حتى يتسنى إدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.لكن قناة العربية التي يملكها سعوديون تحدثت عن قصف الحوثيين لمنطقة الطوال على الجانب السعودي من الحدود بعد ساعات من الموعد المقرر لبدء الهدنة وقالت إن القوات السعودية ردت على ذلك.وقال مسؤول كبير من الحوثيين إن الأمم المتحدة لم تخطر الجماعة رسميا بوقف إطلاق النار.وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها الحوثيون في رسالة نصية أرسلتها للمشتركين إن قوات الحركة والقوات المتحالفة معها الموالية للرئيس السابق على عبد الله صالح هاجمت منطقتي الخوجرة والمعزاب في محافظة جازان المطلة على البحر الأحمر بالصواريخ والقذائف.وأسفرت الحرب عن مقتل اكثر من 3500 شخص وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن عدد القتلى يشمل 365 طفلا.وشهدت صنعاء التي استهدفت بضربات جوية كل ليلة تقريبا ليلة هادئة. “بلا خوف”

وفي منطقة تعرضت لقصف كثيف بصنعاء قالت طفلة في التاسعة من عمرها ارتدت فستانا ورديا وكانت تمسك بيد والدها “اليوم خرجت وسرت الى المتجر لشراء الشوكولاتة بلا خوف… نريد أن تتوقف هذه الحرب وأن نعود الى مدرستنا.”

وقال جميل (40 عاما) ويملك ورشة لصيانة السيارات في منطقة النهدين في صنعاء إن هدنة مدتها خمسة أيام “لا تغير شيئا… لكننا تمكنا نحن وأطفالنا من النوم في ظل توقف الضربات الجوية الليلة الماضية للمرة الأولى منذ فترة طويلة.”

لكن العنف استمر في أجزاء أخرى من البلاد.

وفي عدن ثاني اكبر مدن البلاد قال سكان إن المقاتلين الحوثيين أطلقوا صواريخ على منطقتي المنصورة والشيخ عثمان بدءا من بعد منتصف الليل بقليل وإن هذا استمر الى ما بعد الفجر.

وقال موقع سبأنت الالكتروني الموالي للرئيس اليمني هادي إن المقاتلين الحوثيين قصفوا تجمعات سكنية في مدينة الضالع على بعد نحو 170 كيلومترا شمالي عدن.

وقالت قناة الإخبارية السعودية الرسمية إن المقاتلين الحوثيين شنوا هجمات في محافظة مأرب بوسط البلاد وفي مدينة تعز بوسط اليمن.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون جميع الأطراف يوم الأحد الى تعليق العمليات العسكرية خلال الهدنة وعدم استغلالها لنقل أسلحة أو السيطرة على أراض.

وقبل تصريح بان بقليل قال محمد علي الحوثي رئيس اللجان الثورية العليا التابعة للحوثيين “لم يصل أي خطاب رسمي من الأمم المتحدة بشأن الهدنة”. وأضاف “ليس هناك موقف لا سلبا ولا ايجابا حتى تتم المخاطبة الرسمية من قبل الأمم المتحدة بهذا الخصوص.

جندي سعودي يحرس عملية إنزال المساعدات من طائرة حربية سعودية في مطار عدن يوم 24 يوليو تموز 2015. تصوير: فيصل الناصر - رويترز.

جندي سعودي يحرس عملية إنزال المساعدات من طائرة حربية سعودية في مطار عدن يوم 24 يوليو تموز 2015. تصوير: فيصل الناصر – رويترز.

الأمم المتحدة تأمل زيادة المساعدات لعدن مع انتقال القتال شمالا

جنيف (رويترز) – قال مسؤول بالأمم المتحدة يتولى الاشراف على المساعدات الانسانية لليمن بعد زيارة مدينة عدن الجنوبية في مطلع الاسبوع إن الأمم المتحدة تأمل تحقيق زيادة كبيرة في المساعدات المقدمة للمدينة الان بعد أن توقف القتال تقريبا فيها.

وقال يوهانس فان در كلاوو إنه رأى جثثا ملقاة في الشوارع وإن أحياء بأكملها تعرضت لأضرار أو للدمار لكن المعركة بين قوات الحوثيين والمقاتلين المحليين الذي تدعمهم حملة قصف جوي تقودها السعودية انتقلت شمالا.

وقال لرويترز في مقابلة “توقف القتال. وما تسمعه وما تعرفه أن ثمة غارات جوية في شمال المدينة وغربها لدفع الحوثيين إلى داخل البلاد بعيدا عن المدينة.”

وأضاف “مازال هناك بعض القناصة في شبه الجزيرة (عدن). فالحوثيون لم ينسحبوا كلهم فيما يبدو. لكني أعتقد أن المدينة نفسها ستتخلص في الأيام المقبلة من خطر تجدد القتال.”

وقال فان در كلاوو إن الظروف مواتية بما يكفي لعودة الأمم المتحدة مع وجود دولي وإن المسؤولين الحكوميين الذين فروا من اليمن في أواخر مارس اذار وبدأوا العودة في الأيام الأخيرة يعتقدون أنه لا خطر من قيام الحوثيين بشن هجوم مضاد.

وتابع “يبدو أن المعركة الكبرى الآن تتعلق بتعز” مشيرا إلى المدينة الواقعة إلى الشمال التي قال إن الأمم المتحدة تشعر بقلق بشأنها.

وكانت شاحنات المساعدات التابعة للامم المتحدة قد توقفت وتخلى عنها القائمون عليها عند حاجز الرباط الأمني خارج عدن بسبب القصف والاشتباكات. وأضاف فان در كلاوو أن وقف إطلاق النار خمسة أيام اعتبارا من منتصف الليلة الماضية فرصة لتحريك القافلة.

وأضاف “نحن نحتاج على وجه السرعة تخليص المنطقة من الصراع مع وقف الأعمال العسكرية حتى يمكن لهذه الشاحنات دخول المدينة ونرجو ألا تكون تعرضت للنهب.”

ورغم الهدنة استمر القتال في عدة مناطق من البلاد غير أنه لم ترد أنباء فورية عن وقوع قتال عنيف قرب عدن نفسها.

* محاصرون

وظل موظفو الامم المتحدة المحليون محاصرين في بيوتهم منذ شهور ولا يمكن الاتصال بهم منذ مارس اذار الماضي. ولحقت بهم أضرار جزئية وتم الاستيلاء على كل ما يخص الأمم المتحدة وأسطول من أكثر من عشر عربات.

وقال فان در كلاوو إن مستشفى تديره جماعة أطباء بلا حدود يمتلىء عن آخره بمدنيين من الجرحى لا من يشاركون في القتال. وأضاف أن المستشفيات لا تعالج إلا الصدمات وإنه لا توجد بها رعاية صحية أولية أو دعم للأمراض المزمنة أو رعاية للحوامل.

واجتمع فان در كلاوو مع وزيري الاشغال العامة والنقل اليمنيين في عدن لمناقشة أولويات إعادة الحياة لطبيعتها في المدينة التي شهدت نزوح ربع سكانها البالغ عددهم 800 ألف نسمة ما جعل بعض الأحياء تبدو كمدن أشباح.

وفي الأسبوع الماضي وصل أربعة من الوزراء إلى عدن في إطار محاولة لاستعادة السيطرة حسبما قال سياسي يمني وذلك بعد أربعة أشهر من انتقال الرئيس عبد ربه منصور هادي للسعودية.

وبخلاف ضبط الأمن للحفاظ على السلام فإن الأولوية لاعادة النازحين إلى بيوتهم وإعادة شبكات المياه والصرف والكهرباء والصحة العامة وغيرها من الخدمات الأساسية وتوفير المأوى لمن يحتاج إليه.

ويجري تفريغ عدة سفن محملة بمساعدات الأمم المتحدة في ميناء عدن.

وقال فان در كلاوو إنه رغم القتال العنيف المستمر منذ أسابيع فإن جانبا كبيرا من مرفأ عدن النفطي مازال سليما. وتعرضت مباني المطار للقصف لكن الممر بحالة معقولة نسبيا وتأمل السلطات أن يعمل المطار خلال أسبوع.

وأضاف أن عدة طائرات سعودية واماراتية هبطت في المطار لكن تردد أنها تحمل مساعدات وإمدادات عسكرية وأن من الضروري تسيير رحلات جوية تابعة للأمم المتحدة للحفاظ على “نزاهة” المساعدات الانسانية.

اترك رد

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading